منفيو الضوء

صوت الريح كان يصرخ.

لم تعد هناك مدرسة، ولا بيانو، ولا حتى أرض تحت أقدامهم.

مجرد ساحة بيضاء رمادية، كأنها خارج الزمن.

نيرا تمسك يد أزورا بشدة، وعيناها البنفسجيتان تحدقان في الرجل المظلم أمامهم،

ذاك الذي قدّم نفسه بلقب: "حارس القمر."

صوته كان هادئًا، لكنه يحمل رهبة لا توصف:

> "أنتم منفيّو الضوء…

تجاوزتم حدود الحلم…

ولا عودة لكم بعد الآن."

---

أزورا تقدّم خطوة، سيفه يشعّ بلون أزرق باهت.

"لماذا؟ لماذا نحن؟!

لماذا القمر يسحب منا الذكريات؟ من أنت حقًا؟!"

حارس القمر رفع يده، وظهرت حوله رموز دائرية من الضوء القمري،

كأنها أقفال معلّقة في الهواء.

قال بصوت مشحون بالسكون:

> "القمر لا يسحب… بل يحمي.

أنتما من طلب النسيان…

أنتما من اخترتما الهروب."

---

نيرا شعرت بقلبها ينبض بقوة.

تلك الكلمات… كأنها تنبش داخلها…

كأنها تهمس بذكريات لم تولد بعد.

"طلبنا النسيان…؟"

همست لنفسها، ودمعة خفيفة انزلقت على خدها.

---

لمحة خاطفة:

طفلة تركض في ساحة بيضاء…

تصرخ: "لا أريده أن يتألم!"

وصوت آخر يرد: "النسيان هو النجاة الوحيدة."

---

ارتجفت نيرا بقوة، وقبل أن تنطق، رفع الحارس عصاه نحوها.

> "إن فتحتِ الباب مجددًا…

سيتحطم القمر."

أزورا اندفع للأمام، صرخ: "ابتعد عنها!!"

ضرب بسيفه، لكن الهواء نفسه التفّ وصدّه بقوة، فسقط على الأرض بقسوة.

"آه!"

أنين خافت خرج من صدره، لكنه نهض فورًا.

نيرا صرخت: "توقفوا! أريد أن أفهم! من نسي ماذا؟! ومن أخطأ؟!"

---

لحظة صمت قاتلة…

ثم همس حارس القمر:

> "قبل سبع سنوات…

وُلدت لعنة… من دمعة."

---

انفتح مشهد جديد داخل أذهانهم…

طفل صغير "أزورا"، كان ينام بجوار أخته الصغيرة "نيرا"، في ليلة مقمرة.

كانا يتيمين، يعيشان في معبد مهجور، بعيدًا عن المدينة.

في تلك الليلة، قالت له نيرا وهي تبكي:

"لا أريد أن أحلم… أحلامي تخيفني…"

أزورا حضنها وقال:

"أنا سأبقى معك، حتى في الحلم."

لكن تلك الليلة، سقطت دمعة من السماء، مباشرة على جبين نيرا.

ومنها… بدأ كل شيء ينهار.

---

حارس القمر تابع:

> "دمعة القمر هي لعنة، تمنح صاحبها قدرة على تجميد الذكرى.

نيرا، حين كانت طفلة، جمدت الذكرى التي رأتها…

لحظة سقوطك يا أزورا."

---

تجمّد أزورا في مكانه.

"…أنا لم أسقط…؟"

نيرا وضعت يدها على قلبها، وبدأت تتنفس بسرعة.

"أنا… أنا جمدت الزمن؟

أنت كنت على وشك الموت… وأنا… رفضت أن أفقدك…"

---

الصدمة كانت لا توصف.

نيرا، وهي طفلة، استخدمت قوة دمعة القمر…

لتجعل العالم كله ينسى لحظة موت أزورا.

لكن الثمن كان غاليًا.

> "جعلتما من نفسيكما منفييْن."

قال الحارس،

"أنقذتِه… لكنكِ مزقتِ توازن الحلم والواقع."

---

أزورا مشى ببطء نحو نيرا،

"أنا حيّ… فقط لأنكِ كسرتِ القمر؟"

نيرا انهمرت دموعها، وركعت على الأرض:

"سامحني… كنت صغيرة… خفت أن أفقدك… خفت من الظلام… خفت من كل شيء."

أزورا جلس أمامها، رفع وجهها بلطف،

"وأنا… خفت من الذكرى.

هربت منها، وها أنا أتذكركِ الآن… أختي."

---

عناق صامت.

لكن الأرض بدأت تهتز.

---

> "اللعنة لا ترحم من يعيد النداء."

همس الحارس،

"لقد بدأ الانهيار."

---

الضوء بدأ ينفجر من السماء…

والقمر في السماء العليا بدأ يتشقق.

نيرا صرخت:

"ما الذي يحدث؟!"

الحارس أدار ظهره بهدوء.

> "أحدكما يجب أن يُعيد الدمعة إلى السماء…

أو يُمحى كل من حلم."

---

لحظة حاسمة.

أزورا أمسك بيد نيرا، ونظر في عينيها.

"دعيني أنا أتحملها هذه المرة."

نيرا هزت رأسها بقوة:

"لا! أنا السبب… أنا من بدأت كل هذا."

---

صراع داخلي بين الألم والحب.

ثم…

صوت خافت يتردد في المكان:

> "دمعة واحدة… تعيد الضوء… أو تطفئه للأبد

الصمت...

ثم الصمت الأعمق.

كأن العالم كله توقف ليراقب لحظة واحدة فقط…

لحظة أن تختار نيرا أو أزورا من سيحمل اللعنة مجددًا.

السماء أصبحت سوداء داكنة،

والقمر شاحب يتشقق، كل نبضة منه تصرخ ألماً…

النجوم انطفأت، وكأن الكون بأكمله حبس أنفاسه.

نيرا وقفت، شعرها الطويل يتطاير،

عيناها البنفسجيتان تتلألأ فيهما الدموع والضوء معًا.

وأمامها... أزورا، يده على صدره، قلبه يخفق بعنف.

"إذا أعيدت الدمعة إلى السماء..."

قال الحارس بصوته الشاحب،

"واحد منكما سيتلاشى… إلى الأبد."

نيرا نظرت إلى أزورا، ثم إلى السماء،

ثم وضعت يدها على قلبها وهمست:

"أنا التي اختارت النسيان…

فأنا من ستعيد الذكرى."

أزورا صرخ:

"لا! لا تفعلي هذا! أنتِ لا تعرفين ما الذي سيحدث!

أنتِ حياتي الوحيدة المتبقية… لا أريد أن أفقدك."

نيرا ابتسمت بهدوء، ثم قالت:

"لكنني فقدتك… كل يوم منذ أن نسيتك."

تقدّمت نيرا وسط الضوء المتكسّر…

وفتحت راحة يدها.

في وسط كفها، ظهرت دمعة القمر.

شفافة، تتوهج بلون ناعم كأنها جمعت كل الضوء الذي بقي في هذا العالم.

مدّت يدها نحو السماء…

والقمر انفجر بلون أزرق نقي.

كأن شيئًا نقيًا عاد للحياة.

لحظة ارتجاف كونية.

كل شيء من حولهم بدأ يتحرك بسرعة…

الزمن نفسه انعكس،

والذكريات تدفّقت كفيضان داخل عقولهم.

ومضات متسارعة:

أزورا الصغير يربط ضمادة على إصبع نيرا وهي تبكي.

نيرا تعطيه ورقة كُتب عليها "ابقَ بجانبي دائماً".

الليلة التي سقط فيها من البرج…

اللحظة التي رأت فيها دمعة القمر أول مرة.

القرار…

الصراخ…

النسيان.

كل شيء أصبح واضحًا الآن.

لم يكن القمر عدوهم…

بل كان الحامي الأخير لقلوبهم المكسورة.

نيرا سقطت على ركبتيها، تلهث،

الضوء الذي أحاط بها بدأ يختفي شيئًا فشيئًا.

أزورا اندفع نحوها واحتضنها بشدة،

"نيرا… لا تختفي، أرجوك…!!"

نيرا ابتسمت والدموع على خدّها:

"لن أختفي… سأعود إليك… حتى لو كانت روحي في شكل ضوء…

لأني وعدتك أنني لن أتركك تسقط… أبدًا."

بدأ جسد نيرا يتلاشى ببطء،

كأنها تذوب في الضوء الذي أطلق القمر.

وآخر ما قالته كان:

"أحببتك… حتى حين نسيتني."

لحظة صمت.

القمر عاد كاملاً…

السواد من السماء زال…

لكن نيرا… اختفت.

بعد أسبوع:

كان أزورا واقفًا على سطح المدرسة، ينظر إلى القمر المكتمل.

في عينه ظلّ حزن… لكنه لم يكن وحده.

بجانبه، كان هناك كتاب صغير…

عنوانه:

"دمعة القمر: الذكرى التي أنقذت العالم."

فتح الصفحة الأولى، وقرأ بخط يد نيرا:

"إذا ضعت يومًا، تذكّر الضوء الذي زرعته داخلك...

لأن القمر لا ينسى من أحبّه بصدق."

أغلق الكتاب،

ثم ابتسم ابتسامة خفيفة،

ورفع عينه نحو السماء…

وفي تلك اللحظة…

ظهرت فراشة من نور،

حلّقت أمامه، ثم استقرّت على راحته.

كانت عيناها بنفسجيتان.

نهاية الفصل الرابع

😢🌙 تحبي نكتب الفصل الخامس (الأخير) وفيه لقاء جديد؟

أو نكتب فصل جانبي يحكي عن "الحارس" ولماذا كان يحمي القمر؟

أو نرسم مشهد "دمعة نيرا وهي تصعد للسماء"؟

أنتِ قائدة هذا العالم يا هيمي-تشان، وأنا في خدمتك دائمًا 💖

الصمت...

ثم الصمت الأعمق.

كأن العالم كله توقف ليراقب لحظة واحدة فقط…

لحظة أن تختار نيرا أو أزورا من سيحمل اللعنة مجددًا.

---

السماء أصبحت سوداء داكنة،

والقمر شاحب يتشقق، كل نبضة منه تصرخ ألماً…

النجوم انطفأت، وكأن الكون بأكمله حبس أنفاسه.

نيرا وقفت، شعرها الطويل يتطاير،

عيناها البنفسجيتان تتلألأ فيهما الدموع والضوء معًا.

وأمامها... أزورا، يده على صدره، قلبه يخفق بعنف.

"إذا أعيدت الدمعة إلى السماء..."

قال الحارس بصوته الشاحب،

"واحد منكما سيتلاشى… إلى الأبد."

---

نيرا نظرت إلى أزورا، ثم إلى السماء،

ثم وضعت يدها على قلبها وهمست:

"أنا التي اختارت النسيان…

فأنا من ستعيد الذكرى."

أزورا صرخ:

"لا! لا تفعلي هذا! أنتِ لا تعرفين ما الذي سيحدث!

أنتِ حياتي الوحيدة المتبقية… لا أريد أن أفقدك."

نيرا ابتسمت بهدوء، ثم قالت:

"لكنني فقدتك… كل يوم منذ أن نسيتك."

---

تقدّمت نيرا وسط الضوء المتكسّر…

وفتحت راحة يدها.

في وسط كفها، ظهرت دمعة القمر.

شفافة، تتوهج بلون ناعم كأنها جمعت كل الضوء الذي بقي في هذا العالم.

مدّت يدها نحو السماء…

والقمر انفجر بلون أزرق نقي.

كأن شيئًا نقيًا عاد للحياة.

---

لحظة ارتجاف كونية.

كل شيء من حولهم بدأ يتحرك بسرعة…

الزمن نفسه انعكس،

والذكريات تدفّقت كفيضان داخل عقولهم.

---

ومضات متسارعة:

أزورا الصغير يربط ضمادة على إصبع نيرا وهي تبكي.

نيرا تعطيه ورقة كُتب عليها "ابقَ بجانبي دائماً".

الليلة التي سقط فيها من البرج…

اللحظة التي رأت فيها دمعة القمر أول مرة.

القرار…

الصراخ…

النسيان.

---

كل شيء أصبح واضحًا الآن.

لم يكن القمر عدوهم…

بل كان الحامي الأخير لقلوبهم المكسورة.

---

نيرا سقطت على ركبتيها، تلهث،

الضوء الذي أحاط بها بدأ يختفي شيئًا فشيئًا.

أزورا اندفع نحوها واحتضنها بشدة،

"نيرا… لا تختفي، أرجوك…!!"

نيرا ابتسمت والدموع على خدّها:

"لن أختفي… سأعود إليك… حتى لو كانت روحي في شكل ضوء…

لأني وعدتك أنني لن أتركك تسقط… أبدًا."

---

بدأ جسد نيرا يتلاشى ببطء،

كأنها تذوب في الضوء الذي أطلق القمر.

وآخر ما قالته كان:

> "أحببتك… حتى حين نسيتني."

---

لحظة صمت.

القمر عاد كاملاً…

السواد من السماء زال…

لكن نيرا… اختفت.

---

بعد أسبوع:

كان أزورا واقفًا على سطح المدرسة، ينظر إلى القمر المكتمل.

في عينه ظلّ حزن… لكنه لم يكن وحده.

بجانبه، كان هناك كتاب صغير…

عنوانه:

> "دمعة القمر: الذكرى التي أنقذت العالم."

---

فتح الصفحة الأولى، وقرأ بخط يد نيرا:

> "إذا ضعت يومًا، تذكّر الضوء الذي زرعته داخلك...

لأن القمر لا ينسى من أحبّه بصدق."

---

أغلق الكتاب،

ثم ابتسم ابتسامة خفيفة،

ورفع عينه نحو السماء…

وفي تلك اللحظة…

ظهرت فراشة من نور،

حلّقت أمامه، ثم استقرّت على راحته.

كانت عيناها بنفسجيتان.

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon