الفصل الرابع: عودة الظل

الجزء الأول: كلمات غير مكتملة

وقف هيوشي عند مدخل الصالة، وابتسامته الغامضة لم تفارق وجهه. كان جسده يبدو أقوى مما كان عليه آخر مرة رآه فيها تاكاشي، وكأنه لم يختفِ ليضعف، بل ليصبح أكثر خطورة. كان يرتدي قميصًا أسود ضيقًا يُبرز عضلاته المتوترة، وعيناه تتفحصان المكان وكأنه يدرس كل تفصيلة فيه.

لم يكن أحد في النادي يعرف حقيقة ما حدث بينهما، باستثناء كوبو الذي راقب الموقف بصمت، وكأنه كان يتوقع هذا اليوم منذ زمن.

تاكاشي لم يقل شيئًا في البداية، فقط تبادل نظرات ثابتة مع هيوشي. كان قلبه ينبض بسرعة، لكنه لم يكن الرجل نفسه الذي فقد أعصابه في ذلك اليوم… هذه المرة، كان مستعدًا.

تقدم هيوشي بضع خطوات داخل الصالة، وخطواته كانت هادئة، لكنها حملت ثقلًا جعل الجميع يلتفتون إليه. أوقف نفسه على بعد أمتار قليلة من تاكاشي، ثم قال بصوت هادئ، لكنه يحمل شيئًا مخفيًا:

"سمعت أنك أصبحت قوياً هنا… هل تعتقد أن هذا كافٍ؟"

كان صوته كالمطرقة على مسامع تاكاشي، لكنه لم يُظهر أي تأثر. بدلاً من ذلك، أخذ نفسًا عميقًا ورد بنبرة ثابتة:

"ماذا تريد، هيوشي؟"

ابتسم هيوشي نصف ابتسامة، ثم قال:

"أريدك أن تعيد لي شيئًا أخذته مني."

اتسعت عينا تاكاشي قليلًا، لكن قبل أن يتمكن من الرد، تدخل سوزوكي بصوته القوي، الذي كان يشبه هدير الرعد في الصالة:

"هذا ليس مكانًا للتهديدات، إن كنت تريد القتال، فهناك حلبة تنتظرك."

نظر هيوشي نحو المدرب للحظة، ثم عاد بنظره إلى تاكاشي، وكأن كلماته لم تعنِ له شيئًا. رفع زاوية فمه بابتسامة غامضة وقال بهدوء:

"ليس اليوم… لكن قريبًا."

ثم استدار وخرج دون أن ينطق بكلمة أخرى، تاركًا خلفه أجواءً مشحونة بالتوتر.

ظل تاكاشي واقفًا في مكانه، وعقله يعمل بسرعة. لم يكن بحاجة إلى أي تفسير… كان يعلم أن الماضي لم يُغلق بعد، وأن المواجهة التي تجنبها طويلاً قد أصبحت حتمية.

الجزء الثاني: حديث بين الأصدقاء

في تلك الليلة، اجتمع تاكاشي مع كوبو، كاموتو، وسوزوني في أحد المطاعم القريبة من النادي. كانت الأجواء مشحونة بالصمت، وكان الجميع منشغلين في أفكارهم، حتى قرر كاموتو كسر الجليد وهو يضع عيدان الطعام على الطاولة:

"حسنًا… من هذا الرجل؟ ولماذا بدا وكأنه يريد تمزيقك؟"

تاكاشي أخرج نفسًا طويلًا، ووضع يديه على الطاولة قبل أن ينظر إليهم جميعًا ويقول بصوت منخفض لكنه واضح:

"هذا هيوشي… الملاكم الذي هزمته سابقًا… والذي دمرت مستقبله في اللحظة التي فقدت فيها السيطرة على نفسي."

ساد الصمت على الطاولة. حتى كوبو، الذي كان عادة لا يُظهر مشاعره بسهولة، بدا وكأنه يعيد التفكير في الأمور.

كانت سوزوني أول من تحدث بعد لحظة من الصمت:

"وهل تريد مواجهته مرة أخرى؟"

تاكاشي لم يعرف كيف يجيب، لكنه لم يكن بحاجة إلى ذلك، لأن كوبو تحدث أخيرًا وهو يضع كوب الشاي جانبًا وينظر إليه بجدية:

"إذا كنت ستواجهه، فتأكد أنك تفعل ذلك لسبب صحيح… لا لأنك تشعر بالذنب."

نظر تاكاشي إليه، ورأى في عينيه شيئًا لم يره من قبل… اهتمامًا حقيقيًا.

"الانتقام والندم لا يجلبان شيئًا سوى الضعف. إن كنت ستقف أمامه مجددًا، فاجعلها معركة لإثبات من أنت… وليس للهروب من ماضيك."

ظل تاكاشي صامتًا، لكنه شعر بأن كلمات كوبو أصابت قلبه مباشرة.

سوزوني، التي كانت تراقب الحوار بصمت، وضعت يديها على الطاولة وقالت بنبرة جادة:

"لكن هل تعتقد أنه عاد فقط ليستعيد ما فقده؟ أم أن هناك شيئًا آخر يخفيه؟"

نظر تاكاشي إليها مفكرًا… سؤالها لم يكن بلا معنى.

الجزء الثالث: قرار المواجهة

في الأيام التالية، لم يخرج اسم هيوشي من عقل تاكاشي. كان يتدرب يوميًا بتركيز لم يشعر به من قبل، لكنه كان يعلم أن القوة الجسدية وحدها لن تكون كافية هذه المرة.

كان بحاجة إلى ما هو أكثر… كان بحاجة إلى فهم دوافع هيوشي الحقيقية.

وفي صباح أحد الأيام، بعد حصة تدريب مكثفة، وقف تاكاشي أمام المدرب سوزوكي وقال بثقة:

"إذا عاد هيوشي ليطلب القتال… سأكون مستعدًا."

أومأ سوزوكي برأسه، ثم قال بابتسامة خفيفة:

"إذن، دعنا نتأكد أنك ستكون مستعدًا حقًا."

لم يكن تاكاشي يعلم ما الذي يعنيه المدرب بكلماته، لكنه كان يعلم شيئًا واحدًا.

هذه المواجهة لن تكون كأي مواجهة أخرى.

المعركة الحقيقية… لم تبدأ بعد.

---

التشويق للفصل القادم:

كيف سيستعد تاكاشي لهذه المواجهة؟

ما الذي يخفيه هيوشي؟