قالت **هايو** بصوت منخفض جداً:
"أتمنى لو لم نفترق... أعوام طويلة مرت منذ ذلك الوقت."
قالت **لوسي**:
"خطيبته المدير التنفيذي لشركة معجبة بك جداً، سيدتي...
يقال أنها تتابع أعمالك باستمرار."
قالت **هايو** باهتمام:
"من أي عائلة تنحدر؟"
قالت **لوسي**:
"لا أعرف سيدتي... لكن اسمها **هايدي سول وانغ**."
فتحت عينا **هايو** على اتساعهما،
وقالت بصدمة:
"**هايدي سول وانغ**...
ليس مهم أنهم أغبياء...
إن لم يعجبني هذا المشروع، سوف أترك الكيدراما فوراً."
قالت **لوسي** بضحك مخفي:
"حسناً أيتها الوغدة...
أنتِ دائماً تقولين ما تفكرين به دون تردد."
ابتسمت **هايو** ببرود،
ثم قالت:
"أحضري لي السيناريو... أريد أن أقرأه فوراً."
وفجأة، تذكرت شيئاً آخر...
"**لوسي**، هل تعرفين شيئاً عن **لونا**؟"
قالت **لوسي** باهتمام:
"حسناً سيدتي... سأبحث عنها فوراً."
بعد بضع دقائق،
عادت **لوسي** مع هاتفها وبدت عليها علامات الدهشة:
"سيدتي **هايو**... وجدتها!
**لولي لونا شين**...
هي الآن مصممة أزياء مشهورة في هونغ كونغ،
ولديها علامة تجارية خاصة بها،
وتبلغ من العمر 28 سنة، نفس عمرك سيدتي...
وأيضاً...
هي متزوجة من **جونغ أون مين**، رجل الأعمال الكوري الشهير!"
فتحت **هايو** عينيها على اتساعهما،
وقالت بصدمة:
"**جونغ**؟... أصدقائي القدامى جميعهم متصلون ببعضهم؟
أريد أن أتصل بها... الآن."
قالت **لوسي** من المقعد الخلفي للسيارة:
"لكن هناك حفلة بعد ساعة، والمكان يبعد أربع ساعات عن هنا..."
قالت **هايو** وهي تسوق بسرعة جنونية،
عيناها تلمع بالدموع والذكريات:
"أريد أن أذهب... أريد أن أرى **لولي** و **جونغ**...
أريد أن أشرح لهم كل شيء."
كانت **هايو** متحمسة وحزينة في نفس الوقت،
ذكريات الماضي تعود إليها مثل فيلم سينمائي:
تذكرت آخر لقاء لها مع **لولي**،
كانت **لولي** تصرخ بغضب:
"بسببك **هايو** الغبية... **جونغ** أصيب بحادث مروري...
أنا أكرهك!"
وتذكرت صوت **يونغ** حين كان يطمئن عليها بعد الحادث،
ثم أصيب بنوبة قلبية بسبب قلقها عليه،
وأنه لم يكن يستطيع الاتصال بها لأنها لم تفتح هاتفها.
قالت **هايو** وهي تبكي بشدة:
"أنا ماذا؟... لم أقصد...
كيف عشت كل هذه السنين مع هذا الوزر على ضميري؟"
نظر الحارس إلى الصورة في هاتف **هايو**،
وعيناه اتسعت بدهشة وهو يرى الصورة القديمة
لـ **هايو** و **لولي** و **جونغ** وهم أطفال.
قال الحارس بصوت متردد:
"حسناً... سيدتي **هايو**،
يمكنك الدخول...
ولكن أرجو أن تعذرني،
**السيدة لونا** لم تخبرني بأنكِ قادمة."
فتح الحارس البوابة،
ودخلت **هايو** إلى الفيلا الضخمة،
قلبها يدق بسرعة من التوتر والشوق.
صعدت **هايو** الدرج إلى الطابق العلوي،
حيث سمعت أصوات ضحك وحديث من إحدى الغرف.
اقتربت **هايو** من الباب،
ووضعت يدها على المقبض،
ثم أخذت نفساً عميقاً قبل أن تدخل...
رأت **لولي** و **جونغ** يجلسان على الأريكة،
يبتسمان لبعضهما البعض،
ولكن عندما رأوا **هايو**،
توقفت الابتسامات على وجهيهما...
قال **جونغ** بصدمة:
"ماذا... ه.ها... **هايو**... مرحباً بك...
كيف عرفت مكاننا؟"
قالت **لولي** بنزعاج واضح:
"أنتِ مجدداً... بعد السنوات الماضية..."
ثم قالت **لولي** إلى **جونغ**:
"الذي عمل... لكن"
قاطعتها **هايو** بصوت مخنوق:
"أنا نادمة... لأنني لم أرد على هاتفي...
حقاً أنا آسفة."
قالت **لولي** بحزن شديد:
"أنتِ لم تتصلي معنا...
ولم تزورينا **جونغ**...
ولم تردي علينا عندما اتصلنا بك...
كنا نعتقد أنكِ قد نسيتينا تماماً."
ساد الصمت في الغرفة،
**جونغ** نظر إلى **لولي** ثم إلى **هايو**،
بدا عليه الارتباك والشعور بالأسف لما حدث.
قالت **هايو** بصوت منخفض:
"لم أنساكم... أبداً..."
قالت **لولي** وهي تشهق من البكاء:
"لماذا... أنا اشتقت لك حقاً...
عند حادث **جونغ** كنت غاضبة جداً...
لم أكن أعرف ماذا أقول أو أفعل...
هل تتوقعين أن أصرخ عليك بقصد لا؟"
سقطت **لولي** على ركبتيها،
وأحاطت وجهها بيديها وهي تبكي بشدة،
**هايو** ركضت إليها وجلست بجانبها،
وأحاطتها بذراعيها وهي تبكي أيضاً.
قال **جونغ** بصوت مخنوق:
"**لولي**، لا تبكي...
**هايو** هنا الآن...
كل شيء على ما يرام."
**لولي** رفعت رأسها ونظرت إلى **هايو**،
عينيها مليئة بالدموع والأسف.
قالت **لولي** بصوت منخفض:
"أنا لم أكن أعرف كيف أقول لك...
كم كنت خائفة أن أخسرك...
كم كنت خائفة أنكِ لم تعدي تريديننا..."
قال **جونغ** بابتسامة عريضة:
"دراما على أرض الواقع..."
ضحكت **هايو** و **لولي** بصخب،
دموعهن لا تزال تنهمر من أعينهن،
ولكن الضحك والابتسامات بدأت تظهر على وجهيهما.
**هايو** أحاطت **لولي** بذراعيها أقوى،
وقالت وهي تضحك:
"أنا لم أتوقع أن تعودي إلى حياتي بهذه الطريقة...
مع بكاء وصراخ ودراما!"
**لولي** ضحكت أيضاً،
وقالت وهي تمسح دموعها:
"وأنا لم أتوقع أن تعودي بعد كل هذه السنين...
بدون حتى رسالة أو مكالمة!"
**جونغ** جلس بجانبهما،
ووضع يديه على أكتافهما،
وقال بابتسامة:
"أعتقد أننا بحاجة إلى احتفال...
لعودة **هايو** إلى حياتنا!"
ساد الصمت في الغرفة مرة أخرى،
الجو توتر بشكل ملحوظ بعد ذكر اسم **يونغ**.
قالت **هايو** بصوت منخفض ومتحفظ:
"أجل... لكن أين **يونغ**؟
هل لا يزال مسافر؟"
قالت **لولي** بتلعثم شديد،
بدت وكأنها تحاول تجنب الإجابة:
"أنه... أنه عاد... و... بخير."
حاولت **لولي** تغيير الموضوع بسرعة:
"بمناسبة أنا معجبة بالكيدراما...
كنت أتابع أعمالك بالدراما الكورية...
أنتِ جميلة... أنا أمام ممثلة عالمية!"
ولكن **جونغ** قاطعها بعبارة صاعقة:
"أجل... عاد وخطيبته معه...
أصبح المدير التنفيذي الجديد للشركة التي تعملين بها...
والذي حبيبة وخطيبته في نفس الوقت...
أنها **هايدي**."
عيني **هايو** اتسعت بصدمة،
وجهها أصبح شاحباً،
وكأنها قد ضربت بضربة قاضية.
قالت **هايو** بغصة وقاسية،
وتحاول الحفاظ على هدوءها وعدم الانهيار:
"حسناً... س... سوف أذهب إلى اللقاء...
سوف نلتقي في حفلة عيد ميلادي غداً..."
نظر **جونغ** و **لولي** إليها بنظرة حزينة،
كلاهما يعرفان أن **هايو** تتألم بشدة،
ولكنها تحاول إخفاء ذلك.
قالت **لولي** بقلق:
"**هايو**، هل أنتِ بخير؟
لا تذهبي الآن...
حدّثينا قليلاً..."
ولكن **هايو** قاطعتها ببرود:
"لا داعي للقلق...
أنا بخير...
سوف نلتقي غداً."
ثم قامت **هايو** وخرجت من الغرفة بسرعة،
تركت **جونغ** و **لولي** يتبادلان نظرات القلق والأسف.
**جونغ** نظر إلى **لولي** وقال:
"أنتِ تعرفين أنها تحب **يونغ**...
ماذا سوف تفعل عندما تراه غداً؟"
Comments