الثالث.

رمى نفسه على السرير،

على استعداد لينام اسبوعاً.

عليه تحضير شقته لان الفتى الاشقر سيقضي مدة لديه إلى أن تستيقظ والدته ثم تقرر المحكمة الأمر.

كذلك شراء بعض الطعام حيث كان ايزاوا شخصاً يكاد يعيش على علب جيلي البروتين فحسب.

غرق لدقائق في افكاره.

سيقيم لديه طفل مضطرب تعرض للتعنيف من قبل من وجب عليهم حمايته.

لم يكن يمانع حقاً، كان اكثر قلقاً من أن كان سيستطيع الأعتناء به جيداً.

تعامل مع الأطفال والمراهقين كثيراً بناءاً على عمله كبطل وكذلك كمعلم، لكن الأعتناء بطفل لفترة كان ذلك جديداً وقلقاً أن يفسد الامر.

وتم قطع سير افكاره بوقاحة من قبل شيما،

قطته المكسوة بالشعر الاشقر يتخلله بعض من الأسود ، عيناها الحمراوتان تحدقان به بتحدٍ بدون سبب، وجرح قاسٍ كان قد متموضعاً في عينها اليسرى.

قرر أن يحتفظ بضحكه حين ادرك أن قطته الشقراء تشابهه الفتى الاشقر.

تسلقت السرير ومشت حتى تكورت على بطن ايزاوا بدون استئذان.

تحولت يد ايزاوا لتقوم بالتربيت وتدليك رأس شيما.

"شيما، علي النهوض كما تعلمين"

تجاهلته الأخيرة كما لو كان لايتحدث،

ليس وكأنها ستفهم فعلا.

ولكن ايزاوا يعز ويتحدث مع قطته اكثر من باقي البشر، لا يحتاج البشر القطط كافيه.

-----

في غضون يومين،

كان قد سمح لكاتسوكي بتسريحه من المستشفى.

اتخذ البطل ذو الشعر الأسود خطواته في الممر الابيض، متجهاً نحو الغرفة التي يقيم بها الصبي الاشقر.

واسترجع ذكرياته إلى حين كان هائجاً.

توقف أمام الباب الابيض،

وفتحه بينما لايزال التعبير اللامبالي يعتليه.

شاهد كاتسوكي جالساً على حافة السرير،

يرتدي بعض الجينز وحذاء ابيض يتماشى جيداً مع السترة البيضاء المنتفخة.

يحدق في نقطة عمياء وكان ايزاوا واثقاً ان عقله لم يكن هناك، حيث اضطر إلى التقدم بضع خطوات لتنبيه الاصغر على وجوده.

شاهد الادراك يغزو وجهه الأخير،

بينما سقطت انظاره على البطل ذو الحلة السوداء.

"مرحبا يافتى، كيف حالك؟"

تحدث ايزاوا ونبرته كانت أكثر ليونة من المعتاد.

"ماخطب اكياس العين هذه أيها العجوز؟"

حسناً، لم يكن يتوقع هذا.

بالتأكيد قد حاول الناس تجنب التعليق على هالاته،

ويبدو أن كاتسوكي ليس احد منهم.

بالرغم من أن ايزاوا لايمانع حقاً.

"من الرائع أن ذلك أول ماتقوله لأحدهم"

قال ايزاوا بينما نمت ابتسامة صغيرة على وجهه،

بادلها كاتسوكي بوجهه جامد.

ولاحظ البطل ذلك.

على عكس المرة الأخيرة التي رأه فيها،

كان يبدو اكثر هدوئاً.

على مدار اليومين السابقين كان ايزاوا قد اتصل بالمستشفى بشكل منتظم للاطمئنان على كاتسوكي.

وقيل له ان الفتى صامت وغير متجاوب حقاً.

وبعد ماحصل، ذلك لم يكن صادماً.

"هل انت مستعد للذهاب؟"

تسائل، وهز الفتى كتفيه بما اعتبره ايزاوا على انه الموافقة، حيث استقام كاتسوكي ناظراً إليه في انتظار خروجهما.

كان الصمت في سيارة ايزاوا محرجاً بعض الشيء وغير مريح.

"سنذهب أولاً إلى منزلك للحصول على مانحتاجه، ثم نتجه إلى شقتي، هل انت بخير مع ذلك؟"

قال ايزاوا من مقعد السائق في محاولة لملئ الصمت المحرج.

"أجل"

وكان ذلك آخر ماخرج من ثغر كاتسوكي حيث بقي ساكناً يحدق من النافذة الزجاجية حتى توقفوا عند منزله.

لم يرد ايزاوا إعادة الصبي إلى هناك واسترجاع ذكرياته عن تلك الليلة، لكن بالتأكيد كان هناك مايهمه للحصول عليه.

تقدم كاتسوكي فاتحاً باب المنزل،

يخطو نحو غرفته بينما ايزاوا يتبعه.

حتى توقف عند الصالة الواسعة،

لم يتم تنظيف المنزل لذلك كانت بركتي الدماء لاتزال على الأرض.

حدق كاتسوكي لثواني حتى وقف أمامه ايزاوا حاجباً المنظر.

"ليس هناك حاجة لأن ترى"

ولم يعلق كاتسوكي ليستمر في طريقه وتوقف في أعلى السلالم.

دخل إلى غرفة كانت متواجدة أمام السلالم افترض ايزاوا أنها غرفته.

اتكئ على الباب يشاهد الفتى يتجول ويلتقط بعض الاشياء من ملابس، هاتف، كتب واشياء أخرى ويدسها في حقيبة ظهر كبيرة.

نظر ايزاوا نحو ارجاء الغرفة ولاحظ كيف كانت مرتبة بشكل كبير ومنظمة.

بعد ما يقارب خمسة عشر دقيقة،

كان كاتسوكي واقفاً أمامه بحقيبة على ظهره.

"هل حصلت على كل شي؟"

"أجل"

"جيد"

ونزلوا متوجهين نحو السيارة،

وهذه المرة كان كاتسوكي قد تحاشى النظر إلى الصالة.

----

"اراهن أن طعام المستشفى كان فضيعاً،

مالذي تفضل تناوله؟"

نطق ايزاوا بعد أن دخل الشقة برفقة كاتسوكي،

واتجهه مباشرة إلى المطبخ لصنع شيئ قابل للأكل.

"أي شيء"

تحدث الاشقر الرمادي بعد أن تم تركه في منتصف الشقة بينما عينيه تتجول حولها.

"كنا تعلم، لا يمكنك أن تبقى واقفاً إلى الابد"

تحدث ايزاوا بعد دقائق حين لاحظ أن كاتسوكي لايزال في مكانه.

عبوس حط على شفتي الفتى ناظراً الى ايزاوا،

وخطى نحو الطاولة المستديرة التي تحتوي ثلاث كراسي.

شغل احداهم ووضع حقيبته على الأخرى.

بالكاد لاحظ الابتسامة على وجهه ايزاوا قبل أن يعود إلى ما كان يفعله.

بذل كل جهده لكي لايصدر صوتاً حين شعر بشيء ما يلامس قدمه.

نظر الى بأرتباك للأسفل ليرى قطة شقراء تخدش قماش بنطاله، واعينها الحمراء الحادة تنظر إليه.

اتخذها كاتسوكي على أنها دعوة لحملها،

ولم يمانع حيث انحنى إلى الاسفل يلتقط القطة.

استقرت بين احضانه وجلست هناك تغمض عينيها،

إرتفعت يد الاشقر تربت على شعرها الذي يتخلله السواد.

لطالما احب القطط، ولم يحصل من قبل على فرصة لأقتناء واحدة.

ترك كتفيه بعض التوتر منخفضة.

ونسي وجود البالغ الاخر في المطبخ أمامه.

"أنها شيما، وقحة ولكن تحب أن يتم احتضانها"

تم قطع لحضات سلامه من قبل ايزاوا،

الذي كان على الجانب المقابل له من الطاولة.

بين يديه طبقين من الفطائر،

وضع أحدهما أمام كاتسوكي والأخر أمامه.

"هل الفطائر جيدة معك؟"

استجوب ايزاوا، وتلقى هزة كتف من الاصغر.

يبدو أن عليه الاعتياد عليها لفترة.

نظر كاتسوكي نحو الطبق المتموضع امامه،

فطائر مستديرة فوقها طبقة رقيقة من الكريمة البيضاء، وانتشرت عليه بضع قطع فراولة مقطعة.

رفع الشوكة التي كانت بجانب الطبق وتذوق.

كانت لذيذة،

لكن لم يكن لديه الشهية حقاً.

"هل يمكنني الذهاب؟"

تحدث كاتسوكي بعد أن تناول بضع لقمات من طبقه، لم يكمل نصفه حتى.

رفع ايزاوا انظاره إلى الفتى الذي يداعب شيما بين احضانه، عينيه القرمزية مسلطة على شيما.

"بالتأكيد، غرفتك إلى الأمام مباشرة"

قال مؤكداً، ولم يتردد كاتسوكي في النهوض.

الأمر الذي جعل شيما تقفز من بين ذراعيه.

التقط حقيبته في الكرسي المجاور وتوجهه حيث اشار ايزاوا.

كانت شيما على استعداد الجري خلفه حتى التقطها ايزاوا، والتقت نظراته مع حمراوتيها الغاضبة.

"لاتزعجي الفتى يا شيما، يحتاج بعض الوقت لنفسه"

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon