الجزء الثاني 2.
(انا)
زوجي يوليان ذو شخصية مرحة وذكية. هو هادئ، وأحياناً فضولي. شعره الأشقر المتموّج، وعيناه بلون البندق المخضرّ، يمنحانه حضوراً لافتاً. يعمل أستاذاً في المدرسة التي أدرسُ فيها أنا. تزوّجنا قبل مدّة، بعدما طلب يدي رسميّاً من أبي – لكن لم يكن هناك سوى عقد الزواج، من دون احتفال. لا أعلم لماذا وافقتُ على الزواج من أستاذي. أليس ذلك ممنوعاً؟ لا أدري.
(انا)
كان تعامله معي دائماً لطيفاً، حتى قبل الخطبة. كنتُ دائماً أحصل على درجات ممتازة لديه، وكان يراني أذكى طالبة في الصف.
(انا)
بيننا الكثير من القواعد التي يجب أن نلتزم بها – أو بالأحرى: يجب أن ألتزم بها أنا.
(انا)
• ننام في غرف منفصلة، حتى نكون كلاهما مستعدّين لتغيير ذلك.
• الطبخ: من الأحد إلى الأربعاء – يوليان، ومن الخميس إلى السبت – أنا.
• الدراسة المشتركة يومياً على الطاولة.
• يُمنع طرح أي سؤال يتعلق بالاختبارات أو المواضيع المدرسية.
• يُمنع تناول الكحول.
• الصراخ أو العنف أو الصمت التام محظور تماماً. تُحلّ الخلافات باحترام وبطريقة متحضّرة.
• لا يجوز إدخال العائلة أو الأصدقاء في أي خلاف خاص، إلا بموافقة الطرفين.
(انا)
كان يوليان يسمّي هذه القواعد "دستورنا" – بدا ذلك مبالغاً فيه، لكنه كان من طبعه. كنت أشعر في البداية وكأنني أعيش في دولة صغيرة، هو رئيسها وقاضيها ومشرّعها في آن. وقد وجدتُ في تلك القوانين شيئاً جميلاً في بادئ الأمر، ربما لأنها منحتني شعوراً بالأمان. لكن مع الوقت، صار كل بند من بنودها كالسلسلة: مصقولة، لكنها ثقيلة.
(انا)
هناك الكثير من القواعد كهذه... ولم أعد أحتملها شيئاً فشيئاً.
في المساء، وتحديداً عند الساعة الرابعة وستٍّ وأربعين دقيقة، فُتح باب المنزل. عاد يوليان إلى البيت بعد أن أوقف سيارته في الموقف أمامه. أغلق الباب خلفه، خلع حذاءه ومعطفه. كان يرتدي قميصاً رمادياً بنصف كم، وسروالاً أسود فضفاضاً. انبعث من المطبخ ضجيجٌ غير مألوف، أعلى من المعتاد في مثل هذه الظهيرة الهادئة.
رفع حاجبه باستغراب. كانت هذه أول مرة، منذ اعتماد "دستور المنزل" قبل ثلاثة أشهر، تدخل فيها جول المطبخ طوعاً. اقترب بصمت من باب المطبخ، وتوقف هناك. كانت تقف وظهرها إليه، تدندن وتتمتم بكلمات بدت واضحة النبرة ومشحونة بالضيق.
جول
"تباً لهذا الخضار... لا يُقطع! قاسٍ مثله تماماً! والآن سيأتي مجدداً بجملته: (حين أوقظك باكراً، فاعلمي أن خلف الأمر شيئاً)... تافه."
ابتسم يوليان ابتسامة مائلة لم يستطع كتمها. اقترب بهدوء من خلفها، وراح يراقب هيئتها النحيلة – قصيرة، رقيقة، لكن مفعمة بالحيوية. ثم وخزها بخفة في جانبها بإصبعه على سبيل المزاح.
استدارت بفزع، والسكين لا تزال في يدها – وتصلّبت حين أبصرت وجهه.
جول
"ي-يوليان؟! منذ متى... وأنت واقف هنا؟"
جول
"ليس منذ وقت طويل." أجاب بصوت هادئ. "ماذا تفعلين؟"
Comments