التدخين

التدخين مهلكة الإنسان التدخين آفة العصر وسببٌ من أسباب هلاك الإنسان وتدمير صحته، وهو سببٌ رئيسي للإصابة بالكثير من الأمراض الخطيرة، ومن أبرزها وأكثرها خطورةً السرطانات بأنواعها، خاصةً سرطان الرئة الذي ينتشر بين المدخنين بنسبة كبيرة جدًا، ولهذا فإنّ التدخين يُعدّ من مسببات الموت البطيء للإنسان. التدخين عدو الصحة التدخين عادة سيئة جدًا يجب التخلص منها، وتكثيف الحديث عن مساوئها في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، وأن يتم التركيز على جميع مخاطر هذه العادة من جميع النواحي، وفرض الضرائب على الشركات المنتجة للتبغ كي تُخفف من إنتاجها، وعدم تناسي دور الإعلام الفاعل في تسليط الضوء على الكوارث التي يُسببها التدخين في تراجع اقتصاد العالم؛ بسبب الضغط على المرافق الصحية. كما يُصبح خطر التدخين أكثر إذا كان الشخص يُعاني من الأمراض المزمنة، حيث يزداد الأمر سوءًا، فالمرأة أيضًا يُؤثر عليها الدخان بدرجة كبيرة، خاصةً المرأة الحامل التي تُسبب الضرر لجنينها، وربما يُؤدي إلى الإجهاض أو ولادة طفل غير مكتمل النمو، أو قبل الأوان بعدّة أشهر. التدخين من أسوأ العادات التي يجب أن تنقرض، وأن يُحاول الشخص الابتعاد عنه وعدم تجربته ولا بأيّ شكل؛ بسبب آثاره السلبية على الفرد والمجتمع، أما الشخص الذي أصبح مدمنًا، فيجب عليه أن يعقد العزم على تركه وعدم العودة له أبدًا، وأن يتركه بدافع نيل رضا الله تعالى أولًا، فهذا أمر منهي؛ لأنّه يضر بالصحة، قال تعالى: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}.[١] التدخين موت بطيء للتدخين أشكالٌ عدة لا تنحصر في السجائر فقط، فقد يُدخن الشخص الأرجيلة أو الشيشة التي تحمل خطرًا مضاعفًا، ولهذا يُحذر الأطباء من التدخين لاحتوائه على الكثير من المواد السامة كالقطران والفحم الأسود وأوّل أكسيد الكربون وغيرها، ولا ينحصر خطر التدخين على المدخن فقط، بل يمتدّ إلى الأشخاص المجاورين له الذين يعدون مدخنين سلبيين؛ لأنّهم يستنشقون الدخان، مما يُؤثر على صحتهم كثيرًا. فيديو قد يعجبك: بغض النظر عن أضرار التدخين الصحية والنفسية، وكيف أنه يجعل الشخص أسيرًا للسيجارة والنيكوتين، فهو يُشكل أيضًا عبئًا ماديًا على الشخص المدخن الذي يجد نفسه مضطرًا لشراء السجائر باستمرار، وهذا بدوره يجعله يصرف نقوده في شيءٍ لا فائدة منه، ويُسبب أذى لعائلته؛ لأنّه يجري خلف متعته في ممارسة التدخين مقابل أن ينقص مصروف أبنائه وعائلته. لذلك يكون علاج هذه الآفة الخطيرة بالإرادة أولًا، ولا ضير في استشارة الطبيب، وعلى المقربين دعم الشخص المدخن نفسيًا للإقلاع عنه، وتشجيعه على إشغال نفسه بما هو مفيد، مثل: ممارسة التمارين الرياضية، وعليه يجب على كل شخص تقديم النصيحة لكل مدخن من خلال الحديث معه عن سلبياته في المستقبل وخطورته على الصحة والحياة. الحياة أجمل بدون تدخين في الختام، الحياة أجمل بتمام الصحة والعافية، والتدخين هو عدو مباشر لذلك، فلا أحد يرغب بأن تكون حياته في المستشفيات وبين الأطباء، بل يرغب بأن يستمر بقوته، ويستمتع بحاضره ومستقبله بين عائلته، ولا يكون السبب في إحزانهم وتدمير سعادته وسعادتهم.

التدخين[1] هو عملية يتم فيها حرق مادة التبغ وبعدها يتم تذوق الدخان أو استنشاقه. وتتم هذه العملية في المقام الأول باعتبارها ممارسة للترويح عن النفس . ينتج عن احتراق التبغ العديد من المواد الكيميائية وفي مقدمتها النيكوتين المادة الفعالة في المخدر، مما يجعلها متاحة للامتصاص من خلال الرئة. هناك آلاف من المواد الكيميائية التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي وتعد السجائر هي أكثر الوسائل شيوعًا للتدخين في الوقت الراهن، سواء كانت السيجارة منتجة صناعيًا أو ملفوفة يدويًا من التبغ السائب وورق لف السجائر. وهناك وسائل أخرى للتدخين تتمثل في الغليون، السيجار، الشيشة، والبونج «غليون مائي».

يعد التدخين من أكثر المظاهر شيوعا لاستخدام المخدرات الترويحية. وفي الوقت الحاضر، يعد تدخين التبغ من أكثر أشكال التدخين شيوعًا حيث يمارسه 1,3 مليار شخص، أكثر من 80% منهم يعيش في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.[2] وهناك أشكال أقل شيوعًا للتدخين مثل تدخين الحشيش والأفيون. وتعتبر معظم المخدرات التي تُدخن إدمانية. وتصنف بعض المواد على أنها مخدرات صلبة مثل: الهيروين والكوكايين الصلب. وهي مواد ذات نسبة استخدام محدودة حيث أنها غير متوفرة تجاريًا.

يرجع تاريخ التدخين إلى عام 5,000 قبل الميلاد، حيث وُجد في العديد من الثقافات المختلفة حول العالم. وقد لازم التدخين قديما الاحتفالات الدينية؛ مثل تقديم القرابين للآلهة، طقوس التطهير، أو لتمكين الشامان والكهنة من تغيير عقولهم لأغراض التكهن والتنوير الروحي. جاء الاستكشاف والغزو الأوروبي للأمريكتين، لينتشر تدخين التبغ في كل أنحاء العالم انتشارًا سريعًا. وفي مناطق مثل الهند وجنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا، اندمج تدخين التبغ مع عمليات التدخين الشائعة في هذه الدول والتي يعد الحشيش أكثرها شيوعًا. أما في أوروبا فقد قدم التدخين نشاطًا اجتماعيًّا جديدًا وشكلًا من أشكال تعاطي المخدرات لم يكن معروفًا من قبل.

اختلفت طرق فهم التدخين عبر الزمن وتباينت من مكان لآخر، من حيث كونه مقدسًا أم فاحشًا، راقيًا أم مبتذلًا، دواءً عامًا -ترياقًا- أم خطرًا على الصحة. ففي الآونة الأخيرة وبشكل أساسي في دول الغرب الصناعية، برز التدخين باعتباره ممارسة سلبية بشكل حاسم. في الوقت الحاضر، أثبتت الدراسات الطبية أن التدخين يعد من العوامل الرئيسية المسببة للعديد من الأمراض مثل: سرطان الرئة، النوبات القلبية، ومن الممكن أن يتسبب أيضًا في حدوث عيوب خلقية. وقد أدت المخاطر الصحية المثبتة عن التدخين، إلى قيام الكثير من الدول بفرض ضرائب عالية على منتجات التبغ، بالإضافة إلى القيام بحملات سنوية ضد التدخين في محاولة للحد من تدخين التبغ.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية فأن التدخين يعد أحد أكبر التهديدات الصحية العامة التي شهدها العالم على مرّ التاريخ،[3] فهو يُودي كل عام بحياة أكثر من 8 ملايين نسمة، منهم 1,2 مليون وفاة في أوساط غير المدخنين الذين يتعرضون لدخان السجائر بشكل غير مباشر.[3]

في عام 2020، بلغت نسبة متعاطي التبغ 22.3% من سكان العالم، 36.7% من الرجال و7.8% من النساء.[3]

...القصة الاولى عن التدخين ...

قبل أيام قليلة تلقيت اتصالا من أحد الأصدقاء. كان غاضبا وحزينا، والسر أنه اكتشف أن ابنه البكر الذى لم يتجاوز الـ ٢١ عاما، قد صار مدخنا. سر حزنه أنه جلس مع ابنه مئات المرات، ليحذره من أضرار التدخين، لكن كل هذه النصائح ذهبت أدراج الرياح بسبب شلة أصدقاء السوء، الذين جعلوه مدخنا، لا يستطيع الإقلاع بسهولة.

الأب قال إنه أكثر من يعرف أضرار التدخين لأنه ظل مدخنا ١٥ عاما متواصلة، لكنه تمكن من التوقف، وصارت صحته جيدة رغم أن عمره تجاوز ٦٥ عاما.

الابن متفوق فى دراسته، ومستقبله واعد، لكنه لا يدرك خطورة التدخين على كل نواحى حياته، بل بدأ يشعر بالإرهاق، وفى الأيام الأخيرة لم يكن قادرا على أن «يأخذ أو يشم نفسه» خلال السباحة، وقبل التدخين كان يستطيع السباحة لوقت طويل من دون توقف.

فى نفس الأسبوع الذى سمعت فيه قصة ابن صديقى قابلت صنايعى سيارات أعرفه منذ شهور. كان غاية فى الاكتئاب، وحينما سألته عن السبب، قال إن ابنه وعمره «٣١ عاما» قد حكم عليه بالسجن عشر سنوات، بتهمة حيازة وتعاطى مخدرات وهيروين.

هو قال إن ابنه كان مدمنا بالفعل، وجسمه كله «مشكشك من الإبر»، لكن أكرمه الله وتمكن من الإقلاع عن الإدمان، وبدأ فى العمل محصلا بإحدى الشركات.

وذات يوم كان يركب ميكروباصا، ولدى مروره بأحد الأكمنة الأمنية، تم فحص الركاب، ووجد الضابط معه أموالا كثيرة المفترض أنها أموال الشركة. الوالد متأكد من أن ابنه تاب وأقلع، لكن الحكم القضائى واضح بالإدانة.

قلت للأب ربما عاد ابنك للإدمان مجددا من دون علمك. وحاول أن تستأنف على الحكم بمحامٍ جيد.

العبرة من هذه الحكاية أن طريق الإدمان نهايته كارثية والخسارة فيه مؤكدة فى كل الأحوال.

هذا الشاب متزوج ولديه خمسة أطفال جميعهم صغار جدا. فأى مستقبل ينتظرهم، إذا استمر والدهم فى السجن بسبب لعنة إدمان المخدرات؟!

القصة الثالثة لصديق صعيدى أعرفه من أيام الجامعة، كان مدمنا على التدخين بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، كان يأكل السجائر ولا يشربها فقط!! يدخن على معدة فارغة، ولا يأكل بانتظام، وإذا أكل فإن معظم ما يتناوله من أكل الشارع. حياته بكاملها كانت غير صحية بالمرة. والنتيجة المحتمة أنه أصيب بكل أمراض القلب خصوصا الضغط والكوليسترول المرتفع، ثم أصيب بالسكر وبعدها جاءت الإصابة الصعبة بالسرطان، هو أجرى عملية قلب مفتوح، ثم استئصال جزء من الرئة المصابة بالورم. وبالتالى لم يكن هناك مفر من التوقف عن التدخين. استمر مقلعا حوالى عامين أو ثلاثة، وبدأ يشعر بالراحة النسبية مقارنة بالسنوات الصعبة السابقة.

المفاجأة المحزنة أنه عاد قبل شهور للتدخين. لم أصدق ذلك حينما سمعت هذا الخبر الحزين. اتصلت به مرارا وكذلك فعل كل الأصدقاء المشتركين.

يقول إن حالته النفسية السيئة، هى التى دفعته للعودة للتدخين، ووعد كل أصدقائه وأسرته بالتوقف، لكنه لم يفعل حتى الآن.

قصة هذا الصديق عبثية ولا يمكن تصنيفها إلا تحت عنوان «الانتحار الطوعى العمدى».

القصص الثلاثة السابقة وللمصادفة عرفتها جميعا خلال الأسابيع الأخيرة، تداعت إلى ذهنى، وأنا أستمع إلى الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى، ورئيس صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، خلال العرض الذى قدمته، أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى يوم الثلاثاء قبل الماضى «١٦ فبراير»، عن نتائج المسح القومى الشامل لتعاطى وإدمان المخدرات. وهى نتائج تستحق التأمل والدراسة، حيث كشفت أن ٢٨٪ من المصريين مدخنون و٦٪ يتعاطون المخدرات.

سأحاول إن شاء الله العودة لاحقا لقراءة أكثر تفصيلا فى هذه النتائج، لعلنا نتمكن من تسليط الضوء على هذه المأساة وإقناع المدخنين والمدمنين خصوصا الشباب بخطورتها وضرورة التوقف عنها.

Hot

Comments

Cami Sánchez Córdova

Cami Sánchez Córdova

This book was so good, I immediately reread it to catch all the small details I missed. Can't wait for the sequel! 🤓📖

2023-12-17

0

See all
Episodes

Download

Like this story? Download the app to keep your reading history.
Download

Bonus

New users downloading the APP can read 10 episodes for free

Receive
NovelToon
Step Into A Different WORLD!
Download NovelToon APP on App Store and Google Play