فراشة الدم المسلوب
الفصل (الأول)
في عمق الغابة المظلمة، حيث تتداخل أشجار الصنوبر وتشكل سقفًا من الظلام، ركضت "سورين "بأنفاس متقطعة، والدماء تغطي ثوبها الابيض .تتعثر قدماها في الجذور المتشابكة، وتتساقط الاوراق حولها و تتراقص في الهواء.ويعلو وجهها تعب وخوف مختلطان.
تركض هاربة،لكن صوت دويّ المسدس يطن في أذنها.وفي لحظة تساقط قطرات المطر الباردة على وجهها،لتصبح الرؤيه صعبةً عليها، لتفقد توازنها وتسقط من جرفٍ داخل بركةٍ عميقةٍ وباردة لتغمرها المياه الباردة،لتنغمس في ظلمه مخيفة.جعلتها تشعر بأنها تغرق في بحر من السكون شديد البرودة لدرجة أنها تخترق اعماق جسدها من شدته ،لم تعد تعي شيىء،وكأن الزمن قد توقف عن الجريان. لم تكن تستطيع أن ترى أو تسمع، كأنها كانت في حالة من العدم و بينما كانت تحاول التماس الهواء، سمعت صوتًا متكلماً يتسلل إلى أذنيها، لتفتح عيناها بتثاقل ،وهي تحاول التركيز على الصوت المتسلل إلى أذنيها .شعرت بألم حاد في رأسها، وكأن شيئًا يحفر في دماغها.حاولت تحريك أصابعها، لكنها وجدت نفسها مقيدة بأسلاك وأنابيب نظرت حولها، لترى الستائر الزرقاء المتدلية من السقف والجدران. شعرت بالغرابة والرهبة. كيف انتهى بها المطاف هنا؟
حاولت النهوض مرة أخرى، لكن الألم يجبرها على الاستسلام. تحاول التفكير في ماحدث لكنه يبدو مبهمًا ،لقد غرقت في البحيرة في تلك الغابة ،هل هناك احد قام بأنقاذها ؟ذلك غير ممكن .
فجأة احست بحركه حولها فالتفتت ناحية مصدره كانت ، ممرضة تقوم بوضع كيس المغذي ،لاحظت الممرضه أنها استيقظت واقتربت منها "أهلاً بك، "سورين "لقد استيقظتي حقا هذا مذهل 'اه 'يبدو أنك تتألمين ؟ إنتظري سأذهب لإحضار الطبيب .
أرادت "سورين "التحدث والسؤال عن كيف وصلت إلى هنا ، لكن لسانها لا يستجيب لم تكن قادره على الرد عليها من شدة الألم الذي في رأسها، تركتها الممرضه لإحضار الطبيب ،لذا أغمضت عيناها من شدة التعب.
بعد لحضات ...شعرت بلمسة على كتفها.تمكنت من ففتحت عيناها بعد أن خفَّ الألم . ونظرت إلى جانبها، كان الطبيب يقف بجانب السرير ، يحمل ملفًا طبيًا.
"كيف تشعرين ؟هل مازلتي تتألمين؟أنا مندهش منك إنها لمعجزة حقا لقد كنتِ في غيبوبة خمس سنوات.
حين سمعت ذلك شعرت بالقلق والارتباك وحاولت النهوض مرة أخرى ،
لكن الطبيب اوقفها وجعلها تستلقي مجددا "لا تتعبي نفسك "وقال: بصوت هادئ لدينا الوقت" للتعافي " لقد كنتِ غائبة عن الوعي لفتره طويله، لذا من الطبيعي أن لا تكوني قادره على التحرك "ولكن لا تقلقي مع التدريب ستتمكن من العودة كما كنتِ سابقاً."
أردت أن أتحدث فشعرت بألم خفيف بحلقي ،تحدثت بصوت مبحوح قليلا وسألته إذا ماكنت حقا غائبةً الوعي خمس سنوات فعلا ؟ وطلبت منه رفع السرير قليلا .
ففعل ذلك وقال :انه كذلك ،ثم تحدث مع الممرضتان الواقفتان بجانبه "هذا غريب كل الفحوصات التي اجريناها ليس فيها خطب كل شيءٍ بخير " وكأنها كانت نائمه فقط ."ثم نظر إلي وقال :علينا إجراء بعض الفحوصات الإضافية لتأكيد فقط من سلامتك بعد أن استعدتِ وعيك " لكني سأترككِ الان لترتاحي وسنقوم بأعلام وألديك عن حالتك ."
“كلماته كانت كالصاعقة، تركتني في حالة من الدهشة والخوف معاً ." غادرا الطبيب والممرضتان الغرفة. احست "سورين "أن جسدها يشعر بالإرهاق من وقع الصدمه ،ببطءٍ عادت للاستلقاء على ظهرها. و بينما حاولت تجميع ذاكرتها المبعثرة، لاحظت شيئًا غريبًا. كانت يديها وجسدها اصغر مما تتذكر .نهضت بسرعة واتجهت إلى الحمام ناحية المرآة المعلقة حتى تتأكد مما رأته،وفي لحظة من الصمت نظرت في المرآة ،كانت عيناها تتأملان إنعكاسها الذي أثار دهشتها ورعبها. فقد كانت تبدو أصغر مما كانت عليه .أصبح كل شيء يبدو غريباً وغير مفهوم .هل عادت بالزمن إلى الوراء أم أن كل ما تتذكره كان مجرد حلم لاغير لكنه اكثر وقعية من أن يكون حلم عادي.قالت في نفسها "لا لم يكن حلماً ،ولكن كيف حدث هاذا هل ذلك العقار هو السبب ؟
عادت إلى الغرفة والكثير من الاسئله تراودها .
لتجد الممرضه في إنتظارها ."ابتسمت لها وقالت بلطف وكأنها تحاول إخفاء حزنها عليها " لقد اعلمنا والديك وسيحضران قريباً ." كانت افكار "سورين " مشوشه ودون أن تعي تقدمت منها وامسكتها من يدها وصرخت في وجهها بغضب ممزوج ببكاء " أخبريني الان عن ماذا تتحدثين وهل امي قد زارتني حقا ؟ آهه اهه...لِما أني هنا ماذا حدث ؟.اه. أريد أن اعلم ارجوكي أخبريني بما تعرفين ."
كانت عيناها تبحثان عن إجابات وهي تنظر في وجه الممرضه.
Comments