المشهد الرابع: الفدية القاتلة
المكان: مستودع مهجور، الإضاءة خافتة، سلاسل تتدلى من السقف، والهواء مشحون بالكهرباء، كأن العاصفة على وشك الانفجار.
يونجون يصل إلى المكان بعد تلقيه رسالة غامضة، نبضه يتسارع وهو يقترب من الباب الصدئ، الذي يصدر صريرًا عميقًا عندما يدفعه ببطء. وعندما يدخل، تتسع عيناه رعبًا—هناك، في منتصف الغرفة، كانت حبيبته مقيدة إلى كرسي، يداها مربوطتان خلف ظهرها، والدماء تلطخ جانب وجهها.
بومقيو يقف بجوارها، ممسكًا بسكين، يمرره ببطء على وجنتها بينما ينظر إلى يونجون بنظرة المنتصر.
بومقيو (بابتسامة باردة): "ظننت أنك تحتاج إلى دافع أقوى للحضور، لذا... قررت أن أُضفي بعض الإثارة على لقائنا."
يونجون (بصوت غاضب، يخطو للأمام): "أطلق سراحها الآن، بومقيو! هذه معركتنا نحن، لا داعي لإيذائها."
بومقيو (يضحك بهدوء، ثم يميل برأسه قليلًا): "أوه، لكن هذا ما يجعل الأمر ممتعًا... أنظر إليك، غاضبًا، ضعيفًا، يائسًا. أخيرًا، يمكنني رؤية الرجل الحقيقي خلف تلك البراءة الزائفة."
حبيبة يونجون ترفع عينيها نحوه، رغم الألم الذي تعانيه، تجد في داخله الأمل. تحاول الكلام، لكن فمها مكمم، فتكتفي بهز رأسها، وكأنها تخبره ألا يستسلم للغضب.
يونجون (بصوت هادئ لكنه محمل بالعزيمة): "أنا لن ألعب لعبتك. إذا كنت تريد إنهاء هذا، فلننهِه بيننا."
بومقيو (يبتسم ويومئ برأسه): "كما تشاء."
في لحظة، يطلق سراحها—لكن في نفس اللحظة، يسحب سيفه ويوجه هجومًا مباغتًا نحو يونجون! الأخير بالكاد يتمكن من تفادي الضربة، المعركة تشتعل في أرجاء المستودع، أصوات المعدن تتصادم، والشرر يتطاير في الهواء.
وسط الفوضى، تحاول حبيبة يونجون تحرير نفسها تمامًا، تدرك أن عليها التصرف بسرعة قبل أن يفقد يونجون حياته. تتجه نحو قطعة زجاج مكسورة، وتحاول قطع الحبال التي تقيدها.
يونجون يقاتل بقوة، لكن الغضب يعميه، وبومقيو يستغل ذلك. بضربة قوية، يسقط يونجون على الأرض، سيفه يبتعد عنه. يضع بومقيو سيفه على رقبة يونجون، يضغط عليه ببطء...
بومقيو (بصوت خافت، كأنه يهمس): "وهكذا تنتهي حكايتك... يا بطل البراءة."
قبل أن يتمكن من توجيه الضربة القاضية، حبيبة يونجون تتحرر أخيرًا، تمسك بقضيب حديدي، وتضرب بومقيو بقوة على ذراعه، مما يجعله يصرخ ويسقط سيفه للحظة.
يونجون يستغل الفرصة، يلتقط سيفه بسرعة ويوجه له ضربة تصيبه في كتفه، مما يجبره على التراجع.
بومقيو (بغضب وألم، وهو يضغط على جرحه): "تظن أن هذا انتهى؟! سنلتقي مجددًا، وحينها، لن يكون لديك شخص لتحتمي به!"
يهرب بومقيو، تاركًا وراءه الظلال والتهديدات، بينما يندفع يونجون إلى حبيبته، يحتضنها بشدة وكأنهما لم يريا بعضهما منذ سنوات.
حبيبته (بصوت مرتعش): "كنت أعلم أنك ستأتي..."
يونجون (بابتسامة حزينة): "وسأكون هنا دائمًا... مهما حدث."
تنهار بين ذراعيه، والدموع تختلط بالدماء، لكن الأهم هو أنهما خرجا من هذا الكابوس معًا.
نهاية المشهد... لكن الحرب لم تنته بعد.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
..
المشهد الأخير: المصير المحتوم
المكان: قمة برج مهجور، الرياح تصفر في الأفق، السماء مشبعة بالغيوم الداكنة، والرعد يزمجر في الخلفية كأنه نذير شؤم.
يونجون يقف في مواجهة بومقيو، هذه المرة ليس كعدوين فحسب، بل كأشخاص يعرفون بعضهم أكثر مما يعرفون أنفسهم. المعركة السابقة تركت ندوبًا على كل منهما، جسديًا وعاطفيًا، لكن هذه الليلة ستكون النهاية الحقيقية.
بومقيو (بصوت هادئ لكنه مليء بالكراهية): "لقد سئمت من هذه اللعبة، يونجون. هذه المرة، لن يكون هناك تراجع، لن يكون هناك هروب. إما أن تنتهي أنت… أو أنتهي أنا."
يونجون (بعزيمة ثابتة، يمسك بسيفه بقوة): "لطالما كنت أؤمن أن هناك طريقًا آخر، لكنك رفضت رؤيته. لا أريد قتالك، بومقيو، لكنني لن أدعك تؤذي من أحبهم بعد الآن."
بومقيو (يضحك بمرارة، ثم يشير إلى نفسه): "وهل تعتقد أن هذا مهم الآن؟ أنظر إليك، ما زلت تحلم بالخلاص، وكأن العالم لم يلقِ بك في الجحيم منذ زمن طويل."
يونجون: "الفرق بيني وبينك أنني لم أستسلم لهذا الجحيم."
في لحظة خاطفة، ينقض بومقيو على يونجون، والسيفان يلتقيان في وابل من الشرر. الهجمات شرسة، كل ضربة تحمل معها سنينًا من الألم، الذكريات، والخيانة. كلاهما يضع كل قوته في القتال، حتى يكاد الجسر المهترئ الذي يقفان عليه ينهار تحت أقدامهما.
يونجون يتمكن أخيرًا من تسديد ضربة قوية، تدفع بومقيو للخلف، لكنه لا يسقط. بل ينهض مجددًا، وابتسامة حزينة تزين وجهه المغطى بالدماء.
بومقيو (بهمس، وهو يترنح): "أتعلم… ربما كنت على حق… لكن فات الأوان بالنسبة لي."
ثم، وقبل أن يتمكن يونجون من الرد، يخطو بومقيو للخلف—ليسقط في الفراغ المظلم أسفل البرج.
يونجون (يمد يده بسرعة، صوته يصرخ وسط العاصفة): "بومقيو!!"
لكن فوات الأوان كان حتميًا. ينظر يونجون للأسفل، حيث الظلام يبتلع صديقه السابق، عدوه، الشخص الوحيد الذي فهمه تمامًا.
يسقط المطر بغزارة، يغسل الدماء، لكن ليس الذكريات.
يونجون، وهو يتمتم بصوت خافت: "كنت أتمنى لو انتهى الأمر بطريقة مختلفة..."
يعود إلى حبيبته، إلى الحياة التي كافح من أجلها، لكنه يعلم أن جزءًا منه سيظل دائمًا هناك… في الظلام، مع بومقيو.
نهاية القصة... أم أنها مجرد بداية جديدة؟
؟
يتبع
Comments