الثالث والاخير

...متنهدا بعلو جميلة !!...

...ماذا خلت انك لا تعلم اسمها ؟...

...انا حقا لااعلمه ولكن لابد أن اسمها جميلة .إن لم يكن قمرا أو ملاك ..يالهي أيعقل أنها ليست بشريه ..فقد كنت أقرأ عن بعض قصص العشق مع الجان ....

...مقهقها لابد أنك أصبحت مجنون ..ملاك وجان الاترى انك تبالغ بعض الشيء ..بالكاد التقيتما لقاء او اثنان هذا وإن احتسبنا المرات التي صفعتك بها ..لاارى الامر وكانكما كناريان ا..أتدري احيانا اندم لمخاطبتي اياك !...

...انا رأيتها بعيناي ولامست روحي منذ أول صفعة لامست وجنتاي وكأنها صفعت قلبي فاحيت فيه الحياة وهو كان جامدا طوال سنوات دراستي وعملي ....

...كان علي الا اقبلها ،نعم لابد أنها غضبت وماعادت تود رؤيتي الان ......

...خلتك قلت إن روحيكما التقيتا وانك شعرت بدفء قلبها وكأنه يخاطب فؤادك وادخلتني بكيمياء ومشاعر واحلام واطياف ..توقف ارجوك ..انساها وكأنها لم تكن فما جرى بينكما ليس سوى اعجاب لمبتدىء....

...نظر إليه بطرف عينيه ..لايمكن ..شعرت بذلك في أعماقي ولايمكن أن أخطأ أيعقل أن مكروها حدث لها ياالهي كيف استطيع عليها الاطمئنان ؟وعاد لبيته لغرفته ..لنافذته مراقبا مرور النسمات واغمض عينيه متأملا أن تحمل روحه مع النسمات وتصل لها وتعلمها بما جرى له بعد فراقها ......

...دافعة لباب غرفته بكرسيها المتحرك تدخل والدته وهو سارح بخياله ..فتقترب  حتى تمسك يده فيفتح عينيه وينزل حتى يصبح على مستوى جلستها فيبادرها ..كنت تخبرينني وانا صغير أن أخبر النجوم عن اشتياقي لوالدي وهي ستوصل له الرساله وتدله علينا حتى وصلتنا برقيه وفاته من مركز الأبحاث ....

....افيعقل ان النجوم نست عنواني ولم تدلها علي حتى الآن ...انا اخاطبها منذ اسابيع !...

.....فتستقبله بحنو الوالده واضعا رأسه على حجرها مداعبة شعره بين كفيها ..كطفل افتقد فجأة للحنان ..الم تقل انك اتصلت بها صبيحة التقائكما بالحديقة فحادثها اذا ...

...انتفض واقفا كعسكري تلقى نداء الواجب وركض مخاطبا نفسه كيف فاتتني اني خابرتها لابد أن رقمها قد ظهر على هاتفي ..آمل أنه لايزال موجودا وهرع مباغتا والدته بقبلات وجلس على سريره مقابلها واتصل على الرقم المدون دون اسم بين السجلات .....

...طنين ..ولااجابه ...فيعاود الكرة مرة واثنتان ......

..... لا يمكن أن يكون الرقم خاطئا أنه الرقم الوحيد بلا اسم اوعنوان وحتى التاريخ والوقت ذاته لآخر لقاء بيننا كان .....

....متجهما بعد الاتصال الثالث دون اجابه ..تدور بكرسيها المتحرك نحوه وترفع وجهه لأعلى وترسم باصابعها ابتسامه على فمه......

...وتمسك بقوة على الهاتف بيده ..حاول مره اخرى الان لابد أنها ستجيب وربما كانت مشغوله أو نائمه  لاتقلق ستحادثك إن أرادت ذلك ..فرقمك عندها .....

...يتنهد بقوة زافراًطاقته السلبيه ويستنشق املا إن الاتصال التالي سيأتي بصوتها وحقا كان ...رن هاتفه وقفز كطفل يقفز على ترامبولين دون وعي وتوقف لحظه متنفساً ورد باتزان لم يكن فيه منذ ثوان ..فاطربه صوتها ..ساد صمتٌ لبرهة....

...حين أدركت انه هو ثم اخترق صوته أذنها معاتبا على اختفائها وشاكراً على اتصالها ومطمىناً على حالها ..مستعجباً من قرارها واختفائها لتصدمه بالجواب.....

...لقد وقعت في غرامك..فتصلب كلوح شمع دون ذوبان ..وأصبح لها مصغيا وعن أحوالها بعد آخر لقاء حين فارقته بعد تقبيله لها ..وتبادلا قصص مشاعرهما الحديثه الولاده وطلب رؤيتها فاعتذرت لصعوبه الأمر عليها وبعد إلحاح والحاح وافقت .....

....اغلق الهاتف واستغرق في استذكار مااخبرته به ..لم ينتبه أن والدته غادرت غرفته أثناء غرقه بالحديث معها.....

...لم ينم تلك الليله وقضت بتجواله في أرجاء الغرفه بين سريره والنافذه منتظراً اعلان الليل لقدوم النهار ..وماان حل الصباح كان قد ارتدا ملابسه وكطير فُتحَ قفصه طار مسرعا لمكان الالتقاء جلس على درج متحف المدينه حيث اتفقا على الالتقاء .....

...لقد كان لايزال مغلقا ولازال الوقت مبكرا على موعدهم المتفق لكنه لم يستطع الانتظار وما أن شرع المتحف أبوابه تدفق له الزوار ...وأثناء انتظاره وتجوال نظره يمينا وشمال ..أطلت كملكه تتباعد لها الحشود بل كطاووس يتهافت الكل لرؤية جماله الأخاذ .....

...ولكن هذه المره لم تكن وحدها فرؤيه فتاة في مقتبل العمر تسير بمحاذاتها قطع استرساله في رسم اطلالتها بمخيلته وما أن اقتربت حتى عاد طنين قلبه اقوى مما كان ....

....دخلا للمتحف وبادر بالسؤال عن ضيفتها ..لتخبره أنها صديقتها وأنها قد جاءت لمقابلته سراّ بعد اقناعها لها مسترسله أنه يجدر بها أخباره بوضعها الان ...مبهم الملامح وقف باهتاً حين سمع نبأ خطبتها...

...فوالدها رجل نفوذ وقد وجد لها عريساً يستحق ابنته كما يقول والده صاحب مركز قوي وبينهما اعمال معلقه بانتظار تقرب العائلتين ليكملا  صفقاتهما والتي تشمل ابنائهم كجزء رئيس منها نظرت له بألم ...

.....لقد كنت ادري أنه يوما ما سيزوجني لمن يختاره لي وفقا لازدهار أعماله ..لكن...لم يكن يوماً في مخيلتي اني قد اغرم بأحدهم بهذه السرعه والسهولة ..والان بت أشعر بشرخ بداخلي .. ماعدت كبادىء الأمر مسلمةً للواقع وماعاد الوضع يعجبني فقاطعها  ....

...فارفضي اذا لقد كنت اتتبع الخطوات باحثا عنك منذ ثلاث شهور ..لقد سكنتني وأصبحت سكينتي وهدوئي وسط ايامي العاصفه بت اذكرك لا ..لم أكن اذكرك فأنت لم تغادريني لم تعطيني  مجالا لنسيانك كي اذكرك ولكنك كنتي تقتحمين ذهني وسط اجتماعاتي واعمالي ..وسط سهراتي مع اصحابي .....

....في كل صباح حين أغادر ماراً بالمتحف أو السوق في كل مساء حين احلق مع الغيوم وارقب النجوم ..اتدرين اني كنت اسامرهم وابعث لك معهم رسائل كي تهتدي الي ...لقد رسمت وامي حياتنا بوجودك ...

.....أصبحت ارسم ملامح وجهك بدل مخططات العمل الهندسيه .....

...فلم عدتي إن كنتي راحله !!...

...أتدري كم حاولت المقاومه ..أتدري كم حاولت التظاهر اني بخير والابتسام وكأن الكون يضحك لي بينما سلاسل أفكاري تخنقني بكل الثواني والدقائق التي اذكرك بها ..سيكون علي العيش مع  وانا لاارى سواك ..كنت امسك الهاتف وأدق رقمك ولااجرئ على الاتصال وأحاول أن اقمعك من ذهني واقنع نفسي أنه لا يمكن أن نحب أحدهم هكذا ..وبهذه السرعه ..لايمكن إن يكون حبا..أرغم نفسي على تصديق اوهام بانك لم تعد تذكرني حتى . وأن قبلتك المسروقه كانت مجرد زلةٍلشاب وسيم اعتاد مصادقة الفتيات ..لقد أصبحت لاارسم سوى خطوط جسدك وملامح وجهك ..لقد أغرقت لوحاتي بك ......

...ينظر للأرض ويرفع نظره يتأملها وعيناه قد احمرتا من ماء عينيه الذي يوشك على السقوط معلناًهزيمته وكعادته كانت ابتسامته الساحره مرسومه رغم ذلك رفع يديه باتجاهها وقد...

...اومأت له بالقبول وهي تبكي وتضحك في آن حين قال لها لن تصفعيني هذه المره إن لمستك ؟فهزت برأسها شمالا ويمينا فلامس خديها واقترب وقبل وجنتيها ويداه تمسكان رأسها عن الجنبين ..تقترب صديقتها منهما لتبلغها بأن والدها اتصل يستفسر عن مكانهما لأن هاتفها مغلق وأنه يجدر بهما المغادره ..ممسكين بايدي بعضهما غير راغبين بالافتراق مؤكدة أنها تتمنى لو يتغير الواقع ويتحقق حلمها الجديد هوكان حلمها الجديد ..فأجابها انتي حلمي الاول وواقعي الذي سانتظره ..سانتظرك لحين امتلاكك الشجاعه الكافيه لرفضه ومواجهتهم بما ترغبين ..اعلم انك شجاعة كفايه فقد امتلكتي الجرئه لصفع شاب يفوقك طولا وعمرا ولم تكترثي ......

...إن كان حبي قد اضعفك فاتركيه فأنا سأنتظر تلك الشرسه التي ماسمحت لي بالتشبع بجمالها والتي ابقتني لليال انسج خيالاتها.....

...عندما تعودين عودي لي قوية كحين اصطدم قدرانا ببعضهما أمام هذا المبنى منذ أيام وأقسم لك اني احببتك منذ أول وهله وكاني كنت اعشقك منذ عقود ...ولأجل هذا سانتظرك لحين تكبرين وربما بعد ذلك أيضا ..لم تجد ردا على كلماته سوا بدمع العين ......

...اه من تلك العين التي اوقعتني بشباكها ..اقتربت منه وطلبت إن يلتقطا صورة معا ثم طلبت عناقا كان الأول والأخير ..ثم همست بأذنه وأدخلت بيده غرضا وغادرت مسرعه...فصرخ من بعيد ..لم تخبريني للان مااسمك ..فالتفت مبتسمه سمني كما تريد ..ينادونني أميرة .ولكني ساقبل باسمك .....

...رجع بذكرياته كبرق يضرب الأرض للحاضر حيث كان في الحديقه يتأملها ..وفتح كفه وابتسم لرؤيه قلادتها مازالت كما اعطته اياها ورائحتها فيها كأنه يشمها الان ..عاد لضمها واغلق عينيه وصوت كلماتها التي همستها بأذنه تتردد كانها تحادثه الان......

...هذه قلادتي ارتديها منذ ولادتي هي لي ..احتفظ بها من اجلي ساعود لاسترجعها يوما .أنها تعنيني أكثر الان فبلقائك اعيد ولادتي من جديد ..وقف باسما مراقبا غروب الشمس الذي انسدل على فناء البيت ودخل لنداء والدته ملبيا فقد كان موعد الغداء....

...النهاية...

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon