"الهروب من النهاية المحتومة" Escape From Inevitable Fate
الضوء الدافئ تسلل عبر النوافذ المزخرفة، ليوقظني من سبات ثقيل لم أشعر بمثله من قبل. كانت رأسي تؤلمني كما لو أنني قد اصطدمت بشيء صلب، وجسدي كان مختلفًا... أخف، أكثر رهافة. حاولت رفع يدي ببطء، لكنني تجمدت فور أن رأيتها.
أصابع نحيلة، بشرة بيضاء ناعمة، وأظافر مرتبة تمامًا... لم تكن يداي.
شعرت بالرعب يزحف إلى جسدي، فقفزت من السرير واندفعت نحو المرآة في الزاوية. حدقت بانبهار في انعكاسي، محاولة استيعاب ما أراه. فتاة بشعر أشقر ذهبي ينساب بنعومة حتى أسفل ظهري، عيون زرقاء متألقة، ووجه جميل لكنه يحمل أثر غرور واضح. لم يكن هذا وجهي... لكنه مألوف. مألوف جدًا.
لقد كنت في جسد إليانا روسيت.
المعرفة ضربتني كعاصفة. إليانا روسيت، الفتاة الثانوية في الرواية التي كنت أقرأها قبل نومي. كانت ابنة دوق متعجرفة ومغرورة، لم يكن لها سوى دور بسيط قبل أن يتم التخلص منها لصالح البطلة الحقيقية، الأميرة سيليست.
وفي القصة الأصلية... تم إعدامها بعد شهر واحد من الآن.
أحسست برعشة باردة تزحف عبر عمودي الفقري. هل هذا حلم؟ كابوس؟ لا، كل شيء هنا حقيقي جدًا. ملمس السجاد الناعم تحت قدمي، صوت الطيور المغردة في الخارج، وحتى الهواء المحمل برائحة الزهور.
إذا كانت هذه الحقيقة... فماذا أفعل الآن؟
الخطة الأولى: لا تجذبي الانتباه!
كان أول شيء علي فعله هو البقاء بعيدًا عن المشاكل. في القصة الأصلية، إليانا تم إعدامها بعد أن تم اتهامها بالخيانة، لكن الحقيقة أنها كانت مجرد كبش فداء لتغطية مؤامرات القصر. كان الأمير ريغنالد، الذي كان من المفترض أن يقع في حب البطلة، هو من خطط للتخلص منها، ولم يكن لديها أي فرصة للنجاة.
لكن الآن، بعد أن أصبحت أنا إليانا، لن أسمح لنفسي بالسير نحو النهاية ذاتها!
قررت أن أخفض رأسي، أن أصبح فتاة هادئة ومسالمة، لا تصدر عنها أي تصرفات قد تجعلها تبدو كخصم للأميرة سيليست أو تجذب انتباه الأمير. إذا استطعت البقاء خارج دائرة الأحداث، فقد أتمكن من تغيير مصيري والنجاة.
لكن الأمر لم يكن بتلك السهولة.
لقاء غير متوقع
بينما كنت أفكر في خطتي، سمعت طرقًا على الباب، ثم دخلت خادمة شابة ترتدي زيًا أنيقًا.
"سيدتي إليانا، حان وقت الإفطار. الدوق والعائلة ينتظرونك في القاعة الرئيسية."
شعرت بالتوتر. كان علي التصرف بشكل طبيعي، لكنني لم أكن أعرف بالضبط كيف تتصرف إليانا الأصلية. هل كانت متطلبة؟ متغطرسة؟ هل كانت تصرخ على الخدم؟
"حسنًا، سأكون هناك قريبًا." قلت بلطف، فرفعت الخادمة حاجبها للحظة قبل أن تعود لتعبيرها المحايد.
خرجت من الغرفة وتوجهت إلى القاعة، حيث كان الدوق يجلس في صدر الطاولة، بجانبه زوجته وأختيّ الأكبر مني. كان الجو باردًا، وكأن الجميع هنا ليسوا عائلة بل غرباء متحفظين.
جلست بهدوء، محاولًة أن لا ألفت الأنظار، لكنني شعرت بعيونهم تحدق بي. أختي الكبرى، ماريسا، كانت تحدق بي وكأنني فعلت شيئًا غريبًا.
"يبدو أنكِ في مزاج جيد اليوم، إليانا." قالت بصوت مريب.
"نعم، أعتقد أنني نمت جيدًا." أجبت ببساطة.
مرة أخرى، نظرات غريبة. يبدو أن إليانا الأصلية لم تكن تتحدث بهذه الطريقة. كان علي توخي الحذر أكثر!
لكن قبل أن أتمكن من إعادة تقييم موقفي، جاء أحد الخدم ليعلن قدوم رسول من القصر الملكي.
"الدوق روسيت، لقد تم استدعاء الآنسة إليانا إلى القصر لحضور مأدبة شاي مع صاحبة السمو، الأميرة سيليست."
شعرت بالدم يتجمد في عروقي. الأميرة سيليست؟!
اللقاء الأول مع البطلة الأصلية
بعد ساعات قليلة، وجدت نفسي داخل القصر الملكي، في حديقة مزينة بأجمل الورود، حيث جلست الأميرة سيليست على مقعد فاخر تحت ظل شجرة كرز متفتحة.
عندما رأيتها، تذكرت لماذا كانت البطلة في الرواية الأصلية. كانت جميلة جدًا، ذات شعر بني مائل للذهبي، وعيون خضراء تحمل لمعة من اللطف. ابتسامتها كانت دافئة، لكنها لم تكن مريحة بالنسبة لي... لم يكن هناك شيء دافئ في هذا اللقاء.
"إليانا، يا لها من مفاجأة سعيدة!" قالت بصوت ناعم.
جلست أمامها وحاولت الابتسام بلطف. "الشرف لي، صاحبة السمو."
حدقت بي للحظة، ثم مالت رأسها قليلًا.
"سمعت أن تصرفاتك تغيرت مؤخرًا... لقد كنتِ دائمًا فريدة من نوعك، لكن يبدو أنكِ أصبحتِ مختلفة هذه الأيام."
شعرت بقلبي ينبض بسرعة. هل كانت تشك بي بالفعل؟
"ربما... مجرد نضوج." قلت محاولًة الحفاظ على هدوئي.
لكن الأميرة ابتسمت ابتسامة صغيرة... ابتسامة جعلتني أشعر بعدم الارتياح.
هذا اللقاء لم يكن عاديًا. كانت هذه نظرة شخص بدأ يشعر بأن دوره في القصة مهدد.
نهاية الفصل الأول
هل ستتمكن إليانا من تجنب مصيرها؟ هل بدأت الأميرة سيليست ترى فيها تهديدًا لدورها البطولي؟ وهل ستتمكن من تجنب الأمير ريغنالد الذي بدأ بالفعل يلاحظ تغيرها؟
الفصل القادم: "المواجهة الأولى مع الأمير"
Comments