...بينما انكمشت أصوات الناس والسيارات في شوارع المدينة، كانت إيفا وماركو يجلسان في غرفة معتمة بالكاد ينفذ إليها ضوء القمر من شق صغير في النافذة. كانت الغرفة مليئة بأثاث قديم مغطى بالأتربة، وجدرانها المتصدعة تحمل آثار الزمن. كانت إيفا تحرك أصابعها العصبية على حافة الطاولة الخشبية، بينما كان ماركو يحدق في الظلال التي تتراقص على الحائط، وكأنها تحاول أن تخبره بشيء. لقد وصلا إلى هذا المنزل القديم المهجور، الذي كان يقال إنه مسكون، لاتخاذ قرار مصيري سيغير حياتهما إلى الأبد. هل سيستمعان إلى قلوبهما، أم سيسمحان للعقل أن يتحكم في قرارهما؟...
...في الزاوية المظلمة من الغرفة، حيث كانت شمعة متدلية تكاد تخمد، كان ماركو ينظر إلى إيفا بعيون مليئة بالقلق وحب عميق. كانت عيناه تتفحص ملامح وجهها، وكأنه يحاول قراءة أفكارها. كانت إيفا تقفز في قلبها بقوة مع كل نظرة، تتذكر كل لحظة عاشوها معاً، كل وعد قطعاه لبعضهما البعض. كانت خائفة من المجهول، ولكنها كانت متشوقة أيضاً لبدء فصل جديد في حياتهما. كانت تمسك يده بقوة، وكأنها تحاول أن تقول له إنها معه مهما كان القرار. في تلك اللحظة، شعر ماركو بأن العالم يقف على حافة الهاوية، وأن قرارهما الآن سيحدد مصيرهما إلى الأبد...
..."إيفا،" قال ماركو بصوت هادئ وملئ بالعاطفة، وهو يمسك يدها برفق، "نحن هنا الآن لنتخذ قرارنا. هل نبقى معًا ونواجه التحديات التي تنتظرنا، مهما كانت صعبة؟ أم ننهي كل شيء هنا ونبدأ حياة جديدة منفصلين؟ أتذكر عندما وعدنا بعضنا البعض بأننا سنكون معًا للأبد؟ أعتقد أن هذا هو الاختبار الحقيقي لحبنا."...
نظرت إيفا إلى ماركو، وعيناها مليئتان بالدموع. حاولت أن تتحدث، لكن صوتها كان يختنق في حلقها.
..."هل سنكون قادرين على ذلك هل سننجح ماذا لو كانت هذه هي محطتنا الأخيرة هذا بالفعل أصعب قرار إتخذته في حياتي أنا أشعر أنني أقشعر من الخوف مما هو قادم بالفعل" [هذه أفكار إيفا الداخلية]...
..."ماركو، أنا أحبك أكثر من أي شيء آخر في هذا العالم. ولكن... ولكنني خائفة. خائفة من المستقبل، من الفشل، من أننا قد لا نستطيع تحقيق أحلامنا معًا."...
...ابتسم ماركو بحرارة، ومسح دمعة من على خدها. "أنا أفهم خوفك، إيفا. ولكن تذكري، نحن لسنا وحدنا. لدينا بعضنا البعض. وسويًا، يمكننا التغلب على أي شيء. أريد أن نبني مستقبلًا معًا، مستقبلًا مليئًا بالحب والسعادة. تخيلي حياتنا معًا بعد عشر سنوات، كيف ستكون؟"...
...أومأت إيفا برأسها، وشعرت بدفء ينتشر في قلبها. ...
..." أريد أن أحب و أن يحبني أحدهم أريد أن أكون شخصا طبيعيا يضحك و يلعب و لذلك سأحارب لأجل أن أحقق هذا الطموح " [حوار داخلي لإيفا]...
..."أنا أيضًا أريد ذلك، ماركو. دعنا نبدأ من جديد، ونترك الماضي خلفنا. وعدني أنك ستكون دائمًا بجانبي."...
...نظرا إلى بعضهما البعض، وعيناها تتألقان بالأمل والحب. في تلك اللحظة، شعرا بأن كل شيء ممكن...
...وهكذا، بقوة حبهما وثقتهما ببعضهما البعض، اتخذا القرار بالبقاء معًا ومواجهة المستقبل بشجاعة. ...
...كانا يجلسان على شاطئ هادئ، حيث تتلاطم الأمواج بلطف على الرمال الذهبية. الشمس الغاربة كانت ترسم لوحة ساحرة في الأفق، وكأن الطبيعة نفسها كانت تشهد على حبهما. في تلك اللحظة، شعرا بأن العالم كله بين يديهما، وأن أي تحدٍ يمكن أن يتغلبا عليه معًا. كانا يعلمان أن الطريق لن يكون مفروشًا بالورود، وأن هناك العديد من التضحيات التي قد يتعين عليهما تقديمها، ولكن الحب الذي يجمعهما كان أقوى من أي عائق. وبينما كانا يمسكان بأيدي بعضهما البعض، تعاهدا على أن يبنيان مستقبلاً مشرقًا معًا، مستقبلًا مليئًا بالحب والسعادة والإنجازات...
...ومع ذلك، كان لديهما الكثير من العمل للقيام به. الطريق نحو السلام والسعادة لم يكن مفروشًا بالورود، فالعائلة والأصدقاء لم يكونوا جميعًا مؤيدين لقرارهما. كانت هناك فواتير لتسديدها، وأحلام كبيرة لتحقيقها. ولكن مع حبهما وإرادتهما القوية، كانا على استعداد لمواجهة أي تحديات تقف في طريقهما. في ليالٍ مظلمة، عندما يشعران بالوحدة والخوف، كانا يلتجئان إلى بعضهما البعض للحصول على الدعم والقوة. كانوا يتذكرون اللحظات الجميلة التي جمعتهم، والوعود التي قطعوها لبعضهما البعض. وبينما كانا ينظران إلى المستقبل، كانا يشعران بالامتنان الشديد لوجود بعضهما البعض في حياتهما. كانوا يدركون أن الحب الحقيقي هو الذي يقاوم المحن ويخرج منها أقوى. وفي كل مرة يتغلبان على تحدٍ جديد، كان حبهما ينمو أقوى، وعلاقتهما تصبح أكثر استقرارًا....
7تم تحديث
تنزيل على الفور
novel.download.tips
Comments