من جديد في الحلبة

من جديد في الحلبة

الفصل الأول: الخطأ الكبير

الجزء الأول: النزال المصيري

كان اليوم المنتظر قد وصل. نزال تاكاشي كارو ضد هيوشي، بطل اليابان، كان حديث الملاكمين في اليابان لأسابيع. تاكاشي، الذي لم يكن يتجاوز عمره 18 عامًا، أصبح موهبة حديثة في عالم الملاكمة، ورغم أنه لم يكن يمتلك مسيرة طويلة، إلا أنه كان معروفًا بمهاراته الفائقة وسرعته الفائقة التي جعلته يتفوق على منافسيه في أوقات قصيرة.

على الرغم من أنه لم يحقق بعد الشهرة التي اكتسبها هيوشي طوال سنوات، إلا أن فوز تاكاشي في هذا النزال كان يعني دخولاً قويًا في عالم الأبطال. كانت تلك فرصته لإثبات نفسه أمام الجميع. الجمهور، الذي كان يتوقع منافسة قوية، وجد أن النزال كان مشوقًا من اللحظة الأولى.

في البداية، كانت الأمور متساوية. كان هيوشي أكبر سناً وأكثر خبرة، بينما كان تاكاشي يتمتع بمرونة وسرعة تجعله خصماً صعباً. كانت كل جولة مليئة بالتكتيك، مع تألق تاكاشي في تنفيذ الحركات المدروسة التي جعلته يتفوق في أول الجولات.

ولكن في الجولة الرابعة، جاء التحدي الحقيقي. كانت ضربات هيوشي قوية وفعالة، ولكنه لم يكن يستطيع اللحاق بسرعة تاكاشي. في تلك اللحظة، نجح تاكاشي في إيقاع هيوشي بلكمة مفاجئة، ليحقق النصر ويحقق حلمه في أن يصبح بطل اليابان في عمر 18.

الجمهور انفجر حماسًا، بينما بدأ المدرب كايتو يشعر بالفخر. لم يكن تاكاشي قد مر بالكثير من المحن أو المباريات الكبرى، لكن كان لديه شيء فريد؛ القدرة على التفوق في اللحظات الحاسمة.

---

الجزء الثاني: اللحظة المظلمة

بعد الفوز، أصر المدرب كايتو على أن يذهب تاكاشي لتهنئة خصمه هيوشي، وهذا جزء من أخلاقيات الملاكمة التي تعلمها تاكاشي. فالملاكمة ليست مجرد قتال، بل احترام للخصم.

بينما كان تاكاشي يقترب من هيوشي في غرفة تغيير الملابس لتقديم التهنئة، حدث ما لم يتوقعه أحد. بينما كان هيوشي يجلس على الكرسي ويعالج جروحه، شعر بهجوم مفاجئ من الغضب يسيطر عليه. في لحظة غير متوقعة، قام هيوشي بالبصق على مدرب تاكاشي كايتو، الذي كان واقفًا بجانب تلميذه.

كانت الصدمة كبيرة. لم يتوقع تاكاشي هذا التصرف من بطل كان يراه قدوة. في لحظة غضب عارمة، اندفع تاكاشي نحو هيوشي بلا تفكير، وألقى بلكمة عنيفة أصابت فكه وأوقعته على الأرض.

الصمت عم المكان، وبدلاً من أن يكون فوز تاكاشي هو حديث الجميع، أصبح ما حدث في غرفة التغيير هو حديث الصحافة والجماهير. هيوشي كان مصابًا بشكل بالغ في فكه، بينما كانت الشرطة والأطباء يتدخلون سريعًا.

---

الجزء الثالث: العقاب والتأثير

عاقب الاتحاد الياباني للملاكمة تاكاشي بوقفه عن المشاركة في أي مباريات لمدة عام كامل. كانت تلك فترة صعبة، خاصة وأنه لم يكن قد شارك في العديد من المباريات السابقة، وكان فوزه بالحزام هو بداية مشواره.

وكان المدرب كايتو غاضبًا للغاية. على الرغم من فوز تلميذه، إلا أنه كان يرى أن تصرفه العنيف كان يشوه كل ما تعلمه عن أخلاقيات الرياضة. قال له بحدة: "أنت لا تستحق أن تكون ملاكمًا. الرياضة ليست فقط عن الفوز بالقوة، بل عن الاحترام والقدرة على التحكم في النفس."

تاكاشي شعر بخيبة أمل شديدة، كان يعلم أنه أخطأ، لكنه لم يكن يستطيع أن يتحكم في غضبه في تلك اللحظة.

---

الجزء الرابع: الندم والتوبة

بعد الحادث، بدأ تاكاشي يعيد التفكير في كل ما حدث. كان يشعر بالندم العميق على تصرفه، لكنه أيضًا كان يعي أن هذا كان جزءًا من تعلمه في هذه الرياضة. بدأ يعزل نفسه عن الجميع ليواجه حقيقة أخطائه. كانت أيامه تمر ببطء، وكان يفتقد عالم الملاكمة بشكل كبير، لكنه كان يعلم أنه يجب عليه أن يواجه عواقب ما حدث.

الجزء الخامس: الزيارة الأخيرة

جلس تاكاشي بجوار سرير كايتو في المستشفى، يراقب مدربه الذي بدا أضعف من أي وقت مضى. كانت الأجهزة الطبية تصدر أصواتًا رتيبة، والغرفة مشبعة برائحة الأدوية. لم يكن هذا المشهد الذي اعتاد عليه، فـ كايتو الذي عرفه كان دائمًا صلبًا، لا يظهر ضعفه أبدًا.

لكنه الآن كان مستلقيًا هناك، وجهه شاحب وعيناه مرهقتان، لكنه رغم ذلك كان يحتفظ بنظرة القوة ذاتها.

"أنت هنا مجددًا، هاه؟" قالها كايتو بصوت هادئ متعب، بينما كان تاكاشي يضع كيس الفاكهة الذي جلبه على الطاولة.

"بالطبع، كيف يمكنني ألا أكون هنا؟" أجابه تاكاشي بابتسامة خفيفة، محاولًا أن يبدو طبيعيًا.

كان يزور كايتو كل يوم منذ أن دخل المستشفى، لكنه لم يجرؤ أبدًا على سؤاله عن حالته. لم يكن بحاجة إلى ذلك، فقد كان يعلم أن الوقت لم يعد في صالح مدربه.

جلس الاثنان في صمت للحظات، قبل أن يتحدث كايتو فجأة، بصوت كان يحمل ثقل السنين:

"اسمعني يا فتى، هناك شيء أريد أن أخبرك به."

نظر إليه تاكاشي بتركيز، مدركًا أن هذه الكلمات ليست عادية.

"أنت قوي يا تاكاشي، لكنك لست جاهزًا بعد."

ارتبك تاكاشي للحظة، لكنه لم يقاطع مدربه.

"أنت تمتلك الموهبة، لكنك لم تتعلم بعد كيف تتحكم بنفسك. رأيتك تنفجر في لحظات الغضب، رأيتك تتخذ قرارات بدون تفكير... وهذه ليست الملاكمة التي علمتك إياها."

أخفض تاكاشي رأسه، مستشعرًا ثقل الكلمات.

"ولهذا السبب، أريدك أن تذهب إلى أوساكا."

رفع تاكاشي رأسه بسرعة، غير مصدق.

"ماذا؟ لماذا؟"

أخذ كايتو نفسًا عميقًا، وكأنه يجمع قوته ليقول ما سيقوله بعد ذلك.

"هناك شخص يمكنه أن يصنع منك مقاتلًا حقيقيًا... سوزوكي. إنه مدرب قديم لي، وسيتولى أمرك من الآن فصاعدًا."

صمت تاكاشي للحظة. لم يكن يتوقع ذلك، لم يكن يريد مغادرة طوكيو، ولم يكن يريد ترك كايتو في هذه الحالة.

"لكني لا أريد الرحيل... أريد البقاء هنا معك."

ابتسم كايتو، ابتسامة كانت تحمل مزيجًا من الفخر والحزن.

"أنت تعلم أن هذا ليس خيارًا، يا فتى. لا يمكنك أن تظل في مكاني طوال حياتك. عليك أن تتقدم، أن تصنع اسمك بنفسك."

ثم أخرج مظروفًا من تحت الغطاء ووضعه في يد تاكاشي.

"هذه تذكرتك إلى أوساكا. القرار بيدك، لكنني أريدك أن تفكر جيدًا قبل أن تختار."

لم يستطع تاكاشي الرد. كل شيء كان يحدث بسرعة كبيرة.

وقبل أن يتمكن من قول شيء آخر، أضاف كايتو بصوت خافت لكنه حازم:

"الخيار بين يديك، يا بُني."

خرج تاكاشي من المستشفى ذلك اليوم وهو يشعر بثقل لم يشعر به من قبل. كان يعلم أن هذه قد تكون آخر مرة يرى فيها كايتو.

لكنه كان يعلم أيضًا أنه لم يكن أمامه سوى خيار واحد.

وفي تلك الليلة، حزم أمتعته، ونظر إلى القفازات التي تركها كايتو له، ثم غادر إلى أوساكا.

الجديد

Comments

Fatima Idamia

Fatima Idamia

اسمر القص اسطوري👏😃

2025-02-28

3

الكل

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon