كان الصباح رمادياً، والضباب يغطي الغابة كأنه ستار يُخفي خلفه شيئاً شريراً.
شين كان يسير بحذر، يشعر بثقل غريب في الهواء، كأن أحدهم يراقبه.
صوت خطواته على التربة المبللة بدا أعلى من المعتاد، وصمت الأشجار يزيد الطين بلة.
فجأة، اخترق السكون صوتُ سهمٍ يخترق الهواء.
تفاداه بشق الأنفس، ليرى شابًا يقف على غصن شجرة عالية، يحمل قوساً بيد وسيفاً بيدٍ أخرى.
"من أنت؟!" صرخ شين.
رد الفتى بنبرة حادة:
"سؤال خاطئ... الأصح أن تسأل: لماذا لم أقتلك بعد؟"
**
في لحظة خاطفة، سقط الشاب من الشجرة كقطعة ظل، لكن شين تصدى له، واشتعلت يداه من جديد.
اصطدمت قبضته بسيف الخصم، وانفجرت شرارة طاقة جعلت الأرض ترتجف.
"توقفا!"
صرخت فتاة ذات شعر قصير وعينين لامعتين، كانت تقف على صخرة قريبة، واضعة يديها خلف ظهرها.
"هذا ليس عدواً… إنه هو، حامل اللعنات الأربعة… وريث الفوضى."
نظر الشاب نحوها، ثم انسحب خطوة للوراء، عاقدًا حاجبيه.
"أنتِ متأكدة، يا يوي؟"
أومأت الفتاة برأسها، وقالت لشين:
"أنا يوي، وهذا هو كازوما… نحن أيضاً نلاحق المنظمات الأربعة. كنا نبحث عنك منذ أيام."
**
جلس الثلاثة حول نار صغيرة، تبادلوا القليل من الطعام والكثير من النظرات المتوجسة.
شين لم يثق بهم، لكن شيئاً ما بدا صادقًا في عيني يوي.
"لماذا تساعدانني؟"
سألهم بشك.
قال كازوما ببرود:
"نحن لا نساعدك… بل نحتاجك. كل منظمة من الأربعة قضت على جزء من عائلاتنا… ونحن نعلم أنك الطريق الوحيد للوصول إليهم."
ابتسم شين بسخرية:
"إذاً… رفاق مصلحة؟"
ردت يوي بهدوء:
"حتى وإن بدأنا هكذا… يمكن أن نكون أكثر من ذلك… إذا لم يخن أحدنا الآخر."
قبل أن يُجيب شين، دوى صوت صراخ في الغابة.
ثانية واحدة… ثم ظهرت أجساد تسقط من الأشجار.
كانوا صيّادين… لكن هذه المرة ليسوا من اللازدتس.
كانوا يحملون أقنعة فضية، وعيونهم تلمع باللون البنفسجي.
قال كازوما وهو يسحب سيفه:
"القمريون…!"
**
اندلعت معركة سريعة.
قفز كازوما بين الأشجار كالبرق، يُمزق خصومه بخفة قاتل مدرّب.
يوي كانت تستخدم خناجر دقيقة ترميها من مسافة بعيدة وتصيب القلوب.
أما شين… فوقف ثابتًا، ينتظر.
أحد الصيّادين اقترب منه بسرعة،
وفي لحظة، رفع شين يده، وانفجرت الأرض تحت العدو، وتحولت التربة إلى لهبٍ أسود، ابتلع خصمه في لحظة.
لكن مع كل خصم يُهزم، يظهر آخر.
عددهم لا ينتهي.
قالت يوي وهي تلهث:
"إنه فخ… أرادوا جمعنا معًا… ثم القضاء علينا دفعة واحدة!"
نظر شين إلى السماء، ثم همس:
"لكنهم أخطأوا… لأنهم نسوا أني لست وحدي الآن."
**
وفي اللحظة الأخيرة، وبينما العدو يحاصرهم من كل الجهات،
صرخ شين:
"يوي! كازوما! غطوني!"
وغمض عينيه…
الأرض اهتزت.
السماء احمرّت.
وأجنحة من الظلام والنار خرجت من ظهره.
**
🩸 نهاية الفصل الرابع
> تابع في الفصل الخامس: "أجنحة الفوضى الأولى"
❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥
تنزيل على الفور
novel.download.tips
Comments