في طريقي إلى غرفة المعيشة، كان والدي واقفًا بانتظاري، وكنت في السادسة من عمري. هرعت نحوه مبتسمًا، فاحتضنني وحملني على كتفه، قائلاً: هيا، لننطلق! ثم نظرت إليه مبتسمًا وقلت: هيا! وبعد حوالي ساعة، جاءت والدتي تحمل حقائب الطعام، وذكرتنا: لا تنسوا فطوركم! أخذنا منها الحقائب، ثم اقتربت من والدي وقبلته كما اعتدنا.
توجهنا إلى خارج المنزل، وعندما وصل باص المدرسة، أنزلني والدي من على كتفه. دخلت الباص وأشرت إليه بيدي مودعةً، بينما ظل هو واقفًا ينتظر الباص الذي سيأخذه إلى العمل. جلست في الباص بجانب فتاة سمراء.
في إحدى المرات، كنت أقرأ كتابًا وأنتظر بداية عامي الدراسي الجديد في تلك المدرسة. بينما كنت أتأمل في الأجواء من حولي، رأيت فتاة تقترب مني، فابتسمتُ وقلت: مرحبًا. فردت قائلة: أهلاً.
سألتها: ما اسمك؟، فأجابت: اسمي ريم.
قلت لها: اسمك جميل. فتوجهت إليها بالشكر وسألت: هل أنت جديدة في هذه المدرسة؟، فردت: نعم، هذه السنة الأولى لي هنا، قبل هذا كنت أدرس في مدرسة أخرى.
قالت: مرحبًا بك في مدرسة معالم، إنها مدرسة رائعة.
فردت ريم بنبرة ساخرة: حقًا؟ ستكتشفين ذلك بنفسك عند الانتساب إلى أي قسم.
أجبتها: أنا في الصف الخامس، وهو قسم جميل.
فقالت ريم: نحن في نفس القسم، أليس هذا رائعًا؟.
فقلت: إذن نحن الآن صديقتان.
وأجابت ريم: ربما.
وفي ختام الحديث، قلت: بلى، بالتأكيد، تشرفت بلقائك ريم. فأجابت: وأنا أيضًا، يا أنيا.
بعد ذلك، وصلنا بالحافلة إلى المدرسة التي تتكون من طابقين، وتضم مركزًا ابتدائيًا وإعداديًا وآخر ثانويًا. كان للمكان ساحة كبيرة مزينة بأشجار يصل ارتفاعها إلى متر واحد، وراية ترفرف في الساحة. عندما نظرت إلى ريم، لاحظت أنها لم تُظهر أي اهتمام بالمدرسة، بل سألتني وكأنها لا تُبالي، أين هو قسمنا؟ أخبرتها بأنني سأرشدها، وأخذت بيدها بينما كنت أسرع إلى الأمام، ثم بدأ يظهر على وجهها بعض علامات الاهتمام.
وصلنا إلى قسمنا وجلست ريم بجانبي. بعد ذلك، دخلت أستاذة الفيزياء والكيمياء، وقالت: انتبِهوا يا طلاب، أود أن أعرفكم على الطلبة الجدد في هذه السنة. سأقوم بإعادة صياغة النص بشكل احترافي كالتالي:
سنبدأ أولاً بالتعارف في مدرستنا. أود أن أقدم لكم أولاً ريم، التي كانت في السابق تعيش في مدينة بعيدة. اسمي ريم، وأنا ابنة السيد جون. لقد انتقلنا مؤخراً إلى هنا، وأشعر بسعادة كبيرة للالتقاء بكم.
يمكنني أن أجلس في مقعدك يا ريم، وبعد ذلك سأقدم لكم طالباً آخر يُدعى كلود ليعرفكم بنفسه.
عندما وقف، شعرت وكأن الزمن توقف للحظة، فقد كان مظهره رائعاً؛ عينيه الزرقاوتين، شعره الأشقر، بشرته المتوسطة بين السواد والبياض، وطوله الذي كان مناسباً لجسمه.
ثم قدم نفسه قائلاً: أنا كلود جنفر، وهذه هي السنة الأولى لي في هذه المدرسة. أنا أيضاً سعيد بلقائكم. خلال حديثه، كان ينظر إلى مقعدنا، مما جعلني أشعر ببعض الإحراج، لكن ريم... لم ألاحظ ما يحدث، وبعدها جلس أصدقاؤنا وبدأ الدرس، وكانت الحصة ممتعة حقًا، أليس كذلك يا ريم؟
نعم، كانت رائعة، لقد أعجبتني هذه الحصة، أستاذ.
وأنا أيضًا.
ريم، هل نذهب إلى المقهى قبل انتهاء الاستراحة؟
أجل، دعينا نذهب. وبينما كنا نسرع، اصطدمت بي كلود.
كلود: أنا آسف حقًا، هل أنت بخير؟ هل تأذيت؟
أنيا: لا، أنا بخير.
ريم: أنيا، هل أنت بخير؟ عودي، ألا تكوني قد تأذيت؟
ريم: أيمكنك أن تنتبهي للطريق حتى لا تصيبي أحدًا؟
كلود: لا، لم أقصد ذلك.
ريم: إذًا، لماذا لم تنتبهي للطريق أمامك؟
كلود: أنا حقًا آسف لما حدث، وأتمنى أن تسامحيني. وإذا كنت لا تستطيعين المشي، يمكنني أن أوصلك.
Comments