في قبضة الاقدار

حياة جديدة ..

..._01_...

هبطت الطائرة ذات الرحلة (27) في مطار "هيثرو " مطار لندن الدولي في تمام الساعة السابعة مساء في حين امتد الشفق الاحمر في كبد السماء ..

حينما نزلت "سلام" هي وجدتها "صفاء" (والدة والدها) واخوها "اسامة" من الطائرة الاتية من مطار عاصمة مصر… (القاهرة) ..

توجه الثلاثة الى مكتب مراقبة الجوازات العام ..

وبينما كانو في انتظار دورهم كانت "سلام" تجول ببصرها ارجاء المطار الى ان شردت بباب الخروج وهي تفكر:

خارج هذا الباب حياة جديدة لي ولعائلتي الصغيرة ..

جئنا لا نملك الا احلامنا ..

احلامنا التي حملنها وحميناها في قلوبنا على امل التحقق وفي سبيل النجاح ..

قطع شرودها ذاك صوت جدتها وهي تقول:

_ تعبت اوي فالسفرية دي ، عقبال ما ينفع الطب اللي هنا واتعالج من مرضي ، واشوف شهادة الطب باديكي امّا نرجع ..

(قالت "سلام" وهي تنظر الى السماء برجاء) :

_ يا رب يا تيتا ، يا رب ..

( قال "اسامة" يمثل الغيرة) :

_ بقى كدا يا تيتا تدعي "لسلام" وتنسيني ..

( قالت "سلام" وهي تغمز لاخيها بمشاكسة ) :

_ تيتا بتدعي ليا .. وانت برضة ليك مزة تدعيلك ياض ..

(قال "اسامة" وهو يتنهد ) :

_ ليه هيه معبراني اساسا .. وبعدين تيتا بتدعيلك بتدعيلك عشان بتطبخي بشمل لذيذة ، عشان كدا هيه بتدعيلك ..

( قالت "سلام" بفخر وهي ترفع لياقت قميصها لتبدو مضحكة جدا ) :

_ ايوة طبعا احلى بشمل فيكي يمصر وبلا فخر طبعا وعلى راي حمادة هلال عزة مفيش منها اتنين ..

( قال "اسامة" ضاحكا) :

_ هههههه بس يبت هتموتيني ضحك ... وبعدين كفاية احنا بالمطار مينفعش ..

( قالت "سلام" ضاحكة) :

_ انا مليش دعوة مش ذنبي اني فرفوشة يا شوية نا ةس نكد… عموما لو مزتك مش بتدعيلك انا عندي صاحبة سنجل ..

( قال "اسامة" يجاريها في حديثها ) :

_ صاحبتك .. مين دي؟!

( قالت "سلام" بخبث) :

_ بنت انما ايه مزة … وشغلها حلو اوي ..

( "اسامة" باستغراب ) :

_ شغلها … ليه هيه بتشتغل ايه؟!

( "سلام" بغموض اثار استغراب "اسامة" و "صفاء" ) :

_ بتشتغل بحضانة ..

( "اسامة" باستغراب) :

_ حضانة … وايه الحاجة المميزة فشغلها دا؟!

("سلام" بمرح ) :

_ مستحملة صويت عشرين طفل عشان كدة هيه هتقدر تستحملك ههه…

(لكزها "اسامة" بخفة وهو يقول ضاحكا ) :

_ ههههههههه ... كفاية بقى يا شوية ناس فرفوشة ههه هتفضحينا يخرب بيتك …

قطع حديثهم تقدم ثلاث رجال من هيئت امن الماطر اليهم ليقول احدهم برسمية :

_ مرحباً … انتم موقوفون بامر من مدير المطار لتقابلوه شخصيا لاتمام بعض الاجراءات الامنية الهامة … يرجى ان ترافقونا اليه ..

اوما "اسامة" باستغراب فهذه اول مرة يقابل مدير المطار لاجراء امنيّ على الرغم انها ليست المرة الاولى التي يزور بها لندن ..

ادخلهم رجال الامن الى غرفة واسعة بدا جليّا لهم انها غرفة المكتب ...

يقبع بنهاية تلك الغرفة مكتب ابيض متوسط الحجم يجلس خلفه رجل ضخم الجثة اسمر البشرة حليق الرأس …

سلّم رجل الامن الذي قادهم الى الغرفة بطاقاتهم المدنية للضابط فأشار الضابط اليه بالخروج ففعل بعد ان ادّى له التحية العسكرية …

(قال الضابط بالانجليزيه بعد ان دقق النظر لبطاقاتهم لبرهه ) :

_ انتم مصريون اذا … (ثم اكمل باللهجه العراقية ليفاجئهم) … باوعو بيا الحين انا عربي مثلكم ومن واجبي كعربي انطيكم لفتة عامة عن البلد اهني … الحين انا عربي مثلكم … والحين باوعوني انا ظابط وعايش هنا حياة كريمة وحلو لاني كنت وفي لهلبد … وانتم كونو مواطنين مسالمين وفعّالين بالمجتمع عشان تعيشون حياة حلوة وتكون تجربتكم اهني مفيدة الكم … بالاضافة لبعض الارشادات العامة حتفيدكم وايد …

ناول كلا منهم مطبوعة ورقية بها بعض الارشادات العامة ..ومن الواضح انه قام بطباعتها بنفسة ..

( قال "اسامة" يملؤه الاستغراب ) :

_ بس اشمعنا تقولنا الكلام دا دلوقتي يا حظابط .. انا جيت لهنا اكتر من مرة قبل كدا اشمنعنا مقولتليش الكلام دا قبل كدا ؟!

( قال الضابط بابتسامة صغيرة ) :

_ اني مو من ضمن مهامي اني اچوف كل البطاقات الشخصية للناس اللي تيي اهني هذي من مهام الpassport control office مو من مهامي .. واني عرفت انكم عرب من حجاب اختچ .. وانت على حد علمي لما ييت هني من گبل كنت الوحدك ..

( قال "اسامة" بعد ان فكر ) :

_ صح وجهت نظر برضة ..

( قال الضابط وهو يحاول تقليد لهجتهم) :

_ تقدرو تمشو دلوقتي .. اتمنى اني گلتها صح ..

( قال "اسامة" بضحك ) :

_ ايوه صح يا حالظابط .. بالمناسبة اسمك ايه ؟!

( وقف الضابط ليصافح "اسامة" وهو يقول بابتسامة) :

_ عفوا انسيت .. اني الضابط علي البسطويسي .. ابو ابراهيم .. من بغداد ..

( قال "اسامة" وهو يشاركه الابتسامة والمصافحة ) :

_ اتشرفنا يا ابو ابراهيم .. عن ازنك بقى ..

( قال الضابط يلوح لهم بكفه الايمن بابتسامة ) :

_ اشوفچم على خير ..