غبار الحب المنسي
...جلست ماريا أمام الطاولة الفاخرة، والديكورات اللامعة من حولها تزيد إحساسها بالغربة....
... بين يديها كان الهاتف الجديد، تمسكه كما لو كان قطعة زجاج مسحورة قد تنفجر في أي لحظة....
...رفعت إصبعها بتردد وضغطت على الشاشة. اهتزّت الصورة أمامها ثم عادت....
..."آه! إنه حي!" شهقت ورمته بعيدًا عنها كمن رمى جمرة....
...الخادمة التي كانت تنظف قربها توقفت مذهولة:...
..."هل… كل شيء بخير يا سيدتي؟"...
...ابتسمت ماريا ابتسامة متشنجة، وأعادت حمل الهاتف بحذر....
..."طبعًا بخير، بخير جدًا… أنا فقط… أختبره. نعم، أختبر قوته."...
...الخادمة أمالت رأسها بشك: "قوته؟"...
...لكن ماريا تجاهلتها، وضغطت على أيقونة عشوائية. فجأة دوّى صوت موسيقى صاخبة في القاعة. قفزت من مكانها وصرخت:...
..."يا إلهي! إنه يغني!"...
...أصابعها ضغطت بلا وعي على زر الإغلاق… فانطفأ الجهاز....
..."هاه؟! لماذا أظلم؟ هل… مات؟" همست وهي تطرق عليه كمن يوقظ طفلًا نائمًا....
...نظرت بسرعة إلى الخادمة ثم مدت الهاتف نحوها:...
..."خذي… جرّبي أنتِ."...
...الخادمة ترددت، أصابعها ارتجفت قليلًا. قلبها أسرّ لها: هل السيدة تختبرني؟! ماذا لو ظنّت أنني أريد سرقته؟!...
...أخذته بحذر شديد ثم أعادته فورًا بكل احترام:...
..."لا يا سيدتي… لا أجرؤ."...
...ماريا تجمّدت مكانها. ماذا؟! أردت فقط أن تعلّمني! لكن الخادمة انحنت وغادرت بهدوء، تاركة إيّاها وحيدة مع الهاتف المظلم....
...جربت كل زر بلا جدوى، ثم أسندت رأسها بين كفيها بيأس....
..."هاه… كيف أتعامل مع شيء كهذا؟"...
...لم يكن الهاتف سوى رمز آخر يفضح جهلها… ويذكّرها بأنها دخيلة. رفعت نظرها إلى المرآة أمامها، وصوتها بالكاد يسمع:...
..."أنا لست من هذا العالم… أنا مجرد خادمة تُدعى ميرا كول، استيقظت داخل جسد ماريا."...
...انعكس صمت غريب من المرآة، وكأن ملامحها لم تعد تخصّها. ثم همست بشيء لم يسمعه أحد غيرها:...
..."لكن… كل هذا لم يبدأ اليوم. بل قبل أسبوع واحد فقط."...
Comments