في مكان آخر، كان هاستون يركع أمام شادمون، يتعذّب.
شادمون قال له: "تبي القوة؟ اثبت لي… اقتل النور اللامع."
أعطاه بلورة سوداء، وقال له: "هذه ستدمجك مع ظلك… وتمنحك هيئة الشيطان."
أُجبر هاستون على قبول المهمة، وانطلق تحت المطر، وقلبه يتقلّب.
وصل إلى كوخ قديم، فيه فتاة تُدعى جولييت.
كانت بسيطة، وهادئة، وابتسامتها صادقة.
لكن والدها، ظنّ أن هاستون متشرد، فطرده.
هاستون، وقد فقد أعصابه، طعن والدها بقطعة خشب، وقتله.
لكن جولييت، بدل أن تصرخ، احتضنته.
همست له: "أنت مجروح… أكثر من أي شي. خليني أساعدك."
سقط على ركبتيه… وبكى.
في اليوم التالي، كان الجو مشمسًا، وكأن العاصفة لم تكن أبدًا.
كيم قرر أن يدعو هانا إلى موعد بسيط، بعد أن خف التوتر. ذهبا سويًا إلى بحيرة قريبة، وجلسا هناك.
كانت اللحظة هادئة، لكن قلب كيم ينبض بقوة.
قال وهو ينظر إليها: "هانا… في شي ما قلت لك إياه…"
وقبل أن يكمل، ظهرت فتاة غريبة، شعرها بنفسجي، وعيونها تشع بضوءٍ بارد.
كانت تشوكا.
تظاهرت بأنها تائهة، وطلبت المساعدة. جلسوا معها، لكن تصرفاتها كانت مريبة.
وعندما أمسكت بكيم من يده، سرت رعشة غريبة في جسده، وجف حلقه.
هانا شعرت بالخطر، لكنها صمتت، تراقب.
…
في لحظة مفاجئة، غمزت تشوكا لهانا، وقالت: "أنتِ لطيفة… لا تخسريه."
ثم اقتربت من كيم، وهمست له: "عيني عليك، يا حامل الكريستالة."
وقبل أن تهاجم، تدخّل كاز، وأعاد الزمن للحظة قبل ظهورها. لم يشعر أحد بذلك، إلا كيم… وKAZ داخله.
في النسخة الثانية من اليوم، تجنّب كيم الطريق المؤدي للبحيرة، وذهبوا إلى الجبل بدلًا من ذلك.
لكن عند القمة، ظهر ظل أسود، وبدأت السماء تتغير.
كيم سمع صوت كاز داخله:
"حان وقت الاندماج… جرب الهيئة الجديدة."
صرخ كيم بقوة، وانفجرت طاقة من قلبه. تحولت عروقه إلى خطوط ذهبية، وعيونه توهجت. ثم ظهرت هيئة جديدة له: Thaster Wyant، هيئة مدججة بالسحر، والمانا تتطاير من جسده.
حاولت تشوكا الهجوم عليه، لكنها فشلت.
ركض نحوها، ووجه لها ضربة بالهواء والمانا، جعلتها تنهار، قبل أن تهرب.
هانا هرعت نحوه، وضربته بخفة: "ليه ما قلت لي؟ ليه تخبي؟"
كيم: "كنت خايف أخوفك. بس الآن… إحنا فريق."
…
كان المطر ينهمر على الجبل بصوتٍ مكتوم، كأن السماء تبكي على شيء لم يحدث بعد. قطرات الماء تسللت بين الصخور والأشجار، بينما كان كيم وهانا يتسللان من الطريق الجبلي الضيق. كانت يده تمسك بيدها، وعيناه تبحثان في الأفق عن شيء غامض.
قالت هانا بخوف خافت: "كيم، تأخرنا. يمكن أحد يلاحظ غيابنا."
ابتسم بهدوء وهو يرد: "بس شوي… ورا الجبل ذا في شي… أحسّه يناديني."
خطوا معًا خطواتهم الأخيرة على الحافة الزلقة، وإذا بصخرة مبللة تخونهم. انزلقت أقدامهم وسقطوا من أعلى الجرف، تتردد صرخة هانا بين الغيوم، قبل أن يبتلعهم الضباب.
…
استفاقت هانا أولًا، وعيناها تفتحان ببطء على صورة باهتة لكيم وهو مستلقٍ بجانبها. كان جسدها فوق صدره، والضوء الخافت ينبعث من فتحة كهف قريب.
نهضت بصعوبة، ورفعت رأس كيم بلطف: "كيم؟ اصحى…"
تنفس بعمق وفتح عينيه. نظر حوله وقال: "وش المكان ذا؟"
أشارت للكهف: "شكله قديم، بس فيه نور… تعال نشوف."
…
دخلا الكهف وهما يلتقطان أنفاسهما، والهواء في الداخل مختلف… أثقل، لكنه مألوف بطريقة غريبة. على الجدران، كانت هناك نقوش حجرية قديمة، ورموز تتوهج بألوان خضراء وزرقاء.
وفي عمق الكهف، كانت هناك غرفة دائرية، يتوسطها منضدة حجرية عليها كتاب واحد فقط.
اقتربت هانا ببطء، وكأن شيئًا ما يقودها. مدت يدها بارتجاف ولمست الغلاف. وفور أن فتحت الصفحة الأولى، صرخت وسقطت على الأرض، وانفجر ضوء هائل غمر الكهف بالكامل.
…
كيم ركض نحوها، لكن قوة غير مرئية دفعته للخلف. كان يرى الكتب القديمة تطير وتدور حول جسدها، قبل أن تذوب وتندمج معها. ثم فتحت عينيها، وصوتها خرج مختلفًا:
"العنصر الأول… الهواء."
رياح عنيفة اندفعت من جسدها، تبعتها نار، ثم ماء، ثم حجر. كانت الطاقة تنفجر منها دون سيطرة.
صرخ كيم: "هانا! أنا هنا! امسكي بيدي!"
قفز نحوها واحتضنها، ودفعة مانا أخيرة انفجرت، قبل أن يخيم الظلام من جديد.
…
استفاقت هانا في حضن كيم، وجسدها يرتجف. همست بخجل: "كيم؟"
ابتسم وهو يرفع رأسه: "الحمد لله، رجعتي."
ارتبكت، وابتعدت قليلًا، لكن كيم أمسك يدها.
"هانا… إنتِ تغيرتي… صرتِ أقوى."
نظرت إليه بعيون دامعة، ثم قالت: "بس أنا أخاف من هالقوة…"
وقبل أن يكملوا حديثهم، سمعوا صوتًا قادمًا من الخارج، ينادي باسميهما.
…
خرجوا من الكهف، لكن سيارة أهلهم لم تعمل بسبب المطر. فتوجهوا إلى كوخ قريب، طرقوا بابه، ليتفاجأوا بمن يفتحه…
هاستون.
كان يقف هناك، شعره مبتل، وملامحه مختلفة. بدا عليه الهدوء، لا الشر.
كيم قال ببرود: "ما توقعت أشوفك هنا."
رد هاستون: "ولا أنا… بس ما عاد فيني أقاتل. خلوني أكون صديق."
مد كيم يده وصافحه: "إذا صدق، فمرحبًا بك."
ثم، ظهر فجأة كاز. خرج صوته من فم كيم، وعيناه تتوهج.
"هذا عنصر النبات. أنتِ الآن، يا هانا، حامية العناصر. هذه العناصر خُلقت من مانا الأرض، ووزعتها قبل آلاف السنين. المهمة بدأت… لكن النهاية ما بعد اقتربت."
ثم التفت إلى هاستون:
"أنت أيضًا، ستنال قوة… مختلفة. لكنها خطيرة. لا أحد يستطيع السيطرة عليها سواي."
ثم اختفى.
…
وبينما هم يتبادلون النظرات، ارتج المكان فجأة، وتشققت الأرض.
…
الفصل ينتهي بمشهد لكيم وهانا، يقفون على قمة الجبل، وهالة النبات تحيط بها، وهيئة Thaster Wyant تحيط به.
ثم يظهر ظل بعيد، يراقبهم.
كان شادمون… وابتسامة ساخرة تعلو وجهه.
"اللعبة بدأت… يا حامل الكريستالة."
Comments