ٱۆهـٱم ﭐلعـوٱلـم ٱلـمـنـسـيـة
عام 2109، في عالم أين افترش التطور العالم، حيث لم يعد هناك مكان للموارد غير المتجددة، وحان وقت استخدام الطاقة المستدامة. تتخلل ناطحات السحاب حدائق عمودية ساحرة كأنها مستوحاة من حضارة بلاد الرافدين القديمة، ولكن بطابع عصري متقن مع توفر روبوتات الخدمة.
أصبحت المدن تتمتع بتصميم عمراني متقن ومستدام، مكيف مع الطبيعة؛ حيث تتسلل الأشجار في الشوارع والممرات، بالإضافة إلى البحيرات الاصطناعية التي أضفت جمالًا خلابًا للمدن، وكذا حياة ذات نمط صحي للإنسان. تتميز المنازل بهياكل زجاجية تمرر ضوء الشمس مع توفير العزل الحراري. كما أنها مزودة بنظام ذكاء اصطناعي مدمج يسمح بالتحكم في الإضاءة، التدفئة، الأمن، والتنظيف الذاتي القائم على عمل الروبوتات المتخصصة. ولا يخفى وجود حدائق داخلية بديعة وغرف مخصصة لمختلف الأنشطة التي يفضلها المالك.
منزل عائلة "Pioneer"
"فيا، عزيزتي، أين أنت؟" يقول ميكائيل مداعبًا.
"هيا عزيزتي، لن أكرر مقلب الهولغرام من جديد، كنت أريد تسليتك فحسب."
تتسلل "فيا" خلفه خلسة، وتجمد حركته بمسدس تجميد خاص يستخدم في حالات المواجهة المباشرة وكذلك لأغراض البحث العلمي. يعمل من خلال التفاعل مع جزيئات الهواء، يخفض حرارة الجسم بسرعة ويعتمد أساسًا على غاز مائع يسمح بتوليد البرودة. مفعوله مؤقت يدوم من 15 إلى 20 دقيقة.
تقول فيا: "هي آناتا" بكلمات يابانية مازحة، "ستفكر مرتين قبل أن توهمني بأنني دخلت في بعد آخر."
تتقدم نحو المطبخ وتخاطب الـ "Ai" الخاص بهم: "فيري، أريد قهوة دون سكر، أضف بعض الكريمة أيضًا."
حينما كانت سترتشف رشفتها الأولى، ينقض ميكائيل خلفها معانقًا إياها.
ميكائيل: "يبدو أنني أغضبت عزيزتي."
لتنظر له فيا بدهشة، ثم تتنهد وتقول: "كيف...! لم يمر الوقت اللازم بعد." لتلاحظ الجهاز الحراري في جيبه.
يجيبها ضاحكًا: "تعلمين أني مختص في الذكاء الصناعي والتصميم الآلي، صنع مضاد لشيء صنعته بيدي ليس بالأمر الصعب."
ترمقه فيا بنظرة غضب وتقول بصوت خافت: "من يضع جهازًا حراريًا في جيبه؟"
"حسنًا عزيزتي، لقد جمدتني قبلاً، لذلك تجهزت جيدًا."
"يالك من أحمق."
"أفهم أنك سامحتني."
"لا تحلم حتى!"
سمع الاثنان صوتًا غريبًا من مختبرهما السري.
المختبر هو غرفة واسعة تقع في الطابق الأرضي، مزودة بنظام أمني صارم وتصميم عصري فريد. شاشات تغطي الجدران، وإضاءة زرقاء خافتة تعطي هدوءًا وتركيزًا للعمل. في الزاوية طاولة زجاجية تحمل حجرًا أثريًا وجدته "فيا" بصفتها عالمة آثار وكيميائية شهيرة. لم تبلغ أحدًا غير زوجها عن إيجاده، حيث توصلا إلى إمكانية احتوائه على خصائص فيزيائية ستدعم حلمهما في الانتقال عبر الزمن والتعرف على أسراره. وقد أجرت فيا العديد من التجارب على الحجر، بينما كان ميكائيل يطور آلة الزمن ويحاول التوصل إلى المعادلة التي ستجمع آلته بالحجر.
ركض الاثنان بسرعة، حيث ارتديا تلقائيًا اللباس الخاص بالمختبر. ما إن دخلا، توجهت فيا مباشرة إلى الحجر، بينما توجه ميكائيل إلى آلة الزمن المتقنة الصنع التي كانت تصدر أشعة حمراء غريبة. بدأ بمراجعة الحسابات والأحداثيات بدقة وشرود، في حين لاحظت زوجته استحالة لون الحجر إلى أزرق قاتم ولكن مضيء، وزاد التوهج أكثر.
فيا: "انظر، لقد..."
قاطعها ميكائيل: "نعم! لقد نجحنا أخيرًا. يبدو أن إصلاحاتي الحريصة بالإضافة إلى محاولاتك العديدة في تفعيل الحجر كانت ناجحة."
فيا: "ما هذا؟ أهذه خدعة أخرى؟! أتحاول أن تواسيني على فشلنا السابق؟! حتى نقوش الحجر لم تعد نفسها السابقة."
ساد الصمت لبرهة، قبل أن ينفي ميكائيل ما قالته. صدر صوت رعد قوي رافقه انقطاع التيار الكهربائي، ثم دوى طنين طرح ميكائيل أرضًا. رفع رأسه اطمئنانًا على فيا، فوجد الأخيرة على الأرض تنظر نحو الحجر بجانبها برعب.
فجأة، توسط الغرفة ثقب أسود،اختفى كل شيء في لحظة واحدة (فيا، ميكائيل،الآلةو الحجر)، لتعود الكهرباء وصافرات الإنذار تعلن عن المأساة.
Comments