الفصل 2

...جعّد كارلستون جبهته لحظة. و شعورٌ غريب من الديجافو شل تفكيره. ...

...شعرات البلاتين المتناثرة، والعينان الزرقاوان اللتان تراقبانه على وجنتين ناعمتين. في تلك اللحظة، بدا وجه المرأة البيضاء في فضاء طبيعي كأنه غير واقعي....

...هل هو يرى شيئًا خياليًا؟ هل هي ملاكٌ أم جنية؟ ...

...بينما كان كارلستون يفكر في تلك الأفكار....

...“كما توقعت، يجب أن يموت.”...

...قالت المرأة ذلك، ثم انتزعت السيف الذي كان عالقًا في جذع الشجرة بضربةٍ قوية تتناقض تمامًا مع قوامها الضعيفة....

...إتلاف الأدلة هو من أساسيات الجريمة الكاملة. أمير أو غيره، طالما هو انسان، فمصيره في النهاية أن يعود إلى التراب كالجميع....

...'إن تركناه حيًّا فسنُدرج كمتواطئين في قائمة المطلوبين. كما أن الوقت فات للهرب، فالأفضل أن نرتاح بإسكاته إلى الأبد…..'...

...المرأة التي قد سحبت سيفها، كانت توشك أن تغرسه في كارلستون في أي لحظة....

...“مـ-مـ-مهلًا، السيدة سيان!”...

...صرخ الرجال الذين كانوا بجوارها محاولين إيقافها بكل طاقتهم....

...“اهدئي يا نونا*!”...

...*مب اخوها صدق فحطيتها نونا بدل اختي...

...“تركه يموت والقتل أمران مختلفان تمامًا!”...

...“صحيح! مهما يكن، ما زال أميرًا!”...

...كارلستون وقف مذهولًا، عاجزًا عن قول أي شيء....

...المرأة التي كانت تنضح بهالة غير واقعية، تبيّن الآن أنها كانت ملاكًا بوجه الموت....

...“هل أرسلكِ أخي؟”...

...قال كارلستون ذلك وهو يجمع ما تبقى له من قوة. عندها رفعت سيان حاجبها وقبضت على سيفها بقوة....

...“أرأيت؟ بدأ بالفعل يحاول إلصاق التهمة بي. لهذا السبب يجب إسكاتُه.…”...

...“لا لا، الآن أنتِ تثيرين الشبهات على نفسك يا نونا! وبطريقةٍ شديدة الفاعلية أيضًا!”...

...“ما الذي تقوله؟ متى فعلت أنا ذلك! …..أممف!”...

...سكَال وضع يديه على فم سيان ليمنعها من الاستمرار....

...“هل أنتَ صاحب السمو الأمير كارلستون كلاوس؟”...

...استغل ماكس الفرصة وتقدم بخطى هادئة، متحدثًا بنبرةٍ مهذبة للغاية....

...رغم لهجته الرسمية، إلا أن كارلستون لم يجب، بل ضيّق عينيه بحذر شديد، مليئًا بالريبة....

...“نحن مجرد فرقة مرتزقةٍ لا تمر عادةً بهذه الأنحاء، وقد صادف أن التقينا بسموك بهذه الطريقة. إنه لشرفٌ لنا أن نلتقي بكَ، يا صاحب السمو. رغم أن الموقف الذي صادفناه ليس مشرفًا جدًا في الواقع.”...

...كان بيل وسكال يعبران عن إعجابهما بكلمات ماكس الراقية بـ“أوه، رائع”، لكن من سكَب الماء البارد على اللحظة كانت سيان، التي دفعت سكال بخشونة بعيدًا....

...“يا صاحب السمو الأمير، الذي ارتكب جرمًا بقتل تنين جلالة الإمبراطور.”...

...قالت سيان ذلك وهي تعقد ذراعيها، فتبدلت ملامح كارلستون إلى الغضب القاتم....

...“لا تتكلمِ بهذه الوقاحة.”...

...عينا الأمير المعتمتان أطلقتا وميضًا وحشيًا للحظة، كأنهما عينا وحشٍ مفترس....

...قزحية كارلستون التي كانت بلون الأخضر المزرق ومضت بالذهبي للحظة قصيرة. و ذلك البريق المتوهج في الظلام لم يكن مجرد وهم....

...“بل سموك من عليه أن لا يطلق قواه السحرية دون تفكير. هل تنوي الإعلان عن وجودكَ هنا لولي العهد؟”...

...قالت سيان ذلك ساخرة وهي تضحك بخفة. فعبس كارلستون وقد بدا عليه الارتباك من كلامها....

...كان من الواضح أنه لم يدرك أن عينيه قد تغيرتا، أو أن قواه السحرية كانت تتسرب منه....

...وبعد لحظة من الذهول، أغمض كارلستون عينيه بقوة ثم فتحهما....

...العينان اللتان كانتا تتوهجان بالذهبي عادتا إلى لون الأخضر المزرق الهادئ....

...“بالنسبة قتل ملك التنانين…..لم أكن أنا من فعل ذلك.”...

...“من المؤكد أنه كذلك.”...

...حين نطق كارلستون أخيرًا بصعوبة بعد أن هدأ، أجابته سيان بابتسامة لا مبالية. فتغيرت ملامح وجه كارلستون بشكل طفيف....

...“لكن ما إذا كنتُ أصدق سموك أم لا، فليست هي القضية المهمة. المشكلة أن العالم، والعائلة الإمبراطورية، هم من يصدقون ذلك.”...

...“…...”...

...“أين إيدلين؟”...

...“لماذا تسألين عن ذلك فجأة؟”...

...“لأنه في حال توفيتَ هنا، فمن الطبيعي أن ينفجر تنينكَ المرافق، إيدلين، غضبًا ويثور، لذلك أريد أن أضع خطةً وتدابير للتعامل مع الأمر مسبقًا.”...

...قالت سيان ذلك بصوتٍ شديد برودة....

...لزم كارلستون الصمت للحظة، وبدا عليه أنه غارقٌ في التفكير. ثم حدّق إلى سيان بجدية لوهلة، وكأنه استجمع عزيمته، فقبض على أسنانه ونهض واقفًا....

...“هل التقينا من قبل؟”...

...“ما هذه الكلمات القديمة؟ حياتكَ على المحك، تتأرجح بين الحياة والموت.”...

...“أوه..…”...

...تردد كارلستون محاولًا الرد على تعبير سيان، لكنه أوقف نفسه وأمسك خصره متألمًا....

...“سيان، الآن ليس الوقت المناسب لهذا. يجب أن نساعد بعضنا البعض أولًا. إذا استمر هذا، سيموت حقًا.”...

...نظر ماكس إلى حالة كارلستون التي بدت غير طبيعية، فعبس وجهه. كما نظر بيل وسكال إلى سيان في نفس الوقت....

...“……هذا ليس قرارًا يمكن اتخاذه بسهولة. قد نصبح نحن أيضًا مطلوبين، وإذا كنا متورطين في قتل ملك التنانين، فسيتم إصدار حكمٍ ثقيل.”...

...قالت سيان ذلك بوجه غير راضٍ....

...“أليس الأمر ببساطة أننا سنلتزم الصمت؟ على أي حال، أنتِ أيضًا تعتقدين أن سموه ليس هو من قتل ملك التنانين، أليس كذلك؟”...

...“ماكس، بالنسبة لسموه، إيدلين هي الوحيدة، لكن بالنسبة لولي العهد، هناك ثلاثة تنانين يمكننا الاعتماد عليهم: ناثان، الماركيز دانيال، والفارس أنطونيو بريتا. إذا تجاهلت قدرة التنانين، فسنواجه مشكلةً كبيرة. ماذا لو اكتشفونا أثناء البحث؟”...

...“ذلك..…”...

...كان ماكس على وشك الرد على كلام سيان، لكن الأمير فتح فمه أولًا وتمتم بشيءٍ ما....

...“ماذا قلتَ؟”...

...أعادت سيان السؤال وهي تقترب بأذنها معتقدةً أنها لم تسمع جيدًا، فأجابها كارلستون....

...“…..ساعديني.”...

...***...

...“ساعديني، سيدة سيان. سأكافئكِ بأي شكلٍ من الأشكال.”...

...“هاه..…”...

...تنهدت سيان بعمق بينما تذكرت تلك الكلمات. ...

...لكنها فجأة تذكرت أنها كانت تضع طلاء الأظافر. و بعد أن انتبهت، أدركت أن اللون الوردي الذي وضعته على أظافرها كان مشوهًا وغير مرتب....

...“آه، تباً.”...

...عندما رأت طلاء الأظافر ينساب بشكلٍ غير مرتب خارج أظافرها، انفجر غضبها فجأة....

...أطلقت سيان شتائم غاضبة ورمت زجاجة طلاء الأظافر بعيدًا....

...“آه، صحيح. هذا الطاولة أيضًا مستعارة.”...

...تمتمت سيان وهي تبحث عن منديلٍ لتسرع في مسح الطاولة التي تساقط عليها طلاء الأظافر....

...بينما كانت تمسح الطاولة بشدة، اجتاحتها فجأة أفكار حزينة. ...

...“آه.” ...

...تمتمت سيان في نفسها، ثم ألقت المنشفة في مكان عشوائي....

...تنهدت مرة أخرى بعمق، ووضعت ذراعيها عبر صدرها واستراحت على مسند المقعد بثقل....

...“ساعديني.”...

...'هذا غير عادل.'...

...فكرت سيان بذلك وهي تتذكر صوت كارلستون الهادئ....

...حتى لو لم يكن هو الثاني في الإمبراطورية، فهو بالتأكيد شخصٌ ذو مكانة عالية قد يكون في المرتبة الثالثة أو الرابعة....

...ومع ذلك، كان هذا الأمير، الذي ينظر إليها مباشرةً بتلك النظرة الحزينة، يناديها بهدوء “سيدة سيان.” من سيتجرأ على الرد قائلاً: “لا، سموك، لا يمكنني مساعدتك.” ...

...كيف يمكن لأي امرأة أن تجرؤ على قول ذلك؟...

...حتى الرجال، الذين تأثروا بصوته المليء بالحزن ووجهه، كانوا مذوبين في تلك اللحظة، وكانت نظراتهم تقول: “إذا رفضتِ، فأنتِ لست إنسانًا.”...

...الأمير كارلستون، الذي كان يستند إلى ماكس، نظر حوله بهدوء، ثم خفض رأسه بشكلٍ أكثر يأسًا....

...شعرت سيان بشعور من الدهشة والاحباط، ثم أطلقت ضحكةً خفيفة. ...

...كان من الواضح أنها لم تعد قادرةً على الرفض، وكان الأمر قد أصبح خطوةً مفروضة لا مفر منها....

...'ما هذا بحق؟'...

...كان الأمير كارلستون كلاوس من عائلةٍ نبيلة، مالك التنين النقي الدم إيدلين، وبارون إيفاريد، وهو أيضًا الأمير الثالث للإمبراطورية....

...كان من أعلى المناصب في الإمبراطورية، وجماله كان راقيًا للغاية، وكان دائمًا يحتل المركز الأول أو الثاني في قائمة “الرجال النبلاء الذين يمكنهم التلاعب بالنار*”، إلى جانب ولي العهد هيندريك كلاوس....

...*قصدهم من جماله وكذاته...

...لكن ليس هذا فقط، فقد كان أيضًا الشخص الذي سعى لمساعدة لصٍ ضربه على خده الأيمن أثناء تنكره، مما جعله من بين “الأغبياء الأكثر غباءً.”...

...كيف يمكن لرجل رائع كهذا أن يتخذ مثل هذا الموقف المتواضع وهو يتعامل مع شخصياتٍ غير معروفة مثل هؤلاء الرجال؟ ...

...كان الأمر غير عادل بكل بساطة....

...“سيدتي سيان، هل يمكنني الدخول؟”...

...عندما همست ظيان بصوت منخفض وهي غارقة في التفكير، سُمِع صوت ماكس من خارج الخيمة....

...“تفضل بالدخول.”...

...قامت سيان بتقليب الطاولة بسرعة، وهي تزيل الفوضى. ثم دخل ماكس إلى الخيمة....

...“كيف حال الأمير؟”...

...“في البداية، قام الطبيب جيفي بالعلاج. كان متفاجئًا من كمية الدم على جسد الأمير، لكن بعد العلاج، قال جيفي أن نصفه ليس دمًا بشريًا.”...

...“…..ليس دمًا بشريًا؟”...

...“نعم، دم تنين.”...

...أجاب ماكس بإيجاز، مما جعل جبين سيان يعبس قليلاً....

...“ليس دم إيدلين…..بالتأكيد ليس هو. لا يمكن لأي هجين مثل ناثان أن يجرح إيدلين نقية الدم. إذًا، هل هو دم ناثان؟”...

...“هذا أمرٌ لا نعرفه، لكن…..دعينا نتجنب استخدام مصطلح ‘هجين’.”...

...قال ماكس ذلك بوجه غاضب. فنظرت سيان إليه بفضول....

...“لماذا؟”...

...“إنه مصطلحٌ يستخدمه الهمج الذين لم يتعلموا شيئًا. كيف تجرؤ على وصف رفيق ولي العهد بالهجين؟ ما هذه الكلمة غير اللائقة..…”...

...قال ماكس ذلك وهو ينقر لسانه بحنق. فنظرت سيان إليه بنظرةٍ ساخرة، ثم ضحكت بهدوء....

...“ماذا؟ إذا كان رفيق ولي العهد، فهل يصبح الهجين ليس بهجين؟ إذًا لو كان هناك كلبٌ ضال يمر، إذا رباه ولي العهد، فسيصبح كلبًا نبيلًا، أليس كذلك؟”...

...“سيان!”...

...“اهدأ، هل أذني لا تسمع جيداً؟ تكلم بهدوء…..سمعت أنه إذا تحدث أحدٌ عن الهجين أمام ولي العهد، فإنهُ يَقطع أطرافه. لكن على أي حال، لا يوجد هنا سوى أنتَ وأنا. سواءً سميته هجينًا أو نقي الدم، ماذا يهمني؟”...

...قالت سيان ذلك بضيق وأشاحت بيدها متأففة عندما صرخ ماكس في وجهها....

...“هل كنتَ يومًا تابعًا للعائلة الملكية؟”...

...“تابعًا؟ ماذا تعنين بهذا؟ أنا مواطنٌ في إمبراطورية إغرييون المقدسة، الإمبراطورية التي تملك التنين، وبطبيعة الحال..…”...

...“آه، فهمت، فهمت……أوه، كم هي مملةٌ هذه الثرثرة.”...

...وأخيرًا، وضعت سيان أصابعها في أذنيها كما لو أنها لا ترغب في سماع المزيد....

...“على أي حال، ماذا حدث؟ ما هو تقرير الطبيب جيفي؟ هل الأمير سينجو؟”...

...“قال أنه يجب مراقبته لبضعة أيام. أما البقية، كما ذكرتُ سابقًا، فهو دم تنين، وأكبر إصابة قاتلة هي الجرح في جانب الأمير الأيسر. على مدار عدة أيام، لم يتم شفاء الجرح وبدأ في التقيح. وعندما تم علاجه، تم استئصال الجزء المتعفن، وهذا ما ظهر.”...

...اقترب ماكس ووضع شيئًا أمام سيان....

..._____________________...

...اخلاق وتربيه ياناس✨...

...ومناكير 😭 من القصة وانا مصدومة هي مرتزقة وعربجية بس تحب المناكير والتكشخ صدق انها جست قيرل🤏🏻...

...بس يمكن بعد كانت نبيلة؟ ...

...المهم كارلستون قدر يستغل وجهه عشان يساعدونه😂...

...Dana...

الجديد

Comments

Kazoha

Kazoha

في الفصل كله هو ده اهم شيء😎😎😇

2025-05-09

0

الكل
مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon