الفصل الثالث: خيوط المؤامرة
استفاقت نورا في صباح اليوم التالي، وقررت أن تتخذ خطوة جريئة. كانت تشعر بأن مشروع تيمور سيكون فرصة لا تعوض، وعليها أن تأخذ المخاطر التي ستؤدي بها إلى تحقيق أحلامها. بعد أن تناولت فطورها، قامت بتجميع بعض المعلومات عن الشركات التي تتعامل معها تيمور، وكانت تعتزم أن تخبره بأنها مستعدة لمساعدته.
توجهت إلى المكتب، لكن ذهنها كان مشغولًا بحديثها مع تيمور. قررت أن تبدأ من حيث انتهت، وأن تبحث عن أي تفاصيل قد تشير إلى ما يجري خلف الكواليس. بدأت بالبحث عن التقارير المالية، والشائعات المتعلقة بالشركات المنافسة.
وبعد ساعات من العمل، شعرت بالتعب لكنها كانت مصممة على النجاح. بينما كانت تتصفح الإنترنت، لفت نظرها مقال حول إحدى الشركات المنافسة التي كانت تسعى للاستحواذ على مشروع تيمور. كان المقال مليئًا بالمعلومات المثيرة للاهتمام حول أساليبهم القاسية في المنافسة.
أخذت ملاحظات وقررت أن تشارك تيمور بكل ما وجدته. عند نهاية اليوم، أرسلت له رسالة: "مرحبًا تيمور، لدي معلومات جديدة قد تفيدنا. هل يمكننا الاجتماع مجددًا؟"
جاء الرد بسرعة: "نعم، لنلتقي في مطعم الأفق الساعة 7 مساءً. أحتاج إلى رؤيتك."
وصلت نورا إلى المطعم، حيث كان الجو رائعًا والموسيقى تعزف بهدوء. جلست في الزاوية، وتفكر في المعلومات التي ستشاركها مع تيمور. عندما وصل، كان يبدو أكثر جاذبية وثقة. احتسى كوبًا من القهوة قبل أن يتحدث.
"ما هي الأخبار؟" سألها بلهفة.
"لقد وجدت مقالًا عن إحدى الشركات المنافسة، يتحدثون عن خططهم للاستحواذ على مشروعك. يبدو أنهم مستعدين لفعل أي شيء لتحقيق أهدافهم"، أجابت نورا وهي تتطلع في عينيه.
تجهم وجه تيمور للحظة، ثم قال: "هذا ليس جيدًا. يجب أن نكون على استعداد لأي شيء. لن يسمح لهم أحد بسرقة ما بنيناه."
كان وجهه يعكس الإصرار، وأدركت نورا أنه يعيش في عالم من التوتر والتحديات. لكنها أيضًا كانت تشعر بقوة من خلاله. "ماذا سنفعل الآن؟" سألت، وقد بدأت تشعر بشغف العمل معًا.
تيمور ابتسم بشكل غامض، وكأنه يخطط لشيء أكبر. "علينا أن نتجاوز الحدود. سأحتاج إلى دعمك في جمع المعلومات، ولعلنا نكشف بعض الأسرار."
في تلك اللحظة، شعرت نورا بأنها تقترب من قلب هذا العالم الغامض. "سأفعل ما بوسعي، لكن يجب أن نكون حذرين."
تحدثا عن الخطوات التالية، وبدا أن الكيمياء بينهما تزداد قوة. لكن كلما اقتربت نورا من تيمور، زادت مخاوفها من العالم الذي يعيش فيه. كانت هناك أسرار كثيرة، وكلما اكتشفت المزيد، أدركت أن الخطر يحيط بهما.
بينما كانا يتحدثان، جاء أحد زبائن المطعم بوجه مألوف، وهو "علي"، أحد رجال الأعمال المعروفين. تيمور نظر إليه ببرود، وعندما اقترب منه، تساءل علي: "تيمور، أراك هنا مع الصحفية الشابة. هل تتحدثان عن المشاريع؟"
شعرت نورا بالتوتر، وابتسمت بلطف. "نحن نتحدث عن بعض الأفكار الجديدة."
تيمور رد بهدوء، "نعم، بعض الأفكار المثيرة. لكن يبدو أنك مشغول بشيء آخر، علي."
كان التوتر في الجو واضحًا، وعندما غادر علي، أدركت نورا أن هناك أكثر مما تراه العين. "من هو هذا الرجل؟" سألت.
"علي هو أحد المنافسين. يتطلع دائمًا إلى تفكيك مشاريعي. علينا أن نكون حذرين حول من نثق بهم"، أجاب تيمور بجدية.
في تلك اللحظة، أدركت نورا أن الأمور قد تزداد تعقيدًا. لكن كانت لديها شعور قوي بأنها ترغب في البقاء بجانبه، مهما كانت المخاطر. "لن أتركك وحدك في هذا، سأساعدك بكل ما أستطيع."
ابتسم تيمور، وكأن تلك الكلمات أعطته بعض الأمل. "أنا ممتن لوجودك. دعينا نعمل معًا، ونكشف كل ما يجري."
بينما كانت الشمس تغرب، ومع غروب الضوء، كان كل شيء يبدو ممكنًا، لكن كان هناك شعور عميق بالخطر يلوح في الأفق.
5تم تحديث
Comments