تحت اضواء
...الموضة تتلاشى، لكن الأسلوب أبدي......
........................................................................................................................................................
...شمال إيطاليا..مدينة توسكاني..عاصمة فلورنسا :...
...في أجواء شبه صيفية رائعة في فلورنسا كان أحد أبرز المطاعم الراقية يحتضن جلسة تصوير لم تتكرر، كانت الشمس تلعب مع ظلال الأشجار، مما أضفى لمسة سحرية على المكان......
...وسط هذا المشهد، جلست بياتريس ماريو، أشهر عارضة أزياء إيطالية لهذا العام، ترتدي فستانًا قطنيًا خفيفًا بلون الأبيض، ذو حمالات رفيعة تُبرز كتفيها الجميلتين. أضافت نظارات شمسية سوداء مستطيلة لمسة من البهاء على ملامحها، بينما كان شعرها الأسود الطويل مربوطًا بشكل أنيق في ذيل حصان يمتد حتى ظهرها......
..."لأن عزيزتي بياتريس، ضعي نظارات فوق رأسك بهدوء..."...
...كان صوت باولو ريڤيس، المصور المعروف، يعلو بين صرخات المصورين الآخرين، الذين تواجدوا بحذر حولها، كأنهم يحرسون سرًا لا يرغبون في أن تصطدم به المجلة الصيفية الجديدة......
...رفعت بياتريس نظاراتها الشمسية بحركات رشيقة، مكشوفة بذلك لعينيها البنيتين اللامعتين، التي انعكست عليها أشعة الشمس الذهبية. كانت ملامحها هادئة ومركزة في المهمة التي تؤديها، رغم صعوبة الأمر، لكن لم تكن تلك مشكلة بالنسبة لبياتريس، فهي صاحبة الخبرة والتجربة، التي جعلتها تتألق في عالم الموضة،بعد حوالى عشر دقائق، جاء صوت باولو ليقطع حواجز التركيز:...
..."انتهينا!"...
...فاسترخت الأجواء حول بياتريس، وبدأ المصورون يتركون الكاميرات جانبا ليأخذوا استراحة قصيرة.....
..."عمل جميل، حبيبتي بياتريس، لم تخيبي ظني أبداً"...
...قال باولو وهو يقترب منها بابتسامة تعبر عن الإعجاب.. أغمضت بياتريس عينيها لبضعة لحظات، مريحًة جسدها من وهج الكاميرات، في حين كانت مساعدتها كاتيا تفتح قارورة الماء لها بابتسامة مشجعة، تشعر بسعادة عظيمة لتحقيقهما نجاحات باهرة في كل مجلة، وكما هو معروف، الفضل يعود إلى بياتريس ماريو......
...بينما كانت تأخذ رشفة من الماء، كانت الأجواء من حولها مليئة بالنسيم الصيفي العليل، والنور الذهبي الذي ينساب بين أوراق الأشجار، مما جعل الكل يشعر أن هذا اليوم سيكون أحد أيام النجاح الباهرة، حيث تألقت بياتريس في قلب فلورنسا، عاصمة الجمال والفن، بفضل أناقتها وجاذبيتها التي لا تُنسى.......
...نهضت بياتريس عن الكرسي بخطوات رشيقة، متقنة فن المشي كعارضة أزياء متمرسة، حيث كانت حركتها تنبض بالثقة والأناقة. بجانبها، كانت مساعدتها كاتيا، التي ارتدت فستانًا طويلًا بلون أخضر فاتح، بحمالات رفيعة تعكس جمال عينيها السوداء وشعرها الأسود القصير الناعم. قد يتساءل البعض لماذا لا ترتدي كاتيا شيئًا رسميًا مثل البدلات النسائية، لكن بياتريس كانت تعرف أهمية التعبير عن الذات من خلال الموضة، فلم تدع مساعدتها ترتدي ملابس فاخرة إلا في المناسبات النادرة......
...تقدمت بياتريس لتجلس بجانب لورنس، الذي كان مشغولاً في عرض المجلة الصيفية المخصصة لها، بعنوان 'إيطالية لامعة'.. كانت المجلة عبارة عن مجموعة خلابة من صورها الصيفية، التي تم التقاطها في أبرز معالم فلورنسا، وكان لهذا المطعم مكانة خاصة كآخر محطة في جدول أعمالها المزدحم.. بدأ لورنس بعرض الصور، التي لم تفتقر إلى البهاء، حيث كان جمال بياتريس يتألق في كل لقطة، ليكون السبب الرئيسي وراء نجاح هذه المجلة......
..."عزيزتي كاتيا، هل يمكنني الحصول على كوب قهوة؟"...
...سألت بياتريس بابتسامة لطيفة، مما جعل عيني كاتيا تتلألأ بسعادة. وضعت الملفات بجانب الطاولة وركضت إلى المقهى القريب لتجلب القهوة المفضلة لبياتريس......
...العلاقة بين بياتريس وكاتيا كانت تتجاوز حدود العمل، فهي كانت صداقة عميقة نشأت على مدار ثلاث سنوات منذ أن بدأت كاتيا العمل كمساعدة لبياتريس.. لم تكن بياتريس مجرد مديرة كاتيا، بل كانت صديقة التي تضيء حياة كاتيا.. كانت مديرة رائعة، تميزت بالاحترافية والتواضع، التي أحبها الإيطاليون وعرفوها بلقب "المرأة اللامعة"......
...شعر باولو بارتياح وهو يسحب مقعدًا بجانب بياتريس ولورنس..كانت الأجواء محملة بالحيوية، والأحاديث تجري بسلاسة.. بدأ بإلقاء نظرات سريعة على صفحات المجلة التي كانا يتصفحانها، وفجأة، تركزت عينيه على أحد الصور التي تبرز جمال بياتريس وأناقتها......
..."إنها حقًا مذهلة.."...
...قال باولو، زارعًا الابتسامة على وجه بياتريس..بعد تلك التهنئة، انتقل إلى الموضوع الرئيسي:...
..."لكن هناك شيئًا مهمًا أود مناقشته معك، بياتريس."...
...أثارت كلماته انتباهها، فجمعت تركيزها عليه:...
..."ما الأمر، باولو؟"...
..."لقد أعددت لك الدعوة للظهور في برنامج 'زيو' الليلة."...
...بدأ باولو بوضوح، وكان حماس كلماته واضحًا في صوته:...
..."هذا سيكون بمثابة إطلالة رائعة لك، ولدي استعداد كامل للاستعداد لهذا الحدث."...
...أخذ نفسًا عميقًا قبل أن يستمر....
..."في السنوات الثلاث الماضية، حققت الكثير من الإنجازات، وأرى أنك قادرة على إضافة شيء مميز لهذا البرنامج. سيكون لذلك تأثير كبير على مسيرتك.."...
...🦋.................................................................🦋...
...كانت بياتريس مستلقية على بطنها، تتنفس بعمق في اللحظة التي كانت فيها كاتيا تدلك ظهرها برفق.. كان الهدوء خيمًا في الشقة الفندقية، حيث استأجروها صباحًا، وأضواء الشمس المدينة تتلألأ من النافذة, محدثة خفقًا رائعًا مع كل لمسة تدليك.. ابتسامة كاتيا كانت تنشر الألفة، لكنها لم تكن تغطي على التعب الظاهر في عيني بياتريس......
..."تعبت اليوم.. كانت جلسات التصوير لا تنتهي،"...
...همست بياتريس، وشعرت بألم يشتد في عضلاتها.. كان الحديث مثيرًا للحماس، ولكن الجسد كان ينكسر تحت وطأة الضغوط المستمرة......
..."هل عليكِ اليوم حضور مقابلة البرنامج والتقاط الصور؟"...
...سألت كاتيا وهي توقفت لحظة لتراجع حالة صديقتها و تابعت:...
..."بياتريس أنكِ رائعة جدًا، لكن كل هذا سيؤثر عليكِ. أقترح عليكِ الحصول على شهرين إجازة لتستعيدي عافيتك."...
...ضحكت بياتريس، وعدلت جلستها لتواجه كاتيا، وقالت:...
..."أفهم شعوركِ، لكن لا يمكنني أخذ إجازة..لن أترك كل هذا العمل."...
...بينما كانت تنطق الكلمات، كان هناك شعور بالتزام عميق يراودها، مثل خيط تربطها بتلك الحياة اللامعة......
...قاطعتها كاتيا بنبرة صارمة، "بياتريس، إن لم تأخذي إجازة، سيؤثر ذلك على صحتكِ النفسية وجسدكِ."...
...ابتسمت بياتريس، غارقة في تفكيرها. كانت كلمات كاتيا تصل إلى أعماق قلبها.. كانت صديقتها تهتم بها أكثر مما تهتم بنفسها، وكان ذلك يذكّرها بأن النجاح لا ينبغي أن يكون على حساب الصحة.. لكنها بدت محاصرة بقناعة مؤلمة، لقد جاهدت كثيرًا للوصول إلى هذه المكانة، وكان يتوجب عليها الاستمرار في العمل الجاد للحفاظ على نور نجوميتها......
..."أعلم أنكِ تعتنين بي، كاتيا. ولكنني وصلت إلى هنا بعد الكثير من الجهد والتعب. لا أستطيع التخلي عن كل هذا الآن. لا زلت أحتاج إلى الوقت لضمان اسمي في عالم الأضواء. لم أعد أحتمل فكرة أن أكون خارج دائرة الضوء."...
...كانت تعبيرات وجهها تعكس صراعها الداخلي......
...🦋.................................................................🦋...
...خلف كواليس برنامج 'زيو'، كانت الأجواء تعج بالفوضى والتحضيرات. كان العاملون يجتمعون ويتنقلون بسرعة، ينظمون المكان ويضبطون الإضاءة، بينما كانت أصوات الضحكات والمحادثات تملأ المكان.. مقدم البرنامج كان يستعد للدخول على خشبة المسرح، وكان شعور من الإثارة والترقب يسري في الأجواء......
...في وسط هذا الازدحام، كانت بياتريس، الإيطالية اللامعة، جالسة في مقعدها تحت أضواء مكياج صارخة. كانت مصففة الشعر منهمكة في ترتيب خصلات شعرها الطويل، بينما كانت بياتريس تستمع باهتمام لحديث باولو عن آخر تحديثات المجلة.. أما كاتيا، فقد وقفت خلفهم، ترتدي بدلة نسائية بلون الكريمي الذي أضفى عليها جاذبية خاصة، عاكسةً سحر عينيها السوداء......
...على الرغم من كل مساحيق التجميل الفاخرة والملابس المبتكرة التي كانت ترتديها بياتريس، إلا أن كاتيا كانت تشعر بعمق بقلق يعتري صديقتها..إذ كانت تراقب بياتريس بحرص، تعلم بأنها تحتاج إلى قسط من الراحة وسط هذه الزحمة، وقررت أنها ستفعل كل ما بوسعها لتأخذها في إجازة لن تنساها، لكنها أرادت أن تتريث حتى انتهاء البرنامج......
...حينما نهضت بياتريس، قالت:...
..."سأذهب للحمام..."...
...وبدأت تتحرك نحو الباب. سرعان ما ركضت كاتيا خلفها، تتبعا خطواتها.. وعندما اقتربت، أشارت لها بياتريس بحركة من يدها أنها ستذهب فقط إلى الحمام.....
...قبل أن تخرج، سمعت كاتيا تقول بابتسامة:...
..."إجازة سعيدة..."...
...توقفت بياتريس وابتسمت، ثم انفجرت في ضحكة قوية، وسرعان ما بادلتها كاتيا نفس الضحكة. كانت تلك اللحظات البسيطة تعكس لحظة من الصداقة والروح المرحة بينهما، حتى في خضم الفوضى المحيطة...
...منذ مغادرتهما الشقة، كانت كاتيا تصر على أن تأخذ بياتريس في تلك الإجازة التي لن تُنسى......
...🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬...
بياتريس ماريو ايطالية اللامعه 😭✨؟
كاتيا بست فيرنز 😭✨؟
اجازة لن تنساها بياتريس ابدا ابدا ✨✨
...🦋يتيع🦋...
شكرًا لوقتك في قراءة روايتي وأتطلع لسماع ردك.
...مع أطيب التحيات،........
Comments