...عكس استدعاء السحر ....
...هذا سحر دفاعي قوي جدًا يصرف سحر الاستدعاء و يستدعي الملقي السحري في الاتجاه المعاكس ....
...وهذا يعني ......
..." ... وهذا يعني أنه تم استدعائي "...
...استلقت سيرفيليا على الأرض الباردة و تمتمت مع نفسها ....
...كانت السماء صافية بلا سحابة واحدة، وكأنها تسخر من فشلها ....
...جسدي كله يؤلمني، و ساق واحدة تؤلمني كما لو كانت ممزقة ....
...لم تستطع أن تفتح عينيها و تواجه المأساة، فجأة، تذكرت ما قاله لها ليونارد، شقيقها الأكبر و رئيس برج السحر الشرقي ....
..." ... إن أسوأ أنواع السحر الدفاعي هو سحر الاستدعاء العكسي، إذا وقعت ضحية لهذا السحر بشكل غير صحيح، فسيتم العثور على أطرافك في أماكن مختلفة : الشمال والجنوب والشرق والغرب "...
...عندما أخذت نفسًا عميقًا، ملأ الهواء البارد رئتها، ثم نهضت وفحصت حالتها ....
..." ساقان، و ذراعان، و عشرة أصابع، و عشرة أصابع قدم ... كلهم بخير "...
...تنفست الصعداء، ولحسن الحظ، يبدو أنه لم يتم قطع أي أطراف ....
..." حسنًا، طالما أن الأطراف بخير، فلا بأس "...
...نظرت سيرفيليا إلى ساقها النازفة و قامت بمواساة نفسها ....
...بعد الانتهاء من فحص جسدها، أدارت رأسها ونظرت حولها ....
...كان هناك حقل ثلجي واسع مرئيًا خلف المنحدرات العالية، وعلى مسافة كان الجدار الشمالي يُظهر طوله العالي ....
...أخذت سيرفيليا نفسًا عميقًا ....
...امتلأ أنفي بالهواء البارد مما جعلهما يرتعشان، وعندما ازفرته مرة أخرى، خرج نفس أبيض ....
...تشكلت الرطوبة على حافة العباءة المسدلة على كتفيها، و تجمدت الرطوبة على الفور وعلقت على العباءة ....
...أردت أن أنكر ذلك، لكن العالم كله كان يخبرني أن هذا هو المكان الذي تسكن فيه الوحوش الشمالية، خلف هذا الجدار مباشرةً ....
...أغلقت عينيها بإحكام ....
...كنت أعلم أن الأرشيدوق بيرنز يمتلك سحرًا دفاعيًا، لكنني لم أكن أعلم أنه سيكون قويًا بما يكفي لصد حتى سحر آش من الدرجة الأولى ....
...تم تنشيط السحر الدفاعي، مما أدى إلى صد سحر استدعاء سيرفيليا، وبسبب الارتداد، تم تحويله إلى سحر استدعاء عكسي، ويبدو أن سيرفيليا، وليس الأرشيدوق بيرنز، تم استدعاؤها في النهاية ....
...' إذن هل الأرشيدوق بيرنز قريب ؟ '...
...ومع ذلك، لم يكن هناك سوى شجيرات كثيفة ولم يكن هناك أي أثر للناس، تنحنحت سيرفيليا وصرخت بصوت عالٍ ....
..." هل هناك أحد ؟ "...
...انتشر صوتها مثل الصدى، ولكن لا يزال، لم يكن هناك أي رد ....
...لقد كررت ذلك عدة مرات، ولم يحدث أي شيء ....
...' أعتقد أن الإحداثيات لم تكن صحيحة، أو لا بد أنه غادر بالفعل '...
...وبعد فترة لم يظهر أحد ....
...لم أستطع الجلوس هنا والانتظار إلى الأبد، كان عليّ أن أتخذ إجراءً قبل أن أتجمد حتى الموت ....
...في النهاية، التقطت أنفاسها ببطء وفكرت في كيفية البقاء على قيد الحياة في هذا المكان بمفردها ....
...الطريقة الأولى ....
...أنزل من الجبل وأنا أجرّ ساقيّ على الأرض، ثم أذهب إلى الحائط الشمالي بعد المشي لمدة يوم كامل، و أتجنب الوحوش طوال هذه الفترة ....
..." ... لا أعتقد أن هذا ممكن ! "...
...لقد توصلت إلى الطريقة الثانية ....
...ابحث عن كهف أو حفرة في شجرة واختبئ فيها، ثم انتظر حتى يأتي شخص ما لينقذني، و زي الفارس سوف يحميني من برد الشمال القارس، ويجب عليّ تجنب الوحوش طوال هذه الفترة ....
..." وهذا لن ينجح أيضًا "...
...ثم الطريقة الثالثة ....
...اقفز من أعلى منحدر و أموت موتًا سريعًا ....
...... بغض النظر عن كيفية تفكيري في الأمر، كانت هذه الطريقة هي الأفضل ....
...إما أن أموت بالقفز من أعلى منحدر، أو أموت بلقاء وحش، كان الأمر نفسه ....
...رفعت رأسها ونظرت إلى أسفل الهاوية ....
...لقد كان مرتفعًا جدًا لدرجة أنني لم أتمكن حتى من رؤية الجزء السفلي لأنه كان مغطى بالضباب الغائم، وبدلاً من ذلك، انتشرت جثث الوحوش الممزقة مثل الغسيل في جميع أنحاء الجرف ....
..." حسنًا، سوف ألغي الطريقة الثالثة "...
...لم أكن أريد أن أصبح مثل الغسيل مع الوحوش ....
...هزت سيرفيليا رأسها و زحفت بعيدًا عن حافة الجرف قدر استطاعتها ....
...في كل مرة أتقدم فيها، كان مرفقي يحتك، وفي كل مرة تصطدم ساقي المكسورة بصخرة، يزداد الألم الذي ينبض ....
...نظرت إلى الوراء عدة مرات لأنني كنت أخشى أن تنكسر ساقي وأتركها دون علمي، ولحسن الحظ، تبعتني ساقي، تاركة وراءها أثرًا طويلاً من الدم ....
...أصابعي، الباردة من التدحرج في الثلج، ارتطمت بصخرة و أُصيبت بجروح هنا و هناك....
...توقفت سيرفيليا للحظة وأطلقت تنهيدة....
...في تلك اللحظة، طارت سيرفيليا في الهواء، وشعرت بألم شديد في مؤخرة رأسها، وقبل أن تعرف ما كان يحدث، أصطدم رأسها في جذع الشجرة المقابلة ....
..." آآه ... ! "...
...أدى الدم المتدفق من رأسها مع الألم المذهل إلى حجب رؤيتها ....
...من خلال الدم اللزج، استطاعت رؤية وحش ضخم يركض نحوها ....
...وبسرعة أبعدت جسدها إلى الجانب الآخر، وفي لحظة قصيرة جدًا، علقت مخالب الوحش في المكان الذي كان فيه رأسها منذ لحظة فقط ....
...زأر وهو يحاول سحب مخالبه العالقة ....
..."كاااااك!"...
...عند هذا الصوت، طارت جميع الطيور في الغابة بعيدًا ....
...وعلى صوت رفرفة الأجنحة، التقطت أنفاسها ....
...كان من الصعب أن أعود إلى صوابي بسبب الهجوم المفاجئ، لكنني بذلت قصارى جهدي حتى لا أفقد الوعي ....
...لقد بصقت الدم الذي تراكم في فمها تقريبًا، ثم التقطت الثلج من الأرض و مسحت الدم المتدفق ....
...عندها فقط أصبح مجال الرؤية واضحًا وتمكنت سيرفيليا من التعرف على الوحش الذي هاجمها بشكل غير متوقع ....
...كان طوله حوالي 3 أمتار وكان له مظهر يشبه الدب مغطى بمقاييس قذرة ... رأس كبير منتفخ، وأطراف ملتصقة بمجموعة من الرماح، لا يوجد لديه إحساس بالتوازن ....
...كان الوحش مكتمل النمو ويبدو أنه يزن بسهولة أكثر من 500 كجم ....
...لقد هز الشجرة بعنف، محاولاً إزاحة مخالبه التي لا تزال مغروسة، وفي كل مرة حدث ذلك، كانت الشجرة، التي كان طولها على الأرجح حوالي 10 أمتار، تهتز بلا حول ولا قوة ....
...في مواجهة تساقط الثلوج، وقفت سيرفيليا وأسندت ظهرها إلى الشجرة ثم أخرجت سيفًا من حزام خصرها ....
...شعرت بألم قوي من أطراف أصابعي إلى كتفي، وبدأت اليد التي تحمل السيف ترتعش بشكل قبيح، كانت اليد التي أصبت بها من قبل ....
..." اللعنة، ها نحن ذا مرة أخرى "...
...في الواقع، حتى مع وجود جسم صحي، ليس من السهل مواجهة مثل هذا الوحش بمفردي، ولكن الآن لديّ ذراع واحدة و ساق واحدة عديمة الفائدة، حتى رؤيتي بدأت تتشوش ....
..." كان يجب أن أقفز و أموت "...
...لقد شعرت بالأسف ' إذا كنت سأموت، كان يجب أن أموت مبكرًا، لم أرغب في إنهاء حياتي بوجبة واحدة فقط من وحش '...
...وقبل أن تعرف ذلك، أخرج مخالبه وكشف عن أنيابه الحادة تجاهها ....
...تقدمت ببطء إلى الأمام، لكن ساقها انكسرت وسقطت ....
..." آآآه ! "...
...يبدو أن حالتها البدنية كانت أسوأ مما كان متوقعًا، ولم يفوت الوحش الفرصة ومد مخالبه نحوها ....
...وسرعان ما رفعت سيفها و صدت مخالب الوحش، لقد كان الفارق ضئيلاً ....
...شعرت بأنفاس حارة و كريهة تخرج من فم الوحش أمام أنفي، و ركض اللعاب اللزج إلى أسفل صدري ....
...شعرت بأن عضلات ذراعي كانت تصرخ من الألم ....
...ومع ذلك، أعطت سيرفيليا القوة لسيفها كما لو أنها لم تصب بأذى قط، ثم ركلت ركبته بقوة و ضربت ذقن الوحش ....
..."آغغغ!"...
...ترنح رأس الوحش إلى الخلف، ولم تفوت سيرفيليا تلك اللحظة ونهضت وتسلقت الشجرة ....
...حاولت الوقوف على أغصان شجرة سميكة، لكن ساقها المكسورة انزلقت ....
..." آآه ! "...
...فتح الوحش فمه باتجاه سيرفيليا التي كانت معلقة على غصن شجرة، و حاول عض ساقها ....
...لقد تهربت هنا و هناك، لكنها عرفت أنها لا تستطيع أن تستمر طويلاً هكذا ....
...ومع ذلك، كنت أشعر بالفخر لكوني نائبة قائد الفرسان الملكيين، ولا يمكن أن أهزم من قبل وحش مثل هذا ....
..." حسنًا، سأترك لك اللحم و آخذ العظام "...
...دفعت سيرفيليا ساقها المكسورة إلى فم الوحش، لقد دفعتها عبر لسانه الاسفنجي غير السار إلى حلقه، ثم قامت بإدارة كاحلها في اتجاهات مختلفة ....
...بينما كان الوحش يصرخ من الألم، شعرت بالألم الشديد عندما حفرت أسنان الوحش في ساقها، لكنها بدلاً من ذلك استخدمت المزيد من القوة و أثنت رأس الوحش تمامًا إلى الخلف ....
...عندما كان الرأس العملاق منحنيًا، اهتزت ساقيه لأنه فقد مركز ثقله، ولم تفوت سيرفيليا تلك اللحظة و ركلت جذعه بالقدم الأخرى، فسقط أرضًا ....
...عندما سقط الوحش إلى الوراء، شعرت بالأسنان المغروسة تمزق ساقي، و خرج أنين مؤلم من فمي دون أن أشعر بذلك، لكن لم يكن هناك وقت للشعور بالألم ....
...استخدمت قوتها الأخيرة للهبوط على بطن الوحش و غرزت السيف في رقبته ....
..." مت، مت ! "...
...ومع ذلك، فإن يديها المكسورين و الممزقين لم يمنحاها القوة التي أرادتها ....
...حاولت إدخال السيف في عنقه بكل قوتها، واضعة ثقل جسدها كله، ومع ذلك، فإن السيف لم يخترق سوى الجلد الخارجي المثير للاشمئزاز ولم تستطع قتله ....
..." آآآه "...
...لم يعد لديّ المزيد من القوة، و يبدو أن حتى الوحش قد لاحظ هذه الحقيقة ....
...حتى عندما كان الوحش يتقيأ دمًا، قام بتحريك أطرافه و حاول العثور على فجوة يمكنه الهروب من خلالها ....
...في اللحظة التي أطلقت فيها تنهيدة طويلة، ارتفع نفس أبيض و حجبت رؤيتها ....
...تدفق الدم مرة أخرى من رأسها الذي أصيب في وقت سابق، ولم يعد هناك قوة في يدها، ارتجفت الأصابع التي تحمل السيف و انزلق السيف ببطء من يدها ....
...أنتهى الأمر الآن ......
...أغمضت سيرفيليا عينيها للصلاة الأخيرة ....
...في تلك اللحظة، غطى قفاز سميك يد سيرفيليا ....
...أمسكت اليد بالسيف بقبضة قوية، و اخترق رأس الوحش ....
...تدفقت دماء الوحش مثل النافورة عبر الطعنة، لقد مات الوحش دون أن يصرخ حتى ......
...زفرت سيرفيليا بقوة، لقد غطى دم الوحش اللزج جسدها بالكامل، ولسع أنفها رائحة مقززة ....
...برؤية هذا الشعور، كان هناك شيء واحد مؤكد ... آه، لقد عشت ....
..." آرتشي ؟ "...
...بالكاد تحدثت بصوت ضعيف و أدارت رأسها ....
...في تلك اللحظة، تقابلت عيونها بعيون زرقاء لامعة للغاية وكان لديه شعر أسود ....
...انتشر التوتر في جميع أنحاء جسدي مرة أخرى، مما جعل شعري يقف ....
...للحظة، اعتقدت سيرفيليا أنه وحش، شعرت بالقوة تعود إلى يديها المطويتين ....
..." كـ، كيف .... ؟ "...
...فقط بعد سماع صوته شعرت بالارتياح عندما علمت أنه كان إنسانًا، لكن الغريب أن قلبي بدأ ينبض بقوة أكبر ....
...استمعت سيرفيليا إلى صوت دقات قلبها التي كانت أعلى من دقات الطبول التي تعلن بداية الحرب، ونظرت في العيون التي رأتها من قبل من خلال نفسها الأبيض النقي الذي حجب بصرها ....
...أظلم العالم عندما رمشت جفونها ببطء، ثم التقت بعينين زرقاوين مرة أخرى، ثم أظلمت مرة أخرى ....
...استمر الرجل في هز جسد سيرفيليا وقول شيء ما، ولكن كل ما استطاعت سماعه هو صوت طنين، كما لو كانت تحت الماء ....
...لقد كان الأمر مؤلمًا جدًا لدرجة أنني أردت أن أفقد عقلي ....
..." .... سيرفيليا، سيرفيليا ! "...
...في هذه الأثناء، أصبح لديّ فضول لمعرفة هوية الشخص الوقح الذي تجرأ على مناداة الأميرة باسمها الأول ....
...عندما رفعت جفني بالكاد، رأيت حاجبين داكنين عابسين، وكانت العيون الزرقاء مثل البحيرات المتجمدة تتألق تحت الرموش الطويلة حيث تساقطت رقاقات الثلج ....
...عندما ألتقت عيون سيرفيليا بتلك العيون الزرقاء والتي كانت تنظر إليها بقلق، شعرت بإحساس قوي بالواجب للإجابة عليه بشيء ما ....
...بالكاد أزمت شفتي المتشققة، لكن لم يخرج أي صوت ....
...في الواقع، لم أكن أعرف حتى ماذا أقول، كان عقلي مليئ بفكرة واحدة فقط ....
...' وسيم جدًا ... '...
...*************************************...
...الفصول المتقدمة حتى فصل ٧٥ موجودة على موقعنا :...
...https://miranovel.blogspot.com...
Comments