...“……هل تعرفين ما هو؟”...
...تصلبت ملامح سيان فجأةً وهي تزيل القماش. ...
...ما كان مغطى بالقماش الأبيض كان جسيمًا أبيض نقيًا غير معروفٍ طبيعته. و رغم وجود آثار دم عليه، إلا أن لونه الأصلي لم يكن من الصعب تمييزه....
...كان بحجم عقلتين من الإصبع تقريبًا، وأحد طرفيه مكوَّنٌ من عدة شعيرات تخرج بشكل حلزوني، بينما الطرف الآخر صُمم بشكلٍ يشبه القفل أو المشبك ليُركّب في شيء ما....
...“تقول أن هذا الشيء كان مغروزًا في جسد الأمير؟”...
...لم تجرؤ سيان على لمس ذلك الجسيم ذو الشكل البشع، واكتفت فقط بزمّ ملامحها بقوة....
...هزّ ماكس رأسه صعودًا وهبوطًا. أما سيان فأمالت رأسها بتعبيرٍ يزداد فيه الشك....
...“أليس هذا غريبًا؟ أي شخصٍ سيراه سيعرف أنه مخصصٌ للاغتيال، أليس كذلك؟”...
...“رأينا لا يختلف عنكِ. لهذا السبب أحضرناه إليكِ يا سيان. لكن ما يثير التساؤل هو مادة هذا السلاح المستخدم في الاغتيال. إنه ليس معدنًا، بل يشبه……”...
...“عظمة وحش، أليس كذلك؟”...
...قاطعت سيان حديث ماكس....
...“إن كانت من عظام وحش، فهي كذلك. فالتنين أيضًا يُعد من الوحوش.”...
...“ماذا……؟”...
...اتسعت عينا ماكس بدهشة....
...“هذه عظمةٌ أُخذت من تنين لم تُزهق روحه بعد. الألم الذي شعر به التنين أثناء اقتلاعها لا يزال مشبعًا بالسحر. قد تكون ضارةً لعامة الناس، لكنها أكثر فتكًا على من يملك صلةً بالتنين.”...
...إن وُجد شيءٌ بهذا السوء في يد شخص عادي، فكل ما سيناله هو حظ سيئ. ...
...لكن إن وصل إلى يد سيد التنين، فالعواقب ستكون قاتلة. فمجرد امتلاكه يكفي ليعمل كسم قاتل....
...فما بالك إن كان مغروزًا في الجسد……؟ ...
...كان من المعجزة أن يبقى على قيد الحياة....
...“من الواضح لأي شخص أن هذه محاولة اغتيالٍ صريحة تستهدف سيد التنين. لكن لماذا يلجأ ولي العهد، الذي أعلن عن خيانة الأمير وبدأ حملة تطهير، إلى استخدام سلاحٍ رديء ومرعب كهذا؟”...
...كان الشكل الغريب لذلك الجسيم دليلاً واضحًا على أنه سلاحٌ صُنع خصيصًا للاغتيال....
...ليس مجرد سلاح، بل من النوع الذي لا يستخدمه إلا الأسوأ من القتلة....
...“هل يمكن أن يكون هذا دليلًا على عزيمة ولي العهد في تطهير السلالة؟……”...
...“حتى مع هذا التفسير، فمادة السلاح مشبوهةٌ للغاية. لقد أصبح من النادر جدًا رؤية عظام تنين حي في السوق السوداء. هل يُعقل أن شخصًا في مكانة ولي العهد، احتفظ داخل القصر الإمبراطوري بسلاح اغتيال ملعونٍ كهذا؟”...
...هذا لا يُصدق....
...كانت سيان تعقد ذراعيها وهي تنظر بجديةٍ إلى السلاح الغريب الشكل. أما ماكس، فقد بدا عليه أيضًا أنه على وشك التنهد أو إطلاق تأوّهٍ ثقيل....
...“……من المؤكد أن الأمير لم يقتل ملك التنانين. لكن، أن يهاجم ولي العهد قوات إيفاريد التابعة للأمير بحجة اغتيال ملك التنانين……هذا أيضًا أمرٌ يستحق التفكير.”...
...أطلقت سيان صوت تفكيرٍ خافت وهي تغطس في أعماق أفكارها....
...ظل ماكس يراقبها لفترة بصمت، حتى شعرت سيان بنظرته ورفعت رأسها....
...“ما الأمر؟”...
...“لا شيء……لكن منذ فترة، بدأت أشعر أن سيان، تؤمن ببراءة الأمير أكثر من أي شخصٍ آخر.”...
...“……هاه؟”...
...أصدرت سيان صوت ذهول، وهي ترمش بعينيها الكبيرتين. بدت على وجهها ملامح من فُوجئ بحديث لم يتوقعه....
...“أليس هذا صحيحًا؟ الجميع في هذا العالم يصدق القصة كما هي، وأنتِ تقولين إن رأيكِ لا أهمية له……ومع ذلك، لم تشككِ أبدًا في براءة الأمير.”...
...“……هوه؟”...
...خرج منها صوت غريب دون أن تشعر....
...“لأن……لأن الأمير كارلستون وإيديلين لا سبب لهما لقتل تنين جلالة الإمبراطور……”...
...“لكن بنفس الطريقة، ولي العهد أيضًا لا سبب له لاتهام الأمير زورًا، أليس كذلك؟”...
...“أمرٌ غريب حقًا. الأمير لا يمكن أن يكون قد قتل ملك التنانين، وفي المقابل، لا يوجد أي سببٌ يجعل ولي العهد يتهمه بجريمةٍ لم يرتكبها؟”...
...تم تطهير الأمير كارلستون على يد ولي العهد هندريك بتهمة ارتكاب جريمة فظيعة، وهي قتل تنين الإمبراطور، ملك التنانين إلينا. ...
...عندما انتشرت هذه الشائعة في جميع أنحاء الإمبراطورية، كان رأي سيان محايداً....
...تغيرت ملامح سيان إلى الغضب والضيق، وقد امتلأ وجهها بالاستياء....
...“ما الذي تريد أن تسمعه بالضبط؟ أنت من أثار الضجة منذ البداية مطالبًا بإنقاذ الأمير!”...
...أدركت سيان أنها وقعت في فخ استجوابٍ موجه من ماكس، ففتحت عينيها على اتساعهما بغضب....
...ابتسم ماكس ببطء، وقد ارتفعت زوايا فمه في ابتسامةٍ طويلة....
...“لا أنتظر منكِ أي إجابة محددة. فقط قلت ما شعرت به.”...
...ضاقت عينا سيان وهي ترمق ماكس بنظرةً حادة مليئة بالامتعاض. وازدادت ابتسامة ماكس الماكرة اتساعًا....
...“بشأن حالة سموه، من الأفضل أن تسمعها من الطبيب جيفي بنفسه. لا بد أنه في خيمة سموه الآن.”...
...***...
...“سيان!”...
...“نونا.”...
...عندما وصلت سيان إلى الخيمة، وجدت بقية المرتزقة، ومن ضمنهم بيل وسكال، مجتمعين أمامها....
...“ماذا تفعلون جميعًا هنا؟”...
...“ها؟ ماذا نفعل؟ إنها فرصةٌ نادرة لرؤية شخص بهذه القيمة. جئنا لنشاهد.”...
...“هل الأمير قرد سيركٍ بالنسبة لكم؟ لتأتوا وتشاهدوه؟”...
...أطلقت سيان عبارتها الحادة تجاه المرتزقة. لكن رغم نبرتها اللاذعة، ضحك الرجال بصوت عالٍ غير مبالين....
...“بالطبع ليس قرد سيرك، لكن أليس الأمر مدهشًا؟ لم أرَ شخصًا يشبهه في حياتي.”...
...“هل رأيتِ وجهه؟ رأسه صغيرٌ جدًا ومع ذلك فيه عينان وأنفٌ وفم……”...
...“أعتقد أن بشرته أفضل من بشرة نونا.”...
...“قالوا أنه قديس إيفاريد أو شيءٍ من هذا القبيل، لكن بوجهٍ كهذا، حتى لو شتمني بأقذر الألفاظ، سأشعر وكأنها بركةٌ نقية!”...
...“لابد أنه كان يواعد الكثير من النساء، أليس كذلك؟”...
...انفجرت ثرثرة الرجال كالرصاص المنهمر. فزمّت سيان وجهها بضيق وراحت تنقر لسانها في امتعاض....
...“اصمتوا! انصرفوا! انصرفوا!”...
...وبينما شعرت أن أذنيها ستنفجران من الضجيج، بدأت يلوّح بيديها كمن يطرد ذبابًا وهي تشق طريقها بين المرتزقة....
...“آه، إنها الطاغية! الطاغية!”...
...“الساحرة وصلت—!”...
...بدأ المرتزقة يتراجعون أمام حدة سيان، لكنهم لم يتوقفوا عن إطلاق تعليقاتهم....
...وما إن اتسعت عينا سيان بنظرةٍ نارية حتى انفجر الرجال بالضحك، وسرعان ما تفرقوا كأنهم لم يكونوا هنا....
...“……يا إلهي.”...
...تمتمت سيان وهي تنظر بامتعاضٍ إلى المكان الذي اختفوا فيه....
...خلافًا لما قاله ماكس عن وجود الدكتور جيفي في خيمة الأمير، لم يكن هناك أحدٌ داخلها سوى المرتزقة المتجمهرين عند المدخل....
...في الداخل، لم يكن ثمة أحدٌ سوى الأمير ذو البشرة الشاحبة، المستلقي على السرير الميداني بشكل مرتب....
...نقرت سيان لسانها مرة أخرى باستياء. فقد بدا الأمير كارلستون فاقد الوعي تمامًا. ...
...و على عكس ما كان عليه حين رأته لأول مرة في الغابة المظلمة، كان الآن يرتدي قميصًا نظيفًا ومظهره مرتبًا....
...“حتى لو كان الإنسان جميلًا، فإلى أي حد يمكن أن يكون؟……” ...
...تمتمت سيان بامتعاض وهي تعبس....
...'ما هذا؟ هل أراه بشكل خاطئ؟'...
...رمشت سيان بعينيها. فمنذ لقائها بالأمير في ظلمة الغابة الحالكة التي لم يصلها حتى ضوء القمر، كانت هذه المرة الأولى التي تراه فيها في مكانٍ مضاء....
...كان هناك بالفعل مشعلٌ منصوب في زاوية الخيمة ليضيء المكان، لكن……هل أنا أتوهم؟...
...شعرت وكأن الضوء لا يصدر من المشعل، بل من وجه الأمير نفسه....
...“بشرته أفضل من بشرة نونا…”...
...“حتى لو شتمني، سيبدو الأمر كأنني تلقيتُ بركة…”...
...كلمات المرتزقة الذين كانوا يثرثرون أمام الخيمة طافت في رأس سيان....
...'ما أغرب ما يقولونه. هم مضحكون فعلًا.'...
...حاولت سيان جاهدةً إنكار كلامهم، لكن الأمر لم يكن سهلًا. فما دام لسيان عينان، فإن حدسها البشري لم يستطع إلا أن يوافقهم....
...عبارة “وجه صغير جدًا” وُجدت لوصف شيءٍ كهذا تحديدًا. و اكتشفت سيان ذلك دون أن تدرك....
...وجه الأمير، المستلقي بثباتٍ ويداه متشابكتان فوق صدره، بدا كأنه يتحدى قوانين المنظور. ...
...وجهه الصغير كان مذهلًا من حيث التكوين. أنفٌ مستقيم ينحدر بسلاسة، وشفاهٌ عديمة اللون تقريبًا لكنها ذات حدود بارزة، وفك متصلٌ بانسيابية إلى العنق، ورموشٌ طويلة تغطي الجفون المغلقة بإحكام....
...……حتى لو كان من نسب نبيلٍ كالأمير، وكان له تنينٌ نبيل كإيدلين الفضية، لكان من العدل أن يُولد بوجه كأنه تفاحة فاسدة داسها أحدهم بقدمه....
...لكن لا، لقد كان تجسيدًا صارخًا لعدم المساواة....
...نظرت سيان إلى كارلستون وهي غارقةٌ في أفكارها، ثم في اللحظة التالية، شهقت فجأة وغطت فمها بيدها....
...فجأة وجدت نفسها واقفةً مباشرة بجانب السرير الميداني الذي كان الأمير كارلستون مستلقيًا عليه....
...كانت متأكدةً من أنها كانت تقف عند مدخل الخيمة، تراقبه من هناك، لكن عندما استعادت وعيها، وجدت نفسها وقد اقتربت دون أن تشعر. ...
...لم تكن تتذكر أنها تحركت على الإطلاق. فسرت قشعريرةٌ على طول ظهرها....
...'سحر؟ لكن الأمير فاقدٌ الوعي.'...
...نظرت سيان إلى الأمير بوجهٍ شاحب، تتفحص وجهه عن قرب. ...
...'عندما أراه من هذا القرب، يبدو……أكثر وسامة……لا، ليس هذا هو المهم الآن.'...
...حتى رموشه الطويلة لم تتحرك قيد أنملة....
...[لقد كنتِ مسحورة.]...
...في تلك اللحظة، تردد صوتٌ في رأسها....
...[حتى لو كان سيد تنين، فهل تعتقدين أنه يملك سحرًا يسحب الناس نحوه؟ لقد انبهرتِ أنتِ بنفسكِ وذهبتِ إليه على قدميكِ.]...
...كان الصوت في رأسه يعبّر عن دهشته الخالصة، وترافق مع نقرات لسان استنكار....
...حقًا؟ هل هذا ما حدث؟...
...حكّت سيان مؤخرة عنقها بحرج بينما استوعبت الحقيقة....
...[لن تتخلى أبدًا عن عادتكِ في الانجذاب إلى الوجوه الجميلة، سيان روزفلت.]...
...“……اصمت.”...
...ردّت سيان ببرود على الصوت الذي تردد في رأسه....
...'مَن قال أنني أنجذب للوجوه الجميلة……؟'...
...وبينما كانت غارقةً في التفكير، شعرت بدفءٍ غريب عند زاوية فمها. ...
...و عندما مررت أصابعها على شفتيها، أدركت أخيرًا أنها كانت تحدق في الأمير و لعابها يسيل. فاحمرّ وجهها تلقائيًا دون أن تشعر....
..._______________________...
...غش ليه الأمير مب في الغلاف ابي اشوف وجهه ذاه ...
...المرتزقه مهابيل قاعدين يقارنونه بسيان وقدامها؟ 😭😭😭😭😭...
...Dana...
Comments
Kazoha
ياللهول 🤦🏼♀️🤦🏼♀️🤦🏼♀️🤦🏼♀️😅
2025-05-09
0
Kazoha
ياهووه؟!!!
2025-05-09
0
Kazoha
قد كدة حليوة؟؟؟
2025-05-09
0