Part 2 : الأيطالي الشرير مبتسم

...في أحضان الطبيعة، تجد الحرية الحقيقية......

..........................................................................................................................................................

غرب ايطاليا..إقليم ليغوريا..ساحل تشينكوي تير..السابعة صباحا:

...في صباحٍ بارد ومنعش في تشينكوي تير، كانت الشمس تتسلل برفق من بين الغيوم، محاطةً باللون الأزرق المتلألئ للبحر.. داخل منزل سياحي يتكون من طابقين، بلونه الأبيض الرخامي اللامع، كانت الأجواء مليئة بالحياة.. حديقة صغيرة أمامية تزهر بالألوان، تضيف لمسة من الحيوية على المشهد، حيث تتراقص الأزهار تحت نسيم الصباح.....

...في المطبخ، كان ماسيمو يقف وسط الفوضى الفنية، يقلب الفواكه بيدٍ واحدة بينما يسكب عصير المانجو في كأسٍ طويل..كان يرتدي سروالاً أسود فقط، مما أضفى لمسة غير تقليدية على أناقته..شعره الأسود كان في حالة من الفوضى المحبوبة، تتساقط بعض خصلاته على جبهته.. ...

...نظاراته الشمسية السوداء كانت تغطي عينيه، ليبقى مغمورًا في عالمه الخاص دون أن يدرك أنه يجذب أنظار كلبه الأبيض الكبير، بودي، الذي كان يقف بجانبه. كان بودي يضرب بذيله الأرض بحماس، بينما يحدق في سيده بنظرات مليئة بالفضول، كما لو كان يسأل'متى ستحضر لي طعامي؟'......

...من خلفهم، كانت تدور أنغام أغنية إيطالية خفيفة، تعزز من سحر المكان..اللحن كان يعكس روح الصباح ويجعل كل شيء يبدو أكثر جمالًا..ماسيما كان غريب الأطوار بطريقته الخاصة......

...مدّ ماسيمو أصابعه الموشومة بكلمات صغيرة، تنقل أسرارًا من عالمه الفريد، وهو يلتقط شريحة برتقال زاهية على مائدة المطبخ..بينما كانت أنغام الأغنية تملأ الأجواء، بدأ يدندن بمرح، فتلك اللحظات من الفوضى تجعله يشعر بإثارة الحياة.. كان يرتدي نظارات شمسية داخل المنزل، موقف قد يثير الاستغراب، لكن من يعرف ماسيمو يعلم أنه مجنون بالطريقة الأكثر سحراً......

...عندما انقلب للخلف، وقع نظره خلف نظاراته الشمسية على كلبه بودي الذي كان يراقبه منذ ساعة تقريبًا، عينيه تجسدان مزيجًا من الفضول والحنان.. ابتسم ماسيمو في عفوية وأخذ شريحة البرتقال، ثم رماها في الهواء تجاه بودي الذي قفز ببراعة، كما لو كان يؤدي عرضًا راقصًا، ملتقطًا الشريحة بحماس واستمتع بتناولها......

...بالفعل، كانت تجربة تناول الفواكه شيئًا غريبًا بالنسبة لكلب يعيش مع رجل بهذا الطابع الغريب.. لم يكن بودي ككلاب الآخرين في نظر ماسيمو، بل كان شريكه في كل شي.. كان ماسيمو يبتسم بفخر بعد أن أمسك بودي بشريحة البرتقال، كأنما حقق انتصارًا صغيرًا في عالمهما الخاص......

...انخفض ماسيمو على ركبتيه، يلامس فراء بودي الأبيض الناعم، وأطلق ضحكة خفيفة وهو يتحدث إلى كلبه كما لو كان صديقًا بشريًا:...

..."هل انت متحمس للرويتها مثلي؟ أنا أيضًا متحمس.."...

... كانت الكلمات تخرج من قلبه برشاقة، مدًا يده لإزالة نظارته الشمسية. ظهرت عيناه الزرقاوان، كأنهما تعكسان عمق البحر في صفاء مياهه......

...لكن تلك اللحظة الجميلة تخللتها ضجة مفاجئة، صوت صراخ مرتفع، ليس أي صراخ، بل صوت جعل ماسيمو يضحك بشدة.. أعاد بسرعة نظاراته الشمسية إلى عينيه الزرقاوتين، متكئًا على تلك الفوضى مرة أخرى، غير مبالٍ بالعالم الخارجي، محاطًا بحب كلبه وموسيقى و مطبخه......

...🦋.......................................................................🦋...

...كانت بياتريس تجلس على السرير، عيونها تائهة بين جدران الغرفة التي لم تعرفها، تصرخ وتشتكي بقدر ما تستطيع..'أين أنا؟ ماذا حدث لي؟'تكررت تلك الأفكار في رأسها، كلما حاولت ترتيب ذاكرتها المبعثرة. لم تتذكر شيئًا من الأيام القليلة الماضية، وكل ما علق في ذهنها هو لحظة واحدة، عندما ذهبت إلى الحمام أثناء تجهيز عرض برنامج 'زيو'.......

...الآن، وبعد يومين أو ربما أكثر، وجدت نفسها في هذا المكان الغامض. حاولت أن تتذكر، لكنها شعرت كأن السحاب يغطي ذهنها، كلما صرخت، كان ينتظرها صوت ضحك مرح من مكان ما، يتراقص في أذنيها مثل نغمة ساخرة تزيد من حيرتها..وعندما تنفث كلماتها اللاذعة، كان ذلك الشخص يرد عليها بكلمات لطيفة، مما زاد من شعورها بالجنون وكأنها محاطة بالألعاب العقلية......

...جوعها كان يتصاعد، وشعرت بالحاجة الملحة لارتداء ملابس والاستحمام، لكن تلك الأفكار كانت تتلاشى ببطء وسط أجواء الغموض والمواقف التي عاشتها. جلست على السرير، شعور من اليأس يتسلل إلى قلبها، ثم أطلقت آخر صرخة لها، محاولة أن تُسمع صوتها في ذلك العالم الذي يبدو وكأنه لا يحتويها. جاءتها الضحكة مرة أخرى، وكان صوتها يزعج أعماقها، كأنها تزداد كراهية للحياة نفسها......

...ضمت بياتريس يديها إلى وجهها، مخفية دموعها التي انسكبت بحرقة، وهي تدرك أنها مخطوفة، لكنها عاجزة عن فهم السبب وراء ذلك أو ما الذي قد حصل معها.. كانت تتساءل في داخلها عن ذنبها، عن تلك اللحظة التي أدت بها إلى هذه النهاية المؤلمة. وأثناء تدفق مشاعرها، انقطع صراخها فجأة عند سماع صوت الباب يفتح......

...رفعت رأسها قليلاً، وتراجع جسدها إلى داخل السرير كطفل يحاول حماية نفسه..حينها، دخل كلب أبيض ضخم، وقفز على سريرها فجأة، مما جعل قلبها يقفز في صدرها من الفزع.. تابعت بعيون مليئة بالدموع، وبدأت تسمح لها بالتساقط من وجهها، بينما كان الكلب ينظر إليها بفضول......

...وبينما كانت تحاول استجماع شجاعتها، سمعت صوتاً يقطع السكون:...

... "بودي، لا تجعلها تخاف بسبب حجمك الهائل هذا."...

... كان الصوت عميقاً وواضحاً، مما جعلها ترفع نظرها إلى الظل الطويل الذي يقترب من الغرفة.. وعندما دخل، شعرت برغبة في الهروب، فصرخت:...

... "ساعدوني، أرجوكم!" ...

...أمسكت بوسادات السرير وبدأت ترميها على وجهه، في محاولة يائسة للدفاع عن نفسها.. لكن ماسيمو، الذي وقف هناك يضحك برحابة، لم يتأثر.. طار وسادة لتضربه على وجهه، لكن بدلاً من الغضب، ابتسم و يحدق من خلال نظارته الشمسية وذات الابتسامة القبيحة تلك. ...

...حين أصابته الوسادة الأخيرة، سقطت نظارته، وبهذا أطلقت بياتريس صرخات جديدة من الخوف، لكن ماسيمو لم يبدُ متأثراً. رفع عينيه الزرقاء اللامعتين وحدق بها، مما زاد من بكائها :...

..."ارجوك، لا تؤذيني،" ...

...تضرعت له، وكان صوتها يرتجف..ضحك ماسيمو، ثم رفع نظارته الشمسية إلى عينيه مجددًا، قائلاً: ...

..."لن أفعل أي شيء لكِ، لا تخافي، حسناً؟"...

... أومأت بياتريس برأسها، لكنها كانت تشعر ببعض الخوف من وجوده بالقرب منها..استمر ماسيمو قائلاً:...

...“أريدكِ أن تخرجي من هذه الغرفة وتذهبي إلى الأخرى، حسناً؟”...

... أومأت له مرة أخرى، وكأنها تدرك أنها لا تملك خياراً ثم تابع: ...

..."سوف اخرج مع بودي الآن، ويمكنك الانتقال إلى الغرفة الثانية بهدوء."...

... نادى ماسيمو على الكلب بودي، الذي سرعان ما استدارت وتنحى جانباً..بينما خرجوا من الغرفة، سقطت بياتريس على ركبتيها، وأخذت نفسًا عميقًا، محاولة استعادة السيطرة على نفسها بعد تلك اللحظات المرعبة.......

...بينما كان ماسيمو يسير برفقة كلبه بودي، فجأة سمعا صوت ركض متسارع يقترب منهما، وعندما أدرك ذلك، كانت بياتريس قد تخطتهما وهرولت باتجاه الخارج في محاولة للهروب..وقف ماسيمو، يراقبها من وراء نظاراته الشمسية، وابتسامة غير عابثة ترتسم على وجهه، ليشير ضحكاته إلى استمتاعه بالموقف:...

... "هذه الفتاة تعجبني."...

...ركضت بياتريس بلا وعي تجاه الخارج، كل ما كانت تريده هو الابتعاد عن هذا الجحيم الذي حاصرها.. نزلت بسرعة من السلالم، مقتحمة المطبخ، متجاوزة غرفة النعش، حتى وصلت إلى باب زجاجي.. فتحته بآمال متقدة، لتجد نفسها في الشارع......

...وقفت وسط الطريق، ونظرت حولها في يأس، صارخة:...

... "ساعدوني! هذا الرجل مجنون، لقد خطفني!" ...

...لكن صرخاتها لم تلاقي آذانًا صاغية، في حين كانت ضحكات ماسيمو تتردد في أذنيها، مما زاد من ألم قلبها كما لو كان يخنق أنفاسها..شعرت بالدموع تتجمع في عينيها، وهي تسمع صوته الجهوري يقول بتحدٍ:...

... "بحقكِ بياتريس، إنه الصباح، لا يسيقظون في هذا الوقت. بالمناسبة، أنتِ تزعجين الجيران، وخاصة السيدة ماري، فهي لا تحب الإزعاج. الآن، عودي إلى الداخل وغيري ملابسكِ، حتى نأكل؛ كنتُ أنا وبودي نتطلع إلى منظرٍ جميل منذ الصباح، وسنُجوع حتى الموت.. كوني فتاة لطيفة، وتعالي للداخل."...

^^^راقبت بياتريس وجهه، حاملة نظراتٍ مليئة بالكراهية تجاه ضحكاته الشريرة، متسائلة في داخلها لماذا كان يبتسم في تلك اللحظة.. لم يكن هناك ما يستحق الضحك أو الاستمتاع.. كان هو، الإيطالي الشرير، ولا شيء في هذه الحياة كأنه يقتلها مع كل لحظة عابثة تمر.. كانت مواجهة لديه مع مشاعر الكراهية تلك، كفيلة ببرمجة كل خلايا جسدها على الهروب والنجاة، وإن كانت النتيجة غير مؤكدة...^^^

...في تلك اللحظة، اتضح لها شيئاً واحداً—تكرهه، من أعماق قلبها، ومع ذلك، كان رعبها يقيدها، ويمنعها من اتخاذ أي خطوة......

🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬

ماسيمو..ايطالي الشرير المبتسم 😭✨

و المسكينة بياتريس وجدة نفسها من عاصمة فلورنسا الي تشينكوي تير فى لحظة واحده 😭😭😭🥺✨

لا أحد يشعر بشعور يودي الذي يسمع صوت ضحكات ماسيمو عالية و صراخ بياتريس الذي يفزع القلب 😭😭✨🐶...

...🦋يتيع🦋...

...شكرًا لوقتك في قراءة روايتي وأتطلع لسماع ردك....

...مع أطيب التحيات،........

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon