استيقظ ايزاوا منتصف الليل،
لم يكن ذلك غريباً.
لايتذكر المرة الأخيرة التي استطاع فيها النوم لأكثر من ثلاث ساعات مستمرة.
يده امتدت إلى جانب الوسادة حيث هاتفه.
كانت الثانية والنصف.
قرر الاستقامة والحصول على كوب ماء قبل العودة الى النوم.
خرج من الغرفة متخذاً خطواته نحو المطبخ،
وفزع قليلاً عندما لاحظ الجسد المتكور على الأريكة
في الظلام الخفيف.
والضوء المنبعث من النافذة الزجاجية كان كافياً ليرى صاحبه.
كان كاتسوكي جالساً على الأريكة يحتضن قدميه إلى صدره، ووجهه مخفياً بين ذراعيه.
استطاع كذلك ملاحظة شيما المدسوس إلى جانبه.
لن يكون من الجيد إصابة الفتى بنوبة قلبية من ظهوره المفاجئ، لذلك خطى نحو الثلاجة يفتحها ويجذب انتباه الفتى بالضوء المنبعث منها.
شاهد رأسه يرتفع قليلاً بما يكفي ليرى.
"مرحبا برعم، أتود وجبة خفيفة لمنتصف الليل؟"
تحدث بهدوء وصوت اجش من النوم.
واستطاع أن يرى اماءة النفي من الاشقر،
همهم ثم افرغ كوب ماء يروي عطشه.
وبالطبع هو ليس بتلك الحماقة ليترك الفتى جالساً بمفرده، لذلك اتخذ لنفسه مكاناً إلى جانب الأخير.
مع الحرص على اعطاء بعض المساحة الخاصة لكاتسوكي.
كان الأخير ينظر إلى مكان ما امامه،
عيناه متعبة بعض الشيء.
"ألم تستطع النوم؟"
ذلك بالطبع ليس مفاجئاً،
لحظات صمت عمت حتى إجاب كاتسوكي.
"ليس حقاً"
"هل حصلت على كابوس؟"
شدد كاتسوكي الاحتضان على جسده.
اوه، يبدو أنه قد أصاب.
"لا"
هذه كانت كذبة بالتأكيد.
"أتود الحديث عنه؟"
"لا أريد"
"لابأس أيضاً"
لم ينطق اي منهما بعد ذلك،
جلسا هناك بهدوء لايسمع سوا حركة عقرب الساعة.
مضى مايقارب ساعة ولايزالان في مكانهما،
حتى شعر ايزاوا بجسد كاتسوكي يميل قليلاً.
نظر الى الطفل ليجده قد وقع للنوم،
رأسه يستند على الأريكة بشكل غير مريح.
ان نام بهذا الشكل فبالتأكيد سيحصل على آلام فضيعة في الرقبة صباحاً.
اقترب ايزاوا مقرراً حمل كاتسوكي إلى غرفته،
إحدى يديه امدت إلى ظهره يجذبه بحرص حتى استقر بين ذراعيه ورأسه يستند في ثنية رقبته.
وضع ملاحظة صغيرة في رأسه للانتباه الى وزن الفتى الخفيف.
مشى بحذر، أن استقيظ بينما هو في هذا الحال فسيفجر رأسه تماما.
وضعه على سريره وجذب الغطاء حتى صدره،
ووقف هناك قليلاً يراقب لحظات سلامه.
لم يمض الكثير حتى خرج من الغرفة مغلقاً الباب خلفه يلوذ للنوم هو الاخر.
____
كان ايزاوا وكاتسوكي على طاولة الطعام المستديرة.
حمل كاتسوكي اطباقه الفارغة تقريباً مستعداً لغسلها بنفسه.
"لابأس، اتركها هناك وسأفعلها"
رفع الاشقر حاجباً عند سماعه للبطل.
"ولكن-"
"لاتقلق، أنا بالغ أستطيع فعلها"
---
"هل تستطيع حقاً البقاء بمفردك؟ يمكنني تجاوز الدوريات"
كان ايزاوا بحلته البطولة مستعداً لبدأ الدوريات الليلية ، يستند على ركبته أمام كاتسوكي بينما إحدى
يديه على ذراع الافتى العابس بخفة.
ربما طرح هذا السؤال عليه للمرة العاشرة لهذه الساعة.
"اجل، أنا بخير"
"انت واثق؟"
"بالتأكيد"
"سأتصل بك قبل موعد نومك، هناك طعام دافئ في الميكرويف لذلك لاحاجة لأستعمال النار،
اتصل بي أن اردت أي شي"
---
كاتسوكي لم يفهم ماذا يريد ايزاوا منه.
في منزله القديم، يفعل كل شيء بنفسه.
غسيل الاطباق، غسيل الملابس، البقاء بمفرده لأيام عديدة.
بالطبع سيفعل، هو لم يكن صغيراً.
لم يفهم لم كان ايزاوا شديد الأعتناء هكذا.
في تلك الأيام القليلة استمر بالاعتناء به،
وصولاً إلى الأشياء الصغيرة.
كسؤاله عن بطله المفضل او حتى طعامه المفضل ومايحبه.
لم يفهم لم يفعل كل هذا.
هو مجرد فتى مزعج.
اجبر ايزاوا على الأعتناء به.
وماتلقاه ايزاوا؟
لاشيء.
تسائل كاتسوكي عن المدة التي سيصبر عليه حتى يتخلى عنه.
تنزيل على الفور
novel.download.tips
Comments