ميرادوريا: عرش الظلال

ميرادوريا: عرش الظلال

الفصل 1 – عيد التطهير

في مشهدٍ مهيبٍ أمام الحشود، ترتكب أفظع الأفعال، فيما يُعرف بعيد التطهير.

يُلقى كل من يُكشف إسلامه في أتون نار عظيمة في ساحة العاصمة، ليتحولوا إلى "عبرة" مرعبة لبقية الناس.

ومعهم تُحرق كل الكتب، والمصاحف، والكتيبات التي عُثر عليها في بيوتهم...

                               ***

كانت الأميرة إليانا تجلس على شرفة القصر العالي، تتأمل أفق المدينة التي تهيمن عليها عائلتها.

إليانا التي بلغت عامها التاسع عشر قبل أيام، لم تكن مجرد أميرة في مملكة ميرادوريا، بل الوريثة الأولى المرشحة للحكم.

عيناها الزرقاوان كانتا كالمرآة تعكسان بريق القصر من الخارج، لكنهما كانتا تخفيان أعماقًا من الحيرة والحنين إلى شيء لا تستطيع تسميته، وكأنها تحمل في قلبها ثقل العالم الذي ورثته دون أن تختاره.

وشعرها الأشقر الطويل يتلألأ كخيوط الشمس الناعمة، ينساب بهدوء على كتفيها بحرية لم تسمح لها بها قوانين القصر.

كانت تحب القراءة بشغف، لكن الكتب التي تصل إليها كلها محكومة ومراقبة، لا تحكي إلا عن القوة والسلطة، لا عن الرحمة أو الحقيقة.

فجأة، قُطع حبل أفكاري بصوت طرقٍ خفيف على الباب.

قلتُ بهدوء: ادخل.

فدخلت خادمتي تالينا، وانحنت قليلًا ثم قالت:

– مولاتي، عليكنّ النزول، فموكب الاحتفال سيبدأ بعد قليل.

أومأت لها، ونهضتُ بتثاقل، وكأنني أُجبر نفسي على السير في طريق لا أريده...

خرجتُ من بوابة القصر، وما إن فتح لي السائق الباب حتى رأيتُ آرلاند يلوّح لي من الداخل.

قلت له باستنكار: ألم نكبر على الجلوس معًا في نفس العربة؟

فأجابني مازحًا وهو يشير إلى تاجي:

- كبرنا؟ ربما... لكنك ما زلت تحتاجين إلى من يذكرك أن التاج لا يلبس مقلوبًا أثناء الاحتفال!

وضعتُ يدي على التاج، واحمر وجهي خجلاً، وكأن قلبي يصرخ: "إنه مقلوب!"

عدّلته بعجلة، ثم دخلتُ العربة.

                               ***

تحركت العربة بخفة على طريق القصر المرصوف، كانت احدى خمس عربات ملكية تشق طريقها عبر البوابة الكبرى، متجهة نحو ساحة العاصمة ميرفاس، عاصمة ميرادوريا العظمى، للاحتفال بعيد التطهير.

في العربة الأولى جلس الملك والملكة، وبينهما آرثر الصغير الذي كان يلوّح بحماس، كأنه نجم الحفل، بينما جلست سيليثيا على المقعد المقابل، كظل ناعم لا يلفت الانتباه.

خلفهم مباشرة عربتنا، حيث جلست أنا وآرلاند معًا، كما اعتدنا منذ الطفولة، رغم تظاهري بالاعتراض في كل مرة.

تلتها عربة أرتيليوس. بدا كما اعتدناه دائمًا: هادئًا، مهيبًا، يحمل في ذهنه أسرارًا لا يعلمها أحد.

أما لوريتيا، فكالعادة جلست وحدها في عربتها الخاصة، وكانت نظراتها حادة وثابتة نحو الأمام، غير مبالية بما حولها.

                               ***

مختارات
مختارات

1تم تحديث

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon