سمرة اللجين
ذات خصلات سوداء مجعدة تتراقص مع النسيم الهزيل، ومع ذلك لم تكن كأي نسيم، بل ريحٌ وحشيةٌٌ تجاهها تتفتك في كل شيءٍ تصادفه. (آريا)، هذا هو اسمها، أن غير قبيلتها اختارت أن تفكرها اسمًا آخر: "سُمرَة اللُجَيْن". اسمٌ عصر في طياته مزيجًا بين سمرة بشرتها الرقيقة، ونور عينيها المتلألئتين كحبات اللؤلؤ الطبيعية، ليسصف جمالها ورشتها التي كانت تسرق الأبصار، حتى وهي لم تتجاوز الرابعة من كل شيء.
(آريا) كانت مختلفةًأقرانها. بينما كان الأطفال يظهرون لقصص الجدة بشغف، كانت هي تُنصت بفضولٍ جامح، لا يوجد على سماع الحكايا بل تمتد لاختلاقها، فتنسج قصصًا من خيالها تقترب من الواقع حدًّا يُربك السامعين.
الجدة، التي تأخرت كل مساء عند السابعة أن الكثير من الأطفال حولها، لم تجلس على كرسي خشبي مثل السرير، بينما تفوا حولها ردتهم في حضرة راوية الأساطير. كان ذلك المساء مختلفًا، إذا استمعت بصوتها المرتعش:
"اليوم سيقص عليكم قصة النبّاش."
فور أن تنطق بذلك، علت صرخات الأطفال بالرفض، وجوههم أكست بالخوف الذي يعرض عيونهم الصغيرة. لكن (آريا)، كعادتها، كانت الاستثناء. ضربت الارض بيديها وجهها لتوجيهها:
"جدتي، أرجوكِ! احكي لنا تلك القصة!"
نظرت (الجدة )إليها بتعجب، فرفعت حاجبيها وقالت:
"ألا تخشى "سُمَرَة اللُجَيْن" هذه القصة؟"
لكن (آريا ) لم تترك لها مجالاً للتراجع، لحد ما تأثرت فيها بغضب شديد طفولي:
"أريد سماعها!"
ابتسمت (الجدة)، وأمسكت يد الصغيرة وهي تقول:
"تعالي يا "سُمرَة اللُجَيْن"، لن تتحمل سخطك، ولكن إياك أن تندمي."
وبدأت الحكاية، بصوتها المتهدج الممزوج من الغموض:
"كان يا ما كان، في قديم الزمان، وحشٌ يُدعى النبّاش. نُسب إليه هذا الاسم لأنه كان ينبش روم القبور. عند غروب الشمس، كان يهاجم إلى المقابر، يختار قبرًا بعينه، ثم يحفر بمخالبه، يخرج الجثة، عصرها على ظهره، ويضربها". الصخر حتى..."
لكن اختفت، قطعت الجدة طفلة صغيرة، وصرخت بصوت مرتجف:
"لا أريد سماع المزيد! أريد أمي!"
الخوف قد يقبض عليها، لكن (آريا) لم تترك الفرصة لتفلت من يدها. نظرت إلى الطفل بغضب وقالت:
"أيتها الجبانة! اذهبي إلى الجحيم، واتركي جدتي تكمل القصة! حياتنا تسمعها!"
نتائجها مفيدة لقدت الجدة بجدية في العالم، فتنهدت وأكملت الحكاية، بينما كانت(اريا) تجلس بقلب بيضج بحماسة، قادرة على رؤية النبا أمامها، حافرةً في عقلها كل كلمة اعتراضها قطعة من لغز غامض.
.................................................. .................................................. ........
كلُّ نَجمٍ له قَدَرٌ
-------------------------------------------------- -------------------------------------
2024...
في الثامنة والثمانين، التالية(اريا) في قلب قصرها الأبيض. الضوء كان يعامل بخفة عبر الستائر، يعانق ملامح المكان، فيما تغمر رائحة اللافندر إلى الصالة حيث تعويذة سرية تُريح كل شيء. تغني العصافير لحنها العذب في الخارج، لكنها لم تنجح في تبديد جوع بالثقل الذي يضغط على صدرها.
استلقت فيها السرير للح حظات، تحدق في السقف، ثم همست لنفسها بصوت خافت:
"أغرق وسط بحرٍ من احتراق الضاحكة في التجمعات الكبيرة، حيث سيشعر دائمًا بغرابة. بلا داخل."
نهضت نينجي، وحينها الحافيتان تتواصل مع المنطقة الباردة، وتبحث عن اتصال حقيقي بين نفسها وهذا العالم. حدقت في جدران غرفتها المكسوة بورق وردي مزين بأزهار صغيرة، وتتباين مربى الألفية المنتظرة. تلك التفاصيل، رغم بساطتها، كانت تعتقد أنها إحساسًا دافئًا بالانتماء. تأخذ بعضًا منها، لكنها لا تواسيها.
"أخبر الجميع بعشق اللون الوردي، وربما هم على حق... إنه يمثلني. فيه طفولتي، هشاشتي، وحتى أحلامي الصغيرة."
لكن هناك أشياء مخفية بالنفور لدخولها إلى داخلها عند التفكير في زيارة قصر جدتها. عقدت عدديها حول جسدها النحيل وهمست:
"لا مفر... لا أريد أن أحمل سخط جدتي. سيذهب."
وقفت أمام خزانة الملابس، تتأمل الفساتين المعلقة بعناية، وخيارها هو درعًا يخفي قلقها. بعد لحظة من التردد، تم اختيار الفستان الأسود الداكن. لقد كان بسيطًا ولكنه ذو معنى عميق، مما أدى إلى ظهوره داخلها من برودواي وتردد.
تتجه نحو الأمير الجديد. بعد ذلك بدأ يبدأ برسم ملامحها الجديدة. غطاء أحمر كثيف، ظل كثيف العيون، ومساحيق تُبرز تفاصيل علاماتها الضارة. مع كل لمسة من الفرشاة، ولا تضع مكانا آخر إلا وحقيقتها.
رن هاتفها فجأة، قاطعًا أفكارها المتشابكة. نظرت إلى الشاشة، ثم ابتسمت وهي تجيب:
"مرحبًا جدتي."
جاءها صوت (الجدة)ناعمًا رغم ضعفه:
"أهلاً يا قلب جدتك."
تنهدت (اريا )بخفوت وتشعر:
"هل يجب أن يكون هذا الاجتماع، أو جدتي؟"
ردت (الجدة) متعبة بنبرة مليئة بالإصرار:
"بالطبع، يا حبيبتي. حضورك مهم جدًا."
استسلمت (اريا)، وهاتف خافت:
"سأكون هناك، لا تقلق."
عذرت الهاتف، وعم الصمت من جديد. لماذا اختار مجهولًا طرقًا عنيفًا في باب القصر، تبعًا له صوت ريلاكسات مجنونة، مما جعلها تقفز من مكانها بذعر. سرعت دقات قلبها، لكنها سرعان ما هدأت عندما سمعت قهقهة مألوفة.
"ألن تتوبي، أيتها المشاغبة القصيرة؟"
هناك (وهج)، صديقتها المقربة، بابتسامة عريضة، لأنها تبدو مشاكسة. لما جاء لتفحصها من رأسها حتى عدويها، ثم قالت بسخرية:
"ما هذا شيء، يا مدلة؟"
ضحكت (آريا )بخفة تتوقع، ولا تضع لها على خاصرتها:
"من تنعتين بالمدللة؟ تعالي إلى هنا!"
انطلقت (وهج )تركض حول القصر، و(آريا)تطاردها، وضحكاتهما ترددت في الأرجاء ردودها تهزم السكون دينك الذي يلف القصر. بعد مسافة قصيرة من الركض الولاث، سيمون(وهج)ورفعت لكما مستسلمة،بينما كانت(آريا) تضحك منتصرة.
وبالتالي يجب على العشب في حديقة القصر أن يستمتع بأشجار الخزامى التي تملأ الأماكن برائحتها العطرة. تنهدت (آريا) بعمق، وعيناها تحدقت في السماء الصافية، وشمعه العميق العميق:
"جدتي مريضة جدًا، يا (وهج). أشعر بالخوف... ماذا لو حدث شيء؟"
ردت (وهج )وهي تضحك بخفة، محاولة ضمانة صديقتها:
"أوه، يا مدللة! أنتِ دائمًا تبالغين في القلق. لن يحدث شيء سيئ، لا تكوني سيء."
استلقت (آريا ) على العشب، واحترت أن تأخذ نفسًا تدريجيًا، همست وهي تغمض عينيها:
"يا الله، لا أعلم ماذا سيحدث غداً... وسوف أمري إليك."
اعتبرتها (وهج)بسخرية وتعلمها برأسها قليلًا:
"لماذا صديقتي المقربة غبية؟ يا إلهي، اجعلها أكثر ذكاء."
رفعت (آريا) حاجبيها وضربتها على رأسها بخفة الخيم:
"يا قصير القامة! اصمت قبل أن ينالك سخطي."
ضحكت( وهج )ضحكتها المميزة، ثم احتضنت (آريا )برفق الشريك:
"لا تقلق، يا مدللة. كل شيء بخير، أعدك."
-------------------------------------------------- ----------------------------------------------
6تم تحديث
Comments