الفصل 3

...“حسنًا، سأبرم العقد.”...

...“رائـ! أه!”...

...‘لقد وافق!’...

...كادت أرييلا أن تطلق هتافًا فرِحًا، لكنها بالكاد تمكنت من كتمه بوضع يدها على فمها في اللحظة الأخيرة....

...'وافق على العقد! هذا إنجاز بالكلام وحده، ببضع كلماتٍ فقط!'...

...شعرت برغبةٍ في الرقص من شدّة الفرح. ولكن….....

...“……؟”...

...“……؟”...

...سادت مجددًا لحظةٌ من الصمت الغريب داخل المقصورة. بينما ظل ملك الشياطين والأميرة يتبادلان النظرات، دون أن يُقدم أيٌّ منهما على فعل شيء....

...وبعد قليل، تكلم ملك الشياطين بنبرة تنتظر التوجيه،...

...“وماذا بعد؟ ما الخطوة التالية؟”...

...من الواضح أنه لا يعرف ما يجب أن يحدث الآن، ولا ما هي إجراءات العقد....

...كان واقفًا دون أن يحرّك إصبعًا، وكأنه ينتظر منها أن تتولى الأمر بالكامل. فشعرت أرييلا بأن الكلمات علقت في حلقها....

..."ماذا؟! أليس من المفترض أن تكون أنتَ من يعرف هذه الأشياء؟ أنت ملك الشياطين! لقد عشت طويلًا، أليس كذلك؟!"...

...فظهر على وجه ملك الشياطين شيءٌ من الحرج....

...“أنا…..لا أعرف. لم أقم بعقدٍ من قبل.”...

...“ماذا؟!”...

...“لم أبرم عقدًا من هذا النوع من قبل. لا أعرف كيف يتم.”...

...لقد كان أمرًا يدعو للجنون بالفعل....

...“ليس لديكَ أي خبرة؟ كنت أتساءل منذ قليل، كم عمركَ بالضبط؟”...

...ارتسمت على وجه الرجل تعابيرٌ وكأنه طُعن في موضعٍ مؤلم....

...“وما أهمية العمر في أن تصبح ملك الشياطين؟ يا لكِ من إنسانةٍ مليئة بالأحكام المسبقة. ثم إن كنتِ تريدين التدقيق، أليس من المفترض أن يكون المستدعي هو من يعرف الإجراءات؟”...

...شعرت أرييلا بصداع نصفي. ...

...كانت تظن أنها حلت مشكلةً واحدة، فإذا بها تواجه عقبةً في اتجاهٍ غير متوقع....

...'ما هذا؟ لقد استدعيته باعتباره ملك الشياطين، فلماذا لا يعرف شيئًا؟'...

... ...

...قيل أن في عالم الشياطين يوجد به المئات من ملوك الشياطين. فمن يكون هذا الرجل الذي أمامها؟...

...عندها فقط شعرت بضرورة تبادل الأسماء. راجيةً أن يكون الاسم مألوفًا....

...فسألت أرييلا سؤالًا تأخر قليلًا....

...“ما اسمكَ؟”...

...“لودفيك.”...

...في تلك اللحظة بالذات....

...فآاااش-!...

...“هاه؟”...

...بدأت الدائرة السحرية المرسومة تحت أقدامهم تهتز وتدور كأنها كائنٌ حي. ...

...وبينما كانت أرييلا في حالة ذهول، تحدث لودفيك وكأنه أدرك شيئًا....

...“آه، هل كان عليّ أن أقول اسمي فقط؟”...

...ارتفعت الدائرة السحرية، التي كانت مرسومةً كختم على الأرض، في الهواء. ثم انقسمت إلى عدة خطوط متشعبة وبدأت تتلاطم كدوامة. كأنها إعصار نشأ فوق بحيرة حمراء....

...بدأ التيار يشكل خطوطًا منحنيةً متعرجة، ثم انقسم إلى أشكال صغيرة وواضحة....

...و تلك الجزيئات الصغيرة، كانت في نظر أرييلا….....

...“أحرف؟”...

...ظهرت ورقةٌ في الفضاء الذي يفصل بينهما. و الحروف التي كانت تتطاير في الهواء بدأت تنتظم وملأت الورقة بكثافة....

...في تلك اللحظة، شعرت أرييلا بإحساسٍ قوي وكأن شيئًا ما بدأ بالاتصال. و كأن سدًا كان مغلقًا قد انهار، فبدأ شيءٌ ما بالتدفق إلى داخلها....

...أفكارٌ ومشاعر لم تكن تخص أرييلا، بل شخصًا آخر. كانت تتدفق كالماء وتمتزج داخل قلبها....

...هل هذه أفكار ومشاعر لودفيك؟...

...فِشوت-!...

...اختفت دائرة الاستدعاء تمامًا، ولم يتبقَ بينهما سوى ورقة عقد واحدة....

...فررفف\~!...

...ومع زوال القوة التي كانت تُبقي الورقة معلقةً في الهواء، سقطت. لكن قبل أن تلامس الأرض، مدّ لودفيك يده والتقطها....

...ثم بدأ يحدق في الأحرف القرمزية المصطفة على العقد بتركيز شديد. و كانت تعابير وجهه جادةً للغاية....

...'هل من الممكن…..أن هناك خطأً ما؟'...

...ظل لودفيك يحدق في العقد لنحو عشر ثوانٍ دون أن يتحرك. وفي اللحظة التي همّت أرييلا بسؤاله، لأنها لم تعد تحتمل الصمت….....

...هف-!...

...قلب لودفيك العقد الذي كان يقرأه رأسًا على عقب....

...“…..هل هذا هو الاتجاه الصحيح؟”...

...ثم حدّق مجددًا بنظرةٍ أكثر جدية....

...هذا أمرٌ مقلق. لا يستغرق الأمر عشر ثوانٍ ليدرك أحدهم أن الورقة مقلوبة، ما لم يكن أُمّيًا....

...“لودفيك، ما محتوى تلك الورقة؟”...

...“…….”...

...“هل من الممكن…..أنكَ لا تعرف كيف أن تقرأ؟”...

...“…….”...

...أجاب لودفيك بالصمت، وكان ذلك تأكيدًا....

...'لا يعقل، أي نوع من ملوك الشياطين هذا..…!'...

...ضغطت أرييلا على صدغها من شدة الذهول....

...…..على أي حال، ما دام العقد تم بنجاح، فيجب متابعة الأمور الآن....

...“حسنًا، هل نكمل الحديث من حيث توقفنا؟ لا وقت لدينا، فلنخرج أولًا.”...

...أخفى لودفيك العقد في صدره وسأل،...

...“طلبتِ مني اختطافكِ، أليس كذلك؟ إذًا يمكننا أن نختفي بهدوء، فلماذا الخروج مجددًا؟”...

...“لأسباب كثيرة. فالوضع أعقد مما تتخيل.”...

...ليت الحياة كانت بهذه البساطة، لكن ملوك الشياطين لا يدركون مدى تعقيد شؤون البشر....

...أرييلا، التي أصبحت الآن المتعاقدة الرسمية، تقدّمته. فتبعها ملك الشياطين بخطى ثقيلة، وكلما خطا خطوة، اهتز معه الأوكوليله من جديد....

...تينغ–! تينغ–!...

...فعزمت أرييلا على أن تجد طريقةً للتخلص من تلك الآلة الموسيقية في أقرب وقت ممكن....

...ثم تذمّر ملك الشياطين وهو يتبعها....

...“هل ذلك ما يُسمى عقدًا؟ كما توقعت، إنه أمرٌ مزعج فعلًا.”...

...***...

...من مملكة أُويْنوس البحرية، أبحرت سفينتان متجهتان نحو الإمبراطورية. ...

...إحداهما كانت سفينةً شراعية ملكية. و على متنها كانت أرييلا، العروس المنتظرة، مع مرافقيها من الخدم والفرسان الحراس، بالإضافة إلى الهدايا والمهر المُرسَل إلى الإمبراطورية....

...أما السفينة الأخرى، فكانت سفينةً حربية من الإمبراطورية، تحمل كهنةً ومبعوثين وجنودًا. وكانت مهمتها الرسمية مرافقة السفينة الملكية لحمايتها من القراصنة أو الوحوش، لكنها كانت أيضًا تراقبها حتى لا تنحرف عن مسارها....

...على سطح السفينة الحربية، دوّى ضحك أحد الكهنة....

...“هاهاها! مملكة أُويْنوس حقًا بلا كرامة. تبيع ابنتها لتكسب رضا الإمبراطور؟”...

...“كل الفضل في ذلك يعود لهيبة جلالة الإمبراطور العظيمة! حتى الملك اضطر لتقديم عائلته بالكامل كقربان.”...

...“لكن كيف انتهى الحال بوريثة العرش تُباع كرهينة؟ لم أرَ شيئًا كهذا طوال حياتي.”...

...“حين يلتقي رجلٌ غبي بامرأة ماكرة، ما الذي تظنه سيحدث؟ بالتأكيد هي من حاكت الأمر، تلك المرأة سوداء القلب.”...

...“حتى الملكة، يا لها من امرأة! أطاحت بابنةٍ ليست من رحمها ونصّبت ابنها وليًا للعهد.”...

...ثم أضاف مبعوثو الإمبراطورية بتهكم،...

...“الأميرة هي الوحيدة المسكينة هنا. وُلدت بجمالٍ ومواهب، لكنها ستُستخدم كمجرد زينة في القصر الإمبراطوري.”...

...“ما الذي يمكننا فعله؟ أبٌ غبي وأنجب ابنةً متفوقة عليه بكل شيء.”...

...وكان من بين هؤلاء الإمبراطوريين، الكونت إيغور، أحد نبلاء أُويْنوس، وكان يوافقهم الرأي بابتسامةٍ مُجامِلة....

...كان الكونت إيغور من المقرّبين المخلصين لملكة أُويْنوس، والمُحرّك الأساسي وراء هذا الزواج. و حتى عندما سمع أحدهم يسيء إلى وطنه، اكتفى بالابتسام كالثعلب وردّ بكلماتٍ ناعمة....

...في الحقيقة، كان الكونت يستمتع بالحفل أكثر من أي أحد آخر في هذا المكان. فسأله أحد رجال الإمبراطورية،...

...“هيه، كونت. هل الأميرة وافقت بسهولةٍ على الذهاب إلى الإمبراطورية؟ سمعت أن طبعها ليس بالسهل.”...

...لوّح إيغور بيده متظاهرًا بالإرهاق....

...“لا تُحدثني. ثارت وغضبت ورفضت حتى النهاية. فاضطررت الى أن أقول لها كلمةً قاسية.”...

...“هاه، وماذا قلتَ لها؟”...

...“قلت: أميرة، استخدمي ذكاءكِ اللامع قليلًا. من سيفرح ببقائكِ هنا؟ من أجل المملكة، من الأفضل أن تختفي بهدوء…..هذا ما قلته تمامًا.”...

...“واهاهاهاها!”...

...“كلامٌ سليم. وماذا يمكنها أن تفعل أصلًا؟ لا شيء!”...

...“بصراحة، كنت قلقًا. لو أن تلك الفتاة التي تعادي طبقة النبلاء أصبحت ملكة، لكانت كارثة. كانت لتُدمّر الازدهار الذي تعيشه أُويْنوس، تدميرًا كاملًا!”...

...فقاطعهم أحد رجال الإمبراطورية مازحًا بلغة فيها عتاب،...

...“بل لن يتدمّر ازدهار أُويْنوس، بل ازدهار الملكة وأنتم أنصارها!”...

...“ههه! ما أقسى كلامكَ، لكن لا بأس. المهم أننا تخلّصنا من الصداع، والشراب اليوم له طعمٌ خاص!”...

...“بالمناسبة، كونت إيغور، رأيت أن على السفينة أشياء ثمينة كثيرة غير مهر الأميرة. هل تخطط لجني أرباحٍ طائلة هذه المرة أيضًا؟”...

...“أوه، وهل أعقل أن أفكر بجيبي فقط؟ بالطبع سأحرص على أن تحصل حضرة الكاهن على نصيب وافر. لكن بالمقابل، أرجو أن تتحدثوا جيدًا عني في البلاط الإمبراطوري..…”...

...“هاهاها! كلامكَ منطقيٌ تمامًا. هيا، لنشرب. في صحتكم!”...

...استمرت الكؤوس في الدوران، وتصاعدت أجواء الحفل على سطح السفينة شيئًا فشيئًا....

...حتى الكهنة، الذين يُفترض أن يعيشوا حياةً متواضعة ومتزنة، بدوا وكأنهم نسوا واجبهم على هذه السفينة وسط البحر. أو ربما لم يكترثوا بذلك من البداية....

...و لم يدرك أيٌّ منهم وجود شخصين كانا يختبئان في الظلام، يستمعان إلى حديثهم بصمت....

..._________________...

...اجل حلال حرقهم بعد كذا✨...

...المهم وش ذا الصدمه😂...

...ملك شياطين ومايقرا؟ عشان كذا نهايته في كوخ😭...

...Dana...

الجديد

Comments

Kazoha

Kazoha

و
ما قال لها كم عمره 😏

2025-06-15

0

الكل
مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon