الفصل الثاني: المواجهة الأولى مع الأمير

كان اللقاء مع الأميرة سيليست مقلقًا. شعرت أنها كانت تختبرني، كأنها تحاول كشف شيء ما، رغم ابتسامتها الهادئة. لكن لم يكن لدي وقت للتفكير كثيرًا في ذلك، لأن شيئًا أكثر إزعاجًا كان بانتظاري—الأمير ريغنالد.

بعد انتهاء مأدبة الشاي، لم يسمح لي الحرس الملكي بالمغادرة فورًا، بل أُخبرت أن الأمير يرغب في التحدث معي. شعرت بشيء ثقيل يجثم على صدري. في القصة الأصلية، ريغنالد لم يكن سوى أمير مثالي بالنسبة للأميرة سيليست، لكنه في الحقيقة كان شخصًا قاسيًا ومتلاعبًا، مستعدًا للتخلص من أي شخص يقف في طريقه.

لم يكن هذا اللقاء جزءًا من القصة الأصلية... مما يعني أنني قد دخلت في منطقة غير معروفة بالكامل.

لقاء غير متوقع

قادني أحد الخدم إلى قاعة واسعة ذات سقف مرتفع وثريات متلألئة، حيث كان الأمير ريغنالد يقف بجانب النافذة، متأملًا الحديقة. كان طويل القامة، ذو شعر أسود داكن، وعينين حمراوين عميقتين تحملان نظرة باردة.

عندما لاحظ دخولي، استدار ببطء، وارتسمت على شفتيه ابتسامة هادئة، لكنها لم تصل إلى عينيه.

"إليانا روسيت، لم أتوقع منكِ أن تكوني هادئة إلى هذا الحد."

كلماته كانت مغلفة بالسخرية، مما جعلني أتأكد من أن هذا اللقاء لن يكون وديًا.

انحنيت قليلاً كما تقتضي آداب البلاط. "صاحب السمو، إنه لشرف لي أن أكون هنا."

رفع إحدى حاجبيه، وكأنه لم يكن يتوقع مني أن أتصرف بهذه اللباقة. "لطيفة جدًا... هذا غريب. هل هذا تغير مفاجئ في شخصيتك، أم أنكِ تخفين شيئًا؟"

شعرت بتوتر شديد، لكنه كان عليّ التصرف بحذر. أي خطوة خاطئة قد تعني نهايتي.

"لا شيء سوى النضوج، صاحب السمو." أجبت بصوت هادئ.

لكن الأمير لم يكن من السهل خداعه. بدأ يسير ببطء نحوي، خطواته رتيبة وموزونة. "حقًا؟ لأنني سمعت شيئًا مختلفًا... سمعت أنكِ لم تعودي الشخص المغرور المتعجرف الذي عرفناه."

توقفت أنفاسي للحظة. يبدو أن تغيّري لم يمر دون أن يلاحظه أحد.

"أنا فقط أحاول أن أكون نسخة أفضل من نفسي،" قلت، محاولة الحفاظ على هدوئي.

لكن الأمير اقترب أكثر، حتى أصبح بيننا مسافة قصيرة جدًا. كان أطول مني بكثير، ونظرته المخيفة جعلتني أشعر وكأنني فأر محاصر.

"وهذا بالضبط ما يجعلني أشك فيكِ."

تهديد مبطّن

شعرت بجسدي يتجمد للحظة. هذا ليس جيدًا. ليس جيدًا أبدًا.

"أنتِ لا تملكين سببًا لتشكي بي، صاحب السمو." قلت بصوت ثابت قدر الإمكان.

حدق في وجهي للحظات، ثم فجأة ابتسم ابتسامة صغيرة، لكنه لم يتراجع. "ربما... لكنني لا أحب الأشياء غير المتوقعة. لذا، سأراقبكِ عن كثب، إليانا."

ثم، كأن المحادثة لم تكن خطيرة، استدار وابتعد، تاركًا إياي أقف في مكاني، أتنفس بصعوبة.

لم يكن هذا تحذيرًا، بل تهديدًا صريحًا.

لماذا تغيرت القصة؟

عندما غادرت القصر، كان قلبي لا يزال ينبض بسرعة. لماذا تغيرت القصة بهذا الشكل؟ في الرواية الأصلية، لم يكن من المفترض أن يكون للأمير أي اهتمام بي على الإطلاق، لكنه الآن كان يشك بي بشكل واضح.

ليس هذا فقط، بل الأميرة سيليست أيضًا كانت تشعر أن هناك شيئًا خاطئًا.

شعرت بشيء ثقيل في معدتي. هل كان هذا بسبب أنني غيرت سلوكي؟ أم أن هناك شيئًا آخر يحدث؟

إذا كان الأمير يراقبني الآن، فهذا يعني أن أي خطوة خاطئة قد تعني نهايتي في وقت أبكر من المتوقع.

علي أن أكون أكثر حذرًا... وأن أفهم لماذا القصة بدأت تأخذ منعطفًا جديدًا.

---

نهاية الفصل الثاني

في الفصل القادم: "اللعبة تبدأ"

هل ستتمكن إليانا من التصرف بحذر؟

ماذا ستفعل الأميرة سيليست بعد ملاحظتها لهذا التغيير؟

وما الخطوة التالية للأمير ريغنالد؟

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon