وكان اسمه النجاة
في عرفة المعيشة، في القصر الكبير...
يجلس جوزيف على احد الأرائك الكبيرة والفاخرة، يمسك كتابه الذي يقرؤه بيد واليد الأخرى تلعب على بطنها المستدير وهي جالسة في حضنه تداعب شعره... يحس بركلة.. ابتسم بهدوء وانزل نظره لزوجته: اضنه سيكون شقيا كوالده.... اردف مع ابتسامة ساخرة
_انه بالفعل كذلك...
_ههه... هذا هو ابني، لم تعرفي جنسه؟
_لا... اجريت عدة فحوصات لكنه لم يظهر...لكنني اتمنى لو تكون بنتا
_ههه... لا.. اظنه سيكون ولدا افضل، اريد وريثا.
عبست بطفولة وبراءة وهو ما يذيب قلبه، لا يمكنه رؤيتها هكذا: هههه... حسنا عزيزتي... لا تغضبي...
صدت عنه وعلى وجهها عبوس: اريدها بنت
_ههه... امسك بوجهها بين يديه بلطف واداره ناحيته ومال اليها وقال بإبتسامة: سواء كان ولدا او بنتا... سنحبه وسنربيه معا وسنكون افضل والدين
ابتسمت بهدوء ووجنتاها تتصبغ باللون الأحمر الفاتح: سنكون افضل آباء
ابتسم لها وحنى ناحيتها ليطبع على جبينها قبلة ناعمة وشفتاه باقية عليها لفترة: احبك... انت حياتي... كل حياتي... انتي عالمي...
ابتسمت ووجنتاها تحمر اكثر مع كل كلمة
لكن... دائما تسلبنا الحياة من نحب...
في المشفى....
_هيا عزيزتي هيا...يتمتم لنفسه بقلق وهو يتجول في الممر ذهابا وإيابا
توقف وفتح عيونه لأوسعهما بعدم تصديق وهو يسمع صوت بكاء الطفل... قلبه ينبض بشدة...لا يكاد يصدق نفسه.. لقد اصبح ابا... يحس بأن الدنيا لا تسعه من الفرح...
وجه نظره لباب غرفة التوليد عندما خرج الطبيب، توجه له مسرعا: طمني يا دكتور
_الطبيب: مبارك لحضرتك... رزقت بفتاة
_فتاة؟
_نعم سيدي.
_لا يهم.. ماذا عن زوجتي... كيف هي؟
_طأطأ الطبيب رأسه وقال بصوت خافت: آسف... فعلنا ما بوسعنا..
_لا.. لا مستحيل.. لا تقل..
_وافتها المنية... آسف
جفت دمائه من الخوف واتسعت عيناه من الذعر... تجمد مكانه وهو لا يصدق ما يحدث: م م م ماتت؟
_نعم... بعد 10دقائق من ولادتها....لكنها تركت لك ابنتها... اهتم بها... وغادر تاركا اياه واقفا دون حراك
ماتت؟.. حياتي.. نور حياتي.. حبي الوحيد.. ماتت؟.. لا لا مستحيل... وعدتني ان تبقى معي للأبد.. لا... لا يمكن.. بدأت دموعه تسيل على اجفانه وقلبه يغرق وذكراياتهما تسير امامه كشريط حياته...
قاطعت افكاره الخادمة وهي تحمل فتاة بين يديها: سيدي... هاهي ابنتك
رفع نضره قليلا وهو لا يريد رؤيتها اصلا
_الخادمة: انها كالملاك... كأنها نسخة مصغرة من السيدة.
وجه نضره للطفلة الملفوفة بملاءة بيضاء ونضراته تقطر بالكره والحقد.. هي سبب موت زوجته...لا يريدها... يريد زوجته «أليس»... لا يحتاجها... يريد «أليس».. يحتاجها... يريدها
قاطعت الخادمة حبل افكاره: سيدي؟... ماذا ستسميها؟
_سأسميها «ساد» "Sad"
_لكن سيدي هذا يعني..
قاطعها قائلا ببرود: اعرف... انه يناسبها
صمتت الخادمة... لا رأي لها امام اوامر سيدها... خفضت نضرها للملاك بين يديها وهي تعرف ان الأيام القادمة ستكون صعبة على الفتاة الصغيرة المسكينة...
(بالمناسبة المقصود بإسم Sad هو حزين)
Comments