..."إذن، جئتِ إلى هنا بعد أن رأيتِ إعلان التوظيف على الحائط؟"...
..."نعم! سأبذل كل جهدي في أي عمل يُطلب مني! لديّ خبرة سابقة في العمل في مطعم."...
...نظر إليَّ العامل في المطعم من أعلى إلى أسفل وهو يقطب حاجبيه....
...كانت عيناه مليئتين بالشك، وكأنه يتساءل إن كنتُ قادرة فعلًا على تحمُّل هذا النوع من العمل....
...'لا تُظهري ضعفكِ. اصمدي.'...
...شدّدتُ قبضتي ووقفتُ بثبات. لم يكن الوقت مناسبًا للتردد أو التراجع....
...لو تم طردي من هنا، فسأموت جوعًا. التفكير في هذا جعلني أشعر بمزيد من اليأس....
...أخيرًا، تنهد الموظف وقال:...
..."حسنًا، تعالي معي إلى المطبخ. الطاهي الرئيسي يُجري مقابلات مع متقدمين آخرين حاليًا."...
..."حقًا؟! شكرًا جزيلاً!"...
...شعرتُ بالارتياح قليلًا ولحقتُ به. مجرد أن أُتيحت لي فرصة الدخول إلى المقابلة كان أمرًا رائعًا....
...وفجأة، دوّى صوتٌ غاضب من داخل المطبخ....
..."لا يوجد شخص منكم لديه الحد الأدنى من المهارات، ومع ذلك تجرؤون على التقدم للعمل في المطبخ؟! تبا لكم! اخرجوا فورًا من مطبخي!"...
...هـرع!~...
...قفزتُ في مكاني من المفاجأة، بينما رأيتُ ثلاثة رجال يندفعون خارج المطبخ بسرعة....
...كانت تعابيرهم تبدو وكأنهم هربوا بعد ارتكاب جريمة....
...'ألم يكن هذا مجرد عمل في المطبخ؟ ماذا حدث هناك ليجعلهم يهربون بهذه الطريقة؟'...
...لكنني لم أملك الوقت للتفكير طويلًا....
...دخل الموظف إلى المطبخ بهدوء، فتبعته بحذر....
..."……!"...
...ما رأيته جعلني أُصدم تمامًا....
...كان المطبخ في حالة فوضى!...
...الأرضية مليئة بالخضروات المقطعة بشكل عشوائي، وقطع خشبية متناثرة، وحتى بعض السكاكين كانت مغروسة في الأرفف!...
...بدا وكأن شجارًا قد اندلع بدلًا من مقابلة عمل!...
...'ما الذي حدث هنا بحق؟'...
...شعرتُ بقطرات العرق البارد تنزلق على رقبتي....
...سأل الموظف بلا مبالاة:...
..."لم يعجبك أي متقدم مرة أخرى، أليس كذلك؟"...
..."ألم أقل لك ألا تُدخل لي هؤلاء الحمقى أصلًا؟"...
...ردّ عليه رجل ضخم يرتدي قبعة طاهٍ بيضاء بحدة....
...على الأرجح كان هو الطاهي الرئيسي....
...'يا إلهي! بالنظر إلى بنيته الجسدية، يبدو قادرًا على قتل وحش بيديه العاريتين!'...
...عرض كتفيه العريضين وعضلات ذراعيه البارزة كان أقرب إلى زعيم قطاع طرق. ...
...شعرتُ أن روحي تهرب من جسدي....
...مجرد التفكير في أن يلمسني هذا الرجل بقبضته كان كفيلًا بإنهاء حياتي....
...لاحظ الطاهي الرئيسي وجودي أخيرًا وسأل بصوت خشن:...
..."ومن تكون هذه؟"...
..."متقدمة جديدة. تقول إنها رأت إعلان التوظيف على الحائط وجاءت."...
...نظر الشيف إلى الموظف بنظرة غير راضية، لكن العامل اكتفى برفع كتفيه بلا مبالاة....
...ساد الصمت للحظة قبل أن يقول الطاهي بصوت منخفض:...
..."أنتِ هناك، أمسكي السكين وقطّعي هذا."...
..."هـ.. هل تقصد هذه البصلة؟"...
..."وماذا تظنين؟ هل ستقطّعين لوح التقطيع بدلًا منها؟"...
...كانت نبرته حادة وساخرة....
...كان واضحًا أنه حتى لو نجحتُ في المقابلة، فسيكون اسوء رئيس عمل على الإطلاق....
...'لا بأس. تحمّلي... لن أجد عملًا يوفر لي الطعام والمأوى بسهولة مجددًا. حتى لو اضطررتُ للمغادرة لاحقًا، عليّ كسب بعض المال أولًا.'...
