‟حين يكتم الصمت...”
الروايه تتحدث عن الظلم
نبذة الرواية:
في قريةٍ يلفّها الصمت، وتُحكم بالحديد والنار، يظهر "سليم" — فتى بسيط لا يملك سوى صدقه وقوة كلمته — في وجه طاغيةٍ جشع يُدعى "جابر". في عالمٍ يُقمع فيه الحق وتُشترى فيه الذمم، يقف سليم وحده ليكسر دائرة الخوف، ويشعل شرارة الثورة بكلمة واحدة.
"حين يتكلم الصمت" ليست مجرد حكاية عن الظلم، بل صرخةُ ضميرٍ حيّ، تُظهر كيف أن الحقيقة لا تُسجن، وأن العدل، وإن تأخّر، لا يُهزم.
عنوان الروايه: "حين يتكلم الصمت"
في قريةٍ نائية، تحيطها الجبال كأنها أسوارُ قدرٍ لا مفرّ منه، كان يعيش "سليم" الفتى الذي وُلد وفي قلبه نور لا يُطفأ، وروحٌ لا تعرف إلا الصدق والإباء. كان يعمل في أرضٍ صغيرة ورثها عن والده، يزرعها بعرق جبينه، ويقسم خبزه مع الطيور التي تحط على أطراف حقله كما لو كان نبض الأرض يشاركه رزقه.
غير أن القرية، رغم سكونها الظاهري، لم تكن تنصف الطيبين. كان شيخها، "جابر"، رجلاً جشعًا، يتلذّذ بالهيمنة على رقاب الناس، يفرض الإتاوات على الضعفاء، يشتري ذمم الكبار، ويكمّم أفواه الصغار. لم يكن أحد يجرؤ على معارضته، فالويل كل الويل لمن يُغضبه، فهو لا يعرف الرحمة، ولا يعرف غير لغة السوط والتهديد.
وذات يوم، جاء أعوان الشيخ إلى سليم، يطالبونه بثلث محصوله، رغم أنّه بالكاد يكفي حاجته وحاجة والدته العجوز. رفع سليم عينيه وقال، بثبات من لم يعتد الانحناء:
"وهل يرضى الله أن يُؤخذ من جهد الفقير ليُغذّى بطن الظالم؟"
ضحكوا ساخرين، ثم سحبوه إلى مجلس القرية، حيث يجلس جابر على كرسيه العاجي كالإله الذي لا يُردّ له أمر. تقدّم سليم بخطى واثقة، مرفوع الرأس، كأنما حمل الحقيقة فوق كتفيه، وقال أمام الجميع:
"الظلم نارٌ تأكل أصحابها. واليوم أنا واقف أمامك مظلومًا، لكن غدًا قد لا تجد مَن يُنقذك إذا أُخذت مظلومًا مثلنا."
تغيّرت وجوه القوم، واختلط الخوف بالإعجاب، لكن جابر لم يتحمّل كلمات الحق. أمر بسجنه، وألصق به تُهماً باطلة، فصار سليم أسيرًا في زنزانةٍ رطبةٍ، لا تزورها الشمس، ولا يسمع فيها سوى صوت أنفاسه المتعبة.
مرت الأيام، والناس تتهامس عن سجن "البارّ"، وتلعن ظلم الشيخ في صمتٍ يشبه البركان قبل الانفجار. كان سليم في زنزانته صامتًا، لكنّ صمته كان أبلغ من صراخ المئات. كتب على جدران الزنزانة بقطعة فحم:
"إذا خاف الناس من قول الحق، صار الباطل سيدهم."
وفي ليلةٍ عاصفة، هبّت ريح الغضب من قلوبٍ أنهكها الصبر، فاجتمعوا، رجالاً ونساءً، وطرقوا أبواب المجلس الكبير، بعيونٍ لا تعرف التراجع. صرخ أحدهم:
"أخرجوا سليمًا، فهو صوتنا الذي خُنق!"
تراجع جابر مذعورًا، لم يكن يتخيّل أنّ من ظنّهم عبيدًا قد يصبحون نيرانًا تحرق طغيانه. أُطلق سليم من السجن، ووقف أمام القوم، وجهه شاحبٌ لكن عينيه تشعّان أملًا وإصرارًا.
قال بصوتٍ واثق كأنما خرج من قلب الحقيقة:
"العدل لا يُوهب، بل يُنتزع. والظالم لا يسقط بكثرة ماله، بل بكلمة حق من قلبٍ لا يخاف."
ومنذ ذلك اليوم، تغيّر وجه القرية. رحل جابر، وصارت الكلمة تُقال بلا وجل، والحق يُنصف بلا رشوة. أما سليم، فقد عاد إلى أرضه، يزرعها كما كان، لكنّه ترك أثرًا لا يُمحى: أن الظلم، وإن طال ليله، لا يصمد أمام شمسٍ اسمها الحق.
"كل طاغية يسقط يومًا، لأن عرشه مبني على الخوف لا الاحترام."
"قد يُرهَق الحق، لكنه لا يموت."
"إذا خاف الناس من قول الحقيقة، انتصر الباطل بلا سلاح."
"لا يُهزم الظالم بالقوة، بل بثبات أصحاب الحق."
"العدالة ليست هدية، بل معركة يخوضها الشجعان"
Comments