Atlantis

Atlantis

Ep 1

في تِلك السفينةِ التي يقودَها أحـدُ أمهرِ البحارين في أوروبـا ، متوجهينَ حيثُ المُحيط الهندي ، وبِالرغم من أن الطريق البَحري المـار من شبه الجزيره العربيه أقصَر ، إلا أن الاوروبيين يرفضون الذهَاب من ذلِك الطريق لفرضِ العرَب عليهم أموال 'الجمارِك' فأضطَر البحار أن يأخُذ الطريق الأطول والمُعاكِس

كانَ القُبطان جِيون جونغكوك جالِسًا في حُجرتِه،ينظُر إلى تِلك السماءِ العاتِمة بالرُغم من كونِهم في أول النَهار،زخاتُ المطرِ الخفيفةِ تطرِق على نافِذته،الهدوءُ عمَ تِلك الحُجرة الصغيرة

وما إغتالَ هدوءَه أنذاك هو تِلك الأصوات التِي تعالَت مِن الخارِج،وعلى مايبدو لقَد كانَ طاقم السفينةِ يتجادلونَ فيما بينهُم حتى حميَ الوسِيط،فينهضُ من مطرحِه للخارِج،ويمشِي بخطواتِه الهادئةِ،وتعابيرِه التي لم يقدِر أحدهُم على قِرأتِها،فتُخرس أفواههم حالمَا إستشعرَ الجميع هالةَ حضورِه الطاغِية

يجلسُ أمام تِلك الطاوِلة،وقد فردَ ذِراعيهِ على مسندِ ذاكَ الكُرسي،فيضعُ قدمًا على أُحرى ويرخِي جسده،ينظُر إليهم بسوادويتهِ القاتِمة،فينطقُ بصوتِه الجهور مُخاطِبًا إياهُم

"مالذِي يحدُث هنا"

"لـ..لقَد أضعنا البوصله والخريطه أيُها القبطان" يتحَدث أحدُ رِجال الطاقَم بنبرةٍ خائفه ومتوتره مِن ردة فعلِ ذلِك الملاح ، أشتاظ غضباً على ماتسلل لِمسامِعه فيضرِب تِلك الطاوله الخشبيه التي أمامهُ حتى كادت تُكسَر لولا جودةِ خشبِها وقوتِه

"وكيف ليدك أن ترخيها،لماذا أتيتَ دونها إذًا!"يصرُ بذلِك الذي أنتفضَ جسدهُ خوفاً ، هو يعلـمُ جيدًا كم أن قبطانَهُ وعلى الرُغم من طيبـتِه إلا أنه صارِم جدًا عندما يتعلقُ الأمر بالمِلاحه

"سـ..سيدي أنا..."حاولَ ترتيبَ مُفرداتِه لتخرُج بنبرةٍ غير مرتجِفه للقابِع أمامه والشرار يتطايرُ مِنه برفقةِ تِلك العُقده بينَ حاجبيه ، ويرفعُ يده بغتةً مُخرِسًا ذلِك الرجل،وقَد نهضَ من على ذلِك الكُرسي يمشِي بخطواتِه الهادئة نحوَ ذاك الرجُل الذي ترتعِش أوصاله خوفًا

فيقفُ أمامهُ مباشرًا ويرفعُ تِلك الكف التي توسط أحدُ أنامِلها خاتمٌ كان طرفهُ حادًا،ما إن يُلامس جسدَ أحدهم سيحدُث شرخًا لرُبما يؤدي بحياتِه

مرر طرفَ ذلِك الخاتمِ على عُنقه،ينظُر إليه بريبة،والآخر يرتعِش،وما أوقف قلبهُ عن ضخِ الدمِ في سائر جسدِه هو حِينما تكلمّ القُبطان"إذًا،هل علَي إنهاءُ رِحلتك هُنا؟"

ذلِك الرجل،كانَ يعلمُ أي الرحلاتِ قصدها القُبطان،فيرتجِفُ جسده بينما ينظُر لذلِك الخاتمِ التي إشتدت حدةُ اطرافِه على عُنقه،وقبلمَا يفعلُ القبطانُ ما يخطرُ في ذهنِه،كانَ هِتاف أحد الرجالِ قد بترَ سوءَ ذاك الموقِف

"سيـدي!أنا ارى اليابِسة"

بعدَ أن فقدو الأمَل ، ظهرَ هِتـافُ ذلِك الرجُل ليزرَع الأملَ مُجددًا في قلوبِهم ، تِلك اليابِسه التي قصدها ليسَت أرضُ أوروبا التي جاؤو مِنها ، بَل هيا جنةٌ معمره في الأَرض ، إنـها أطلانتِس

تخطَى القبطان وأسرَع ناحيةَ رأسِ السفينه ، وقفَ ليرى تِلك الجزيره ، وبِالرغم من تِلك المسافه إلا أنه يستطيع رؤيةَ المناظِر الخضراء وتِلك العماره ، ويالَ فرحتِه ، لقد أكتشفو جزرًا جديده!!

وهذا بحدِ ذاتِه كان كنزٌ يحلُم بهِ أي بحَار ، بتدلَت ملامِحهُ فورًا وظهرَت تِلك الإبتسامه على ثغرِه ليسَ وكأنه مَن كان غاضِباً قبل قليل ، تولى قِيادةَ السفينه وأصوات الهِتاف تعلو من أنحاءِ السفينه بسبب فرحِهم

........

بغتةً تساقطتِ الأمطارُ أقوى وأصوات الرَعد والبرق تعلو شيء فشي ، على متنِ تِلك السفينه التي إقتربت لحدٍ كبير من الوصول لأطلانتِس ، يجلِس قبطان تِلك السفينه في حُجرتِه يُشاهِد تِلك اليابِسه القريبه مِنهم من خلال فُتحةِ النافِذه الصغيره

طرقٌ على بابِ حُجرتِه الخشبي قاطعَ تأملُه ولم يلبَث حتى ظهرَ صوتٌ أنثوي ناعِـم من ورائـه ، ومن غـيرها ماريـنا ، زوجةُ القُبطان العظَيم جـيون ، دخلَت بعد أن أذِن لها لتقول"لَقد أحضرتُ لكَ الطعام جونغكوك "

"لا أرغبُ بالإكل"إكتفـى بهذه الجُمله للتي تنهدَت بيأس على عِناد زوجِها ، هي تعلمُ مايجول في خاطِره لذلِك إقتربَت مِنه ببطئ بعد أن وضعَت الطعام جانِبـاً ، أخذت يداها الناعمتان طريقها لكتفِ زوجها ، لتُدلِكه برفق وتهمِس "لاتقلق كل شيء سوفَ يكونُ بِخير"

أومئ لـها بِصمت لتُديرَهُ وتجعلهُ مُقابِلاً لها ، أمسكت ياقتَ قمِيصه تُعدِلها وتنظُر لصدرِه بينما تهمِس وهو ينظُر إليها بهدوءٍ دون تعابيرٍ تُذكَر" لقد مرت فترة طويله، انت ام تلمس..."

"ماريـنا انا مُتعَب ، في وقتٍ لاحِق"بعد أن أتمم قولهُ كان قد إتجهَ بخطواتِه إلى الخارِج تارِكاً إياها محملةً ببعضِ الحُزن ، الجميعُ يقِف في مُقدمةِ السفينه ، ينظُر إلى شاطئ هذه السفِينة،والتي كانَت تستعمِره الأشجارُ من كل مكَان،وقليلُ البشرِ من كان يجلِس هناك وقد هربو جميعًا ما إن رأو تِلك السفينةِ الضَخمة التي شارفَت شاطئهم

فينزِل من تِلك السفينةِ وبمحاذاتِه زوجته،ويليهِ طاقمُ السفينة، أعينهم جميعًا كانت تستبصِر وهجَ وسحرِ أطلانتِس،وينتشرُ طاقمهُ في أنحاءِ المكان مُستكشفينَ

وجلَ ماكانَ يُفكر به القبطان أنذَاك،هو أن إستكشافَ أرضٍ كأطلانتس سيُربحه صفقةً بحريةً جيدة،غيرُ عالِم إن تِلك الأرضَ التي وطأتهَا أقدامهُ تخشَى الدُخلاء ولا ترحِب بهم كما خُيل له

_________________

فِي ذلِك القصر الضَخم،كانَ يقِف في ساحةِ القَصر،يُمارس هوايةً لطالمَا أحبها منذُ الصِغر،يُمسك بذاكَ السيفِ الذِي حررهُ من غمدِه يُعارك بهِ مُساعِده وصديقه جيمين

وهاهو ذا يرمِي سيفَ مساعِده بعيدًا،وقد وضعَ حافة سيفِه هو على عُنقه،كانت تِلك نهايةُ معركتِهم،فيبتسِم المُساعد مُستسلِمًا ويمدُ الآخر يدهُ سعيًا لمُساعدتِه حتى وقف على قدميه

"إذًا،جولة أُخرى سمو الأمير؟"

كانَت الإتبسامةُ تلتمِس محياه الفاتِن،إلا أنها تلاشَت بغتة،يُراوِده شعور سيءٌ هذا الصبَاح،فماكان مِنه إلا أن توجهَ لْحُجرته بعد أن قال لمُساعِده

"ليسَ الآن جيمين"

يمشِي بخطواتْه تجاهَ حُجرتْه،بملامِحه المُتهجِمة،وقد إستعمرهُ التوتُر،لما يشعُر بهذا الشعورِ منذُ الصباح؟ذلِك الشعور الذِي يُخبره وكأن كارِثةً ما حلَت عليهم

حالمَا وصل،هو قد دلفَ إلى ذلْك السردابِ مُسرِعًا،حتى وجدَ مايبحثُ عنه،ذلِك البلور،الذِي يستطيعُ من خلالهُ رؤيةَ كُل شيء،فلم يكُن الأمير مجردَ شخصٍ عادِي في إمبراطوريةِ أطلانتِس،بَل كان مميزًا بطريقةٍ ما

أحبتهُ الآلهةُ قوةً لم يتمتع بِها غيرُه من سكانِ أطلانتِس،ومكنتهُ هذهِ القوى من أن يستشعِر وجود اي شخصٍ قريب مِنه دون أن يراه،حتى لو كانَ على بعدِ متراتَ كبيرَة،كما أنه يستطيعُ حمايةَ نفسِه بِتلك القوة،أما ذلِك البلور،لقَد كان كالمرآةِ التي تُريه كلَ خطرٍ يُداهِمه

وما إن وضعَ يدهُ على ذلِك البلور،حتَى ظهرَت صورةُ أحدِهم،يمتِلك هيئةً لم تكُن مألوفَة،جسدًا ضخمًا،وملامِح حادَه، وميضُ ذلِك البلورِ أنذاك،هو ما أوضحَ لأميرِ أطلانتِس أن هذا الرجُل هنا ماهو إلا دخِيل،كارِثةٌ حلَت على أرضِهم

Episodes
Episodes

Updated 1 Episodes

Download

Like this story? Download the app to keep your reading history.
Download

Bonus

New users downloading the APP can read 10 episodes for free

Receive
NovelToon
Step Into A Different WORLD!
Download NovelToon APP on App Store and Google Play