إختاري الشرير

إختاري الشرير

مدنية الاحلام

‏⟨ وجهكِ الريفيّ أحلىٰ من تلاوين المدينة ⟩

.في الساعة الثامنة و نصف ليلاً هبطت تلك الطائرة على اراضي مطار نيويورك الدولي مصدرةً صوت احتكاك عجلاتها مع الارض بقوة قبل ان تتوقف كلياًّ معلنةً عن وصولها بعد رحلة دامت عشر ساعة بين الغيوم الصافية …بعد سوعيات من ذلك استقامت المضيفة ذات الزي الاحمر و تسريحة الشعر المرتبة تلتقط مكبر الصوت قائلة غبره بنبرة هادئة ذات النعمة المهنة

_‏سيداتي وسادتي، نود أن نشكركم على اختياركم السفر معنا اليوم. لقد هبطنا بسلام في مطار جون إف كينيدي الدولي في نيويورك بعد رحلة من موسكو. نرجو منكم البقاء في مقاعدكم وربط أحزمة الأمان حتى تتوقف الطائرة تمامًا ويتم إطفاء إشارة ربط الأحزمة.

يرجى توخي الحذر عند فتح الخزائن العلوية، حيث قد تكون الأمتعة قد تحركت أثناء مطبات الرحلة. إذا كنتم بحاجة إلى أي مساعدة، فإن طاقم الطائرة سيكون سعيدًا بمساعدتكم.

نتمنى لكم إقامة سعيدة في نيويورك أو مواصلة رحلة آمنة إذا كنتم تواصلون السفر. شكرًا لكم على اختيار شركة[دلتا إيرلاينز]، ونتطلع إلى رؤيتكم مرة أخرى قريبًا. عيد ميلاد مجيد وسنة جديدة سعيدة!_

استيقظ البعض على صوتها و استقام البعض عليه ‏يخرجون امتعتهم من الخزائن العلوية

أضواء المطار تضيء السماء المظلمة. من نافذة الطائرة، تنظر روبينا ذات الاعين الرصاصية و الحصلات البرتقالية إلى الأفق البعيد، حيث تلتقي أضواء المدينة مع السماء الملبدة بالغيوم. تشعر بمزيج من الحماس والتوتر، فهي تعلم أن هذه الرحلة ستغير حياتها إلى الأبد.لكن لا تعلم ان كان للاسوء او للافضل كل ما تتمناه هو ان يسير كل شيئ على نحوٍ افضل

_عزيزتي هيا استيقظي لقد وصلنا _

ابعدت مجرتيها عن المناظر خارج النافذة لتحدق في المقاعد امامها حيث يجلس اخاها و زوجته النائمة …كمشت سارة حاجبيها بعبوس دليلا على استيقاظها قبل ان ترفع راسها عن كتفه تفرج عن مجرتيها الزرقاء تنظر في محيط الطائرة حيث بدا الركاب في التحرك يتجهون للخارج ثم نظرت لرجل الاشقر بجانبها توما بخفة

استقام يخرج امتعتهم من الخزانة فوقهم ثم انتظرهم حتى يستقيمون …لتسقيم روبينا اولاً تبعد تلك السماعات الضحمة عن آذنيها تعلقهم في رقبتها ثم شارعت في ارتداء معطفها الطويل ذو اللون البني بعدها قبعتها الشتوية ذات اللون الاحمر ثم خرجت من بين المقاعد تسمح للاخر بالامرور أيضاً لتستقيم هي من الكرسي ببطئ مما جعل بطنها المنْتفخة تبرز للعين

مدت روبينا زراعها نحو التي ابتسمت بخفة تلف يده حوله لتسحبها الاخرى بهدوء خلفها مما جعلها تتململ بسرعة قائلة

_بالهي روبي، انا حامل و لستُ مريضة او عمياء، استطيع ان اسير بمفردي _

_المعذرة سيدي _

هتفت روبينا برجل كان يسد طريق الخروج ليبتعد سامحاً لهم بالمرور ثم اعادت بصرها نحوها لفترة وجيزة قائلة

_اجل انتِ قلتها' حامل  ' و هذا اسوء بكثير من ان تكوني عمياء او مريضة _

تنهدت سارة بستسلام تنظر خلفها حيث كان زوجها الاشقر يسحب الحقائب خلفه

_امسكي بيدي و سيري ببطئ هيا _

هتف بنبرته ذات البخة العميقة يمرر امتعتهم الى طاقم الطائرة ثم لف يدها حول زراعه يسيرون ببطء عبر الدرجات القليلة للاسفل

_بحقكم انا لستُ طفلة تتعلم المشي، استطيع ان اسير وحدي _

هتفت سارة متذمرة من تصرفاتهم المبالغة في نظرها حيث كان كل من الاخوين يتمسك بزراعها من الجهة الاخرى …توقفو للحظة يتبادلون نظرة ثم حدقو بها لثانية قبل ان يحررو زراعيها متمتمان بحسنا لكن لم يخفي عنها نظراتهم المتفحصة  التي يلقون بها نحوها بين الثواني عندما كانو يسيرون بهدوء نحو الباب الزجاجي ذو الفردتين الذي انفتح تلقائياً ما ان اقتربو منه

_لقد ظننت ان موسكو هي الاشد برودة في هذا الفصل لكن اتضح ان نيويورك الواجهة الثانية للقطب الجنوبي _

تمتمت روبينا تحت انفاسها الباردة تدس يديها في جيوب معطفها الطويل ذو اللون البني قبل ان تسمع صوت ضحكة رنّانة اخرجتها سارة التي تسير بجانبها

_هذا لا شيء فنحن لازلنا في اول السنة _

قطبت حاجبيها بستفهام تنظر امامها حيث يتقدمون الى منطقة الجمارك و الهجرة قائلة

_ما قصدك؟_

_سارة مقصدها ان الحرارة هنا تنخفض أحيانا الى ما تحت الصفر  _

رفعت حاجبها كردة فعل على ما قاله شقيقها تهمس برائع قبل ان يتوقفو في الطابور الطويل مما منحها وقتاً لنتظر للمكان حولها

في فترة الليل، يأخذ مطار جون إف كينيدي الدولي (JFK) طابعًا مختلفًا تمامًا. الأضواء الخافتة تضيء الممرات الواسعة، مما يخلق جوًا هادئًا ومريحًا. معظم المحلات والمطاعم تكون مفتوحة، ولكنها أقل ازدحامًا مقارنة بفترة النهار، مما يمنحك فرصة للاستمتاع بتجربة تسوق أو تناول الطعام بهدوء.

في الصالات، تجد المسافرين مسترخين على الكراسي المريحة، بعضهم يقرأ كتابًا أو يشاهد فيلمًا على أجهزتهم المحمولة. الأجواء تكون أكثر هدوءًا، مع صوت خافت للموسيقى الخلفية وأصوات الطائرات البعيدة التي تقلع وتهبط.

نظام النقل الداخلي، المعروف باسم AirTrain، يستمر في العمل بكفاءة، ينقل الركاب بين المباني المختلفة بسرعة وسهولة. الأضواء الزرقاء والبيضاء التي تزين المطار تضفي لمسة جمالية على المكان، مما يجعله يبدو كمدينة صغيرة لا تنام أبدً

اعادت بصرها للامام عندما وصلو لمكتب الهجرة حيث  ذلك الضابط يجلس بملامح جادة خلف مكتبه تقدم لوكاس و زوجته اولا يضعون جوزاتهم و وثائقهم ثم البطاقة الخضراء او بطاقة الإقامة الدئمة …اخذهم الضابط و بدا في تفحصهم بتركيز قبل ان يضعهم على سطح المكتب قائلاً بنبرة مهنية

_ما هو سبب سفرك؟_

اتاه الرد سريعاً من قبل لوكاس الذي لم يبعد اعينه الرصاصية عنه

_كنت في زيارة عائلية قصيرة _

اوما الضابط بهدوء يحمل الاوراق مرة اخرى ثم قال ينظرة لثلاثة امامه

_كم من المدة قضيتها في الخارج _

_اسبوعين _

حرك راسه بإماء سريع ينظر للحاسوب الكبير بجانبه يضعط على ازراره للحظة ثم حدثه دون ان يزيح بصره عن الحاسوب

_هل تحمل اي مواد محظورة او مبالغ مالية كبيرة؟_

تحرك لوكاس يجيبه بنبرته ذات البخة العميقة قائلاً بصدق

_لا، لا احمل اي شيء من هذا القبيل _

امسك الضابط الختم يضعه على جوازات السفر ثم قدمه للوكاس قائلاً ببتسامة مهنية

_اهلاً بك في الولايات المتحدة، اتمنى لك إقامة سعيدة _

اومئت سارة يتمتمان بكلمة الشكر له ثم تنحو جانبا يسمحون لروبينا بالاقتراب حيث وضعت جوازها و التأشيرة امام الضابط الذي نظر للوثائق يتأكد من الهوية و صلاحية الاوراق قبل ان يهتف ينظر للاوراق

_هل هذه هي زيارتك الاولى للولايات المتحدة؟_

شابكت روبينا اصابع يديها معا قائلة بعد سوعيات مما جعل الضابط يرفع راسه لها

_نعم _

وضع الوثائق على المكتب يشابك يديه قائلاً بستفسارة

_ما هو سبب زيارتك للولايات المتحدة؟_

نظرت لجانبها حيث كان لوكاس و زوجته يقفون بمسافة ليست ببعيدة قبل ان تنظر امامها نحو الضابط قائلة بهدوء و لم يخفي عنه رمشها و فرك يديها المتكرر

_لاجل الدراسة _

نظرة لها لثواني مما زاد من ارتباكها اكثر قبل ان يوما ينظر للحاسوب الكبير يتابع اسئلته المهنية

_ما هي وظيفتك في بلدك؟_

_طالبة جامعية _

واصل النقر على ازرار الحاسوب قائلاً دون ان يبعد نظره عنه

_كم مدة بقائك في الولايات المتحدة؟_

ابتلعت ريقها تتنفس بهدوء ثم هتفت بصوت هادئة

_سنتين لحد اقصى _

اوما الضابط يبعد يديه و بصره عن الحاسوب قائلاً  و هو يرمقها بتلك النظرة التي تحبرها انه لا مجال لها للكذب و يفضل ان لا تفعل

_هل تحملين اي مواد محظورة او مبالغ مالية كبيرة؟_

نفت براسها تجيب بسرعة عكس المرات السابقة

_لا لا افعل _

اوما الضابط بقتناع يضع الختم على الوثائق ثم مدها لها قائلاً ببتسامته المهنية

_اهلاً بك في الولايات المتحدة اتمنى لكِ إقامة سعيدة _

سحبته بخفة تنحني قليلاً تشكره قبل ان تهرول نحو شقيقها و زوجته بخطوات سريعة

_يالهي اشعر انني كنت متهمة بجريمة قتل _

هتفت روبينا تحدق باطراف اصابعها المرتجفة قبل ان تسمع صوت لوكاس بجانبها قائلاً

_للحظة جعلته يشك بأمرك …لقد كان توترك واضحا للغاية_

_اسفة لم يكن بيدي.  ماذا افعل _

تمتمت تحت انفاسها  تدس يديها في جيوب معطفها تنظر امامها حيث كانت منطقة الجمارك حيث يتم تفتيش الامتعة قبل ان يتم تسليمها لاصحابها

_يا فتاة هل تعلمين،  لقد كنا على بعد شعرة من دخول السجن الدولي بتهمة تهريب المخدرات _

جمعت روبينا حاجبيها ببعضهم بعقدة مرتبكة تحدق في سارة التي تسير ببطنها المنْتفخة بجانبها قبل ان تهتف بتلعثم

_ ولما ذلك؟ ماذا فعلنا؟_

قهقهت سارة بستمتاع قائلة

_لانكِ بديتي هناك كمن يتاعطى الممنوعات بحق _

بعد ان فهمت سخريتها رمقتها بطرف عينها قبل ان تتحطاها تلتقط حقيبتها الكبيرة ثم الصغيرة بعدها انحنت تاخذ حقيبة جيتارها الكبير تعلقه على اكتافها من الخلف ثم اتجهو الى صالة الوصول حيث كانت

البوابة الرئيسية لمطار جون إف كينيدي الدولي مزدحمة بالحركة والنشاط. السيارات تتوقف أمام المدخل لإنزال الركاب وأمتعتهم، بينما يتوجه الناس إلى الداخل حاملين حقائبهم. الأبواب الزجاجية الكبيرة تفتح وتغلق باستمرار، مرحبة بالمسافرين من جميع أنحاء العالم.

في الداخل، تملأ أصوات الإعلانات الجوية المكان، تدعو الركاب إلى التوجه إلى بواباتهم أو مكاتب تسجيل الوصول. شاشات العرض الكبيرة تعرض معلومات الرحلات، بينما يقف المسافرون في طوابير أمام مكاتب شركات الطيران لتسجيل أمتعتهم والحصول على بطاقات الصعود.

الأرضية اللامعة تعكس الأضواء، مما يضيف لمسة من الأناقة إلى المشهد. رجال الأمن يتجولون بين الحشود، يراقبون الوضع لضمان سلامة الجميع. في الزوايا، توجد مقاهي ومطاعم تقدم المشروبات والوجبات السريعة للمسافرين الذين ينتظرون رحلاتهم.

خارج المطار، يمكن رؤية سيارات الأجرة والحافلات تنتظر لنقل الركاب إلى وجهاتهم في المدينة. الأجواء مليئة بالحماس والتوقعات، حيث يبدأ كل مسافر رحلته الخاصة، سواء كانت للعودة إلى الوطن أو لاستكشاف أماكن جديدة.

---

وقفت هي هناك تشاهد كل ذلك بهدوء قبل ان تغمض اعينها تستشعر تلك النسمات الباردة على وجنتيها لمدّة بينما تتمايل حصلاتها البرتقالية على نعماتها الباردة،  كانت قبعتها الحمراء اكتست ببعض الثلوج المتساقطة فوقها متمايلة مع تلك النسمات بهدوء

دست يديها في جيوب معطفها البني تفرج عن مجرتيها الرصاصية التي اكتسبت لمعة خاصة اثر الاضواء المنبعثة من حولها زادتها فتنة …رمشت بخفة تحدق في الناس حولها الذين يدخلون و يخرجون من بوابة المطار  مع  امتعتهم بنظرة هادئة و كل تفكيرها  ان لكل شخص  من أولئك قصة تستحق ان تُروى و لكل منهم تحدياته الخاصة و احلامه التي  يهاجر بعيداً عن موطنه سعياً لتحقيقها كما تفعل هي الان و في هذه اللحظة

فهي الان على بعد خطوات من حياة جديدة و موطن جديد و مقابلة اناس جدد، كل شيء يبدا من الصفر الان و ستكذب ان قالت انها ليست خائفة او متوترة من تلك الفكرة لكنها تحاول ان تقنع نفسها انها تستطيع و كل شي سيكون على مايرام

روبينا ترونر هي تلك الفتاة الطموحة في توقعاتها و الهادئة بطبعها و الانيقة بشكلها و الصامدة في وجه مطبات حياتها التي لم تكن بتلك المثالية. هي لا تمتلك دائرة واسعة من الاصدقاء او للاصح هي لا تمتلك اصدقاء في الاصل و هذا الفضل  عائد الى رهابها من التلامسات الجسدية بينها و بين الآخرين اثر ذكرى قبيحها حاضتها في سن المراهقة مما جعلها تكره التلامس الجسدي بينها و بين الغرباء بثتثناء افراد عائلتها الا انها لم تكن  بذلك القرب الجسدي معهم فقد كانت تسحب نفسها ببعض النفور بعد مدة وجيزة من تبادل عناق معهم

و لحد تلك الساعة منذ خمس سنوات لم تبادل مجرد مصافحة مع شخص غريب غير افرادها بشكل سليم دون ان تشعر بضطراب و رهبة من ذلك التلامس

و رغم كل ذلك الا انها تجد حياتها المملة للبعض مثالية للحد الكافي لها،  فهي تكتفي بقراءة كتبها و العزف على جيتارها و الاستماع لفنانتها المفضلة بيلي ايلش كان ذلك محور عالمها الخاص

_روبينا هيا بنا _

توقفت عن النظر للاشخاص في محيطها تستدير نحو شقيقها الذي هتف بها لترى انه وضع الحقائب في الصندوق الخلفي لسيارة الاجرة و سقط بصرها على سارة التي جلست مسبقاً في الكرسي الخلفي مع بعض ملامح التعب بادية على وجهها

اومئت براسها لاتخذ خطواتها على الطريق المعطى بثلوج البيضاء نحوهم قبل ان تنشل حركتها و يتحشب جسدها في مكانه عندما اصطدم كتفها مع رجل مر سريعاً بجانبها يهرول لداخل في تلك اللحظة قد شعرت بقشعريرة مؤلمة تسري على طول كتفها لتلتف حول رقبتها مثل ثعبان سامٍ يلتف و يلتف بحثً عن روحها البائسة …ضربتها موجة عنيف اخرى من تلك القشعريرة جعلتها ترتجف بعنف لتقبض على يدها داخل جيبها تشده بقوة في محاولة شبه فاشلة لأقاف رجفان جسدها الهستيري

عضت على شفتيها السفلية حتى كادت تدمي بينما اخذت بعض طبقات الدموع تتشكل بين رموشها الكثيفة ترفض النزول …رفعت مجرتيها الرصاصية ذات اللمعة الكئيبة تنظر حولها حيث الناس اخذو يتحركون بسرعة رهيبة و هي كانت الوحيدة الساكنة بينهم،  شعرت بثقل انفاسها و عدم قدرتها على اخذ انفاسها بشكل منتظم و هي تشاهد الأشخاص عندما بدؤو يتحركون بشكل ابطء بكثير من العادي ثم اصوات قهقهات بعيدة بدت كصدى على مسمعها

_لوكاس _

استدار المعني يبعد الهاتف عن اذنه بعدما كان يتحدث عبره

_سنتحدث لاحقًا في هذا _

تمتم عبر الهاتف ببعض البرود قبل ان يعلقه يتقدم ناحيتها قائلاً بلين عكس بروده قبل لحظة حين راى معالم التوتر على وجه زوجته

_ماذا هناك…هل تشعرين بشي؟_

نفت براسها سريعاً قائلة تشير خلفه

_انظر_

على كلماتها استدار براسه مقطب حاجباه الكثيفة قبل ان تتوسع بؤبؤة عينه عندما وقع بصره على هيئة اخته  المتصنمة تنظر امامها بشرود مثل التائه،  اعاد بصره يتبادل مع الاخرى نظرة ذات معنى واحد

_سحقا _

لعن بهمس يستدير بغية الذهاب لها لكن استوقفه صوت سارة خلفه عندما هتفت بها و هي تترجل من السيارة بسرعة

_يالهي،  لوكاس انتظر _

استدار لها بنظرة مستفهمة لتسارع هي في القول

_لا تذهب _

جمع حاجباه بعقدة يرمقها بستفهام و بعض الحدة لتنظر هي له ثم لروبينا المتحشبة قبل ان تقول بنبرة قلقة

_اقصد ان ذهبت انت لها فقد يزداد وضعها سوءً لذا دعني انا اذهب سيكون ذلك افضل _

تحرك بعتراض قاطع لكنها لكنه اصرت عليه اكثر مما جعله ينقل نظراته بينهم قبل ان يتنهدة يسمح لها بذهاب لها رغم انه يريد ان يذهب هو لا هي و هذا ليس لكون اخته قد تكون عنيفة او مؤذية لزوجته الحامل لكنه فقط يريد ان يكون بجانبها إلا أنه يعلم ان ما تفوهت به زوجته كان بموقعه و وجود ذكر حولها قد يجعلها تدخل في نوبة هستيرية من الجنون خاصتاً و هي في هذه الحالة التي لاتفرق بين شقيقها و شخص اخر

تقدمت سارة بسرعة تقف امام شبيهت الحشب في هذه اللحظة،  كانت متصلبة تماماً و لو لا وقوفها و صدرها الذي يرتفع و ينخفض بعنف لظنت انه لا حياة قابعة بذلك الجسد

_روبي جميلتي انظري لي _

همست سارة بنبرة حانية تقترب خطوة ببطئ متجنبة لمسها لكنها لم تجد استجابة مما جعلها تهمس مرة اخرى مع ابتسامة خفيفة

_انظري لي …انا سارة والدة بومبا الصغير _

هي تعلم مدى تعلق روبينا بطفل شقيقها الذي لم يولد بعد لذا هي حاولة تشتيتها عن اي ما يحدث في عقلها الان بذكره و كما توقعت فقد رات بؤبؤة عينها الجامدة قبل ثانية تتحرك بستجابة لكن ليس بالقدر الكافي

و من بعيد كان لوكاس يشاهدهم بقلت صبر قبل ان يحسم امره و يتقدم ناحيتها تحت اشارات سارة المعارضة إلا أنه استمر في التقدم يقف بجانبها و قبل ان تستشعره هو سحبها لحضنه يعقد زراعيه بقوة حول جسدها الذي تصلب رداً على ذلك و قبل ان تفعل اي ردة فعل اخرى هو همس بجانب اذنها بنعمة غنائية

'''

في قلب الليل، أسمع صوتي

يهمس لي، "لا تخافي"

كل شيء سيمر، كل شيء سيزول

أنتِ قوية، أنتِ تستطيعين

تنفسي بعمق، أغلقي عينيك

دعِ السلام يملأ قلبك

في كل نبضة، في كل لحظة

تذكري أنكِ لستِ وحدك

أنتِ النور في الظلام

أنتِ الأمل في الأيام الصعبة

لا شيء يمكنه أن يهزمك

لأنكِ أقوى مما تظنين

'''

تدريجياً بدا جسدها يرتحي اثر كلماته ليشعر بيديها المرتجفة تحاوط حصره بقوة مما جعله يغمض رصاصيتاه الشبيها لخاصتها يتنفس براحة  قبل ان يفتحهم يتبادل نظرة مع سارة التي اومئت له بلاباس و قبل ان يفعل اي شيء شعر بها تسحب من بين يديه سريعا و كأن مغنطيساً ما جذبها اليها ليتنهد هو كالعادة يتخذ الصمت كحل

_كيف عرفت عن اغنية أمي؟_

تسائلت روبي و هي تعدل قبعتها الحمراء و تزيل بعض من حصلاتها البرتقالية من وجهها المصفر قبل ان ترفع بصرها نحو شقيقها الذي تحدث بمزاح يرسل عمزة سريعة نحوها

_انه سر المهنة ايتها الفضولية _

ابتسمت بهدوء مع بعض الارهاق توما له تتمتم بان عليهم الذهاب قبل ان تسبقهم نحو سيارة الاجرة الصفراء

_كنت رائعاً _

تمتمت سارة ببتسامة فخورة بينما يرقبونها تجلس في الكرسي الخلفي …دس لوكاس يديه في جيوبه قائلاً بغرور مزيف

_دائماً ما كنت كذلك _

قهقت عليه سارة تضرب كتفه مما جعله يبتسم لضحكتها التي تبدو كسموفية جميلة على مسمعه ثم سمعها تهتف ببتسامة

_يالك من مغرور _

رفع لها حاجب بمعنى'اعلم' ثم شابك ايديهم يسحبها خلفه بلطف يصعدون لسيارة التي انطلقت بهم لوجهتم في الثانية التالية من ذالك

تحركت سارة من مضجعها تخرج الكثير من اكياس المقرمشات المختلفة في النكهة تتناولهم واحداً تلوا الاخر تحت نظرات روبينا المندهشة من عدد الاكياس التي تمسكها و في صدد تناولها

رفعت سارة الكيس المفتوح في وجه روبينا قائلة بينما تمضع بعض من المقرمشات في فمها

_هل تردين؟_

نظرت لها و لاكياسها للحظة قبل ان تنفي براسها قائلة و هي تلتفت نحو النافذة و تنزل زجاجها قليلاً

_لا شكراً _

رفعت سارة كتفيها بلا مبالاة تستمر في اكل مقرمشاتها بنهم و تلذذ بينما الاخرى وضعت زراعيها على النافذة قبل ان تسند ذقنها عليهم تراقب شوارع نيويورك مدينة الاحلام اللامعة

في الليل، تتحول شوارع نيويورك إلى مشهد ساحر مليء بالحيوية والألوان. الأضواء النيونية تزين المباني والشوارع، خاصة في مناطق مثل تايمز سكوير، حيث تضيء اللوحات الإعلانية العملاقة السماء وتخلق جوًا مليئًا بالطاقة والحركة

السيارات والتاكسيات الصفراء الشهيرة تتحرك بلا توقف، بينما يتجول الناس على الأرصفة، سواء كانوا عائدين من العمل أو مستمتعين بليلة في المدينة. المطاعم والمقاهي تظل مفتوحة، وتنبعث منها روائح الطعام اللذيذ، مما يجذب المارة لتناول وجبة أو مشروب دافئ.

في الأحياء مثل مانهاتن السفلى، يمكنك رؤية الأضواء المنعكسة على نهر هدسون، مما يضيف لمسة رومانسية إلى المشهد الليلي. أما في بروكلين، فإن الأضواء تزين الجسور، مثل جسر بروكلين، مما يجعله مكانًا مثاليًا للتنزه والتقاط الصور

بشكل عام، نيويورك ليلاً هي مدينة لا تنام، مليئة بالحياة والنشاط، وتوفر تجربة فريدة تجمع بين جمال الأضواء وروعة الحياة الحضرية.

و بعد نصف ساعة من الانعطاف بشوارع المعطى بالثلوج توقفت بهم السيارة أخيراً حيث كانت وجهتهم حي جرينتش فيليدج النابض بالحياة حيث

تتحول الأجواء ليلاً إلى مشهد ساحر.و الشوارع الضيقة المرصوفة بالحجارة تضيء بأضواء الشوارع الدافئة، مما يخلق جوًا حميميًا ومريحًا. الأشجار المزينة بالأضواء الصغيرة تلمع بلطف، وتنعكس على نوافذ المباني القديمة ذات الطراز الكلاسيكي.

المقاهي والمطاعم الصغيرة تفتح  أبوابها دائماً، وتملأ رائحة القهوة الطازجة والوجبات الشهية الهواء. الأزقة مليئة بالناس الذين يتجولون ببطء، يستمتعون بالأجواء الليلية الهادئة. الموسيقى الحية تنبعث من بعض الحانات، حيث يجتمع الأصدقاء للاستمتاع بأمسية مريحة.

في الساحات الصغيرة، يجلس الناس على المقاعد يتحدثون ويضحكون، بينما يلعب الأطفال في الحدائق المجاورة. الأضواء الخافتة تضفي على المكان سحرًا خاصًا، وتجعل من جرينتش فيليدج مكانًا مثاليًا للتنزه ليلا

نظرت حولها تراقب كل ذلك بنظرة هادئة قبل ان يستحوذ صوت قهقهات ذات نعمة طفولية على مسمعها لتلتفت لحيث مصدرها ترى اولئك الصغار يلعبون في ما بينهم و يتبادلون الضربات بالكرات الثلجية التي يصنعونها بياديهم الصغيرة المختبئة تحت قفزات ثميكة تحميهم من صقيع الاجواء الباردة كما تفعل معاطفهم الثقيلة و دون وعي منها تسللت ابتسامة لطيف لترتسم على شفتيها الفاتنة دون حجل

_أخيراً المنزل …لقد اشتقت لك١

و على صوت سارة خلفها هي التفتت لها لتراها تفرد يديها في الهواء ببتسامة واسعة تحدق في المنزل  بهيام و كانه فعلاً شخص ما قد اشتاقت له فعلاً و تلقائيًا رفعت رصاصيتاها نحوه

كان هيكله الخارجي عبارة عن  بناء من الطوب الأحمر، يتميز بواجهة كلاسيكية ونوافذ كبيرة مزينة بأضواء عيد الميلاد الملونة. الأضواء الصغيرة تلمع بلطف على إطارات النوافذ، مما يضفي جوًا دافئًا ومرحًا.

اعادت بصرها نحوها ترفع جانب شفتيها قائلة بنبرة التمست بها الاخرى السخرية

_يجب ان تقبلي الجدار و النوافذ لابد انهم اشتاقو لك أيضاً _

انزلت سارة يديها لجانبيها ترمقها بطرف عينها بعيظ قبل ان تتم مقاطعتهن حين ظهر صوت انثوي في الخلف مما جعلهن يستدرون معا ناحيتها لتقابلهم هيئة تلك الشقراء الجميلة و هي تتقدم نحوهن ببتسامة واسعة مرحبة

_اهلاً بعودتك عزيزتي _

هتفت السيدة الشقراء تتبادل مع الاخرى عناقاً دافئً عكس للمشاهدة بجانبهم مدى عمق العلاقة بينهن

_اهلاً بك أيضاً مارلين _

تمتمت سارة ببتسامة تفصل العناق بينهم

_اذا كيف حالك و كيف كانت رحلتك؟_

هتفت مارلين بفضول تحدق بالاخرى التي لمعة زرقاوتاها بحماس طفولي معاكس لعمرها ثم قالت تتحرك في مكانها بنفس الحماس

_لقد كانت اكثر من رائعة_

اومئت مارلين الشقراء بتفهم قبل ان تستحوذ هيئة روبينا في الخلف على انتباهها لتحدق بها ببعض الفضول الذي لم تجاهد في اخفائه مما جعل سارة تتحرك تقف بجانب الاخرى قائلة ببتسامتها الدئمة

_مارلين،  اعرفك هذه روبينا شقيقة لوكاس الصغيرة سوف تسكن عندنا لفترة من الوقت _

اومئت مارلين بتفهم تمد يدها بغية المصافحة قائلة ببتسامة

_اهلاً بك بيننا. انا مارلين _

حدقت المعنية بيدها الممتدة لها لثواني عديدة لا تعلم مدتها كانت تحوض بها صراعاً داخلي بينها و بين هلوساتها التي ترهبها و تمنعها من مصافحة تلك اليد …هي حتماً لا تريد مصافحتها لكنها أيضاً لا تريد ان تظهر نفسها بصورة الفتاة الوقحة امام السيدة الشقراء او امام اي شخص اخر لذا بعد صراع رفعت يدها بتردد ملحوظ تبادلها مصافحة سريعة كانت مدتها نصف ثانية قبل ان تسحب يدها بهدوء تحاول عدم اظهار نفورها من تلك السيدة او لربما هذا ما ظنته 

فقد لاحظتها الاخرى لتقطب حاجبها و هي ترمقه بريبة قبل ان تتدخل سارة مغيرة مجرى الاجواء حين سلطت الاضواء على منزلها المزين قائلة ببتسامة

_هل انتِ من قمتي بتزين المنزل؟_

نظرت لها مارلين الشقراء قائلة مع رفع حاجبها

_بطبع انا من قد تظنينه فعل؟_

قهقت سارة تضع يدها على كتف الاخرى قائلة بمتنان

_اجل صحيح …شكراً لكِ عزيزتي _

اومئت مارلين بهدوء قائلة بلطف

_لا عليك …لكنني لم اشتري لكِ شجرة عيد الميلاد _

ثم صمتت تجمع زراعيها معا قائلة ترمقها بطرف عينها

_اسفة لكنني لستُ بذلك الرخاء و السخاء_

في الخلف كانت روبينا تتنهد بكل ثانية مع ملامح ضجرة لم تجاهد في اخفائاها و هي تستمع لحوارهم الاسطوري و المهم لدرجة لن يستطيعو تأجليه لوقت اخرى من هذه اليلة المتعبة و الان فقط هي علمت لما بينهم تلك العلاقة العميقة فقد اتضح لها انهن ثرثارات بذات القدر  …اغمضت اعينها تدس يديها في  جيوبها قبل ان تفتحهم تنظر للارجاء حيث الناس يسيرون في طرقات الحي المرتدية الرداء الابيض اثر الثلوج المتساقطة و في محض ذلك وقع بصرها على شقيقها  الذي يقف امام  الباب  يشير لها  لساعته ثم رفع اصابعه الثلاثة امامها لتفهم منه ان هذه المحادثة الدولية لن تنتهي في العاجل القريب و قد تتجمد في الخارج ان انتظرت نهايتها و اكبر دليل انهن مايزلون يتحدثون في اشياء لا معنى لها خلفها حتى الان

لمحت شقيقها يقوم بفتح باب المنزل لتبدا في القفز داخلها مثل الارنبة وجدت جزرة بعد يوم متعب من البحث و قبل ان ينتبهو لها رغم انها تشك في ذلك  سحبت حقيبتها بعد ان التقطت جيتارها تهرول خلف شقيقها تاركة خلفها تلك المستمرة في الثرثرة

_شكراً لك …لا داعي لذلك سوف نذهب و نشتري عندما نستريح من تعب الرحلة _

اومئت لها مارلين الشقراء بخفة قائلة بود

_بطبع خذي وقتك، لايزال هناك يوم إضافي يفصلنا عن نهاية السنة _

اومئت سارة تستدير للذين سبقوها لداخل ثم نظرت لمارلين قائلة مودعة اياها

_حسنا اراكِ لاحقاً _

تمتمت الشقراء بحسنا تمنحه ابتسامة خفيفة قبل ان يفترقو تذهب كل واحدة في حال سبيلها

في الداخل، تستقبلك ردهة واسعة بأرضيات خشبية لامعة وجدران مطلية بألوان دافئة. إلى اليمين، توجد غرفة المعيشة التي تحتوي على أرائك سوادء و. مدفأة حجرية تضفي دفئًا وجوًا لطيفاً على المكان،

المطبخ مفتوح ومجهز بأحدث الأجهزة، مع أسطح عمل من الرخام وخزائن بيضاء أنيقة. يتصل المطبخ بغرفة الطعام التي تحتوي على طاولة خشبية كبيرة، مزينة بمفرش طاولة أحمر وشموع عيد الميلاد.

_عرفتك في الطابق العلوي اقصى اليسار عزيزتي_

هتفت سارة تعلق الباب خلفها لتتقدم ناحية عرفة المعيشة حيث كانت الاخرى تجلس قبل ان تستقيم قائلة تدلك رقبتها من الخلف

_حسنا ساخلد لنوم _

_الن تتناولي عشائك _

نظرت لجانبها حيث لوكاس الذي ظهر من مكان ما وقد  تحلى عن  تسريحته المرتبة ليبعثر حصلاته الشقراء على جبينه ليتدلى على اعينه مما كسبها نظرة حادة جذابة ثم عن معطفه الطويل و سترة بدلته الرسمية  ليبقى في قميص ابيض ناصع كان قد فتح اول زرين و طوى اكمامه ليظهر ذلك الوشم الغريب على زراعه الايمن

نفت له قائلة بان لا رعبة لها في ذلك ثم ودعتهم تصعد الدرج للاعلى بينما جلس على الاريكة السوداء  يلتقط الحاسوب قبل ان يبدا في النقر على ازراره بمهارة

_انا أيضاً ارعب بالنوم _

هتفت سارة تقف امامه مما جعله يرفع حدقتيه الرصاصية بهدوء لتسقط على بطنها المنْتفخة ثم رفعه قليلاً الى وجهها ذو الملامح الطفولية قبل ان يعود لبطنها يضع عليه كفيه مقبلاً ياه بلطف ثم وضع الحاسوب جانبً يستقيم  يحملها بين زراعيه بكل بساطة و كانها ريشة  يتجه بها نحو عرفتهم قائلا

_ما تطلبه سيدتي ينفّذ _

..

اعلقت باب غرفة النوم خلفها ثم تفحصتها بنظرات هادئةو قد كانت واسعة تحتوي على سرير كبير وخزانة ملابس مدمجة و في الجانب يوجد مكتب صغير ، بالإضافة إلى شرفة صغيرة تطل على الحديقة الخلفية المغطاة بالثلوج

تركت حقيبتها الكبيرة بجانب الباب ثم حملت جيتارها  تضعه على سطح المكتب في الجانب  قبل ان تبدا  بنزع  معطفها  ثم قبعتها بينما تتجه للحمام المزود بحوض استحمام عميق ودش منفصل، مع بلاط أنيق وألوان هادئة. …فتحت الماء الدافئ تلتقطه بكفيها ثم بدات في غسل وجهها المصفر للحظات ثم اعلقته تستند على رخام المغسلة تحدق لنفسها عبر المرآة امامها مع الكثير من الأفكار الغير محببة لها

اغمضت اعينها سريعا تطردهم من عقلها قبل ان تلتلفت تخرج من الحمام كلياًّ و اخذت خطوات متكاسلة ترتمي على السرير لتختبئ من هذا العالم خلف اعطيته الثميكة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ 🎬🎬🎬

نفس عميق ثم شاركني برائيك هنا 🌨

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon