...ثم حدث ذلك في تلك اللحظة....
...“أيها البشر الوقحون..…!”...
...دوى صوتٌ من مكان مرتفع فوق الرؤوس. وتحديدًا من جهة السارية. ...
...لكن معظم من على ظهر السفينة لم يسمعوه. وحده أحد الكهنة الذين يملكون حسًّا مرهفًا شعر بشيء مريب....
...“ألم تشعروا بشيءٍ غريب قبل قليل؟”...
...“أوه، حضرة الكاهن! ما الشيء الغريب الذي يمكن أن يوجد فوق البحر؟ على الأرجح مجرد صغار طيور النورس جاؤوا يتسكعون طمعًا بلقمة.”...
...لكن الكاهن أمال رأسه وأصغى بانتباه....
...“لا…..سمعت صوتًا بوضوح. وهناك أيضًا شعور غريب ينذر بالسوء..…”...
...“ذلك لأنك لم تشرب كفايتكَ من الكحول. هاك، خذ كأسًا آخر!”...
...أما لودفيك و أرييلا، اللذان تم التعامل معهما كأنهما مجرد طيور نورس، فقد كانا واقفين على أعلى سارية من سواري سفينة المعركة الإمبراطورية....
...ولأن الليل كان قد اشتد، لم يعلم أحد أنهما صعدا إلى هناك. حتى أنهما تعمّدا إصدار صوت لجذب الانتباه، ولكن دون جدوى....
...عندما لم يأتِ رد الفعل كما أرادت، انعكست خيبة الأمل على وجه أرييلا....
...'هذا سيء…..'...
...كان الاثنان يخططان لتمثيلية اختطاف الآن. أو بالأحرى، اختطافٍ زائف. فلو اختفيا بهدوء كما اقترح لودفيك، فلن يتحقق هدف أرييلا....
...يجب أن يصدّق الشهود. يجب أن يؤمنوا أنها اختُطفت حقًا…..على يد ملك الشياطين، كارثةً طبيعية تمشي على قدمين. حتى لا تنجرّ مملكتها إلى تبعاتٍ لا داعي لها. وحتى لا تجرؤ الإمبراطورية على محاولة إنقاذها....
...ولذلك كان من الضروري إخراج مشهد يبدو حقيقيًا…..لكن النتيجة لم تكن كما أملت....
...“أتجرؤون على انتهاك أرض ملك الشياطين دون خوف؟!”...
...ظل صوت لودفيك محصورًا في محيط السارية فقط. و كان يردد الجمل التي لقّنتها له أرييلا مسبقًا بنبرة رتيبة خالية من أي تعبير. يوجّه كلماته لجمهور لا يصغي، دون أن يهتم بردّ فعلهم أو بتفاعلهم....
...لكن طريقته تلك كانت غير لائقة تمامًا لخاطف، لا حيوية فيها ولا هيبة، بل باردة ومتهاونة....
...فانفجرت أرييلا غضبًا بطبيعة الحال....
...“هل تهمس الآن؟ كيف لهم أن يسمعوا؟!”...
...ضربت بطن ملك الشياطين بكوعها وهي تعاتبه....
...“هل هذه طريقتكَ المعتادة في الغضب؟ شدّ صوتكَ أكثر! استخدم التنفس البطني!”...
...المسرح والنص كانا جاهزين. و ما تبقى هو أداء الممثل....
...لكن إن كان التمثيل بهذا الشكل، فلن يلتفت أحد من الجمهور أصلًا....
...“أعدها مجددًا!”...
...عندما استعجلته أرييلا، بدا لودفيك بملامح مستاءة للغاية. لأنه وجد نفسه فجأةً في موقع من يتلقى التعليمات....
...هو بالفعل ملك الشياطين، لا شك في ذلك، ولكن أن يُؤمر كيف يتصرف كملك شياطين؟ هذا ما لم يستسغه....
...'لماذا عليّ أن أستمع إلى هذا الإنسان أصلًا؟'...
...غمغم في داخله بهذا التفكير، لكن لسبب ما، وجد نفسه ينساق خلفها ويفعل كما تقول....
...“أنتم أيها البشر، أتجرؤون على تدنيس أرضي..…!”...
...وبينما كانت تدفعه لإعادة التدريب الصوتي مرة بعد أخرى، فكرت أرييلا في نفسها'...
...'من سيصدّق أن هذا هو ملك الشياطين؟ يجب أن أغير الخطة.'...
...كان لا بد من جذب الانتباه من خلال عرض مبهر وجريء بدلًا من هذا التمثيل البائس....
...فاقترحت عليه أرييلا....
...“هل يمكنكَ تفجير شيء ما؟”...
...اتسعت عينا لودفيك قليلًا، وكأنه رحّب بالفكرة....
...“تفجير؟ ماذا وأين؟”...
...من وجهة نظره، الحرق والتفجير أيسر بكثير من اللعب بالكلمات التي لا تليق بطباعه، كما أنه بارع في ذلك بالأصل....
...“لنبدأ من هناك، هلا نُفجّر أحد براميل الكحول مثلًا؟”...
...أجاب لودفيك بالفعل بدلًا من الكلام. و بلا أدنى تردد، مدّ إصبعه مشيرًا إلى أحد براميل الكحول المكدّسة على سطح السفينة....
...وفي اللحظة التالية....
...بوووم-!...
...دوى صوت انفجار مدوّ....
...“آااااه!”...
...“مـ…..ما هذا؟”...
...“اواااااا!”...
...تصاعدت ألسنة اللهب بشكل هائل، فقد انفجر برميل ضخم مملوء بالخمر. بينما تناثر الكحول المشتعلة في الهواء مع تناثر حطام البرميل، وانتشرت شرارات نارية برتقالية وسط سماء الليل السوداء....
...ترددت صرخات الذعر في الأرجاء، وتحول الحفل السلمي فوق السفينة إلى فوضى عارمة بلحظة....
...“ما الذي حدث فجأة؟”...
...“من المجنون الذي أطلق ألعابًا نارية هنا؟!”...
...“فليُطفئ أحدكم تلك النيران حالًا!”...
...عندها فقط ابتسمت أرييلا، وقد رأت الفوضى تعمّ المكان....
...“جيد. لا بأس بذلك.”...
...و عندما سمع لودفيك هذا المديح، أطلق سحرًا آخر على الفور، دون أن يُطلب منه....
...فوووش-!...
...انبعث لهيبٌ طويل من أطراف أصابعه، وقد رسم طرفه المنحني قوسًا خفيفًا وهو يضرب سطح السفينة....
...لكن اللهب لم يتوقف هناك، بل أخذ يتحرك تبعًا لحركات يد لودفيك. و حيثما أشار، كانت ألسنة النيران تندفع في ذلك الاتجاه....
...كان كأفعى من نارٍ تلتوي وتتلوى، وتترك خلفها أثرًا أسود محترقًا في طريقها....
...اتسعت عينا أرييلا في دهشة، فقد كان ذلك أسرع وأدق سحر نار رأته في حياتها....
...في هذه الأثناء، أطلق الكونت إيغور صرخةً تقشعر لها الأبدان....
...“آآآااه!”...
...كانت النيران تمر على بعد شعرة منه، و تلسعه بحرارتها الحارقة. و شعره المستعار المبلل بالعرق بدأ يتفحم وينكمش من الحرارة....
...“هاه!”...
...ارتخت ساقاه وسقط جالسًا على الأرض، و مدّ يده نحو شعره المحترق، لكنه سحبها فورًا بفزع من شدة الحرارة....
...ثم أمسك راحة يده المحترقة وهو يتمتم،...
...“مـ…..ما الذي.…؟”...
...لقد جاءت تلك النيران الغريبة من الأعلى، ومن الطبيعي أن تتجه كل الأنظار نحو السماء....
...نحو مصدر اللهب…..أعلى السارية....
...“انظروا هناك!”...
...ظهر مشهدٌ غير متوقّع في أعينهم....
...“من تكون تلك؟”...
...“يا إلهي! إنها الأميرة أرييلا؟!”...
...“ومن الرجل الذي معها؟”...
...امرأةٌ لا ينبغي أن تكون هناك. فوق السارية الرئيسية، كانت الأميرة و تقف برفقة رجل ما. فعمّت الحيرة وجوه الجميع. ...
...من هو ذلك الرجل الغامض؟ ولماذا الأميرة معه..…؟...
...ذلك الرجل الذي واجه نظراتهم المربكة ببرود تام، كان قد لفّ جسده بقماش أسود....
...كانت قطعةً من الحرير عُثر عليها ضمن الأمتعة. و استُخدمت لتغطية ثياب لودفيك التي بدت وكأنه في طريقه لمنتجع استوائي. وبسبب طوله الفارع، بدا القماش وكأنه عباءةٌ حقيقية رغم أنه مجرد لف عشوائي....
...لكن ما جذب الأنظار بشدة لم يكن ملبسه، بل شيء آخر تمامًا....
...“انظروا إلى رأسه!”...
...أشار الكاهن بإصبع مرتجف. الى القرنان البارزان من أعلى رأس الرجل....
...رمزٌ يدل على هوية كائن معين....
...“إنه من عشيرة الشياطين!!”...
...كانت تلك الصرخة بمثابة إشارة الانفجار. فغرق الجميع في حالة من الذعر....
...“شيطان خطف الأميرة!!”...
...وأخيرًا بدأت الأمور تسير كما خططت لها أرييلا....
...“أنقذوا الأميرة!”...
...ركض الجنود إلى سطح السفينة، ممسكين بالأقواس ومصوّبين نحو السماء. لكن أحدهم أوقفهم في اللحظة الأخيرة....
...“توقفوا! ماذا لو أصبتم الأميرة؟!”...
...كانت رياح البحر عنيفة، والليل حالكاً، حتى أنه يصعب تمييز الهدف. فلم يكن بالإمكان استخدام الأسلحة في مثل هذا الوضع....
... ...
...فتقدّم الكاهن تلقائيًا ليتصرّف....
...“يا للكارثة! مـ…..مخلوقٌ شيطاني؟!”...
...وجهه المتوهج من تأثير الكحول فقد احمراره فجأة، وكأن الكحول قد تبخر من جسده....
...وبلسان ثقيل، تمتم الكاهن بكلماتٍ متعجلة لطرد هذا الشيطان المقيت....
...“انتظري يا أميرة! سأعاقب هذا الشيطان الشرير!”...
...وفي اللحظة التالية، انطلقت ومضةٌ فضية من جسده. و اندفعت تلك الومضة نحو الأعلى، حيث يقف ملك الشياطين مع أرييلا في السماء....
...لكن….....
...“…..همم.”...
...قطّب لودفيك جبينه وكأن الأمر أزعجه قليلًا، ولوّح بيده بخفة كمن ينفض الغبار عن كمّه. وفي لحظه، تلاشت الومضة كأنها لم تكن. دون أن تترك أي أثر، وكأنها لم تقترب منه أصلًا....
...فشهق الكاهن وهو يفتح عينيه على اتساعهما مصدومًا....
...“لا فائدة! هذا ليس شيطانًا عاديًا!”...
...“لحظة، إن لم يكن شيطانًا عاديًا، فهذا يعني..…”...
...حين بدأ شعورٌ مشؤوم يتسلّل إلى قلوب الإمبراطوريين، تكلّم لودفيك بوجه متجمّد ونبرة أشدّ صلابة،...
...“ها! ها! ها! الآن فقط أدركتم؟ أيها البشر الوقحون، أتجرؤون على تحدي ملك الشياطين؟!”...
...شعرت أرييلا بصداع مفاجئ....
...'لا…..لم تكن هذه هي الجملة التي اتفقنا عليها..…'...
...لكنها تنهدت داخليًا،...
...'حسنًا، لا بأس…،،هذا كافٍ.'...
...كان الإمبراطوريون في حالة من الارتباك الشديد، ولم يكن لديهم وقت للتدقيق في أداء ملك الشياطين التمثيلي، بينما هم على وشك أن يتحوّلوا إلى رماد مع سفينتهم....
...“ملك الشياطين؟!”...
...اشتدّ الهلع والفوضى من حولهم، وفي خضمّ هذا الضجيج، اقتربت أرييلا من أذن لودفيك، وهمست كأنها مخرجةٌ تهمس لتوجيه ممثل على المسرح،...
...“الآن!”...
...فوووووم—!...
...ارتفع لودفيك في الهواء، بلا أي تعويذة أو تمهيد. ...
...وبينما كانت أرييلا مندهشةً من قدرته على الطيران دون نطق أي تعاويذ،...
...“أهك!”...
...انفلتت منها شهقةٌ مكتومة....
...فبينما كان لودفيك يصعد إلى الأعلى، أمسكها فجأة من مؤخرة عنقها وجذبها بعنف نحوه. و لم تكن قبضته الخشنة تنمّ عن أي قدر من الرأفة....
...شعرت وكأن عنقها يُعتصر، وعيناها على وشك أن تبرزا من محجريهما. بينما تدلّى جسدها في الهواء كسمكةٍ علقت بصنّارة، تتمايل بعنف....
...فاستشاطت أرييلا غضبًا وبدأت تتخبط وتشهق، ثم وجهت لكمةً إلى بطن لودفيك. عندها خفّ الضغط عن عنقها قليلاً....
...“هل جُننتَ؟!”...
...صرخت أرييلا، مستغلة تلك اللحظة. ...
...هي بالفعل طلبت منه أن يحملها ويطير، لكن لم تكن هذه الطريقة التي قصدتها على الإطلاق....
...“سوف أموت قبل أن نصل! من يحمل شخصًا بهذه الطريقة؟ هل هذه أول مرة تختطف فيها أحدًا؟!”...
...قطّب لودفيك حاجبيه و ردّ بانزعاج،...
...“وماذا كان عليّ أن أفعل إذًا؟”...
...“غيّر الوضعية قليلًا و…..آاااه!”...
...لكن أرييلا لم تتمكّن من إتمام جملتها....
...__________________...
...كان لقاء حلو بين بطله وبطل✨...
...خنقها وطرحها✨...
...رايع 😭...
...Dana...
Comments
Kazoha
تخيلوا لو انه ما ال باللباس الصيفي حقه؟
كان طاحت الهيبة🤦🏼♀️
2025-06-15
0
Kazoha
ملك الشياطين❌
ناتسو درغنيل من فيري تيل ✔️😎
2025-06-15
0
Kazoha
ايه ده؟
انت شايل قطة؟!!!!!
🤦🏼♀️🤦🏼♀️🤦🏼♀️🤦🏼♀️🤦🏼♀️🤦🏼♀️🤦🏼♀️🤦🏼♀️
2025-06-15
0