الغريزة الأولى:الدم

الليل في الجبال كان أهدأ من المعتاد، لكن "شين" لم يكن ينام.

جلس على حافة الجرف المطل على وادٍ ميت، والرياح الباردة تعبث بخصلات شعره الطويل.

منذ أن أخبرته "كايو" بالحقيقة، لم يشعر بشيء سوى الفراغ… كأن قلبه سقط من داخله واختفى.

همس لنفسه:

"أنا وريث الفوضى...؟ وأهلي ماتوا لأني وُلدت؟"

قبض على قبضته بقوة حتى شقّت أظافره جلده، وسقطت قطرات من دمه على التراب.

لكن الدم لم يمتصه الأرض.

بل بدأ يشتعل.

عينا شين اتسعتا.

لهب خافت خرج من نقطة الدم، يدور كأنه كائن حي.

وقف على قدميه فورًا، نظر إلى يده، فإذا بجلده يتوهج بشيء يشبه الرموز القديمة، تتراقص بلون أحمر داكن.

"ما هذا...؟"

في تلك اللحظة، ظهر صوت خلفه.

"ذلك… هو أوّل غريزة في داخلك."

استدار بسرعة، ليجد شيخًا عجوزًا بثوب رمادي يقف خلفه. لم يكن قد رآه من قبل، ولم يشعر به يقترب.

قال العجوز بهدوء:

"كل وريث يملك لحظة استيقاظ... وقد استيقظت أنت الآن."

تراجع شين خطوة، ثم سأل:

"من أنت؟"

أجابه الشيخ بنبرة غريبة:

"كنتُ واحدًا من الشهود على الليلة التي وُلدتَ فيها.

هربتُ من الموت حينها… لكنني لم أهرب من الذنب."

اقترب أكثر، وأضاف:

"لقد جُبلتَ من النور والظلمة معًا، ودماؤك ليست عادية.

وما رأيته الليلة… هو أوّل ما ستراه من ذاتك الحقيقية."

شين شعر بالحرارة تزداد في جسده، وسمع صوتًا داخل رأسه،

صوتًا يشبه ألف صرخة تناديه باسمه.

سقط على ركبتيه فجأة، وصرخ بقوة.

كان يشعر أن شيئًا ما يريد الخروج من داخله… لا ألمًا جسديًا، بل غريزة: رغبة في القتال، في التدمير، في الانتقام.

"أوقفه...!" صرخ شين.

لكن العجوز لم يتحرك. فقط قال:

"لا توقفه… اقبله."

فجأة، اهتزّت الأرض من تحتهما، وخرج من التربة مخلوق غريب الشكل، يشبه الذئب لكنه أكبر، عيونه حمراء، وجسده مغطى بالشوك.

زمجر الكائن وتقدّم نحو شين.

قال العجوز بصوت حاسم:

"اقتله… أو سيقتلك. هذه هي أول اختبار لك يا وريث."

شين لم يكن قد قاتل من قبل، ولم يحمل سيفًا يومًا.

لكن جسده بدأ يتحرك من تلقاء نفسه.

قفز جانبًا لتفادي ضربة الذئب، ثم مدّ يده اليمنى، وإذا بها تشتعل من جديد.

رمى لهبًا أسود نحو الوحش، فاحترق جزء من جسده، وتراجع وهو يصرخ.

لكن الذئب لم يُهزم، بل هجم بعنف أكبر.

صرخ شين:

"إن اقتربت أكثر... سأقتلك!!"

وبتلقائية، انفجرت طاقته من حوله،

موجة ضغط دفعت الذئب أمتارًا إلى الوراء.

في تلك اللحظة، ظهرت في يد شين نصل مظلم، لم يصنعه أحد… بل خرج من داخله، من دمه، من نفسه.

ركض شين نحو الوحش، وصرخ:

"هذا… أول دمٍ سأُسفكه."

قفز في الهواء،

وغرس النصل في قلب الذئب.

صوت الانفجار تبعه صمت...

ثم سقط الوحش ميتًا.

تنفس شين بصعوبة، وركع على ركبتيه من الإرهاق.

لكن داخله… شيء ما تغيّر.

ابتسم العجوز وقال:

"لقد بدأت…"

**

🩸 نهاية الفصل الثاني.

> تابع في الفصل الثالث

شباب لا تواخزوني بدي حط قلوب كتيرة لانو ما عم يطلع معي 500 كلمة...❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon