الفصل الثاني :عبور البوابة

تتطاير ذرات الضوء الفضية في الهواء، وأصوات غريبة، كهمسات غير مفهومة، تدور في أرجاء المكان. عند دخولهم من خلال البوابة، شعر كل من ليو إيفيك وفيليب أشلي وميا وليام و كيفين ريك، مارك ليونيل وهانا ارون وماديسون دانييل و وكأنهم انتقلوا إلى بعد آخر. لم يكن العالم الذي يدخلون إليه يشبه شيئًا مما عرفوه.

بمجرد أن عبروا، وجدوا أنفسهم في مكانٍ جميل جدا ، السماء فوقهم كانت ذات لون سماوي وبنفسجي ، بينما الأرض تحت أقدامهم كانت مغطاة بطبقة من الأوراق المتناثرة التي تلتصق بالجسد وكأنها جزء من العالم نفسه. الأشجار هنا كانت غريبة الشكل؛ جذوعها سميكة ومتشابكة كما لو كانت تتنفس، وأفرعها تمتد بشكل غير منتظم نحو السماء، مغطاة بحُلة من الندى الفضّي الذي يعكس الضوء.

سأل فيليب بصوت مبحوح "هل ننتظر هنا؟"، وهو يلمس جذع إحدى الأشجار بشك

قال ليو"لا فكرة لي. هذا المكان يبدو... غير حقيقي."وهو يمرر يده على شعره . كانت فكرته الأولى هي أن كل ما يحدث مجرد خداع علمي. لكن نظراته المربكة تشير إلى خلاف ذلك. لم يكن هناك أي تفسير منطقي لهذا العالم الغريب.

ثم اقتربت منهم مخلوقات غريبة، لم يكن مثلها في أي من الكتب التي درسوها. كانت كائنات صغيرة تشبه الجنيات، ولكنها كانت تحمل أجنحة طويلة وشفافة تتلألأ بألوان غير مرئية للعين البشرية. بدت هذه الكائنات وكأنها تطير دون أن تحرك أجنحتها بشكل واضح، وهي تراقبهم في صمت.

تجمد الجميع في مكانهم، وقد ارتسمت على وجوههم علامات الدهشة والخوف. كانت تلك المخلوقات قريبة جدًا منهم، تكاد تلامس أجسادهم، إلا أن عيونها كانت مليئة بالفضول والحذر في آن واحد.

وفي اللحظة التي بدأوا يخطون فيها خطوة إلى الأمام، ظهرت إحدى الجنيات من بين الظلال. كانت الجنية ذات شعر بني طويل ومموج، وعينان بنيتان لامعتان كالشمس في لحظاتها الذهبية. رفعت جناحيها السماويين وكأنها تنبثق من قلب هذا العالم الغامض.

سألت بصوتٍ ناعم"مَن أنتم؟"، لكن محمل بالقوة. كان صوتها أشبه بأنغام موسيقية خافتة، تحوم حول آذانهم.

بدأ ليو "نحن..." ، ولكنه توقف للحظة، محاولًا التفكير في الكلمات المناسبة. "نحن علماء من عالم آخر، جئنا الى هنا من خلال بوابه فتحت لنا ." كانت فكرته عن العلم تستدعي الاستكشاف، لكن هذه الجنية كانت تجسّد شيئًا أكبر من مجرد مغامرة علمية.

ابتسمت الجنية بحذر وقالت: "أنتم دخلتم إلى عالمنا، عالم الظلال، لكن لا أحد يستطيع العودة بمجرد أن يمر من هنا."

تبادل الجميع النظرات، وكان فيليب يلمس جهازه بيد مرتعشة، محاولًا أخذ بعض القياسات، لكن شيء ما كان يثنيه. لم يكن في هذا المكان أي منطق علمي يستطيع تفسيره.

سألتها ميا"من تكونين؟" وهي تحدق في الجنية بعينين مليئتين بالفضول.

"إلينور، الجنية الطيبة." قالت الجنية، وهي ترفرف بجناحيها بأناقة. "لكن لا تظنوا أنكم في أمان. هناك من يراقبكم."

وفجأة، انعكست السماء فوقهم بلون فضي ساطع، ثم بدأ الصوت المخيف لوقع خطوات عملاقة يتردد في الأرجاء. كانت الأرض ترتجف تحت أقدامهم، وحين التفتوا، شاهدوا جنودًا عملاقين يتقدمون نحوهم. هؤلاء الجنود كانوا ضخامًا، ملامحهم غامضة، وأعينهم متوهجة بالأزرق. كانوا يحملون أسلحة غير مألوفة، تتوهج بحواف لامعة.

بدأ فيليب"هل هؤلاء...؟" ، لكن إلينور قطعته بحزم وقالت

"إنهم حراس قلب الغابة. لا تقتربوا منهم. هذا المكان تحت حماية قوية."

سأل مارك وهو يخطو خطوة للأمام"من هم؟ ولماذا يحمون هذه الغابة؟"

"إنهم حراس يسهرون على الحفاظ على توازن هذا العالم. لا أحد يجرؤ على الاقتراب من قلب الغابة أو من البحيرة. ولكن... إذا كنتم تبحثون عن طريق للعودة، فإن البحر هو الحل." قالت إلينور، وهي تشير إلى الجهة المقابلة حيث كانت توجد بحيرة ضخمة لامعة، يبدو أن ضوءها يأتي من مكان بعيد في أعماقها.

لكن عندما حاولوا الاقتراب، كانت خطواتهم تتباطأ، كما لو كانت البحيرة تبتلع كل خطوة منهم.

"هل هذا..." بدأ ليو، ثم تنهد وهو ينظر إلى البحيرة. "هل هذه هي البوابة التي تحدثت عنها؟"

"نعم." قالت إلينور، عيونها تنقل قلقًا عميقًا. "لكن لا تظنوا أن الدخول إليها سيكون سهلًا. من يدخلها ويعبر دون أن يعرف كيف، لن يخرج أبدًا."

لكن في تلك اللحظة، تحول المشهد فجأة. الجو بدأ يزداد ضبابًا، والأشجار بدأت تهتز بقوة كما لو كانت تستجيب لوجودهم. كانت هناك قوة غير مرئية تشدهم إلى الداخل، وكأن شيئًا ما يهددهم إذا لم يتبعوا القوانين التي وضعها هذا العالم.

قال فيليب أخيراً متردداً "يجب أن نتبعها، إذا أردنا البقاء على قيد الحياة."

وابتسمت إلينور، ثم قالت: "إذن، استعدوا لأن مغامرتكم الحقيقية قد بدأت للتو."

يتبع......

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon