...لم يكن كينيان قادرًا على فهم ما يعتريه، ولم يجرؤ على الاعتراف به....
...نظر إلى ليندسي، التي كان لا يزال يُمسك بمعصمها....
...كلّ شيء فيه بدا كأنما يتلاشى... وكأنّ عقله تحوّل إلى بحر مضطرب....
...موجات من الغربة، ومن اللذّة... مشاعر لم يعرفها من قبل....
...'هل هذا... ارتياح؟ هل لمستُ السحاب؟'...
...ما إن لامسها، حتى تبخّرت العطش الذي كان ينهشه منذ وقت طويل....
...رغبةٌ غريبة كانت تنمو في داخله......
...رغبة بأن يظلّ يلمسها....
...لكن ما لبث أن تصاعد داخله مزيج من الغضب والاشمئزاز....
...وجهه احمرّ. قبضته شدّت على معصمها أكثر....
...'إنها مجرّد خليطة! من دمٍ دنيء ومُشوّه...'...
...لكن......
...هل يرغب بلمسها؟...
...هل بدأ يُصاب بالجنون؟ كينيان راديان؟...
...ليندسي، التي لطالما رأى فيها رمزًا للدنس، كانت تنظر إليه الآن......
...بشيء من الإدراك؟ أو ربما... الإشفاق؟...
...كان في العادة سيصرخ بها:...
...> "لا تجرئي على النظر إليّ بعينيك النجستين!"...
...لكنه لم يستطع التفوّه بكلمة....
...كأنّ شيئًا عالقًا في حلقه....
...– "دعني."...
...قالت بهدوء. لكنّه لم يُفلِت معصمها....
...– "ولِمَ أفعل؟"...
...كان من المفترض أن يتجاهلها كما كان يفعل دومًا....
...فلسنتين، لم يكترث لوجودها....
...كان لا يرى أحدًا غير أزيث، ولا يعترف بأحد سوى الكائنات المتسامية....
...'ما شأني بفتاةٍ من نسلٍ قذر؟ ليندسي كيسيون؟ امرأة فارهة في ظاهرها، مذنبة في دمها.'...
...أمه لطالما حذرته:...
...> "لا تتلطخ بمن يحملون دماً ملوثاً. لا تشفِ جراحًا قذرة، فإنها ستُعيد نزفك."...
...ولِدت من الخطيئة. لم تُوقَظ ككاهنة....
...وإن عادت إلى منزلها، سيتبرّأ منها آل كيسيون....
...كان عليه أن يدير ظهره الآن. أن يُريها موقعها الحقيقي....
...أن يُذلّ كبرياءها كما اعتاد......
...لكنه لم يفعل....
...بل، ظلّ يحدّق فيها كطفلٍ نُزِعت من فمه الكلمات....
...شعرها يُقطّر نبيذًا، كأنّها لوحة تمثّل السخرية والمرارة....
...'حتى النبيذ... بدا وكأنه عَسَل.'...
...– "اتركني. سأغادر الآن."...
...ضحك كينيان، ضحكة مرّة ومشوشة....
...– "هكذا ببساطة؟"...
...– "وما دخلك؟ هل دبّ فيك الندم فجأة؟"...
...– "..."...
...– "تابع لعب دورك المفضّل. قل إنني خليطة لا أستحق النبلاء. أليست هذه عبارتك المحبّبة؟"...
...– "أنتِ...!"...
...– "ماذا؟ أيسوؤك أن تردّ الخليطة بكلماتها؟"...
...اتسعت عينا كينيان....
...كان يجب أن يصرخ:...
...> "كيف تجرؤين؟"...
...كان يجب أن يُفرغ غضبه كما اعتاد....
...– "اصمتي، إنّكِ تُثيرين اشمئزازي."...
...لكن صوته تحوّل إلى حشرجة، وعيناه... احمرّتا....
...غضبه ارتفع كالدخان في صدره....
...– "كيف... تجرئين؟!"...
...لكنّه لم يُكمِل....
...فقد ضغط على معصمها دون وعي......
...فارتسم الألم على وجه ليندسي....
...معصمها احمرّ، وكأنّ جلده بدأ بالاحتراق....
...سُرعان ما ارتخت قبضته....
...حين التقت عينه بعينها، رأى فيها شيئًا واحدًا......
..."احتقار."...
...نظرة تكره وجوده، تزدريه....
...رفعت حاجبيها بهدوء، جمعت أغراضها، ثم مشت....
...كينيان لم يتحرك. ظلّ يحدّق بظهرها حتى غابت عن ناظره....
...⋆★⋆...
...الآن؟...
...الآن تتظاهر بالندم؟...
...أصابع ليندسي كانت ترتجف....
...نظرت إلى معصمها المتورّم، الأحمر، كأنه يحمل آثار قيدٍ قديم....
...> "أنتِ خليطة. لا يليق بكِ أزيث."...
...> "وجودكِ مقرف. يُفقد المكان رائحته."...
...> "اختفي."...
...كلمات كينيان راديان كانت أشبه بسكاكين منقوعة في العفن....
...ولا تزال آثارها تنزف حتى الآن....
...كانت تعرف أنها لا تليق بـ أزيث....
...كانت تعرف موقعها....
...'لكني ظللت أقول: ربما... ربما لو حاولت كفاية، ستتغير نظرتهم.'...
...كانت تتوسّل لنفسها أن تصدق أن الحب يُكسبه السعي....
...'إن أصبحتُ كاهنة، هل سيقبلونني؟ إن امتلكت القوة... هل سأُحتَرم؟'...
...لكن اليوم، أدركت الحقيقة....
...'حتى القوة لا تبرّر الدم.'...
...'حتى لو أحبّك أحد لأجل فائدتك... فذلك ليس حبًا.'...
...لو لم تُبعث إلى كوريا، لما عرفت كم كانت غبيّة....
...كم كانت مُضلَّلة....
...'لو لم ألتقِ بهم... لبقيت أزحف لأجل نظرة.'...
...'لكني فهمت الآن، لمَ تغيّر كينيان فجأة.'...
...حين حاولت لمس وجهه، لم تكن تفكّر بشهوة....
...بل... أرادت أن تعرف ما إذا كانت قدرتها على الإرشاد قد تفتّحت....
...وقد أجابها جسده....
...اهتزّ....
...نظرته ارتجفت....
...أنفاسه تسارعت....
...وتحرّكاته صارت حذرة....
...> "هذا لم يكن كينيان الذي أعرفه."...
...> "هذا... شخص بدأ يحترق."...
Comments
نيزوكو تشان
استمري
2025-08-11
0