كانت الليالي تمر ببطء، والتهديد الذي يلوح في الأفق يزداد وضوحًا. بدأت "إيلارا" و"لوكيوس" في تنظيم قواتهما، استعدادًا للمواجهة القادمة. كان هناك شعور عام بالقلق بين الجنود، حيث كانت الشائعات عن العدو الغامض تنتشر كالنار في الهشيم.
في إحدى الليالي، بينما كان القمر مكتملًا يضيء السماء، وقرر "لوكيوس" و"إيلارا" القيام بدورية في الأراضي المحيطة بقلاعهم للتأكد من استعداد الجنود. كانت الرياح تعصف ببرودة، لكن ذلك لم يثنِ عزيمتهما.
عند وصولهما إلى حافة غابة كثيفة، لاحظا حركة غريبة بين الأشجار. توقفا سريعًا وأشار "لوكيوس" بإشارة صامتة للجنود للتفرق والتمركز حول المكان. كان الهواء مشحونًا بالتوتر، وكان صوت صرير الحشرات يملأ الأرجاء.
فجأة، انبعثت ظلال سوداء من بين الأشجار، تتحرك بسرعة غير طبيعية، وكأنها تتحدى قوانين الطبيعة. كانت تلك الظلال تحمل سيوفًا تعكس ضوء القمر، وتندفع نحو "لوكيوس" و"إيلارا" بسرعة البرق.
إيلارا: "احذر، لوكيوس! إنهم هنا!"
بسرعة البرق، سحب "لوكيوس" سيفه المشتعل بالنيران، وواجه الظلال بكل شجاعة. كانت ضرباته قوية ودقيقة، تشتعل في الظلام كالشهاب. بجانبه، استدعت "إيلارا" سحر الجليد الخاص بها، مكونة درعًا بلوريًا يحميهما من الهجمات.
كانت المعركة شرسة، الظلال تتحرك بمهارة، لكن "لوكيوس" و"إيلارا" كانا يعملان بتناغم مذهل، كأنهما راقصان في رقصة قاتلة. ضربات "لوكيوس" النارية كانت تتكامل مع دفاعات "إيلارا" الجليدية، مما خلق مزيجًا مدمرًا من النار والجليد.
بينما كانت المعركة تحتدم، لاحظ "لوكيوس" أن الظلال تبدو كأنها تتراجع، وكأنها كانت تختبر قوتهما. همس بصوت خافت لإيلارا، "إنهم يختبروننا. علينا أن نكون حذرين."
إيلارا: "أعلم. لكننا لن ندعهم ينجحون."
مع نهاية المعركة، تراجعت الظلال عائدة إلى الظلام، تاركة وراءها شعورًا بالخطر الوشيك. كانت تلك المواجهة بمثابة تحذير، وإشارة إلى أن العدو كان يقترب.
وقف "لوكيوس" و"إيلارا" وسط الجنود، اللذين كانوا يلهثون من التعب، يتفقدان الإصابات ويعطيان الأوامر لتعزيز الدفاعات. كانت تلك الليلة بمثابة تذكير لهما بأن التهديد حقيقي، وأن عليهما الاستعداد لما هو آت.
بينما كانا يعودان إلى القصر، كانت هناك لحظة من الصمت بينهما، مليئة بالتفكير والقلق. لكن في أعماق قلبهما، كان هناك شعور بالارتباط القوي، وكأن المعركة قد قربتهما أكثر من أي وقت مضى. كانا يعلمان أن الظلام يحيط بهما، لكنهما كانا مستعدين لمواجهته معًا، كتحالف لا يقهر من النار والجليد.
" انتهى الفصل ٦ من رواية أمير الجحيم "
X x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x x
22تم تحديث
Comments