...عقدتُ العزم، ثم أمسكتُ السكين. لكنني سرعان ما تجمدتُ في مكاني....
...كان السكين ثقيلًا جدًا! بالكاد تمكنتُ من رفعه....
...'يا إلهي! حتى السكاكين في الطابق الخمسين ثقيلة بشكل جنوني!'...
...كان من الواضح أن الطهاة هنا يتمتعون بقوة جسدية هائلة....
...'هل سأتمكن حتى من الصمود ليوم واحد في هذا المكان؟'...
...نظرتُ حولي، ثم سألتُ بحذر:...
..."أ- أعذرني، هل يمكنني استخدام السكين الأصغر هناك؟"...
..."لا تسألي كثيرًا، فقط افعلي ما ترينه مناسبًا!"...
..."حاضر! شكرًا لك!"...
...أسرعتُ في التقاط السكين الأصغر قبل أن يغيّر رأيه....
...لحسن الحظ، كان أخف بكثير من السكين الأول....
...'حسنًا، يمكنني العمل بهذا.'...
...وضعتُ البصلة على لوح التقطيع وبدأتُ في تقطيعها إلى شرائح رفيعة....
...تـقـطـیـع~ تـقـطـیـع~...
...لحسن الحظ، كنتُ معتادة على الطبخ....
...فقد عملتُ مع جدتي في مطعمها لمدة 10 سنوات، وعشتُ بمفردي لمدة 4 سنوات، لذا كنتُ جيدة في الطبخ....
...كنتُ أيضًا أجرب وصفات شائعة على وسائل التواصل الاجتماعي أثناء التخييم....
...'لكن إلى متى يجب أن أستمر في التقطيع؟'...
..."هل أستمر في التقطيع حتى أنتهي من كل شيء؟"...
..."لا تتوقفي."...
..."حاضر."...
...كان الطاهي يراقبني بعناية، وكذلك العامل....
...أكملتُ تقطيع النصف الآخر من البصلة....
...تـقـطـیـع~ تـقـطـیـع~...
...بعد لحظات، بدأتُ أدمع بسبب البصل....
...مسحتُ دموعي وسألتُ:...
..."هـ... هل هذا كافٍ؟"...
..."اممم... هل يمكنكِ تقطيع الجزر أيضًا؟"...
..."هل أقوم بتقطيعه بنفس الطريقة؟"...
..."افعلِي ما ترينه مناسبًا."...
...لاحظتُ أن وجه الطاهي أصبح أقل صرامة، مما يعني أنني لم أفشل على الفور....
...'نجحتُ في ترك انطباع جيد، على الأقل!'...
...أخذتُ نفسًا عميقًا وبدأتُ تقطيع الجزر إلى شرائح رفيعة....
...'هذا ليس صعبًا جدًا.'...
...تحدث العامل بدهشة:...
..."هذا مذهل... لم أرَ أحدًا يقطّع الجزر بهذه الدقة من قبل!"...
...'ماذا؟ هل هذا مثير للإعجاب حقًا؟'...
...بدا أنني قد فعلتُ شيئًا غير عادي دون قصد....
...رفع الطاهي حاجبيه وسأل:...
..."هل أنتِ متسلقة طوابق؟"...
..."نعم!"...
...وقفتُ باستقامة وأجبتُ بحزم، فقد شعرتُ أن المقابلة الحقيقية بدأت للتو....
...سأل الطاهي بجدية:...
..."لماذا تريدين العمل هنا؟"...
...كنتُ مستعدة لهذا السؤال، فأجبتُ بسرعة:...
..."لقد سُرِقَت جميع أمتعتي ومعداتي في الطابق السفلي، لذا أحتاج إلى بعض الوقت لكسب المال وشراء معدات جديدة قبل أن أتمكن من تسلق الطوابق مجددًا."...
...نظر الطاهي إلى العامل، ثم همسا معًا....
...وبعد لحظة، قال:...
..."متى يمكنكِ البدء؟"...
...'لقد نجحتُ!!'...
...قلتُ بحماس:...
..."هل يمكنني البدء من اليوم؟"...
..."ما اسمكِ؟"...
..."لاهاي. نادِني لاهاي فقط."...
...أومأ الطاهي وقال:...
..."أنا بايكال، الطاهي الرئيسي وصاحب المطعم. وهذا ليون، مسؤول الخدمة."...
..."ليون، أعطِ لاهاي مئزرًا. سنبدأ العمل عند العشاء."...
...وأخـیـرًا... لـقـد نـجـوتُ!...
تنزيل على الفور
novel.download.tips
Comments