ثمن الدم
"كم ثمن الدم ؟ اشعر انني لااعرف الجواب عقلي يأخذني لمسارات شتى وقيم كثيرة للدم ، السقوط في قذارة الدنيا سيعطيك قيم متنوعة لثمن الدم ، النظر من حولك وماتراه يحدث فلاشك متعلق بالدم ، وثمنه حسب غنى الشخص والغنى نفسه يتفرع لغنى من الحسد او الحب او الكره. .، هذا شخص يقتات على دم ابيه وهذا على دم اخيه وهذا على دم امه ، اشعر انك الان ستفهم لما القيم مختلفة لان انواع الدم كذلك تختلف ! ..."
بنظرات غضب واشمئزاز كانت تقرأ الدكتورة إلينا اوراق فوق مكتبها والطلاب ينظرون اليها بلا حديث توقفت عن القراءة واخذت تنظر لاسم الطالب "نارون " انتفضت من كرسيها بغضب وهي تعدل نظراتها لتصرخ متحدثة
- الطالب نارون فليقف !
نظر كل الطلاب لشخص في اخر الصف كان وجهه عادي ويلبس نظارة نظر الا ان ابتسامة صغيرة تظهر على محياه وقف امام انظار الجميع فرد
- انا هو نارون !
في حين في الصف الاول كانت تنظر اليه احداهن بابتسامة خفية وكأنها تعلم لما صرخت عليه الدكتورة إلينا التي عاتبته قائلة
- ماهذا الهراء الذي كتبت اتذكر انني اعطيتك موضوع عن "الدم " وانت ماذا كتبت لي اشرح لي هذا !!
عدل نظارته وفهم غضبها فقال
- لم افهم يااستاذة الموضوع وفهمته على حسب فهمي ! لكن بالنظر للدم ففكرت انك قصدت ثمنه استاذتي !
بغضب وعتاب ردت
- وهل للدم ثمن ياغبي هنا يوجد من يتبرع به مجانا !
في هذه اللحظة ضحك عليه الطلاب وهم يدردشون مع بعض عن غباءه ومع ذلك لم يكن أبه بهم ولو قليلا .. رد نارون
- يادكتورة الدم له ثمن في حياتنا الواقعية انظري فقط لشخص نصب على شخص... فالفائز بينهما هو النصاب الذي امتص دم المنصوب عليه ، وهذا مجرد مثال ..
استمع له الكل لينفجروا مرة اخرى ضحكا ويرددون الفاظا ك " غريب ومقزز ومريب " لم يكن نارون مندمج كثيرا مع الفصل اكثر من كونه دوما منعزل عن البقية ، شعر بالغضب مما يلفظه الاخرين وهم يسخرون عليه رأت الدكتورة أيلينا مايحدث فقررت اخماد هذا وقالت
- نارون لاافهم ماتريد ايصاله ولست اريد بل قم بما طلبته منك لاحقا تعال الي لاشرح لك الموضوع !
اومأ لها وجلس في حين التي في الصف الاول كانت تنظر اليه بابتسامة لتموه له برأسها وهي تسخر منه واكتفى هو فقط بالابتسام تجاهها ...
لينتهي الفصل بعد ذلك وظل فقط نارون وتحرك باتجاه الدكتورة طلبت منه الجلوس على الكرسي فجلس لتبدأ بمحاضرتها له قائلة
- هل رايت ماذا حدث لك في الفصل يانارون السخرية على الغريبي اطوار هكذا هي !!
رد
- لست ابه باولائك الاغبياء !
ابتسمت على رده وردت
- ثمن الدم هاه ! رغم انك اغضبتني بميجئك بنص غير ماطلبت الا ان موضوعك مثير اتفكر بكتابة رواية ما بعد تخرجك !
اخذ ينظر اليها بعيونه الغامقة السواد وشعره الاسود يغطيهم قليلا بسبب طوله ثم رد
- ربما ساكتبها ..
أومأت له وشجعته ثم ردت
- لكن بعد كتابتك للموضوع الذي طلبت منك ! ساشرح لك هيا استمع !
بدأت بشرح له الموضوع الى ان مرت نصف ساعه حيث انتهت من فهمه ،شكرها نارون على وقتها واستودعها وخرج من الفصل ليجد شخصا ينتظره خارج الباب لم تكن تلك سوى صديقة قديمة له ، نظر اليها فابتسم وتحرك تاركا اياها خلفه ثم تبعته وهي تصرخ عليه !
- انتظر ياثمن الدم ! هاهاها قتلتني بموضوعك ! يجب ان تشكرني على مساعدتي اياك في موضوعك !
امتثل لاستفزازها وتوقف وهو ينظر اليها فرد غاضبا
- وكأنك لست من خدعني وجعلتني غبيا امام الكل بخداعك لي في فهم الموضوع حتما ساقتلك ان تبعتني
استمرت بالضحك بهستيرية وحاولت الرد ولم تستطع !، لبضع ثواني ثم قالت وهي تضحك
- انها مجرد مزحة هيا هاها حتى وان ضحك عليك الطلاب فهم اغبياء لايفهمون قيمة ثمن الدم هاها
ابتسم من ردها وقال
- المرة القادمة سيكون دورك السن بالسن يا جاسمين !
استمرت باتباعه وهي تستمع لكلماته وتبتسم
- اشعر بالخوف من نارون هاها
لم يرد بشيئ واستمر بالمسير ثم تذكر شيئ وسأل جاسمين !
- اخبريني ماذا فعلت مع صديقتك تلك التي آويت في منزلك الم يقل لك اخوتك وابويك شيئ عنها ؟
توقفت عن الابتسام بعد سماعها يذكرها فردت
- لا حاليا لامشكل وبل ابواي رحبا بها بكل حب !
رد
- جيد هذا شيئ حسن لكن احذري ياجاسمين فقيم الدم متنوعة وقد تسقطين في احدى القيم هاها
بغضب ردت
- ماذا تقصد ؟
- لااعلم ربما ...
لم يكمل رده حتى نادى شخص لجاسمين ولم تكن تلك سوى صديقتها في الفصل ليلى .. ، لمحها نارون فاستودع جاسمين وتركها خلفه وهي تناديه ان يتوقف ويكمل ولكن بلا جدوى خرج من الجامعه فقرر نارون اخذ سيارة اجرة للعودة ولم يكن يعير الاهتمام لجاسمين التي ظلت مع ليلى ..
اخذ طريقه عائدا وبدى وانه يفكر في اشياء خاصة امر صديقة جاسمين تلك التي اخبرته عنها وانها تعارفت عليها في موقع تواصل وعن معاناتها مع امها واختها واخوها الذين يضربونها ويذقونها العذاب وفي الاخير رموها في الشارع كالكلب المتشرد ولم تجد من ينقذها سوى صاحبة القلب جاسمين التي اوتها في منزلها منذ اسبوعين .. من شتت تركيزه سوى السائق الذي استوقف السيارة وخرج منها نارون شكره وذهب ، في حين نظر للشارع الذي يأخذه لمنزله على بعد خطوات مشى وهو ينظر للاطفال الذين يلعبون في الحي حتى وصل للباب اخرج المفتاح من جيبه وفتحه وقبل دخوله نظر باتجاه شخص ينظر اليه من نافذة المنزل المقابل لمنزله ، لم يكن ذاك المنزل سوى ل عائلة جاسمين فهي جارته ومتعارفان من وقت طويل ، كانت تلك التي تنظر اليه شخص غريب عليه فتوقع انها ربما تلك الصديقة التي آوت ، ولكن مااشغل تفكيره هو نظراته تلك اتبادله شيئ كشعور ما وضعت يدها على حنكها وهي مستمرة في الابصار ناحيته لتغمز له ، فاذا ببدنه يقشعر ودخل المنزل مباشرة ليغلق الباب ، متسائلا عن ماذا رأى وهل هو حقيقي اتحاول مصاحبته لم يفهم ماحدث في تلك الثانية ! ، ومن اعاده للواقع هو امه والتي قالت
- نارون هل عدت ؟!
سمع ندائها من المطبخ فرد
- اجل امي هذا انا !
ردت عليه
- حسنا يابني قم بوضع حاجاتك واغسل يديك وتعال للاكل ! .
رد عليها موافقا في حين ظل يفكر في امر تلك ومن هي فعلا ، فجاءت على باله فكرة محادثة جاسمين هاتفيا لاحقا حولها ... من ضمن عائلة نارون غير امه وابوه الذي يعمل في متجر ، يوجد اخ يقرأ في المتوسطة واخت في الابتدائية وكلاهما الان في مدرستهما .. ، دخل لغرفته ووضع حقيبته فوق مكتب صغير قرب سريره ورفع عينيه لينصدم بشيئ خارج النافذة وبالضبط مباشرة في نافذة الجار المقابلة له .. نفس الانثى تنظر اليه ارتعب من ذلك ، مااثار انتباهه هي شفتياها تتحرك تقول شيئ حتما ، وهو لايسمع بسبب النافذة العازلة فكر بهل يفتحها ولكن لم يفكر كثيرا قبل ان يفعل ،لتظهر تلك ابتسامة اكبر وتتحدث مرة اخرى
- أنا ادعى لورا وانت
انصدم من مما قالته اتتعرف عليه رد باندهاش
- اهذا تعارف تظهرين انك مريبة لي !
ابتسمت بوجهها الجميل وشعرها الاشقر وقالت
- انا اراقبك من هنا طوال الاسبوعين وتبدو مثيرا اريد ان اصادقك ..
كانت كلماتها مرعبة في نظر نارون تراقبه طوال الأسبوعين فظن انها فعلا تلك الصديقة التي اوت جاسمين ورد
- انت الصديقة التي جاءت بها جاسمين ..
ابتسمت وردت
- اجل اظنني كذلك هيهي
ورد
- تراقبينني ولما ياترى أأنت ملاحقة !
ردت
- لا أظنني كذلك لكن شكلك هذا وتلك النظرات تجعلك جذاب ..
رد بدون ان يعير الاهتمام لما قالته
- حسنا المنازل في هذا الحي الضيق متقاربة ولكن ان تراقبيني طوال الوقت فعلا غريبة الى اللقاء ..
ادار النافذة لاغلاقها وقبل ان يفعل سمع اخر كلامها
- ستسقط في حبي حتما !
بنفس الوجه المبتسم قالتها شعر نارون انها فعلا شخص مريب فقط لما جاءت بها جاسمين فهي لايبدو عليها اي اثر من المعاناة التي روت عليها ، لم يعقب على ردها واغلق النافذة بلا اهتمام وهذه المرة اسدل الستار ،وبعد ذلك خرج من غرفته ...
حل المساء وكان نارون جالس في غرفته ومتكئ على سريره وعيونه تزيغ للنافذة ومنها لنافذة غرفة جاسمين من ثم تفحص الساعة من على هاتفه فكانت قد وصلت العاشرة ليلا ! شعر انها حانت اللحظة فدخل لرسالة نصية وكتب فيها
- " مرحبا هل انت متفرغة الان "
ارسلت الرسالة لرقم مكتوب في عنوانه جاسمين ! ، بعد ثواني عادت اليه رسالة منها فحواها
- "اجل لكن حدث مشكل "
فكر نارون بدهشة في ماهو هذا المشكل فكتب
- " اي مشكل هذا "
ظهرت له على ان رسالته قرئت فظل ينتظر بفضول ردها ولثواني عادت له
- " اخي راين تخاصم مع اخي الاكبر سون ! لااعلم السبب لكن بصعوبة هدأتهم امي !"
فهم نارون المشكل لم يسبق وان سمع هذا من جاسمين خناق بين اخوة استغرب.. ، ظل يفكر لثواني .في عائلتها ، جاسمين لديها خمس اخوة وكلهم ذكور من غيرها واعمارهم تتجاوز ال18
وهو يتذكر الاخ الاكبر سون 25 وراين 22 ، واحدهم سافر لمدينة اخرى ولم يعد من وقت طويل واسمه نير وعمره 23 الاخ الثاني ،والاصغر لييث 19 من ثم ردد نارون في نفسه
- وذلك المزعج إريك ان تذكرت عمره 20 بنفس عمري
خرج من تفكيره من ثم كتب في رسالته النصية لجاسمين
-"كنت اريد ان احادثك على صديقتك تلك في منزلك لورا "
انتظر ردها ثواني وبعد ذلك جاء وكان
- "ماذا عنها.."
فكر نارون ثم رد!
-" اه لاشيى وحسب على كل لنتحدث غدا "
لم يرد نارون اخبارها بما قالته لما عاد من الجامعه فقرر ترك الامور كما هي واستودعها منتظرا ردها
-" وغد كاذب اخبرني بما تريد قوله !"
.. ظل يفكر بما سيرد وهو من فتح الموضوع فجاء شيئ لعقله وكتب
-" ثمن الدم في حياتك سيكون غال بدءا من الغد " !
تم الارسال ...
رد اخر منها
-" اتراوغ بهذا الهراء الان هاهاها اتذكر ضحكي عليك في الفصل "
غضب وشعر انه ارسل شيئا غبيا لها لكن بتذكر ماعاشه نارون من صغره فشيئ مريب يراوده منذ ان اتت صديقتها هذه للعيش معهن .. كتب لها اخر شيئ
-" تصبحين على خير "
... اغلق نارون الاضواء وخلد للنوم في حين كان ينظر من النافذة المقابلة شخص مباشرة لنافذته ولم تكن سوى لورا بعيون هائمة به ... بهدوء نام .. شيئا فشيئا ، والثواني تمر تيك تاك على تلك الساعة الحائطية حتى وصلت الساعة الثالثة صباحا فاذا به يوقظه شيئ صوت ! صوت ارعبه وانتفض من مكانه لانه صوت مميز اخذ نظارته وو ضعها فاشعل الاضواء ، تحرك باتجاه النافذة ليفتحها ويشاهد حشدا من الناس في ضجة عارمة تحت فما الذي حدث ، ومن بين الجمهور كانت الشرطة تنظر للجثة التي بينهم ويحاولون حماية مسرح الجريمة قدر الامكان ! ، لم يفهم نارون مايحدث ولا حتى جثة من ولم يرد الاستفسار شعر بعدم الاهتمام وقال في نفسه الى الغد واعلم .. بعيون يغشاها النعاس اغلق النافذة واطفئ الضوء وعاد لنومته ، مرت ساعات وليصرخ صوت منبه ويستيقظ على اثره نارون وضع نظارته ، رفع هاتفه واطفئ المنبه بعد ذلك رأى شيئ غير طبيعي في واجهة هاتفه رسائل كثيرة من نفس الشخص !! وهي جاسمين !
فتحها لينصعق بهول ماقرأ تسارعت ضربات قلبه ..
"نارون اخي سون مااات ""اخي قتل " ....
استذكر احداث اللية الماضية وتذكر امر ذلك الحشد والشرطة هناك فهم انهم كانوا يطيقون جثة سون اخ جاسمين ، لم تكد دهشة وخوف نارون تنجلي حتى جاءته رسالة اخرى .. ومن شخص لم يسجل على هاتفه ارتعب فمن يكون فتح الرسالة .. وقرأها ..
”صباح الخير حبيبي انا لورا هيهي " !!
يتبع ...
Comments