البيت المهجور

البيت المهجور

قصة رعب قصيرة بعنوان *"البيت المهجور*

في قرية نائية، كان هناك بيت قديم مهجور، لا يقترب منه أحد، وكانت الأشجار تحيط به كأنها تحرسه. يقول أهل القرية إن كل من دخله لم يخرج أبدًا.

ذات يوم، قرر شاب يُدعى سامر، يحب المغامرات، أن يكتشف سرّ هذا البيت. دخل عند الغروب، حاملاً كشافًا وكاميرا. الباب كان مفتوحًا وكأنه بانتظاره.

منذ أن دخل، بدأ يسمع أصوات خطوات فوقه، رغم أن البيت خالٍ. صعد السلم الخشبي المتهالك وهو يرتجف، وفجأة سمع همسات تنادي باسمه: "سااامر..."

فتح أحد الأبواب فوجد غرفة مظلمة فيها مرآة ضخمة، اقترب منها، وفجأة رأى شخصًا يشبهه تمامًا يقف خلفه في المرآة، لكن حين استدار... لم يكن هناك أحد!

صرخ سامر، وركض ليهرب، لكن الباب الذي دخل منه لم يعد موجودًا... فقط جدار! ومنذ ذلك اليوم، لم يُر سامر مجددًا، لكن في كل ليلة، تُسمع همسات في القرية: "ساعدوني..."

*البيت المسكون – الجزء الثاني*

مرت سنوات على اختفاء سامر، لكن قصته لم تُنسَ. كان أخوه الأصغر *رائد* لا يصدق ما يُقال عن البيت، ويؤمن أن سامر ما زال حيًّا. قرر ذات مساء أن يذهب ليبحث عنه، رغم توسلات والدته.

وصل إلى البيت عند منتصف الليل، وكان القمر يغطيه الغيم. دخل من الباب الصدئ، وكل شيء كان كما وصفه سامر في مذكراته التي وجدوها لاحقًا.

بدأ يسمع الهمسات...

"راااائد... أخيييي..."

صوت سامر!

ركض باتجاه السلم، وصعد بخطوات مترددة. دخل نفس الغرفة التي اختفى فيها سامر، وكانت المرآة لا تزال هناك... لكنها الآن كانت تتوهج بضوء أحمر غريب.

اقترب رائد، وفجأة ظهرت يد من داخل المرآة وسحبته إلى الداخل!

لكنه لم يختف، بل استيقظ في نسخة مشوهة من البيت، كل شيء كان مقلوبًا، والأصوات من حوله كانت تبكي، تصرخ، وتضحك في آنٍ واحد.

رأى سامر في الزاوية... لكن لم يكن كما يتذكره، كان شاحبًا، بعينين سوداوين...

قال له بصوت مرتجف:

"لم يكن يجب أن تأتي... لقد أصبحت القصة المخيفة .

*البيت المسكون – الجزء الثالث*

تراجع رائد مذعورًا وهو يحدّق في وجه سامر المشوَّه.

قال له بصوت مرتجف:

"سامر؟ أأنت... أنت حقًا؟"

رد سامر بنبرة حزينة:

"أنا... لكن لم أعد كما كنت. هذا المكان يغيّرنا... يأخذ أرواحنا ببطء."

حاول رائد أن يمسك يد أخيه، لكن سامر تراجع:

"لا تلمسني! إن لم تهرب الآن، ستُحبَس للأبد هنا... مثلنا."

سأل رائد:

"من هم 'نحن'؟"

وفجأة، امتلأت الغرفة بأصوات وبظلال بشرية تتحرك على الجدران. وجوه مشوهة، أيدٍ ممدودة، صرخات تخرج من المرآة.

قال سامر:

"هم أرواح من دخلوا هذا البيت ولم يخرجوا أبدًا... أصبحوا جزءًا منه."

صرخ رائد:

"كيف أخرج؟!"

رد سامر بسرعة:

"تحتاج إلى كسر المرآة قبل أن تُغلق البوابة للأبد. لدي فقط لحظات قبل أن أفقد السيطرة..."

أعطاه حجرًا صغيرًا كان مخفيًا تحت الأرض، وقال:

"اكسرها الآن!"

تردد رائد، ثم بكل قوته ضرب المرآة... فصرخت الأرواح، وانفجر ضوء شديد، وفقد وعيه.

استيقظ رائد خارج البيت، في الصباح. كان يتنفس بصعوبة، والمكان حوله هادئ.

لكن وهو يمشي مبتعدًا، سمع صوت سامر في أذنه:

*"أنقذت نفسك... لكنني بقيت."*

٧*البيت المسكون – الجزء الرابع*

توقف رائد فجأة بعد سماعه صوت سامر في أذنه، ثم استدار ببطء نحو البيت، لكنه وجده مظلماً، نوافذه مكسورة، والباب مفتوح كأنه يدعوه للعودة.

مرّت أيام، لكن صوت سامر لم يغب عن ذهنه. كان يسمعه في أحلامه، في صمته، وحتى بين الناس.

كان يقول له دائماً:

*"أنقذت نفسك... لكنني بقيت."*

قرر رائد أن يعود إلى البيت، لكن هذه المرة مستعدًا.

أخذ معه مرآة صغيرة، ومسبحة قديمة، ودفتر ملاحظات تركه سامر في غرفته من قبل اختفائه.

دخل البيت عند الغروب.

كل شيء كما تركه... إلا أن المرآة التي كسرها عادت كما كانت، لكنها تعكس ظلالاً لا تنتمي لهذا العالم.

فتح الدفتر، وقرأ فيه عبارة واحدة مكتوبة بخطّ سامر:

*"الحلّ في الطابق السفلي... لكن لا تدخل وحدك."*

رائد تردّد، لكنه نزل.

الدرج يصدر صريراً مرعباً، والجدران تنزف ماءً أسود.

وصل إلى غرفة مظلمة، باردة.

هناك، رأى سامر... لكن لم يكن وحده.

**صوت أنثوي خافت قال من الظلام:

"أحضرت لنا واحدًا جديدًا..."**

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon