كريسماس و جريمة قتل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في الصباح الباكر استيقظت روبي على طرقات متكرر على باب عرفتها مما جعلها تتململ بنزعاج بين الاعطية

_ماذا هناك؟_

صرخت بطارق بنزعاج تحدق نحو الباب بنصف اعين مفتوحة

_هيا روبي كفاكي تكاسلاً …انها السابعة، اخرجي و تناولي إفطارك، نحن سنذهب لشراء الشجرة _

لم تسمع بضبط ما كانت به سارة تثرثر لانها عادت تعطي نفسها بكسل لكن الطرق المستمر على الباب بطريقة مستفزة جعلتها ترفع راسها و تبعد الاعطية بعنف عنها تتجه نحو الباب و ما ان فتحته حتى استقبلت تلك الطرقة على جبينها بدلاً من الباب  …رمقتها بسحط و عدم الصديق و هي تشاهدها تتفحص هاتفها بهتمام بينما تستمر بنقر على جبهتها كما تفعل مع الباب قبل لحظة 

_هلآ توقفتي عن هذا _

هسهست روبينا بحدة تضرب يدها و تبعده عن جبهتها مما جعل الاخرى تجفل ترفع بصرها عن الهاتف تحدق بها لثواني قبل ان تدرك ما يحدث حولها ترسم ابتسامة واسعة قائلة بحماس

_صباح الخير كوالة، استيقظتي أخيراً، ظننتك عدتي لنوم مرة اخرى _

في الحقيقة انتِ لم تتركي لها مجالا لذلك

_ماذا تريدين؟_

رمقتها روبينا بنظرة ليزرية تهتف بحدة لم تعرها الاخرى اهتماما عندما قائلة

_اخبرتك نحن يجب علينا شراء الشجرة _

شابكت روبينا زراعيها معا قائلة

_ما شأني انا، اذهبي مع زوجك و اشترياء، و دعيني اخلد لنوم _

نفت براسها سريعا تدفعها لداخل قائلة

_لا لا ذلك مستحيل، انتِ سترافقيني و لا نقاش في هذا _

دفعت في الحمام دون ان تترك لها مجالاً لرفض او قول اي شيء ثم اغلقته تتجه نحو حقيبتها تخرج منها ملابس ثقيلة تناسب هذا الفصل و هرولت للحمام تفتحه مرة اخرى ترمي الملابس في وجه التي لم تستوعب بعد ثم قالت محذرةً ياها

_لديك خمس دقائق لتهندمي نفسك و إلا فعلت بيدي العارياتان و انا لا امزح هنا _

رمشت الاخرى عدة مرات في محاولة ان تستوعب ذلك التهديد السحيف قبل ان تقفز كتفيها مجفلة عندما اغلق الباب في وجهها بقوة لتتنهد تلعنها بكل لغات العالم و حتى بلغات الجن قبل ان تستدير لتشارع في استحمامها تحت الدوش الدافئ

...

_صباح الخير _

هتفت  تنزل الدرج نحو عرفة الطعام حيث كان الاثنان يجلسون في انتظارها،  ردو التحية لها ببتسامة قبل ان تتخذ المقعد امامهم مضجعاً لها

_هل نمتي جيداً _

تسائل لوكاس بينما يلتقط قطعة خبز يعمسها في المربة امامه ثم يضعها امام فم زوجته المنعمسة في تصفح الهاتف منذ استيقاظها

_اجل كانت الغرفة مريحة و انا نمت جيداً قبل ان تتم مقاطعتي طبعاً من قبل بعض المتطفلين _

انهت كلمتها الاخيرة مشددة عليها بينما تحدق بالاخرى التي ابتسمت ترسل لها قبلة طائرة متمتة باحبك أيضاً  ثم عادت لهاتفها تتفحصه بينما تستمر في تناول الافطار من يد زوجها

..

_هيا اسرعو _

هتفت سارة تهرول عبر الثلوج المتكونة امام المنزل نحو السيارة المركونة جانبً

_بل انتِ تمهلي _

صرخ بها لوكاس من الخلف يغلق الباب يسرع في ارتداء معطفه و يهرول نحوها بينما كانت روبينا تلحقهم و تسارع في ارتداء قبعتها الحمراء و قفازاتها الشتوية ذات اللون الابيض ثم هرولت لتواكب سرعتهم

_كم من مرة اخبرك ان لا تركضي هكذا؟_

حدثها لوكاس موبحاً ياها ببعض الانزعاج بينما يفتح لها باب السيارة ذات اللون الاسود …تململت سارة تجلس في الكرسي بجانب السائق قائلة له

_حسنا اعدك لن افعل هذا مرة اخرى و الان هلاّ ذهبنا _

تنهد يرمقها بنظرة ليزرية فهو يعلم انها تكذب و هذا ليس اول وعد لها في امر كهذا بل هي تعده كل مرة و بعد اقل من ثانية يجدها تقفز هنا و هناك كالارنبة …اغلق الباب ثم اتجه نحو جهة السائق و يجلس خلف عجلة القيادة قبل ان يقوم باشعالها

_اذاً الى اين سنذهب؟_

تسائلت روبينا في المقعد الخلفي تناظر الاثنان امامها قبل ان تسمع الرد من قبل سارة التي اغلقت هاتفها أخيراً

_لقد كنت اتصفح النت حول افضل المحلات التي تقوم ببيع الاشجار في المنطقة وقد وقع اختياري على متجر واندر لاند فهو حاصل على اربع نجوم و الكثير من التعليقات الداعمة له _

