كل شخص منا يأتيه شعور ومؤشرات تخبره بأنه لم يتبقى من أيامه إلا القليل وبأنه قد حان وقت الرحيل، الرحيل عن هذه الدنيا الفانية التي يعلم كل واحد منا بأنه مجرد ضيف فيها ومصيره الرحيل ، و لكن بطبيعة الفطرة التي خُلقنا عليها والتي ما نسميها دافع البقاء نضل ندفع هذا الشعور بعيداً عن عقولنا وحواسنا ونرفض التصديق بمؤشراته ، و لكن على الرغم من كل هذا الرفض و الإصرار و التمسك بالحياة لا يشفع لك من ذاك الخمود الذي يستحل جسدك و يجعل منك خيال ملموس يرغب بالانعزال مع ذاته ،وأيضاً ذاك الشرود الذي يعوم بك إلى نقاظ ذكريات وماضي أي شيء تقع عينيك عليه حتى لو كان بالصدفة، كان لهذا الشيء ذكريات سعيدة أو حزينة لا يهمك ذلك في شرودك ذاك ما يهمك هو أن تلف شريط حياتك مع هذا الشيء حتى تصل إلى بداية التقائك به أو بداية الحصول عليه وبعد لحظة تستفيق من هذا التأمل الطويل الذي هو في الواقع جزء قصير لا يتجزأ من الزمن وفي تلك اللحظة تنتبه على أن هناك دمع يعانق مقلة عينيك بحنان دافئ و يأبى السقوط عنها و مفارقتها وعندها فقط تعلم بأنك كنت في طقوس وداع لا إرادية كنت قد منعت عقلك بالاعتراف بها و ما عليك إلّا أن تؤمن بأن الحي
NovelToonتم نشر هذا العمل بترخيص من Haitham Thabet NovelToon ، والمحتوى هو فقط وجهات نظر المؤلف الخاصة ولا يمثل الموقف الذي يشغله
السطر الأخير تعليق