مصاص الدماء المحطم
فى أعماق النفس البشريه تتأرجح الأرواح بين النور والظلام بين حب الذات وحب الآخرين .
الانسان بطبيعته المعقده .
قد ينقاد احيانا نحو الانانيه ساعيا وراء مصالحه حتى و إن
كان ذلك على حساب من حوله . وبينما تتجلى الطيبه فى بعض القلوب ، تظل هناك قلوب مظلمه لا تعرف سوى الجحود والقسوة و إنكار المعروف .
كم مره امتدت أيدينا لهم بالخير لتجد نفسها مقطوعه.
وكم من علاقة مزقتها الانانيه والطمع
و اطفأت فيها وهج المحبه .
فى روايتنا هذه ستروى قصص عن تلك النفوس التى صنعت فجوة بين العطاء والخيانه .
وعن عواقب التى تصاحب كل قرار تتخذه الانانيه
وانا المحبة والقسوة والخيانه والأنانية هى من مظاهر حياتنا اليومية .
قد تكون الحقيقه مؤلمه ولكنها دائما تستحق أن تعرف .
.............................
كانت الليله هادئه على نحو غريب القمر مكتمل يزين السماء .
ولكن شيئا مظلما كان يلوح فى الأفق.
فى أعماق القلعه القديمه التى كانت غارقة فى الظلام ، وقف (الكسندر) سيد مصاص دماء الذى عاش قرونا طويله ، ينظر بعنيه الحمراء إلى عالم البشر وكانت نظرته مليئه بالغضب المكتوم وهو جالس على عرشه الاسود .
ويقول .. حانت الفرصه اخيرا لغزو عالم البشر ، وسنستعيد اخيرا ما سلبوه منا !
أدار الكسندر رأسه إلى ابنه الوحيد (الياس) الذى كان واقفا وبصمت بعد خطوات قليله منه .
بدأ الياس مترددا بسبب عمله بما يقوله له والده من كلمات وحمل ثقيل، ثم قال الكسندر بصوت قوى قد ملأ القصر .
هذا العالم يا بنى هو ما سترثه يوم ما عالم بناه البشر ، على دمائنا ودماء أسلافنا .
هل ترى تلك المدن المضيئه ؟
تلك القرى الغارقه فى النعيم ؟
هذا كله سيصبح رامادا تحت قدميك.
اقترب منه بخطوة ثقيله وعندما وقف أمامه مباشرة ، وعندها وضع يده على كتفه . وقال بنبرة صارمه ،
لكى تصبح ملك حقيقياً عليك أن تفعل مالم استطع إكماله
عليك أن تنهى وجود البشر لا رحمه ولا شفقه هم اعدائنا منذ الأزل، وقتلهم هى الطريقه الوحيده للحكم. عليك أن تنهى وجودهم .
ارتجف الياي للحظه تحت وطأ الكلمات ، لنه رفع رأسه ونظر إلى عينى والده .
تلك اللحظه كانت بداية اختبار ليس لإرادته فقط بل لمصيره الذى بدأ مرسوما بالدماء والظلام
عندها رفع الكسندر رأسه كأنه يتحدث إلى عرشه .
ثم عاد يحدق فى ابنه بعينين تشعان بالشر والثقه المطلقه.
ثم قال بصوت مهيب وعميق ..
لكن القتل وحده ليس كافيا يا الياس
لكن البشر اذكياء بما يكفى ان هجمتهم مباشره لهذا عليك أن تستخدم دهاءك . تسلل إلى علمهم ، وانسى اتباعك بينهم كما كانك تنشر الظلال فى ضوء النهار .
دعهم يظنون أنه ما زالوا اسياد هذا العالم ثم حولهم تدريجيا إلى عبيد لنا .
توقف لحظه كأنه كان يمنح ابنه الوقت ليستوعب كلامه ثم أكمل بنبره صارمه ..
عندما يحين الوقت المناسب، وعندما يصبح أغلبهم ملكك ستحكم قبضتك عليهم . عندها فقد لن تكون هنالك معركة ولا حرب .
وكل شئ سيصبح ملكك دون مقاومة تذكر
ثم اشر إلى عالم البشر قائلا بصوت عميق .
هذا العالم بأسره سينحنى لك .
ثم ابتسم ابتسامه بارده.ثم أضاف ...
هذه مهمتك الاولى اذهب اليهم أثبت أن تستحق أن تكون ملك هذا العرش .
اذا لم تنجز مهمتك فأنت لا تستحق حكم هذا العالم ......واظن أن هنالك آخرون يريدون أن يحكموا هذا العالم .
ثم تفاجئ الياي للحظه ثم قال حسنا يا أبى اقصد يا ملكى سأفعل اى شىء لتجعل ذلك العالم ملكى .
ثم قال الكسندر بابتسامه خبيثه .....
اذهب .... ولا تعد حتى تنجز مهمتك .
Comments