اومئت لها بتفهم تنظر للخارج حيث كانت الثلوج تتساقط برفق على شوارع نيويورك، مغطية الأرصفة بطبقة بيضاء ناعمة…… و بعد مدة ليست بطويلة كانت سيارتهم قد توقفت امام المتجر حيث كانت هناك لافتة كبيرة على الواجهة خفر عليها اسم المتجر و عبارة'نحن نرحب بجميع زبائننا'.  ترجل لوكاس اولاً ثم اتجه نحو الجهة الاخرى يفتح البابين في نفس الوقت سامح الفتاتان بنزول قبل ان يعلقه يشابك يده مع يد سارة قبل ان تفكر في ان الركض مرة اخرى

في الخلف اخذت روبينا حقيبتها ذات الحزام الطويل تعلقها على كتفها ثم سارت خلف الثنائي لداخل حيث استقبلهم رجل طعى الشيب على شعره و عُبار الزمن زين تقاسيم وجهه بودية

_تفضلو يا صغار من هنا _

هتف ببتسامة يدلهم عبر الردهة الطويلة ذات الجدار الزجاجي نحو الساحة المكتظة بالاشجار المختلفة في الحجم و الشكل

_يمكنكم التجول في المكان براحتكم …سوف اعود عندما تختارون شجرتكم _

حدثهم بنبرة ودية مع ابتسامة لطيف من قبله ليحركو رؤوسهم بالموافقة يشكرونه ليراقبوه يبتعد ثم بدؤو في جولتهم بين صفوف الأشجار الخضراء في الساحةالفسيحة، بحثاً عن الشجرة المثالية.قبل ان تستوقفهم سارة تشير بيدها لجهة ما قائلة

_انظروا إلى هذه الشجرة! إنها طويلة وممتلئة. ماذا تظنون؟_

على كلمات استدار الاخوان الى حيث الشجرة تقف بين الكثير الشبيهة لها

_تبدو رائعة، لكن ربما تكون كبيرة جداً لشقتنا._

هتف لوكاس يعاين الشجرة بنظراته

_أعتقد أننا بحاجة إلى شيء أصغر قليلاً. ماذا عن تلك هناك؟_

أشارت روبينا إلى شجرة متوسطة الحجم، كانت أوراقها خضراء زاهية وتبدو مثالية لتزيينها بالأنوار والزينة.

_نعم، هذه تبدو مثالية! دعونا نأخذها._

تمتمت سارة ببتسامة ثم اقتربوا من الشجرة وبدأوا في فحصها بعناية. كانت سارة تضحك وتلتقط صوراً بينما كان لوكاس يحاول التأكد من أن الشجرة مستقيمة.قائلاً و هو لايزال يتفحصها برضا

_أعتقد أن هذه هي الشجرة المثالية. ستكون جميلة جداً في غرفة المعيشة._

اوما الفتاتان بالموافقة ثم هتفت روبينا بحماس تحدق في الشجرة

_حسناً، دعونا نشتريها._

_بالطبع، دعونا نذهب_

اخبرهم لوكاس ثم سارو يخرجون من الساحة يقابلون صاحب المتجر و يحبرونه بختيارهم ثم دفعو فاتورة الشجرة و دونو عنوان المنزل لديه ليرسلها هو كونهم لا يستطيعون وضعها في سيارتهم …اتفقو معه ثم خرجو عائدين لكن سارة رفضت العودة للمنزل و جرجرتهم و جرتهم بين المحلات واحد تلوا الاخرى يشترون تقريباً كل ما بها لمدة اربع ساعات و الخاسر الوحيد كان لوكاس و بطاقته البنكية

....

_يااا في وقتها تماماً …شكراً لكم _

هتفت سارة بسعادة عندما ترجلت من السيارة امام المنزل تحدث الرجلين الذي صادف و ان اتو في نفس الوقت حاملين شجرتهم

_العفو سيدتي _

تمتم احد الشابان ينحني لها بنبل مما جعلها تضع يدها على حديها قائلة ببتسامة

_يا لك من جانتل مان _

_اقسم انها ستطلب منه الذهاب معها للعشاء ان لم توقفها _

نطقت روبينا بجانب شقيقها الذي يشاهد ما يحدث من بعيد و من نبرتها يعلم انها تثق بقولها مما جعله يرمقه بطرف عينه ثم شاهدته يقترب منهم بنزعاج مما جعلها تضحك مستمتعة على ذلك

_اظن ان الشجرة بدات تشعر بالبرد و ان كنت انتهيت من تحديقاتك الشاعرية يفضل ان تضعها في الداخل _

و ما ذنب المسكين  ليتم توبيحه هو في الاصل لم يكن يحدق بها بل العكس

عبث سارة تبعد يديها عن حدها ترمق الاخر بطرف عينها بعيظ ليبادلها هو بنظرة باردة يتحطاهم يفتح باب المنزل يشير لشابان بوضع الشجرة في الداخل ليتحركو هم يحملونها بينما سبقهم و لحقت بهم الفتاتان

_ضعوها هنا …لا لا هناك …لا هنا افضل _

_تباً…اثبتي في مكان واحد لما كل هذا التعقيد،انها مجرد شجرة_

كانت سارة تشير لاماكن عد في زوايا غرفة المعيشة  جعالة من الشبان يتحركون في الارجاء بضياعة قبل ان تنقذهم روبينا حين صرخت بها لتقلب زرقاوتاها قائلة

_انتِ لا تفهمين في هذه الأشياء  ، لذا اجلسي هناك بصمت _

تنهدت روبي بضجر تنزع قبعتها الحمراء ثم ارتمت بثقلها على الاريكة السوداء بجانب شقيقها الذي يشاهد بصمت تلك المجنونة و هي تدور بشابان الارجاء دون ان تقرر مكان مناسبة لشجرتها اللعينة  اقصد العزيزة

_لقد وضعتها هناك سابقا _

هتفت روبينا بقلت صبر و عدم تصديق تشير لشجرة بجانب النافذة الكبيرة التي تطل للخارج  ، نظرت لها سارة للحظة قبل ان ترفع كتفيها قائلة ببساطة

_لم تعجبني هناك حينها   _

_يالهي انتِ حقا لا تصدقين _

همست روبي لنفسها تمسد جبينها بينما تحطتهم سارة تودع الشابان على الباب و تخبرهم ان يعودو لتناول العشاء معهم

_الى اين _

تسائلت روبي تنظر لشقيقها الذي استقام بغية الخروج من غرفة المعيشة و على اثر كلماتها استدار قائلاً

_لدي بعض الاعمال علي انجازها في المكتب هناك _

انهى كلامه يشير خلفه لباب ذو لونٍ بني لتستقيم قائلة تشير لسارة التي تحمل بعض من المشتريات التي جلبوها من السوق و تتجه نحوهم

_و ستتركني مع مصيبتك تلك؟_

_اسف شقيقتي الصغيرة انا أيضاً احاول الفرار بحجة العمل _

و قبل ان ترد عليه كان قد اختفى خلف باب مكتبه الذي تجزم انها سمعت صوت دوران المفتاح به

_اين ذهب هذا _

تسائلت سارة تنظر للارجاء بتفحص قبل ان تسمع همس روبينا الذي لم يكن واضحا

_لقد فر _

_ماذا؟_

_اقصد لقد ذهب للعمل في مكتبه _

اومئت سارة تضع الاكياس بجانب الشجرة ثم حلعت معطفها الثقيل ذو اللون الابيض بعدها قفازاتها و قبعتها المتماثلان في اللون مع المعطف قبل ان تحلل اصابعها في شعرها طويل ذو اللون الاسود ترفعه في كعكة مبعثرة

_هيا عزيزتي علينا تزين الشجرة _

هتفت تصفق بحماس تحدق نحو روبينا التي تململت بعتراض تضع هاتفها جانبً بعد ان كانت تعبث به ثم استقامت تتقدم لها …أمسكت سارة الاكياس تفرعها على الارض خرفيا ثم جلست تختار بين الاشرطة الملونة الى الاضواء الصغيرة ثم الفوانيس ذات الحجم الصغير جداً …ليبدؤو في تزين الشجرة بها

و بعد معنات مدتها ساعة استطاعت روبينا أخيراً اقناع سارة على اعتماد على زينة واحد بعدما كانت  ترفض كيف كانو ينسقون الاضواء مع الاشرطة الملونة في كل مرة لمدّة ساعة قضتها في التعذيب النفسي مع زوجة شقيقها المختلة

_سار..._

تمتم لوكاس قبل ان يصمت يحدق لحالة غرفة المعيشة التي تحولت الى فوضى عارمة حيث كانت الاشرطة الملونة.. الاضواء و الفوانيس و الاكياس في كل مكان  ، على الارائك  على الطاولة و على الارض، خرفيا كانت تعطي المكان كله

رمش يحدق في كل ذلك قبل ان يتحرك بحذر يمر بين تلك الفوضى لوسط الغرفة حيث كانت الفتاتان معطيتان في نوم عميق بوضعيات جعلته يتنهد يقترب منهم يلتقط في طريقه اعطية كانت موضوعة جانبً ثم عطى كل واحدة على حدى قبل ان يخرج من تلك الفوضى يتجه للمطبخ يشرع في تجهيز العشاء مبكراً كونهم قد فاتتهم وجبة الغداء و عندما انتهى بعد نصف ساعة عاد لهم و جعلهن يستيقظن

_اه، اشعر بظهري يتكسر _

تمتمت سارة بنبرة خشنة اثر استيقاظها لتو بينما تفرد يديها في الهواء و تمدد جسدها

_كان عليك التفكير في ذلك قبل ان تنامي فوق الاريك_

تمتم لوكاس يبعد بعض الاشرطة بقدمه قبل ان يحدق  بالتي اخفضت  يديها بسرعة ثم تنظر  حولها قبل ان  تستقيم عن الاريكة تبحث عن شيء ما بين تلك الفوضى على الارض مثل المجنونة و التي عليها بالفعل

_عن ماذا تبحثين هكذا؟_

توقفت عن تحريك يديها بين الاشرطة ترفع بصرها نحو روبينا التي استقامت بجزء العلوي تبعد العطى عنها و ترمقها بستفهام

_ابحث عن هاتفي هل رايته؟_

نفت براسها تغمض رصاصيتاها و تدلك رقبتها من الخلف،  استقامت سارة تضع يدها على خصرها و اخرى على بطنها المنْتفخة تحدق وسط الفوضى تلك مع عقدة حاجب قبل ان تستدير تحدث لوكاس الذي كان منعمس في تقليل تلك الفوضى

_لوكاس  كم الساعة الان؟_

اتاها الرد منه دون ان ينظر لها و هو يبعد الاشرطة بقدمه

_انها التاسعة و النصف _

_سحقا!!_

جفل الاثنان على صراخها المفاجئ لينظرو لها يصرخون بها في نفس الوقت

_ماذا؟؟؟_

استدارت عنهم سارة تفك عقدت شعرها بينما تتمتم

_لا يجب ان نتأخر …يجب ان نكون اول الواصلين لذا هيا هيا دعونا نتناول العشاء بسرعة _

راقبوها تمشي بين الاضواء الصغيرة على الارض تتجه نحو غرفة الطعام بسرعة قبل ان يتنهد لوكاس يلحق بها ثم روبينا التي ما ان دخلت حتى تسائلت بنفاذ صبر

_هل اوضحتي لي عن ماذا تاخرنا بضبط و الى اين سنذهب في هذا الوقت بحق السماء _

وضعت سارة الطعام في صحنها ثم للاثنان لتجلس تحشر الطعام في فمها قائلة

_سنذهب لرؤية إضاءة الشجرة في مركز روكفلر الليلة _

شجرة عيد الميلاد في مركز روكفلر تعد واحدة من اشهر معالم الكريسْماس في نيويورك حيث يتم إضاءة شجرة عملاقة في حفل كبير يحضره الآلاف من الناس، البعض منهم لرؤية الشجرة تضيئ و تمني اماني جديدة مع السنة الجديدة و البعض الاخر من اجل التزلج على الجليد الموجود في الساحة الفسيحة اسفل الشجرة فقط لا غير و روبينا ليست جاهلة عن ذلك و ما فهمته انها لن تبقى و تحتفل في المنزل كما كانت تحطط لذا امالت راسها جانبً توسع اعينها بعضب قائلة بحنق

_ماذا؟ … ان لم تكوني تنوين الاحتفال مع شجرتك السخيفة تلك لما اشتريتها؟ بل في الاصل لما جعلتني ادور حولها مثل الحمقاء لساعة _

قلبت سارة اعين تضرب السكين بيدها على سطح الطاولة قائلة بجدية و هي تحدق بالاخرى

_اسمعي روبينا انه حدث يأتي مرة واحدة في السنة، تريدين مني ان افوته؟..  لأحتفل في المنزل كالعجائز ، قطعاً لا، حتى لو كنت في غرفة الولادة ذلك لن يمنعني من حضوره هذا الحدث_

_انتِ حقا لا تصدقين _

تنهّد لوكاس للمرة التي لا يعرف كم ثم تحدث يقترح حلاً وسط لهذه المحادثة

_حسنا هذا يكفي …روبينا ان كنتِ لا تريدين الذهاب يمكنك ان تبقي، انا ساصطحب سارة معي ثم نعود فوراً ما ان يتم إضاءة الشجرة …حسنا؟_

اومئت روبينا سريعا بالموافقة قبل ان تتم مقاطعتهم من قبل سارة التي استقامت تضع يديها على الطاولة تحدق بالاثنان قائلة بامر قاطع

_طبعاً لا …هي ستذهب معنا _

رمقتها روبينا بحدة متمتة

_انا لا اريد و لن اذهب _

جمعت سارة يديها معا قائلة بتحدي

_بل تريدين و ستذهبين _

استقامت روبينا من الطاولة توليها ظهرها قائلة بنفس النبرة المتحدية

_ لا  _

_يالهي كن بعوني _

همس لوكاس لنفسه يمسد جبينه مع التنهيدة التي باتت لا تفارقه

.........

مدينة نيويورك ليلاً في فصل الشتاء تأخذ طابعًا ساحرًا ومميزًا. الأضواء الساطعة تزين الشوارع والمباني، مما يخلق مشهدًا خلابًا وسط الثلوج المتساقطة. في ميدان تايمز، تضيء اللوحات الإعلانية العملاقة السماء، وتستمر الحركة والنشاط حتى في ساعات الليل المتأخرة

الحدائق العامة مثل سنترال بارك تتحول إلى مناظر طبيعية ساحرة، حيث تغطي الثلوج الأشجار والممرات، مما يجعلها مكانًا مثاليًا للتنزه أو التزلج على الجليد. حلبة التزلج في مركز روكفلر تصبح نقطة جذب رئيسية، حيث يتجمع الناس للتزلج تحت شجرة عيد الميلاد العملاقة المزينة بالأضواء

المطاعم والمقاهي تقدم مشروبات دافئة مثل الشوكولاتة الساخنة، مما يضيف لمسة من الدفء إلى الأجواء الباردة. يمكنك أيضًا الاستمتاع بعروض الكريسماس المذهلة في قاعة راديو سيتي للموسيقى، حيث تقدم فرقة راديو سيتي روكيتس عروضًا مبهرة تجمع بين الرقص والغناء

_اذاً كيف هو الامر …رائع اليس كذلك _

هتفت سارة بحماس يكاد يجعلها تطير في السماء بينما تشاهد الحشد الكبير من الناس بمعاطفهم الثقيلة و هم يتجولون في مركز روكفلر العملاق

رمقتها روبينا بطرف عينها بكره شديد تجمع زراعيها معا قائلة بسحط

_ان كنتِ ستجبين على سؤالك لما طرحتيه علي في الاصل _

_و من اخبرك انني كنت احدثك _

هتفت سارة تجوب بنظرها المكان بعيون تخرج قلوباً خرفيا

_عيد ميلاد مجيد _

نظرو لجهة لوكاس اين كان يصافح احد الرجال ببتسامة ودودة

_ولك بالمثل سيدي _

حدثه لوكاس بود قبل ان يراقبوه يبتعد عن موقعهم يشاهدون الاشخاص يتبادلون التحيات في ما بينهم في جوء مليئ بالبهجة و السرور و طبعاً لا ننسا النسمات الباردة التي تتمايل بانعام هادئة و كانها تحتفل معهم بهذا الحدث المجيد

_لا اصدق انك كنتِ ستفوتين كل هذا بجلوسك في المنزل مثل عجوز معاق _

نطقت سارة بستنكار تجمع يديها لها تحدق بالاخرى التي كانت متهجمت الملامح منذ وصولهم

_و لزلت عند قولي …انتِ ابتزيتني بشيء سخيف لا اعلم لما وافقتُ به _

رفعت سارة كتفيها قائلة ببتسامة تحدق في الشجرة العملاق في منتصف الساحة

_الاهم انك هنا و بومبا الصغير سيتناول طعامه _

قلبت روبينا عينيها عندما تذكرت انها وافقت على المجيء لان زوجة شقيقها الصالحة هددتها بانها لن تتناول الطعام لمدّة اسبوع ان لم تحضر لحظة اضاءة الشجرة و انها لن تذهب الا اذا كانت برفقتها،  هي فقط لا تصدق نفسها انها وافقت على شيء سخيف كهذا لانه من المستحيل ان تبقى تلك الشمطاء دون اكل لمدّة اسبوع و هذا ما اخبرتها به لكنها وافقت بسرعة عندما اقسمت لها انها ستفعل و هي تعلم ان تلك المجنونة قد تفعل

و بهذا المتضرر الوحيد هو صغيرها بومبا  للحق هي لا تعلم ما جنس الطفل بعد الان والديه المختلين قد تراهنو على هوية الطفل مسبقاً  و رفضو ان يذهبو لطبيب للكشف عنها و بهذا يريدون ان يعرفو هويته بطريقة التقليدية و طبعاً من منهم قد فاز برهان لكن عن نفسها هي كان لديها ذلك الشعور الذي يخبرها انه سيكون فتى صغير لذا كانت دائماً تطلق عليها اسم بومبا

_لدي مكالمة مهمة ساجيب عليها و اعود _

تمتم لوكاس بجانبهم يحدق لشاشة الهاتف بنظرة لم يفهمو معناها … اومئت سارة تشاهده و هو يبتعد عنهم بمسافة ثم رفع الهاتف يضع على اذنه يتحدث مع بعض الملامح الجادة

_هل تعلمين … يقال ان اول شخص تقابلينه في ليلة كهذه قد يكون شريكك و رفيقك المقدر في هذه الحياة و يقال ان تلك مباركة عظيمة يمنحها إله السموات لاشخاص قلى في هذه الحياة _

_تقصدين ليلة شتوية باردة _

سخرت و تعلم انها كذلك لكنها تجاهلت ذلك تقول

_لا… ليلة راس السنة _

رمقتها روبينا بطرف عينها ترفع حاجبها قائلة بعدم تصديق فهي حقا لم و لن تصدق شيء  سخيفاً كهذا

_من اخبرك بهذه الخرافة_

انتحبت سارة مدافعة عن ما قالته

_هذه ليست خرافة _

ثم صمتت قليلاً تحدق في لوكاس هناك قبل ان تقول ببتسامة هادئة و عاشقة لذلك الشخص الاشقر هناك

_ و انا شخصيا اؤمن بها لانني  قابلت اخاكِ في ليلة كهذه قبل خمس سنوات و منذ ذلك الحين كان هو اجمل ما حصل لي في حياتي _

_ اياً كان _

تمتمت روبي بعدم اهتمام من ذلك ثم سحبتها تجلسها على كرسي فارعة لتقف بجانب لها كون المقعد لا يسع لشخصين و اثناء تلك المدة كان لوكاس قد عاد ليقف معهم مع تلك التعابير الغريبة التي احتلت ملامحه بحلول انتهاء مكالمته

_هل كل شيء بخير؟_

هتفت سارة ترفع بصرها للواقف بجانبها مما جعل روبينا تحرك راسها تنظر له هي الاخرى مع تقطيبت حاجب انفكت سريعا عندما قال

_اجل كل شي على مايرام،  فقط تعقيدات في العمل _

اومئت سارة بعدم اقتناع الا انها فضلت الصمت في الوقت الحالي مقرر ان تستجوبه لاحقاً كما يفعل هو مع الآخرون

_هيا هيا لقد حان الوقت لإضاءة الشجرة _

بجانبهم هي سمعت احد النساء تهتف بحماس بينما تسحب رفيقتها او اختها خلفها ليقتربوا اكثر من الشجرة كما فعل الاغلبية عدى الثلاثة الذين بقيو واقفين في الحلف

_يمكنكم الاقتراب …لا داعي لوقوفكم هنا _

تمتمت روبي بهدوء تراقب الناس تتحشد قرب الشجرة

_لا المكان هنا مثالي …استطيع ان اراها بوضوح _

هتفت سارة ترفع جسدها لتقف على الكرسي تستند على كتف لوكاس مما جعل روبينا تتنهد بصمت فهي تعلم انها كاذبة و انها تريد ان تقترب اكثر مثل الجميع لكنهم بقيو من اجلها كونها لنا تستطيع الدخول بين ذلك الحشد الضحم و الذي بكل تأكيد يتلامس و يتصادم في ما بينه

_انظرو لقد بدا الامر _

نطقت سارة تتحرك على الكرسي بحماس تحدق في تلك الاضواء تجري بين فروع و اعصان الشجرة كما يجري الدم في العروق باللون براقة ساطعة انعكست على اعين الجميع ثم واصلت اللمعان و الصعود بين الاعصان الى ان وصلت لتلك النجمة الكبيرة في قمة الشجرة تضيئها ليسطع نورها مُنيراً المكان بطوله وعرضه ثم الفوانيس و البالونات التي بدأت تضيء هي الاخرى بهدوء تظهر كما تفعل النجوم في السماء تكمل اللمسات الخيرة على تلك اللوحة الرائعة

_واو _

همست سارة بلحن جميل تشاهد تلك التخفة ببتسامة هادئة  تلتقط لها الكثير من الصور و الفيديوهات

_ليست سيئة _

حدثتها روبينا تحدق في الشجرة العملاقة بهدوء تراقب اضوائها الساطعة تلمع بلطف بينما تنعكس على مجرتيها الرصاصية لتبدو و كانها نجوما وسط سماء حالكة

بعد مدة من وقت اضاءة الشجرة بدا الناس تتفرق من حولها يستمرون في التجول في المكان لحين موعد اطلاق الالعاب النارية في مناسبة حلول السنة الجديدة …البعض من الناس كان يقترب من الاكشاك الصغيرة المتفرقة في الساحة يشترون بعض الوجبات و المشروبات و البعض الاخر كان قد اتخذ فترة الانتظار فرصة لتزلج على الجليد في الحلبة اسفل الشجرة

_انا اريد ان افعل ذلك أيضاً _

هتفت سارة تجلس في مقعدها تشير لحيث الناس تتزلج بخترافية و مهارة مع بعض اشقلبات المتهورة

_حتما لا _

قفز كتفيها مجفلة عندما صرخ بها الاخوان بجانبها في وقت واحد مما جعلها ترمقهم بحقد تنفخ الهواء من حديها و تجمع يديها معا في عضب طفولي ثم هتفت بعبوس تنظر لاحد الاكشاك

_انا اريد تناول شيئا ما اشعر بالجوع _

نظرت لها روبينا بدهشة من شهيتها المفرطة،  هم قد تناولو العشاء قبل نصف ساعة فقط و هاهي الان تطالب بطعام اخر لكن الامر كان محتلف مع لوكاس فهو لم يستغرب من ذلك و كانه قد اعتاد تلك التقلبات و الهرمونات و اكتفى بمد يده ليساعدها على الوقوف يتجهون للكش  قبل ان يتوقف ينظر خلفه قائلاً

_ألن تذهبي معنا _

نظرت له روبينا التي جلست في مقعد سارة قائلة تنفي براسها

_لا لن اذهب  ،  سوف انتظركم هنا _

اوما لها قائلاً

_سنعود بسرعة _

_اياكِ و التحرك من مكانك _

نطقت سارة تشير لها باصبعها محذر ياها

_لستُ طفلة انا _

_بل انتِ كذلك _

زفرت الهواء بحنق تراقبهم يسيرون بهدوء نحو الكشك ثم اخرجت هاتفها تدخل لاحد الالعاب بغية تضبع الوقت حتى يعودون  و بينما كانت منعمسة في لعبتها جفل كتفها الايمن بحركة لا إرادية عندما التقط مسمعها صرخة لاحدهم مما جعلها تنظر حولها بسرعة تبحث عن المصدرة لكن لم ترى او تلاحظ شيء و كل شي كان اكثر من الطبيعي حيث كانت الناس مستمرة في التجول او اياً  ما كانت تفعله سابقا و ذلك جعلها ترفع حاجبها تتفحص المحيط من حولها بنظرة اخيرة قبل ان تعود للعب في هاتفها  متمتمة بانها لربما تتخيل

_النجدة  _

صدح ذلك الصراخ بعد اقل من خمس دقائق لتجفل هي واقفة لشدة وضوحه هذه المرة و لانها متأكدة من ما سمعته هي استدارت خلفها حيث ظهر مصدر الصوت على اعتقادها …بللت شفتيها تنظر للارجاء علّ احدهم انتبه لصوت مثلها لكن لم يكن هناك شيء يدل على ان هناك من انتبه لصوت مثلها فالكل كان منعمس في الاستمتاع في ما يفعله

نظرت لشقيقها و زوجته البعيدان بمسافة عنها عند احد الاكشاك  يتناولان من الوجبات التي يقدمها ثم نظرت امامها حيث الذقاق الذي اتى منه الصوت المستنجد لدقائق عدة لا تعلم ان كان يجدر بها اخبار لوكاس بهذا او الذهاب و إلقاء نظرة سريعة ثم العودة و ستخبره ان كان الامر يستحق

و على تلك الافكار الحمقاء هي وضعت هاتفها في جيب معطفها و عدلت قبعتها الحمراء على راسها تبعد بعض الحصل البرتقالية من وجهها ثم سارت ببطئ شديد نحو الذقاق بينما الثلوج الناعمة تتساقط ببطئ و هدوء فوقها

توقفت عندما اصبحت تقف في مدخل الذقاق الشبه مظلم  و هنا لا إرادياً تسلل الخوف لدواخلها  لتنظر خلفها اين كان الناس اصبحو بعدين بمسافة بعيدة عنها

_يالهي. لقد جننت. ماذا افعل بحق الجحيم السابع؟!_

همست لنفسها بتعجب تنظر لقدميها المعمسة في الثلوج الكثيفة تحتها،  و كل تفكيرها ان فعلتها كانت حمقاء اكثر من متسرعة، كيف بحق السماء فكرت في الذهاب و التفقد ذلك الشخص اياً كان …ماذا لو كان هناك أشخاص سيئين لصوص ربما  او الاسوء مجرمين و قتلى،  حتماً تلك ورطة اضحم منها بمراحل

حركت رأسها للجهتين بقوة تغمض اعينها و تطرد اي وسوسة حمقاء  تهمس لها في الاستمرار في التقدم اكثر،  فهي حقا جاهلة عما قد تواجهه هناك بفردها و حتماً ليس ببعيد ان تتحول من فضولية حرقاء الى فريسة دسمة لما يخفيه  الظلام في ذلك الذقاق و الفكرة نفسها جعلت اوصالها ترتعد خوفاً و تستدير سريعاً عائدة من حيث اتت متمتمة بكلمات معاتبة لتهورها و الذهاب خلف فضولها

لكن صوت و صرخة مدوية تعالت خلفها في الذقاق جعلتها تلتفت سريعاً  مع نبضات قلب تسارع الريح،  كانت الصرخة عالية، عالية بما يكفي لتصل لمسمعها و متألمة بما يكفي لتجعلها ترتجف توسع بؤبؤة عينها في صدمةٍ كافية لتسارعة نبضات قلبها الجبان

تلتفت حولها تبلل شفتيها و تبتلع ريقها الذي جف فجأةً  بينما تطبطب و تفرك فاحذها بسرعة في حركة اعتادت فعلها حين تكون تفكر او متوترة من شيء ما

و لصدق هناك جزء عميق  منها يخبرها بعدم التقدم اكثر و التدخل في شؤون الآخرين و هناك جزء فضولي  بها يخبرها بان تتسلل بهدوء وترى ما يحدث و ما خلف تلك الاصوات المستنجدة ثم تعود دون ان يراها او يشعر بها احد 

و واللعنة فضولها كان اقوى

حيث انها و اسفل تلك الثلوج المتساقطة رفعت قدمها تتقدم بهدوء داخل ذلك الذقاق الشبه مظلم من الاضواء القليلة به …سارت به تنظر امامها و خلفها و كل الجهات بتوتر ملحوظ بينما تبتلع ريقها بستمرار،  اخذت تتقدم اكثر واكثر و كل مرة تتقدم بها في الذقاق الطويل كان الظلام يبتلعها اكثر و الاصوات من الناس المحتفلة خلفها تنعدم اكثر

كانت تلتصق بالجدار و تسير قبل ان تتوقف توسع عينها مجفلة تعود خطوة للخلف و تلتصق بالجدار اكثر عندما انتهى بها الطريق عند أولئكَ الرجال في اخر الذقاق

اخفضت جسدها ببطئ شديد الا ان تقرفصة على الثلوج البيضاء اسفلها ثم ببطئ اكبر هي حركت راسها تطل خلف الجدار مع اعين مرتجفة و هي تشاهد أولئك الذين يقفون في اخر الذقاق تحت ضوء لمبة خفيف

كانو ثلاثة رجال اثنان منهم كانو يقفون يستندون على الحائط خلفهم يضمون ايديهم صدورهم لكل ارياحية يحدقون بذاك الذي كان يجسو امامهم على الثلوج التي تلطحت بلون دمائه القاني …كان يجسو و يديه مكبلة خلفه …راسه يتدلى للاسفل بينما الدماء تتساقط بعذارة من فمه و انفه و هناك العديد من الجروح المرعبة و. التورمات على وجهه

وسعت اعينها الرصاصية برعب تضع يديها على فمها و هي تشاهد تلك اللوحة الدامية امام مرمى بصرها لقد بدات و كانها مشهد من احد افلام الجريمة و المافيا لكن الفرق ان المشهد كان حقيقي و مباشرة و ليس خلف شاشة التلفاز  و هذا اكثر ما زاد من ارتجاف اوصالها

_اذاً انت لازلت مصراً على عدم اخباري، اوليس؟_

قطبت حاجبها ترفع راسها مثل الارنب خارج من جحره ثم بدات تنظر في محيط أولئكَ الرجال بنظرة متفحصة تبحث عن الذي تحدث لتو لكنها لم ترى سوى الثلاثة السابقين لكن الامر اختلفت عندما خرج ذلك الجسد من بين الظلام يقترب ببطئ مدمر نحو الذي تجزم انه فقد الاحساس من كثرة جروح الكثيرة و العميقة

ابعدت القليل من حصلاتها التي تساقطت على اعينها تحجب الرؤية ثم اعادت راسها ببطئ تطل خلف الجدار تحدق بظهر ذلك الذي ظهر من العدم

_يبدو انني اصبحت اكثر لطفاً مع امثالك _

تحدث بصوته الاجش ينفث بدخان سيجارته ببطئ فاتن من بين شفتيه ثم اعاد راسه للخلف قليلاً مع تنهيدة خافتة غادرت من بين شفتيه و ماهي سوى لحظات حتى افرج عن اجمل عينين قد تراها الاعين …لا تعلم ان كانت رمادية بلمعة عسلية ام انها سوداء بلون رمادي و كان هذين اللونين يتنافسان للاستيلاء على مجرتيه

حرك اعينه ينظر لسيجارة المشتعلة بين اصابعه لثانية حتى رفع من بصره ليقع على الجاسي امامه بنظرة قاتلة و ببرودٍ مميت،  ابتسامة شديدة الفتنة ارتسمت على شفتيه إلا انها كانت ابتسامة مظلمة لا مشاعر بها قائلاً بنبرة اثارة القشعريرة و نبض الخوف في اعمق نقطة في صدور تلك الدجاجتان

_من يغدر بي انا اشرب من دمائه حتى الارتواء _

مع نهاية كلماته هو اطفئ سيجارته بفركها على احد جروح ذلك الرجل الذي اطلق صرخة مؤلمة هزة اركان ذلك الذقاق و جعلت تلك البطة الفضولية ترتجف مكانها و هي تشاهد ما يحدث بذعر و خوف عظمين

بينما كان الرجلين الآخرين يشاهدون بصمت و لمعة استمتاع واضحة في اعينهم ذات النظرة الاجرامية

استقام هو يطقط رقبته بهدوء ثم ابعد قنصولة الهودي الذي يرتدي في فصل الشتاء و في تلك الاثناء ظهر القمر الكامل الذي اقتحم المشهد بهدوء جاعلاً منه اكثر عظمةً يسلط ضوئه على سيمائه الفاتنة و على شعره البني القصير الى فكه الحاد، انفه المستقيم و بشرته البرونزية ثم اعينه التي تحتضنان مجرةً  تنافس جمال المجرات اجمعين،

استدار له يدس يديه في جيوبه بكل هدوء ثم امال راسه جانبً لتسقط حصلاته البنية على جبينه في منظر يحتصر اسمه في كلمة الفتنة قائلاً بنبرة مظلمة

_ ان لم تتحدث عن مكان البضاعة حلال خمس ثواني حينها ودع استرتك العزيزة و بشكل خاصة ابنتك الصغيرة _

توسعت اعين ذلك الرجل بذعر لم يجاهد ان يخفيه بينما بدا يتحرك في مكانه بهستيرية يحاول فك وثاقه و يتمتم بكلمات مبعثر بفمه المتورم

_ ارجوك لا تفعل … انا لا استطيع ان اخبرك  ،  الدون لوتشيانو سيقضي علي _

انحنى الاخر يحجز فكه داخل قبضته بعنف قائلاً بين اسنانه

_ان كان هو سيقضي عليك …انا سوف امسح نسلك عن بكر ابيه،  ايها الوعد _

افلته بعنف اشد  ثم اخرج سيجارة اخرى يشعلها و ينفث بدخانها في الهواء يحدق باحد الشبان معه قائلاً بنبرة ساخرة

_ماذا ننتظر، دعنا نقدم لضيفنا عرضاً يرفه عنه، ربما يقرر بعد ذلك ماذا يجب عليه ان يقول بدل هذا الهراء_

ابتسم ذو الحصلات الرمادية و الملامح الاسوية بستمتاع واضح ثم اخر هاتفه من جيب بنطاله يتقدم نحو الذي كان يناظرهم بقلق و خوف واضحين امتزجاء بنحيبه و صوت بكائه المترجي عندما راى ما تعرضه شاشة الهاتف

و قد كانت عائلته ابناه و ربما اخوتهم، كانو جميعهم  في غرفة ما محاطين بالكثير من الرجال المسلحين متنظرين إشارة واحدة فقط لتفجير رؤوسهم

كانت روبينا تحدق به بشفقة و اعينها الرصاصية كانت تدمع تعاطفاً من اجله،  تمنت لو انها تستطيع مساعدته او فعل اي شيء يخرجه من ذلك الموقف لكنها تعلم ان اجبن من تجرؤ على التحرك من محبئها لمواجهتهم،  هي حتى لا تجرؤ على التدخل وفك شجار بين طفلين فكيف مع اشخاص خطرين يميلون للعنف و التعذيب النفسي قبل الجسدي  ،  نظرت حولها بنظرة متفحصة قبل ان تعيد نظرها لهم حين تحدث ذلك الفتى ينفث بدخان سيجارته على وجه الرجل الباكي امامه

_كلمة واحدة ستحدد مصيرك انت و عائلتك لذا كن ذكياً و انتقي كلماتك بعناية _

اخفض الرجل راسه للاسفل ينتحب في البكاء مما جعل يتمتم بكلمات باردة كالجو الذي يحيط بهم

_صدق انني سوى من فيدريكو فالنتينو  نفسه عندما يعترض طريقي …ادوس على الجميع _

_محزن فرانسيسكو في ضواحي المدينة في الجهة الشرقية _

همس الرجل بتعب و نبرة باكية ينظر لقدمين الاخر بستسلام …رفع اعينه ينظر لصديق بنظرة ذات معنى فهمه ليتوجه لزاوية ما من ذلك الذقاق حيث كان الحاسوب على احد الصناديق الكرتونية ثم دون مقدمات بدا يعبث في ازراره بسرعة ومهارة و باقل من دقيقة عاد للاخر يؤما له و يأكد صدق قول الرجل

مما جعله يجلس القرفصاء امامه يميل راسه جانبً قائلاً بنبرة حالكة

_هل تعلم ميزات الشخص الذي يغدر بي؟_

صمت ثم اضاف و هو يمد يده لرجل الثالث و الساكن في الزاوية بصمت ليتقدم يضع ذلك المسدس في يده قبل ان يتراجع يعود لمكانه و عندما راى الرجل المكبل ذلك وسع اعينه و بدا يتحرك في مكانه بهستيرية يحاول فك وثاقه

_انه لا يحصل على فرصة اخرى لتكفير عن خطائه _

_سيد دارك ارجو.._

و قبل ان يكمل دوى صوت الطلقة التي استوطنت جبهته في جميع اركان ذلك الذقاق مصاحب صرخة اتت بعد سقوط جسده منتزع الروح على الارض الباردة

استقام دارك و بيده ذاك المسدس يلتفت بسرعة خلفه عندما صرخت هي دون إرادة منها و لثانية وجيزة التقت اعينهم قبل ان تسحب هي نفسها تلتصق بالجدار و تكتم صوت أنفاسها و شهقاتها بيديها المرتجفة بينما دموعها اخذت تنساب دون توقف على وجنتيها المحمرة اثر الخوف او برودة المكان لا تعلم

_هناك أحداً ما هناك _

تمتم ذو الحصلات الرمادية يحدق في الجدار الذي تختبئ هي خلفه و عندما سمعت ذلك انكمشت على نفسها بذعر تعض شفتيها الرّاجفة بعنف بينما تنظر حولها بخوف انعكس على مجرتيها المبتلة بالدموع

التي زادت ما ان سمعت خطواتهم تقترب منها ببطئ كاد يجعل قلبها يتوقف

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ4924ك

نفس عميق 🧘

ثم اخبرني

كيف كان الفصل؟

الشخصيات التي ظهرت حتى الان؟

هل احببت البطلة؟

هل الفصل و السرد كان في المستوى الجيد؟

ما توقعك الفصل القادم انشاء الله

نصيح لي؟

ا

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon