Rebirth Of The Ruthless Empress"
في حياتي الماضية، كنت يون جين، جندية لا تخشى الموت، تقف في الخطوط الأمامية للحرب. لم أكن أعرف الخوف، ولم أسمح لنفسي بالضعف. كنا نحارب من أجل وطن مزقته الخيانة والجشع، وكنت أظن أن التضحية بحياتي ستكون كافية لإحداث فرق.
في تلك الليلة الباردة، حيث غطت السماء بسحب كثيفة وأصبح صوت السيوف والصرخات موسيقى دموية، واجهت نهايتي. جسدي كان منهكًا، والجرح العميق في جنبي كان ينزف دون توقف. لكنني واصلت القتال. كنت أعلم أن الموت قريب، لكنني كنت أريد أن أقاتل حتى آخر رمق.
عندما سقطت على الأرض، شعرت بالبرد يزحف إلى جسدي. كان الألم لا يطاق، لكن ما كسرني حقًا كان الإحساس بالعجز. رأيت رفاقي يسقطون واحدًا تلو الآخر، والعدو يقترب بلا رحمة. كانت تلك اللحظة الأخيرة حين أدركت أن تضحياتي، وربما حياتي بأكملها، لن تُحدث فرقًا كما توقعت
قبل أن تُغمض عينيَّ للمرة الأخيرة، لمحت ظلاً يقترب مني. كان ذلك الرجل، الذي اعتقدت أنه الأمل في ظلام هذه المعركة، حبيبي، ذاك الذي لطالما حلمت بمستقبل مشرق إلى جانبه. رأيت في عينيه تلك اللمعة التي كانت تحمل لي الأمان، لكن تلك اللمعة تحولت إلى قسوة."تظنين أنك بطلة، أليس كذلك، يون جين؟" قال وهو يقترب، صوته كان بارداً كشعاع من الجليد. "لقد كنت تضحكين على نفسك. كل ما قدمته لم يكن سوى وهم."
شعرت بأن كلمات الحبيب كانت كالسيوف تقطع عقلي. كيف يمكن لشخص كان يوماً مصدر قوتي أن يكون الآن مصدر ضعفي؟ كان خيالي ينزعج، والعالم من حولي يتلاشى في ظلال الذكريات. "لماذا؟" همست، متجاهلة الألم الذي كان يتزايد في جسدي. "لماذا تقول هذا؟ نحن حاربنا من أجل شيء أكبر من أنفسنا."اكتفت عينيه بالنظرة القاسية، وأرى في عينيه ذلك الارتباك الذي كان يكسو ملامحه. "المعركة لم تكن يوماً عن الشجاعة، يون جين. لقد كانت عن البقاء، عن معرفة متى يجب أن تتراجع."
كلماتٌ قاسية، لكن في أعماق قلبي شعرت بشيء ما يختلج. ربما كانت محقة. طوال تلك السنين، كنت أقاتل بدون تفكير، أعتبر الموت شيئاً شريفاً. هل كانت كل تلك التضحيات مجرد خسارات بلا معنى؟
فجأة، سقطت دمعة من عيني. "هل كل ما فعلته كان بلا قيمة؟ هل كان حقاً كل شيء مجرد وهم؟" تساءلت بينما حاولت أن أتقبل هذه الفكرة المرعبة.
حركت شفتيه في محاولة لقول شيء، لكن لم يكن هناك ما يمكن أن يقال. في تلك اللحظة، كنت أرى كل تلك المعارك، كل تلك اللحظات المخيفة، وكل تلك اللحظات الجميلة مع رفاقي. كنت أنظر إلى تلك المشاهد بنظرة جديدة تمامًا.
وفي اللحظة التي شعرت فيها بأنني سأفقد الوعي، أدركت شيئًا واحدًا. "حتى لو لم يُحدث ذلك فرقًا في الحرب، كانت الشجاعة في قلبي وفي قلوب رفاقي شيءً يستحق العناء. كنت أقاتل من أجل من أحب، وهذا وحده يجعلني بطلة، حتى وإن كانت النهاية مؤلمة."
قبل أن أغمض عيني، جعلني قلبي أستعيد الأمل. قد أكون قد خُذلت في هذه المعركة، لكن لم يُحطم حبي ولا شغفي. كانت النهاية قاسية، لكن ذاك القتال، ذاك الاستثمار في الحب، هو ما سينجو في ذاكرتي. وبداخلي، كنت أعلم أن حتى الألم له معنى.
ولم أسمح لنفسي بأن أنسحب من هذه المعركة النفسية. كنت أعلم أن باقي القصة لا يزال في داخلي، حتى لو لم أعد موجودة في هذه الحياة.
---------------------------------------
فتحت عيني ببطء، وحينما فعلت، شعرت بشيء غريب. كان جسدي يتحرك كما لو كنت في حلم. يدي تتحرك أمامي كما لو أنني أستطيع التحكم فيها، لكنني كنت في حالة صدمة. كيف لي أن أكون حية الآن؟ كيف لم أكن أدرك ذلك من قبل؟ تذكرت فجأة… في الحرب، تم… تم الإعلان عن وفاتي. كان السؤال يراودني بشكل مستمر: “كيف أنا هنا الآن؟”
نظرت حولي، وكان المكان يبدو غريباً تماماً. الغرفة التي كنت فيها لا تشبه أي مكان أعرفه. لم يكن هناك أي شيء يربطها بالعصر الحديث. كانت الجدران مغطاة بأقمشة ثقيلة، والنوافذ صغيرة كما لو أنها تنتمي لعصر آخر. سألت نفسي عن هذا المكان الغامض. كيف وصلت إليه؟ ولماذا أنا هنا؟
بينما كنت أستعرض المكان بعيني، وقعت عيني على شيء آخر. كان هناك مرآة كبيرة على الجدار المقابل لي. اقتربت منها ببطء، وسرعان ما تراجعت صدمتي أكبر. في انعكاس المرآة، كانت ملامحي تبدو غريبة. كانت ملامحي نفسها، لكن… لا! هذا ليس أنا. كان وجهي مختلفاً قليلاً، وكان شعري مربوطاً بطريقة قديمة. وكان أكثر من ذلك. الملابس التي كنت أرتديها كانت غريبة أيضاً. لم تكن ملابس من هذا العصر. كانت زيّاً فكتورياً بالكامل، يعكس موضة العصور السابقة، حيث الأقمشة الثقيلة والألوان الداكنة. أدركت فجأة أنني لم أكن في مكاني الزمني المعتاد
بينما كنت أدرس ملامحي في المرآة، شعرت بشيء ثقيل في صدري. تساؤلاتي بدأت تتراكم بشكل أسرع. ما الذي يحدث؟ أين أنا؟ وما سبب هذه الملابس؟ كنت أغرق في أفكاري عندما فجأة، دخلت الغرفة امرأة تبدو في منتصف العمر، ترتدي زي خادمة تقليدي. كانت ترتدي فستاناً أسوداً بسيطاً مع مئزر أبيض، وشعرها كان مربوطاً في كعكة بإحكام.
وقفت للحظة عندما رأتني، ثم تقدمت بخطوات هادئة، وكأنها اعتادت على هذا الموقف. “سيرينا، هل أنت بخير؟” قالت بصوت هادئ، لكنها كان فيه نبرة من القلق. كان اسمها يرن في أذني كما لو أنه جزء من حياتي، لكنني لم أكن أتذكر من هي أو كيف أتيت لأكون في هذا المكان.
“سيرينا؟” كررت الاسم بهدوء، محاوِلة فهمه. “من… من أنا؟ ومن أنتِ؟
في تلك اللحظة، كان الصوت الخافت للخادمة يقطع صمت الغرفة المريب. نظرت إليّ بعينين مليئتين بالقلق، وكأنها كانت ترى شيئاً مفقوداً في نظراتي. تقدمت نحوي بحذر، لكن لم تقترب أكثر من مسافة ذراعي.
“سيدتي… ماذا بكِ؟” قالت بصوت مضطرب. “سيدتي الإمبراطورة سيرينا، هل أنتي بخير؟” كانت كلماتها تحمل رهبة، وكأنها لا تجرؤ على الاقتراب مني أكثر. كانت الملامح على وجهها تعكس توتراً واضحاً، وأحسست بأن هناك شيئاً مخيفاً في طريقة تعاملها معي
أخذت الخادمة خطوة للوراء، وكأنها لم تكن تستطيع تحمل رؤية هذه النظرة الضائعة في عينيّ. ثم، وفي لحظة غريبة، قالت بصوت خافت، ولكن حازم: “من الأفضل أن تخرجي الآن، سأكون في الخارج إذا احتجت شيئاً، سيدتي.” وعندما غادرت الغرفة، شعرت بفراغٍ كبير يملأ المكان.
جلست على السرير، متكئة إلى الوراء، والأفكار تتدفق في عقلي بلا توقف. كانت الغرفة هادئة تماماً، كأن الزمن توقف هنا. نظرت إلى يديّ، إلى تلك الملابس الفكتورية الثقيلة التي كنت أرتديها، شعرت بأنني غريبة تماماً. كان كل شيء حولي غير مألوف، وأنا في مكانٍ لا أستطيع تفسيره. لكن في داخل عقلي كان هناك شيء بدأ يتشكل.
“هل يعقل أنني قد تجسدت في عالم آخر؟” همست لنفسي. “هل حقاً متّ في حياتي السابقة، ثم أُعيدت إلى الحياة في جسد هذه الإمبراطورة، سيرينا؟” كان السؤال يؤرقني بشدة. إذا كانت هذه هي الحقيقة، فهذا يعني أن حياتي الماضية قد انتهت بالفعل، وأني الآن في عالم آخر تماماً.
تأملت في تلك الكلمات التي قالتها الخادمة. “الإمبراطورة سيرينا”. هل كان هذا هو دوري في هذا العالم الجديد؟ هل كنت بالفعل شخصاً قاسياً وشريراً كما وصفتني الخادمة؟ أم أنني مجرد تجسيد لحياة أخرى لم أخترها؟ كل هذه التساؤلات كانت تحوم في ذهني، بينما جلست في صمت، أسأل نفسي: هل يمكنني تغيير مصيري هنا، أم أنني مجرد أداة في يد هذا العالم الغريب
Comments