انتحار تحت التهديد
احبسوا انفاسكم جيدا واستمتعوا معي بأول فصول مجموعتي القصصية التي اؤكد لكم انها ستأخذ النوم من اعينكم ولن تستطيعوا اغلاقها حتي تنتهوا من اخر حرف فيها و من يظن انني امتلك غرورا فارغا ... سوف انتظرك هنا حتي تنتهي وتعترف لي بكل بهدوء ان ثقتي الزائدة بقلمي ليست هباءًا ولا غرورا ..
} بسم الله الرحمن الرحيم {
ممكن نصلي علي سيدنا محمد الاول . . . ♥
♥ انتحار تحت التهديد ♥
من يراني .... يتوه في جمال عيناي و لكنه لا يعلم انها كــــــــــ عين الصقر تخترقه .. !!
ظلمني قلبكِ كثيرا حينما ظن انني كالحجر قاسي .... ولكنني اعترف لكِ اني عشقتكِ حتي آخر انفاسي .. !!
جثة هامدة ممددة علي الأرض غارقة بدمائها يبدو انها نزفت كثيرا حتي أصبحت بقعة الدماء تحتها واسعة ... هتف العسكري بسرعة وكأنه يحفظ نصا و يلقيه علي الحضور ...!!
حسان عبد المتعال عبد المتجلي ...68 سنه .. عنده ولدين وبنتين ... مراته متوفيه من 5 سنين .. مالوش اخوات يا فندم .. و أيضا الطبيب من المعاينة الاولي شك في واقعة انتحار .. !!!
تلألأت الكلمة بداخل عقل الضابط بتعجب فما الذي يدفع كهلا كبيرا في السن كهذا الي الانتحار .. لابد ان هناك حلقة كبيرة مفقودة ..!!
* * تفقد الضابط المكان بدقة و حرفية كبيرة تنم عن سابقة اعمال مبهرة ثم عاد الي مكتبه يفكر بتلك الوقعة الغريبة .. فـــ رن هاتف مكتبه الأرضي فـــ رد عليه ببرود فانقلبت ملامحه من الجمود الي العصبية عندما سمع رئيسه وهو يقول : ~
** ازيك يا حضرت الظابط .. انا طبعا معنديش شك ابدا في كفاءتك بس انا شايف ان لازم حد يساعدك في القضية الجديدة مع اني متاكد انك مش محتاج بس اعتبرها خدمه ليا انا ..!!
اجابه قصي بحيرة : _
** تحت امر سعادتك يافندم بس حضرتك انا مش فاهم حاجه ابدا ..!!
هتف رئيسه بجدية : _
** بنت اخويا ياسيدي لسه متخرجه السنه دي وتحت التمرين ومش هلاقي احسن منك اامنه عليها .. !!
لوي قصي شفتيه بتهكم وصاح باصطناع : _
** اكيد يافندم متشكر علي ثقة حضرتك وباذن الله اكون ادها واكبر .. !!
اغلق معه الخط واخبره انها ستصل اليه غدا في الصباح الباكر وعليه ان يرسل احدا لاستقبالها ... !!!
تعهد بداخله ان يعمل علي ان يجعلها تمل من كل المهمات الموكلة اليها وان تعود من حيث أتت .. !!
فهو لا يكره شيئا في حياته مثل دلال النساء وعرقلتهم لكل سفينة سائرة فــ كما يظن هو طبعا النساء كائن بطئ خُلق لكي يغيظ الرجل ويستفزه بكثرة الدلع والتفاهات ..!!
فهو يؤمن كثيرا بمقولة الشاعر نزار قباني .. : _
" " " ~ مكياج المرأة يجب أن يكون مكياجاً ثقافياً لأحبها.. لا أستطيع أن أحتمل امرأة جميلة وغبية» .. ~ " " "
جلس " قصي " يفترش الأوراق امامه يدرس اقوال المحيطين بالرجل المنتحر .. يتميز قصي بسرعة حركته ونشاطه لا يحبذ ان يضيع الوقت .. اخد اقوالهم في نفس اليوم ولم ينتظر احد فكانت تنص علي ... :
ابنته فاطمه بحرقة قلب : ابويا طول عمره راجل زين وكل الناس تحبه ولا عمر حد اشتكي منه ابدا .. الله يرحمك يابا قطعت بينا ..!!
ابنته زينب وهي تندب عليه وتبكي : انتو بتسالوني عن الحاج حسان هو في في اخلاقه واحترامه بين الناااس .. ياااااالهوي خدت معاك حلاوة الدنيا ومشيت يابا ارجع ياباااا ,,,!!!
نجله الاكبر بثبات : ابويا كان راجل وسيد الرجال الله يرحمه انا مش مصدق ابداا انه ينتحر ليييه كدا يابا ليه ابويا اتقتل ياباشا ابويا مينتحرش ...!!
نجله الأصغر منهارا : انا مش قادر اتكلم دلوقتي ياباشا كفايه اللي احنا فيه الله يخليكو سيبوني في حالي ... !!
جاره في البيت المقابل له : والله العظيم اقول الحق ياباشا .. حسان الله رحمه عمرنا ما سمعنا عنه حاجه وحشه بس هو بقاله سنه قافل ع نفسه بيته ومش بنشوفه الا بالصدف ياباشا بس هو كان بيحب الدنيا اوي انا مش مصدق انه يعمل كدا في نفسه ...!!!
صاح قصي بصوت عال وكأنه تذكر شيئا : امين سيد ادخلي هنا حالا ..!!
دخل الأمين اليه فأدي التحية وانتظر ان يطلب قصي مراده منه ..!!
حك قصي ذقنه وقال وهو يرفع حاجبه الايسر : حسان عنده كمبيوتر في البيت .. انا لمحته الصبح .. الكمبيوتر دا يبقي عندي في خلال ساعه واحده مش اكتر من كدا ... وخبير الشبكات والالكترونيات يكون عندي قبلها مفهوووووم ...!!!
أدي الأمين التحية مرة اخري وهتف بأدب : اوامرك يا فندم ..!!
مرت نصف ساعة قبل حضور خبير الالكترونيات .. شاب بأواخر العشرينات يرتدي قميصا تقليدي و بنطالا من القماش ونظارة طبية مقعرة .. تلازمه عادة رفع النظارة علي انفه كثيرا مما يبرز توتره وشخصيته المهزوزة قليلا ولكن يبدو علي هيئته انه يمتاز بعمله كثيرا ...!!!
تنحنح الشاب ودلف لمكتب قصي بتوتر فنظر اليه قصي نظرة جانبية ولم يعره اهتمام وانهمك بالأوراق الموجودة امامه حتي أتي الأمين بالحاسوب الخاص بـ حسان فأمر قصي الشاب بفك شيفرته وفحص كل البيانات المحملة عليه حتي ادق التفاصيل ..!!!
بعد مرور بعضا من السويعات نهض قصي علي ليعد لنفسه كوبا من الشاي وعاد الي الشاب وهتف بجمود : ها وصلت لحاجه ...!!
رفع الشاب نظاراته علي انفه وقال بهدوء : تقريبا قربت اخلص ..!!
صاح قصي عصبيه : يعني ايه تقريبا ... هنا مفيش حاجه اسمها تقريبا شوف شغلك يا استاذ هنا مفيش دلع ولا تضييع وقت مفهوم ولا لا .. !؟
فزع الشاب من صوته العال فردد بخوف : م .. مفهوم يا .. فندم مفهوم !!
هتف قصي وهو يجلس ويضع قدميه فوق الطاولة امامه : خليك خفيف يا احمد كدا عشان مزعلش منك ..!!
فاض به الكيل فقال بثقة : حسان عبد المتعال دا اسم صفحته الاساسيه علي الفيس .. اما بقا صفحته التانيه والاهم واللي هتفيدنا كتير باسم ..!!
ضيق قصي حدقتي عينه وقال باهتمام : ايييه انطق ..؟!
اجابه احمد بسرعة : زهرة الصبار يا فندم .. كأنه ست وبيبعت للستات ويتكلم معاهم في امور مش لطيفه وخارجه جدا ويبعت لهم صور وهميه لست علي انها هو وبالتالي بيثقو فيه وبيبعتو صورهم وبيرجع يهددهم ويطلب اكتير بكتير .. الصفحه يافندم شبهه جنائية لوحدها ..!!
شرد قصي قليلا ثم هتف بتساؤل : طب انتحر ليه معقول حد هدده بالقتل او هدده انه يقتل حد من عيلته بينتقم لمراته او اخته او اي ست هو هددها ..؟؟!!!
رد احمد نافيا : معتقدش .. لان مفيش اي رساله ادامي تدل علي كدا خالص الامور كانت عاديه جدا لحد اسبوع فات وقف نشاطه تماما ومبقاش يبعت تهديد لحد ..!! بس في محاوله هعملها يافندم اتمني تفيدنا ...!!
بدأ قصي بالإعجاب بقدرات احمد ولكنه كان يظهر عكس ذلك لكي يعطيه احمد مجهودا اكثر فقال بسخرية : ايه هي ماتتكلم بسرعة ..!!
تنحنح احمد وقال : انا هحاول ارجع كل الداتا اللي اتمسحت في الفيس وفي الجهاز كله لو رساله جتله ومسحها او كان محمل حاجه ومسحها كله هيبان عندي ..!!
اشار قصي باصبعه باتجاه احمد وقال : هايل .. اعمل دا بسرعه .. !!!!
بعد قليل من الزمن صاح احمد بثبات : ادامي حوالي ساعتين وكل الداتا تكون رجعت يا فندم تسمحلي اريح شويه عشان اقدر اواصل شغل… ؟؟!
نظر اليه قصي بجمود واشار ليه بيده ان يذهب حيث يشاء .. وحول نظره الي النافذة فوجد شمس النهار تظهر بخفة وبدأت العصافير بالدندنة فشعر هو ايضا بالتعب فنهض وجلس علي كرسيه ووضع رأسه علي المكتب امامه وغلبه النعاس وتملك منه الارهاق… !!
استيقظ قصي علي صوت هاتفه الذي يعلن عن وصول رسالة نصية فنهض ببطئ ونظر في الساعة فوجدها الثامنة فرفع رأسه بسرعة فوجد أحمد يجلس علي الحاسوب ويعمل باهتمام ونشاط كبير فتنحنح قائلا بتعب : واضح اني كنت تعبان جدا ليه مصحتنيش يا بني ..؟!!
رفع احمد نظارته علي انفه وقال باحراج : حضرتك انا اللي بشتغل وقولت مالوش لزوم تصحي علي الفاضي اكيد محتاج للراحه .. وانا كنت هصحي حضرتك لما اخلص كل حاجه ..!!
حرك قصي رقبته يسارا ويمينا وهو يقول : ها وصلت لحاجه ..؟؟!
اجابه احمد بشجاعة : طبعا يا فندم .. !!
كاد ان يكمل حديثه ولكن وجد قصي ينظر في هاتفه باهتمام ويبدو علي وجهه الانزعاج .. فصاح بتساؤل : في حاجه يا فندم .. حضرتك كويس ؟!!
ضرب قصي رأسه بيده وقال بملل : لازم اطلع دلوقتي .. انت استمر في شغلك مش هتاخر كلها ساعه وراجع ..!!
تلك الرسالة كانت موجهة اليه من رئيسه في العمل وكانت تحتوي علي " قصي ..!! متنساش تقابل بنت اخويا في محطة القطر بعد ساعه من دلوقتي مش عايز اي شكوي منها تجاهك ياريت فترة التدريب تعدي بدون مشاكل "
توجه الي محطة القطار وهو يشعر بالتذمر ويلعن الحظ الذي اوقعه في تلك الظروف السيئة فهو لن يتحمل تلك الفتاة المدللة التي تنتمي الي عائلة تسهل لها كل الطرق بينما هو وامثاله وصلو لامكانهم العليا بمجهودهم الشخصي وبعد ان دهستهم الايام واذاقتهم الويلات … !!!
أريد الذهاب ..
إلى زمن سابق لمجيء النساء ..
إلى زمن سابق لقدوم البكاء ..
فلا فيه ألمح وجه امرأه ..
ولا فيه أسمع صوت امرأه ..
هبطت من القطار فتاة بأوائل العشرينات تتميز بجسد رياضي وجهها خالٍ تماما من اية مساحيق تجميلية برغم هذا بدت جميلة جدا .. ترتدي بنطالا من الجينز الازرق وقميصا قطنيا عاري الاكتاف لونه ابيض وقبعة رياضية وترفع شعرها بطريقة تسمي " ذيل الحصان " تغطي عيناها العسلية بنظارات شمسية لاقت لوجهها المستدير كثيرا .. تجر ورائها حقيبة كبيرة تحمل امتعتها وعلي خصرها حقيبة صغيرة ..!!
رأته يجلس علي مقعد الانتظار فتوجهت اليه وقالت بصوت شديد العزوبة : حضرت الظابط .. يلا بينا ..!!
نظر اليها من اعلي الي اسفل بنظرات متفحصة ورفع حاجبه الايسر بغرور وقال : يلا بينا علي فين انتي مين اساسا ..!!
هزت راسها باستهزاء وقالت : اساسا ..!! امممم هو انت متعرفش انت جاي هنا تعمل ايه .. الظاهر اني هعاتب عمي كتير اوي في اختياراته الغلط للناس اللي بيثق فيهم و في قدراتهم ..!!
فهم قصي من حديثها انها تلك الفتاة التي اتي لياخذها ولكنها استفزته جدا فقرر التلاعب معها قليلا فوقف امامها فبدت ضآلة جسدها بجوارها واضحة كوضوح الشمس فانحني بجوار اذنها وقال بتهديد : الظاهر انك هترتاحي هنا جدا وهتبقي ايام زي الفل ..!!
تحرك من امامها بثقة شديدة وطلب منها ان تتبعه ولكنها صرخت به ان يتنظر ليحمل حقيبتها فعاد اليها وامسك بالحقيبة بعصبية فرفعت رأسها بتعالي وسبقته خطوته بخطوتين ....
فقال بغيظ : بس انتي عرفتيني ازاي ..؟!
التفت اليه ببطئ وخلعت نظاراتها ونظرت اليه نظرة ساحرة وقالت بـ ثقة ممزوجة بالقليل من الغرور : ديما الشرقاوي .. مفيش حاجه مبتعرفهاش ... !!!!
<<< ... قصة العينين .. تستعبدني من رأى الأنجم في طوفانها كلّما حدّقت فيها ضحكت وتعرّى الثّلج في أسنانها ... >>>
• • • • • • •
صعدت ديما السيارة بصحبة قصي بعد ان طلبت منه فتح الباب لها فانصاع لطلبها وفتحه وهو لا يدري لماذا يفعل كل ما تطلبه هكذا .. أقوة شخصيتها ..؟!! ام حضورها الطاغي ..؟؟! ام ماذا هناك يجعله يرضخ لها هكذا ..!؟
توقف امام مبني قسم الشرطة الذي يعمل به وطلب منها الهبوط من السيارة عندما دخلت المبني راحت عيناها تجوب المكان بتفحص وعناية وعندما وصلو الي مكتبه ما ان دخلت الغرفة حتي صاحت بتعجب : ايه دا ..؟! هو انا مش هستريح من السفر شويه جايبني علي الشغل علي طول كدا ..؟؟!! خلاص اوك انا بحب النشاط ..!!
قالت جملتها الاخيرة وهي تخلع قبعتها من فوق رأسها فانساب شعرها البني الطويل علي ظهرها بنعومة جعلته يشدق فمه باعجاب صارخ .. اخرجته من تلك الحالة عندما صاحت بجدية : انا سامعه ان في قضيه دلوقتي انتو شغالين عليها وغريبه من نوعها ياريت اطلع علي كل الاوراق اللي تخصها… !!
((( ... آه من قبعة الشّمس التي يلهث الصّيف على خيطانها ... )))
تنحنح باحراج مميت وقال بخفوت : اه اه اكيد اتفضلي اقعدي وهجهزلك الملف ..!!
ثم وجه حديثه ل احمد الجالس في وضع المشاهد لحديثهم باهتمام وقال بغيظ : هااااا وصلت لحاجه ولا لسه ..؟!!
اجابه احمد بعدم فهم : ماهو حضرتك انا قولتلك اني عندي معلومات قبل ما تمشي وحضرتك قولتلي لما ترجع عرفني ..!!
ارتبك قصي عندما تذكر انه بالفعل اخبره عن ذلك فقال بسرعة : انجز وهات اللي عندك ..!!
اقتربت ديما من احمد ومدت اليه يدها لتصافحه بتودد وقالت برقة : هاي انا ديما تشرفت بمعرفتك ..!!!
ابتسم احمد ببلاهة ومسح يده قبل ان يصافحها وهو يتمتم بكلمات غير مرتبة ولكنها ضحكت بعذوبة لتحثه علي الهدوء وعدم الارتباك ..!$
بينما شعر قصي بالغيظ ينهشه لماذا تعامله هو بتعالي وتكبر بينما تتقرب من احمد وتعامله بلطف فاقترب واعطاها الملف بيدها بعنف وصاح قائلا : مش وقت تعارف .. يلا نشتغل بلاش كلام فارغ ..!!!
نظرت له باستهزاء ولم تجبه وتفحصت الملف باجتهاد ففهمت مجريات القضية وطلبت من احمد ان يكمل لها ما وجد علي الحاسوب ..!!
فقال احمد بثقة اكتسبها من وجودها وحديثها المنمق معه : بعد ما رجعت كل الداتا علي الجهاز هنا لقيت ان في رسالة تهديد جاياله علي حسابه الاصلي مش المزيف اللي هو باسمه حسان .. بيقول فيها " انا اعرف عنك كل حاجه .. وتقدر تسميني قدرك او جلادك اللي هيخلص حق كل ست وكل بنت ضحكت عليها وهددتها وفضحتها .. انا كمان هفضحك وهيكون مسيرك ان بناتك يطلقو وعيالهم يتشردو والناس هتخاف علي ستاتها منك وهيجرو منك كانك كلب أجرب .. هااا تحب اقول تاني ولا اتاكدت اني اعرف عنك اللي انت متعرفوش عن نفسك "
اعتدلت ديما في جلستها وقالت باهتمام : ها وهو رد عليه .. قصدي حسان ..!!
اكمل احمد حديثه وقال : طبعا يا فندم رد وقاله " انت مين وعايز ايه انت اكيد بتخرف .. وغلطان في العنوان "
طبعا لما حسان قاله كدا الحساب المجهول بعتله صور محادثاته مع الستات وهو بيهددهم بس المفارقه هنا بقا يافندم انه كمان بعتله تسجيلات صوتيه ليه وهو بيكلمهم علي التليفون اللي بيحمل رقمه الخاص وكمان بعتله فيديوهات مسجله بمكالمات فيديو متسجله من الطرفين هو والستات… !!!
ضرب قصي علي مكتبه بعصبية وقال : مين دا وعرف كل دا ازاي وبيهدده ليه عايز فلوس مثلا بينتقم منه ليييييه ؟!!
نظر اليه احمد من خلف نظاراته وقال بأسف : الحساب دا طلب من الضحيه انه ينتحر وادامه اسبوع بالكتير يا فندم وكل يوم يلعب باعصابه ويبعتلك حسابات ناس يقربو لحسان ويقوله مش دا ابنك مش دي بنتك مش دا صاحبك كل اللي بعتهولك دا هيروحله بس لو انتحرت من سكات سرك هيموت معاك. وبناتك هيفضلو مستورين في بيوتهم … !!!!!
نهضت ديما واعادت خصلات شعرها للخلف بتوتر وقالت بذعر : ايه كمية الترويع اللي شافها الانسان دا قبل ما ينتحر .. ايوه هو قذر بس في قانون يحاسبه او ع الاقل كان اتسبب في توبته مش يخليه ينتحر … !!!!!
نطق احمد بلهفة : في حاجه اخيره يا قصي باشا .. الحساب دا طلب من حسان انه يمسح كل الرسايل اللي بينهم وبين بعض .. تقريبا كان عايز محدش يوصل لاي حاجه تخصه ..!!!
رن هاتف قصي الارضي الموجود بمكتبه فاجاب بغضب ظل يستمع الي الطرف الاخر بعضا من الدقائق فجحظت عيناه وابتلع ريقه بتوتر واغلق الخط دون ان يتفوه بكلمة .. ونظر اليهم وقال بجدية : في ضحية جديدة بلاغ عن حالة انتحار بردو .. يلا بينا نتحرك ع العنوان فورااا… !!!
توجهوا الي عنوان الضحية هم وبعض عناصر الشرطة والطبيب الجنائي دخلو منزلها .. منزل زوجية حديث لعروس لم يتعدي وجودها به الا عام واحد فقط .. نائمة علي فراشها المغطي بالدماء المتسربة من شرايين يديها الاثنتين .. كحل عيناها منسال علي خدودها وكأنها بكت مر البكاء قبل ان تقتل نفسها تركت رسالة بجوارها علي الكومود الملتصق بالفراش مكتوب فيها كلمة واحدة وهي " سامحوني " .. !!
تفحصتها ديما بقوة وشجاعة نادرا ما تصدر من فتاة بعمرها .. اقتربت منها وقالت بثبات : واضح ان الضحيه حامل في شهرها السابع تقريبا …
صرخ بها قصي غضبا : دا مش شغلك ..امال الطبيب الشرعي بيعمل ايه هنا .. ابعدي عن الجثه ..!!
أرسلت اليه نظرة قاتلة وقالت بهدوء : شغلي انا عارفاه كويس وبدل ما انت عمال تدي اوامر اتفضل افحص المكان كويس اؤمرهم مثلا يتحفظو علي متعلقاتها الشخصية زي تلفونها مثلا او لو عندها كمبيوتر او لاب توب ..!!
صرخ قصي بأمين الشرطة ان يأخذ ديما ويعيدها الي قسم الشرطة لحين النظر فــ امرها ان كانت ستكمل معه ام لا ..لم يعطيها اي فرصة للاعتراض فكان في أوج غضبه وكانت الامور لا تحتمل مناقشة او اعتراض … !!
تابع قصي عمله من دونها وطلب منهم التحفظ علي اي شئ قد يساعدهم وبالطبع اخذ احمد هاتفها النقال ولم يجد اي جهاز اخر غيره سوي هاتف صغير قديم فاخده ايضا للتحقق من الموجود عليه واخذت الجثة للتشريح ولكن من المعاينة المبدئية بالفعل الضحية حامل في شهرها السابع كما قالت ديما ..!!
كان قصي بداخله تيقن تام ان تلك الفتاة ذكية وغير مدللة علي الاطلاق فهي قوية ولا تهاب المهمات الصعبة .. فبدأت نظرته اليها تختلف ولكنه عزم علي تلقينها درسا لكي تحترمه امام عناصره من الشرطة .. خرج من منزل الضحية ودخل مكتبه هو واحمد فوجدها تجلس منهمكة في بعض الاوراق ويبدو عليها الانغماس الشديد فيما تقرأه .. فتعجب قصي واحتار لامرها لانه توقع انها ستعود وتبكي كثيرا وتنتظره لتعتذر منه او لترجوه ان تظل معه او حتي توبخه ولكنها عادت لتعمل بِجِد فـ اثار ذلك دهشته و ارتفع أيضا اعجابه بها الذي أشعره بالخطر لانه يكره ذلك الشعور ولا يود ان يستمر بداخله ابدااا لها او لغيرها ليس كرها للنساء بالمعني الحرفي للكلمة ولكن نظرته لهم من شدة دقته ورجولته ظالمة فهو يراهن خلقن لاثارة المشاكل ومضيعة الوقت فقط فلكم فشلت مشاريع ارتباط له كثيرة بسبب تلك النقطة واجتماعهن كلهن عليها … !!
ما ان شعرت " ديما " بوجودهم حتي نهضت بحماس وقالت :
** دي شوية تحريات انا طلبتها عن الضحيه ..وكمان طلبت اهلها للتحقيق شويه وهيوصلوا .. ولما عرفت اسمها عملت سيرش عليها علي الفيس بالاسم والبلد والدراسه ظهرلي كام اسم زيها شوفتهم كلهم لقيت فيهم واحده عامله متزوجه من " محمد بسيوني " وهو دا جوز الضحيه ف عرفت ان هي دي الهدف وقلبت شويه في
صفحتها الشخصية .. لقيت ان اخر اسبوع بقت تنزل منشورات كئيبة ومعظمها عن الموت .. !!
تبادل احمد وقصي النظرات البلهاء وقدرتهم علي فهم طبيعة تلك الفتاة المشاغبة تتلاشي تدريجيا ..
فتكلم احمد وقال بتساؤل : لحقتي تعملي كل دا امتي وازاي .. ؟!!
صاح قصي بصوت عال : والسؤال الاهم ولييييه اصلا هو انا مش امرت انك تفضلي بعيد لحد ما اقرر هتكملي معايا ولا لا ..؟!!!
اجابته بحماس يتزايد كلما تحدثت : استني بس خلينا في المهم … مريم حسن السكري .. 25 سنه زوجة محمد بسيوني .. بيشتغل في شركة كهربا بيسافر السويس ثلاث اسابيع ويرجع أسبوع واحد .. 33 سنه وهو حاليا مسافر بس انا طبعا بعتله رساله يحضر علي هنا فورا قبل حتي ما يشوف اهله او اهلها .. مريم خريجة دبلوم تجاره و كملت معهد فني تجاري سنتين بعد المدرسه ودا اللي خلاها تتجوزها وعندها 24 سنه .. !!!
اعجب قصي من كفائتها وانخرط معها في الحديث وتغاضي عن امر اهانتها له فقال بجدية : احمد .. الموبايل بتاع مريم معاك في خلال دقايق تكون فاكك كلمة السر بتاعته وفاتحه ادامي ..!!
اجابه احمد بثقة : طبعا يافندم وكمان الموبايل اسهل بكتير من الكمبيوتر .. !!
تمكن احمد من فتح هاتفها والوصول الي كل ما كان عليه حتي الذي مسحته اعاده ثانية بعد قليل من الوقت هتف بأسف : في اخبار مش كويسه يافندم .. !!
*** يتبع
ما الذي ينتظرنا بالفصول القادمة ما سر تلك القضايا وهل هناك المزيد .. !!
اترككم مع تلك الابيات الرقيقة لــ نزار قباني .. لحين التلاقي غدا بأمر الله ... ♥
$$$ ... حينَ تنتهي كلُّ لُغَاتِ العشق القديمة فلا يبقى للعُشَّاقِ شيءٌ يقولونَهُ.. أو يفعلونَهْ.. عندئذ ستبدأ مُهِمَّتي في تغيير حجارة هذا العالمْ وفي تغيير هَنْدَسَتِهْ شجرةً بعد شَجَرَة وكوكباً بعد كوكبْ وقصيدةً بعد قصيدَة سأقولُ لكِ "أُحِبُّكِ".. وتضيقُ المسافةُ بين عينيكِ وبين دفاتري ويصبحُ الهواءُ الذي تنفسينه يمرُّ برئتيَّ أنا وتصبحُ اليدُ التي تضعينَها على مقعد السيّارة هي يدي أنا .... ☺ ♥ ♥ ♥ ♥ ♥
***Download NovelToon to enjoy a better reading experience!***
Updated 5 Episodes
Comments