(من وجهة نظر عماد)
»
أبوي ما كان كثير الكلام… لكن لما يجي يتكلم، أحس الدنيا كلها تسكّت عشان تسمعه.
قبل يومين من الانفجار… ناداني وأنا أرتّب أوراقي فالمكتب.
قال لي بهدوء غريب:
— «إذا صار شي… روح نزوى، عند عمّك سالم. الملف اللي بالدرج، فيه خريطة ومفتاح ومبلغ صغير. لا تكلّم حد. ولا ترجع إلّا إذا قلت لك.
»
ضحكت وقتها.
قلت له:
— «ابوي؟ إحنا بعُمان. شو ممكن يصير؟»
بس هو ما ضحك.
بس قال:
— «إذا عُمان سقطت… الدنيا كلها بتطيح.»
...----------------...
»
مرت 48 ساعة.
وما كنت أتوقع إن الدنيا كلها تنقلب بـ لمحة عين.
السماء فوق مسقط صارت حمراء.
سمعت أصوات تفجير وانفجارات صغيرة في أطراف المدينة.
اتصالات انقطعت.
الناس كانت تهرب من الشوارع… وأنا كنت أهرب من مدينة كاملة.
ركبت سيارة عمي سالم القديمة، واتجهت لنزوى مثل ما قال الوالد.
طول الطريق، صوت الراديو كان يقول إن كل شيء "تحت السيطرة".
كذبة
أنا كنت أشوف النار، وأشمّ الدخان.
»
وصلت نزوى متأخر، تعبان، وقلبي ما هو مرتاح.
سالم استقبلني بوجه جامد، ما سأل ولا كلمة، بس قال:
— «أبوك كان يعرف شي ما قالّنا عليه… خلّك هنا، وانتظر.»
وانتظرت.
لكن ما كان فيني أرتاح.
كنت أحس إن أحد يراقبني… أو إن في شي جاي، بس ما أعرف من وين.
...------------------------------...
ننتقل إلى العنود –(وجهة نظرها)
»
وصلت مسقط… وكان الجو مرّ.
عماد ما كان ضمن السجلات الطبية، ولا الأمنية، ولا شوهد ضمن المدنيين الهاربين.
سألت بـ اسم مستعار في مستشفى الطوارئ. لا وجود له.
رجعت لشاشة الاتصالات… لا إشارات منه.
قلت لنفسي بصوت خافت:
— «عماد… وين رحت؟»
لكن جوّا قلبي، كنت أعرف…
الهروب بدون أي أثر؟
هذي حركة شخص إمّا مدرَّب…
أو مُستهدَف.
»
قررت أبدأ البحث… بنفسي.
لا استخبارات.
لا دعم.
لا تعقّب إلكتروني.
بس خريطة، وذاكرتي، وحدسي...
Comments
كثير صغير الفصل 😑💔
2025-06-23
1