The Pursuit Of Truth

The Pursuit Of Truth

عودة عبر الى الماضي

فتح سايمون عينيه ببطء، شعر بثقل غريب في رأسه وكأنه قد خرج للتو من حلم مشوش. نظر حوله، فوجد نفسه في غرفة مألوفة... لكنها لم تكن غرفته المعتادة. اعتدل في سريره، قلبه ينبض بسرعة، وهو يحاول استيعاب ما يراه.

"هذه... غرفتي القديمة؟" تمتم بصوت متحشرج، وهو ينهض ببطء. كل شيء بدا وكأنه عاد إلى الماضي، حتى رائحة المكان حملت ذكريات بعيدة دفنتها السنوات.

توجه بسرعة إلى الطاولة الصغيرة حيث كان يضع هاتفه دائمًا. أمسك به، تفقد التاريخ، وعيناه اتسعتا بصدمة: 1 يناير 2024.

وقف متجمدًا في مكانه، يداه ترتجفان قليلاً. "مستحيل... كنت في 2050، كيف عدت؟ هل هذا حلم؟ هل فقدت عقلي؟"

حاول أن يهدئ نفسه، لكنه شعر بأن كل شيء حقيقي، ملموس. "لا... لا يمكن أن يكون هذا وهمًا." أخذ نفسًا عميقًا واتجه إلى المطبخ لتحضير فطوره. ربما الطعام والروتين الصباحي سيساعدانه على استيعاب الأمور.

جلس أمام التلفاز، ضغط على زر التشغيل، فظهرت مقدمة الأخبار تقول بصوت هادئ:

"نتمنى أن يكون عام 2024 عامًا مليئًا بالسلام والنجاح للجميع."

سقطت الملعقة من يده، ووقف ببطء. "إذن... هذا حقيقي. لقد عدت بالزمن."

أخذ نفسًا عميقًا، ثم نظر حوله محاولًا التفكير بعقلانية. كان يعرف أن الذعر لن يساعده. "حسنًا، لنفكر في الأمر منطقيًا... كيف وصلت إلى هنا؟"

رن هاتفه فجأة، مما جعله ينتفض قليلًا. نظر إلى الرقم، كان مألوفًا جدًا. إنه نفس الاتصال الذي تلقاه قبل ستة وعشرين عامًا.

رفع الهاتف إلى أذنه، فجاءه الصوت الهادئ والمألوف:

"تعال إلى المقهى القريب من الحديقة، لدينا عمل نتحدث عنه."

تسارعت أنفاسه. "تمامًا كما حدث من قبل..." لم يستطع منع نفسه من الشعور بالقشعريرة.

أغلق الهاتف بسرعة، ثم ركض إلى غرفته، وبدأ يبحث عن بطاقة هويته ليتأكد من أن كل شيء كما كان. أمسك بها ونظر إليها:

الاسم: سايمون جوليان

اللقب: القاتل المجهول

العمر: 27 سنة

المهنة: مغتال محترف

توقفت عيناه عند الاسم الحقيقي المكتوب بخط صغير أسفل البيانات: محمد علي.

أغمض عينيه للحظة. لقد عاش حياتين مختلفتين، واحدة بصفته محمد علي، والأخرى كسايمون، القاتل الأشهر الذي لم يفشل في أي مهمة. والآن... هو هنا مجددًا، قبل كل شيء، قبل أن يحدث ما حدث، قبل أن يصبح هدفًا لجهات لا ترحم.

قرر ألا يضيع الوقت. ارتدى ملابس رياضية وخرج للركض. الهواء البارد لامس بشرته، وصوت خطواته المنتظمة على الرصيف أعاد إليه بعض الهدوء. "إذا كان هذا اختبارًا... فسأكون مستعدًا له."

بعد ساعة من الجري، عاد إلى منزله، أخذ حمامًا سريعًا، ثم استعد للقاء الشخص الذي كان يمنحه المهمات. كان يعرف مسبقًا كل كلمة سيقولها الرجل، كل حركة، كل تفصيل.

عند الساعة الثامنة، وصل إلى المقهى. جلس في ركن بعيد، يرتشف قهوته بهدوء، وعيناه تراقبان الداخلين والخارجين. بعد لحظات، دخل الرجل المعهود، بابتسامته الباردة المعتادة.

"آسف لجعلك تنتظر."

رفع سايمون نظره إليه، ابتسم بسخرية خفيفة وقال: "لا بأس، أخبرني، ما هي المهمة؟"

كان يعرف تمامًا الإجابة، لكنه أراد أن يسمعها مجددًا، وكأنه يتأكد من أن كل شيء يسير كما كان.

فتح الرجل الملف، ودفعه نحوه: "هدفك هذه المرة رجل أعمال كبير، هذه تفاصيله."

أخذ سايمون الملف، نظر إلى الصورة، ثم أغمض عينيه للحظة. "إذن، اللعبة بدأت مجددًا."

لم يكن يعرف كيف عاد، لكن شيئًا واحدًا كان واضحًا له...

هذه المرة، لن يكون مجرد بيدق في اللعبة.

أعاد سايمون الملف إلى الطاولة بعد أن قرأه بتمعن، ثم رفع نظره نحو جوناثان، وكيل المهمات، وسأله بنبرة هادئة:

"كم هي الجائزة؟"

ابتسم جوناثان بخبث وقال:

"بما أن الهدف شخصية بارزة، فسأكون كريمًا معك... مليون دولار. لكن تذكر، مع المكافآت الكبيرة تأتي المخاطر الأكبر. هذه المهمة حساسة جدًا، ولا مجال للخطأ. سمعة منظمتنا تعتمد عليك، فأنت القاتل رقم واحد لدينا."

أومأ سايمون برأسه، لم يكن المال ما يشغله الآن، بل تفاصيل المهمة. عرف أن كل عملية اغتيال لها تعقيداتها، لكن هذه المرة... كان يعلم مسبقًا كل شيء عنها. لقد نفذ هذه المهمة من قبل، وعرف العواقب التي ستليها.

التقط الملف مرة أخرى وتمعن في الصورة: "تشياو تشو شين"، رجل أعمال صيني، واحد من أقوى الشخصيات الاقتصادية في العالم. كان الهدف من اغتياله إضعاف نفوذه وإعادة توزيع القوى في السوق العالمية.

أغلق سايمون الملف ونظر إلى جوناثان قائلاً بصوت واثق:

"اعتبره ميتًا، اذهب واحفر قبره."

ضحك جوناثان وقال: "أعرف أنك لا تحب كثرة الكلام، بل تفضل الأفعال. حسنًا، حظًا موفقًا."

نهض سايمون من مقعده، ارتدى معطفه الأسود وقبعته الكبيرة، ثم غادر المقهى بخطوات هادئة وثابتة. لم يكن يرغب في جذب الانتباه، فهو يدرك جيدًا أن هناك دائمًا من يراقب في هذا العالم.

عاد سايمون إلى شقته، أضاء المصباح الخافت، ثم اتجه إلى الخزانة السرية التي تحتوي على معداته. فتحها، وبدأ في تجهيز حقيبته السوداء:

مسدس كاتم للصوت، معدّل خصيصًا ليكون سريع الاستجابة.

سكين قتالية، حادة بما يكفي لإنهاء حياة شخص بضربة واحدة.

قناصة بعيدة المدى، سلاحه المفضل. أمسك بها بلطف وهمس: "عزيزتي، كيف حالك؟" ثم قبّلها كما لو كانت شريكته في هذه المهمة.

بزة سوداء خاصة، تحتوي على طبقات خفيفة مضادة للرصاص.

نظارات الرؤية الليلية، لأنه يعلم أن الظلام صديقه في مثل هذه العمليات.

جلس على الكرسي، يتفحص كل قطعة من معداته بدقة. لقد نفذ هذه العملية من قبل، لكنه الآن يمتلك أفضلية لم تكن لديه في المرة السابقة... المعرفة المسبقة بكل شيء.

أغلق الحقيبة بإحكام، ثم أخرج هاتفه وحجز غرفة في فندق يطل مباشرة على الفندق الذي سيقيم فيه تشياو تشو شين. كانت هذه هي أفضل نقطة مراقبة ممكنة.

نظر إلى المرآة للحظة، ثم تمتم: "هذه المرة، أنا من يتحكم في مجريات الأمور."

على الجانب الآخر من العالم، في الصين، كان تشياو تشو شين يستعد للسفر إلى فرنسا. جلس في مكتبه الفخم، أمامه مجموعة من المستشارين ورجال الأمن.

نظر إلى سكرتيره وقال بلهجة صارمة:

"يجب أن نزيد عدد الحراس الشخصيين، هذه الصفقة أهم ما لدينا هذا العام، ولا يمكن أن نسمح بأي خطأ."

أومأ السكرتير برأسه وأجابه بسرعة:

"تم تأمين الفندق بالكامل، وهناك فريق أمني مدرب لحمايتك. كل شيء تحت السيطرة."

لكن الحقيقة أن لا شيء تحت السيطرة... لأن سايمون ينتظره.

في تلك اللحظة، كان سايمون قد وصل إلى غرفته في الفندق، فتح النافذة قليلاً، ووضع قناصته على الطاولة، ثم نظر من خلال المنظار نحو مدخل الفندق الآخر.

"حسنًا، لنرَ متى ستصل يا تشياو..."

جلس على السرير، مغلقًا عينيه للحظة، لكنه لم يكن مرتاحًا تمامًا. هذه المرة، الأمور مختلفة. لقد عاد بالزمن، وعليه أن يقرر...

هل سينفذ المهمة كما فعل سابقًا؟ أم سيغير الأحداث؟

سايمون يعلم أن كل خطوة سيتخذها قد تؤثر على المستقبل... لكن السؤال الأهم: هل هو مستعد لمواجهة العواقب؟

الجديد

Comments

ميراي

ميراي

مرة حلوة الرواية
ممكن تشوفين رواياتي

2025-03-26

1

الكل
مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon