Save Me

Save Me

بداية المعاناة

...تبدأ قصتنا، بفتاةٍ صغيرةٍ  لَطيفَة...

... تَبلغُ مِن العُمر 7 سنوات...

... تقطنُ مع والدتها فِي منزلٍ كبيرٍ تَسودُه السَّعادةَ ، الأمانْ والسَّلام...

...عَلى الرُّغم مِن كوْن هَذه الصغيرة بعيدةً عن أحضان ِوالدها الذي قد ذهب منذ 3 أعوام تقريباً ...

...بحجَّةِ عَمله الضَّروريِّ الذي تطلَّبَ مِنهُ هَجرهُما دون اكتراثٍ...

...كَانت الطفلةُ كُلَّ يومٍ تَسأل عَن والدها وتتفقَّدُ أَوضاعه، كَونها قَد افتقدته وَ شوقُها لِحضنِه الدَّافئِ فِي نموُّ مستمرٍّ...

...كلَّ يَومٍ كَانت تَجلسُ بأحضان والدتها ، تطلب منها أن تُخبر الغائب بالعودةِ مِن أجلها  ...

...الأمُّ لَم تقصِّر بابنتها يوماً، بَل عاملتها أفضَلَ مُعاملةٍ، يعجز الكلام عن وصفها و لكنهُ ليس ذنب الفَتاة الصَّغيرة ...

...قَكلُّ طِفلٍ يَجبُ أن يحظى بِحنانِ وَالده وَ والدَتِه وَ هذا مَا يَحصل مَعَ صَغيرَتِنا...

......... ...

...فِي يومٍ مِن الأيَّام استفاقتْ هَذه الصَّغيرة على مسامعها ...

...حينما قالت لها والدتها بأن والدها سَيصل قريباً...

...صُدمتْ الفَتاةُ وَ رفرفتْ مِن السعادة وكادتْ أن تَطير لِلحظةٍ  كونها قد سرَّت بالخَبَرِ، لَأنَّ كاملَ حياتها بعد عودته ستملؤُها الفرحة ، البهجة والسرور...

...أَو يمكننَا أَنْ نقولَ أنَّ هذا ما اعتقدته فقط .... ...

...............

...عِند وصول والدها مساءً ...

...قرعَ الجرس ...

...جَرت الطفلة وَ هي تضحك قائلةً...

..."أخييراً أمِّي، ها قد وصل أبي و أخيراً" ...

...قَامَتَ الأمُّ بِفتح البابِ لاستقبال زوجها الَّذي كان يقفُ خلفه مباشرةً ...

...فتحتْ مَا كان يقف حاجزاً  بينهما قائلة: ...

..."أهلا بعودَتكَ عَزيزي، لقد افتقدناك حقاً وخصوصاً. ." ...

...لم تكمل كلامها لأنَّ الطفلةَ قاطعتها قائلةً:...

..." أخيراً عدت أبي افتقدت كثيراً لا تتركني مجدَّداً"...

...نظر لها الأب بابْتِسامةٍ وقال:...

..."لاَ تقلقِ صغيرتي، لا تقلقِ فَلن أَتركَكِ لَقد عُدتُّ إِلى هُنا وَ لن أُغادرَ أبداً وَ سأستقرُّ مَعكِ وَ بهذا المَنزل لِذا لَا تقلقي " ...

...ابتسمت الطفلةُ وعانقت والدها قائلة...

...:" أحبك أبي "...

...قام بمبادلتها العناق و الابتسامةُ تشق و جهه، ...

...يرمقها بنَظَرَاتٍ غريبةٍ أثارت استغراب والدتِها ...

...التي كانت ستبكِ لوهلةً نتيجةً لِرؤيتها للمشهد الأبوي اللطيف ...

... و لرؤيتها طفلتها سعيدة بحضن والدها بعدَ كلِّ تلك السنوات...

...نظرَ الوالد لزوجته التي ترمقه بنظرات تعجب بسبب ابتسامته الغريبةِ التي نظر بِها لابنتِهِ...

...وَ سرعانَ ما قال زوجها لِطفلته:...

..." حبيبتي اذهبي إلى غرفتكِ لدي حديثٌ مع أمكِ في موضوع خاصٍّ، هل يمكنك فِعل هذا من أجلنا؟ "...

...ابتسمت الفتاة وقالت: "بالتأكيد أبي خذ وقتك أنتَ و أمي" ...

...ابتسم لها بنفس تلك الطريقة و قبَّل جبينها ثمَّ ذهبت...

...توجه نحو زوجته وهو يرمقها بنظراتٍ غاضبةٍ وَ قام بِأخذها إلى غُرفتهما وَ أقفلَ البَاب بإِحكامٍ...

...... ... ... ...

...بَعد مُدَّةٍ دَامَت لِوقتٍ طَويلٍ...

...لَاحظَتْ الطِّفلَةُ تَعامل والدتها الغريبِ مَعها ...

...فلم تعد تجلس مَعها أو تداعبها كما عهدت سابقاً...

... بَل تَكاد لَا تَخرج هَذه الأمُّ مِن غُرفتها لِلإطمئنان عليها وَ هَذا أثَار حُزن الطِّفلة...

..... .. ...

...وَفي يَومٍ مِن الأيَّام  تقدَّم الأبْ مِن غرفة ابنته،...

...  وعندمَا دَخَلَ صُدمَ برقيِّها وجمالها...

...لَأنَّه حِينما تَرك المَنزلَ لَم تكنْ الغُرفة بِهذا الرُّقي، حتَى أنَّه قد لاحظ بِأنَّ المَنزل مختلفٌ عمَّا ترَكه سَابقاً...

...ابتسم لابنته التي تلعب بألعابها الجميلة قائلاً ...

..." يا صغيرتي يبدو أن أمكِ كانت تغمركِ بأطنانٍ مهولةٍ مِن الدَّلال أثناءغيابي، وَ لكن كَيف فَعلْت كلَّ ذلكَ من أجلكِ؟ " ...

...رَمقتهُ و هي تنظرُ له وَ لم تفهم مالذي كان يعنيه بكلماته ...

...ثم قال:" أقصدُ إنَّ أمَّكِ رائعةٌ جداً فهي اهتمتْ بِكِ كثيراً أَليس كذلك؟ "...

...أجابت الطفلة البريئةُ على سؤاله:...

..." أجل إن أمي رائعةٌ للغاية ! "...

...ثم قام بسؤالها:" يَا صغيرتي هَل لَكِ أَن تخبريني بمِا حصل مَعكنَّ عندَما غادرتُ المدينة؟ "...

...أجابت: "حسناً عندما هجرتنا أنتَ ، أم‍ي بَدأتْ العملَ بجدٍّ حَتَّى توفِّرَ لِيَ كُلَّ ما أحتاجُه؛ لأنَّ المَال الَّذي كانَ يَصلها مِنكَ لَم يَكن بِالكثير لِهذا أجبرتْ على العَمَل " ...

...نظر لها بصمت ثم ردف مُخاطباً ذاته:...

...« هكذا إذاً، هذا يفسر كيفَ هي استطاعت تدليل ابنتها بِهذا الشكل... »...

...لم يكمل كلامَه عندما قَاطعته ابنته قائلةً :...

...  "صحيح أبي ! نسيتُ إخباركَ بِأنَّ أمي أوقفتْ عمَلَها  بَعد شهرٍ مِن بِدئِها بِه ؛ لأنَّها مرَضتْ مرضاً شديداً بِسبب عملها المرهق" ...

...تعجب الأب و سأل ابنته: ...

..." إذاً كيف تعافت أمكِ؟! "...

...أجابت قائلة:" حسناً.. تذكرت! عندمَا مَرِضتْ أمِّي خَرجتُ مِن المَنزلِ وَأنا أبكي باحثةً عنْ أَحدٍ يُساعدنَا " ...

...-------...

...Flashback ...

..."النجدة أحدٌ يساعدني أحتاج شخصاً ينقذ أميِّ النَّجدة أرجوكم ساعدوني! " ...

...هذا ما كانت تردِّدُه تلكَ الطفلة آملةً، أن يسمعها أحدٌ و يساعدَها، أو أن يأتي من تفتقده ليخرجها من هذا الكابوس...

... بَينما كَانتْ تَسيرُ في البردِ الشديدِ وَالثلج يتساقط مزيناً الطرق ولا أحد يجيب نداءها...

...سَقطتْ عَلى الأرضِ حَتَّى تبدأ دُموعها بالهرَب مِن عينيها...

... بَقيت تبكِي إلى أَن جَاء وَ وَقَفََ أَمامَها شَخصٌ كَان مِن الوَاضح عليهِ أَنَّهُ لَا يَتَجاوَزُ الـ 30 مِن عُمره ...

...وقف أمامها وساعدها على الوقوف قائلاً:...

... "أيتها الصغيرة لماذا أنتِ وحدكِ هُنا هَل أنتِ تآئهة" ...

...نظرت له بنظراتٍ تحمل العديد من الكلماتِ وَ الجروحِ ، تعجَّبَ من هَذِهِ النَّظرات ليعقد حاجبيه...

...تذكَّرت والدتها وَ صرختْ و هِي تتمسَّكُ بِقدمه وَالدموعُ تشقُّ طريقها من عينيها...

..." سيِّدي أرجوكَ ساعدني أمِّي بخِطرٍ وَلا يُوجد أحدٌ يُساعدنَا لَا أعرِفُ أيَّ شَخصٍ في هذه المَدينة، ساعدني أرجوك، أنقذ ماما لَيس لَديَّ غَيرُها هُنا " ...

...فكر قليلاً و مسح دموعها وخاطبها مبتسماً:...

..." حسناً صغيرتي، خُذيني إِلى منزلكم لِكَي أحضر الطَّبيب لِيقوم بِعلاجها ولَكن ،سنتَّفق عَلى شيءٍ واحد وَ هو،...

... لَا أُريدُ رُؤيةَ هَذِهِ الدُّموعَ مُجدَّداً اتَّفقنا ؟ "...

...ابتسمتْ وَ أومأتْ لَهُ بالإيجابِ وذَهبا بِسرعةٍ ليقوما بمساعَدَةِ وَالدتها...

...بَعدها قَام بإحضار طَبيبٍ بِرفقتِهِ وَ دخلا المَنزِل الَّذي كَان مُهترئاً...

...أجل ذلكَ الزوج لم يهتم بعائلتهِ، وَ تهرَّبَ مِنهما؛...

...لأنَّه لم يعد يملكُ أي ذرةٍ مِن المَال يُضحِّي بِها مِن أَجلهِمَا...

...... ... ......

...دَخل الطَّبيبُ و قام بفحص الأم وَعِلاجِها ...

...و قالَ: "إنَّها تحتاجُ للرَّاحةِ والعنايةِ الشَّديدتيْنِ وَبعدها سَترتاح إضافةً لبعض الأدويةِ و ستتحسَّنُ بعدها " ...

...أومأت لَهُ وَ قامَ بِمنحها وَرقة الأدْوِيَةِ المتطلبةِ للعلاج...

... لَكن مَا أَن رَأتها حتَّى صُدمتْ مِن تَكلفَتِها وَ كادَتْ تَبكي...

...كَان ذَلكَ الرَّجل يُحاسبُ الطَّبيبْ وَ بَعدما انتَهى وَ خرجَ الطَّبيب نَظر للخلفِ فَوَجَدَ الطِّفلَةَ تَكادُ تَبكي وَ هِيَ تَرتَجِف...

...سألها:" ما خطَبكِ ؟ لِماذا تريدينَ البُكاء؟ أهنالِكَ خطب ما بِأمكِ "...

...نَظرَ لِلورقَةِ الَّتي بِيدها وسرعان ما فهمِ ما يجري ...

...سألها:" أيْن أباكي لِماذا هو ليس هنا؟ "...

...مَا إن قال هذه الكلمات حَتى انهمرتْ الدُّموعُ من عينيها الحَزينتين...

...و سرعان مافهم أنَّ هذه الفتَاة ليس لديها أحدٌ غيرَ والدتها التي تكاد تموتُ بسببِ المَرض ،...

... فَشعر بِالنَّدم علَى مَا فَتح مِن جرحها ...

...قام بعناقها قائلاً:...

..." لا تخافي أنَا آسف، سَأعتني بِكِ وَ بِأمِّكِ إلى حينِ أَن تتحسَّن، اتفقنا ولكن لا تبكي أرجوكي؟ "...

...وحاول إضحاكها في نهاية كلامه ...

...نظرت له وضحكت: "هه أنتَ ظريف حقاً هههه" ...

...تعجب قائلاً: "حقاً" ...

...أردفت:"أجل كثيراً" ...

...وضحك الاثنان معاً...

...وبعد عدةِ أيامٍ بَدأت الأم بالتَّحسُّن بِفضل رِعاية هذا الرَّجلِ لَها وَ لصغيرتِها الَّتي كانَ دائماً ما يغمرها بأِطنانٍ مِن الدَّلالِ وَ الحنان...

...كما لَو كانت ابنته حقاً.....

... كَان يَسعى لِعدم إحزانِها بِأيِّ شكَلٍ مِن الأشْكال وَ بأِيِّ وَسيلةٍ مُمكنَةٍ...

...كَان هَذا الإنسانْ هُو الَّذي مَلَأ الفجوة التي تركها والدُها عِندما فارقهن لمدةٍ طويلةٍ...

... هذا الشخصُ مَنحها الحَنَانَ الذي احتاجتْ مَن يمنَحُها إيَّاه ...

...حتى والدتها كانت تَتمنَّى لَو كَانَ زَوجُها بِمثلِ طيبةِ هَذا الانسان...

... عَلى الرُّغمِ مِن أنَّ زوجها يعمل مِن أجلهنَّ ، لكنه لم يقمْ بمنحهنَّ فِلساً واحداً حتى.....

... كان هذا قاسٍ عليها وَ لم تَرغب بِأن تَجرح قَلب  فَتاةٍ صَغيرةٍ بِأمورٍ كَهذهِ...

...... ... ......

...مرت على هذهِ الحَالِ سَنتانْ إِلى أَن قَرَّرَ ذَلكَ الرَّجل الرحيلَ بعدَ أَن قَام بإعدادِ حَياةٍ كريمةٍ لَهنَّ مِن بَيتٍ جَديدٍ فَاخر،...

... إضافةً إلى مَنحهِنَّ قَدراً كبيراً مِن المَال وَ القيام بإرسال مبلغٍ لهُن كُلَّ شَهر لِسد حَاجاتِهنَّ...

...وَ طبعاً قامت الوالِدةُ بشكره على كرمه هذا تجاههن...

... و لَكنْ........

...بقيت متسألةً عَن سبب هذهِ المُعامَلة الحَسنةِ...

.............

...و في يوم ذهابهِ قبل أن يقوم بالتحركِ، أمسكت يده يدان لطيفتان بخفة تمنعانهِ مِنَ الحَركة ...

...وقفت الفتاة تنظر له:...

..."شكراً لكَ على اعتنائكَ بنا لن انسى معروفكَ أبداً" ...

...عيناها الصغيرتان تلمع بشدةٍ إثرَ تَراكُم الدُّموع دَاخلهن...

...  بينما هو رمقها بنظرةٍ حزينةٍ و مَسحَ دموعها رادفاً...

..."اسمعي صغيرتي، أَنا لَا أرغبُ بفراقِكِ وَ لكن أنتِ لديكِ والدكِ وَ هوَ مَن سَيقدِّم لَكِ ضِعفَ مَا قَدَّمتُهُ أَنَا لِذا لا تحزني اتفقنا ؟" ...

...أردفت قائلة بعدها:" ولكن قبل أن تذهبَ .. أريد سؤالك، لماذا تهتمُّ بنا لِهذهِ الدَّرَجَة رُغم أنَّكَ لَا تقربنا شيئاً ؟ " ...

...نظر لها لفترةٍ بينما هي تحدق به وتنتظر جوابه على سؤالها...

...ولكن كانت ردة فعله هو وضع يداه في جيبيه ومنْحُها ظهره لها ابتسم ابتسامة...

...متكلفةً وقال ...

..."هنالك سبب جعلني أفعل هذا فعلاً أنصِتي ،أنتِ تذكرينني بشخصٍ كنتُ أعرفهُ بالماضِي ، كان شخصاً مميزاً لدي و لكنَّه قَد غَادَرَ وَ هجَرنِي مُنذُ زَمنٍ طَويلٍ دُون وَداعٍ حتى ، و أنتِ تشبهينه كثيراً " ...

...نظرت إليه وسألته:...

..." هَل هُو غالٍ عليكَ لِهذا الحد؟ أم أنه فتاةٌ أنتَ كنتَ تحبها كَثيراً ؟" ...

...مسح دمعةً نزلتْ منه إثر صدمِتِه مِن كلامها و قال لَها ...

..."هل جننتي؟ كيف تتكلمين بأمورٍ كهذه؟! عندما تكبرين أكثر ستعلمين ما هو طعم هذا الإحساس وليس الآن ! هذا مبكر جداً،...

...أما الآن لا تشغلي بالكِ بي وركزي على رعاية أمكِ اتفقنا؟ واهتمِّ بنفسكِ أيضاً رو.. روزي" ...

...نظرت له وردَّت: "اتَّفقنا سيِّد جيون، تشرفتُ بِمعرفتكَ وَ ستبقى لَكَ مَكانةٌ داخِلِيَ إلى الأبد " ...

...رد عليها:" الشَّرفُ لِي، و أنا لَن أنساكِ أبداً ، وَ لن تحتاجيني بعد الآن ، سَتجدين والدكِ مَعكِ دَائماً ، والأن حانَ وقت الوداعِ صغيرتي" ...

...قَام بعناقها عناقا دافئاً، وَ مِن ثمَّ نَهضَ مغادراً المكان بِكلِّ هدوء ...

...أخذَتْ تُراقِب طَيفهُ الَّذي يَختفي بدموعٍ شَديدةٍ ...

...لم تكن ترغبُ بفراقِهِ إِطلاقاً...

... فَمن يومها ....  لَم تره ابداً    ...

... Flashback End...

...الصَّغيرة:" هَذا ما حصل "...

...نَظر إِليْها والدُها بغضبٍ و  بإبتسامةٍ زائفةٍ فَقال:...

..."حبيبتِي، هل تعرفيينَ أيَّ شيءٍ عنه ؟ مثلاً شكله أَو اسمَهُ، أريد ...

...أن أعرف كَي أشكره على الأعتناء بكِ وَ بوالدتكِ" ...

...نظرت بهدوء له و رَدَفَت: ...

..."أجَل أتذكرُ شكْلَهُ كان أطول منكَ بقليلٍ وكان شعره أسودُ اللَّون رُبَّما..صَحيح و كان أبيضاً وَ يمتلكُ أسناناً ظريفةً و أيضاً هو جميلٌ كَذلك  وَكان ثري أيضاً لأنه كان من عائلة جيون، لَكن لَا أعرفُ اسمه هو بالتحديد "...

..."حسناً إذاً وَ لكن هل تَذكرين إذا كان قد.. أقصد أنه قام بالتخلي عن شيءٍ لأجلكِ أنتِ و أمِّكِ ؟" ...

...لتردف هِيَ...

..."لا ..... سَمعتهُ يَقولُ أنَّهُ عِندما يَموت لَن يَتخلَّى عَنَّا، وَ سينقلُ لِأمي المُمتلكاتِ لتعتني بِي إذا لَم تَعدْ أنتَ"...

...ابتسم السيد بارك وَ لأولِ مرَّةٍ هِي تَخافُ من والَدها بِهذا الشَّكل...

...  كانت تسألهُ مَا إذا كانَ بخيرٍ، وَ هو كانَ يومِئُ لَها بِالإيجابِ...

... وَخطرتْ بِبالِهِ أفكارٌ غريبةٌ لَم تَخطرْ بِبال أيٍّ مِنهما ...

...ثم عاد لابنته وقال:...

..." اسمعي عزيزتي لا تخافي ، أنا هنا وأعدكِ أنني سأحققُ  كلَّ أَحلامِكِ! حَسناً؟ "...

...أومأتْ لَهُ ثمَّ ذهبت لِلنَّوم ...

............

... فِي مُنتصفِ حُلمها، سَمعت صَوتَ أحدٍ لم يكن غريباً عليها  ينادي بإسمها لتنقذه ممَّا هو به ........

...فَجأةً رَأت خِلال نومها رجلاً يحمِلُ سكِّيناً بَينمَا قَد سَقَطَ المُستغيث أرضاً  وَ كان الرُّعب يملأُ عَينهُ ...

...لِيقوم ذلكَ الرجلُ الشريرُ بِقتلهِ وَ تمزيقه ...

...و الآخر كانَ يصرخ من شدةِ الألمْ ...

...وَ ذَاك كان يضحكُ بِصوت عالٍ ...

...و  لَكن كانت تعرفه ........

... كَانت تَعرف كِلا الصَّوتَيْنِ فِعلاً ، تَحديداً صَوتَ ذَلِكَ الشِّرِّيرِ.....

...ليِسقطَ ذَلِكَ المِسكينُ وَ يَنظرَ لِلفتاةِ وَ يَقول ...

..."روزي ساعدِيني ..... لا أُريدُ فراقَكِ أرجوكي آآآآآآآآآآآ "...

...لِتسقطَ دُموعهُ تزامناً معَ استيقاظِها بِصرخة من هذا الكابوس ...

..."لاااااااااا"...

...نعمْ روزي رأت الرجل "جيون"  يُقتلُ أَمامَ عَينيها مِن قِبلِ شَخصٍ مَجهولٍ...

...ولا تزال تسمع صوته هنا وهناك ...

..."مالذي يجري ؟... مَـ ماذا حَدث أ....أهذا حقيقي...؟!"...

...قلبها ينبض بسرعةٍ مِن شدَّةِ الخَوفِ الذي وَقعَ عَليْها...

... لتخرجَ مِن غُرفتها متجهةً إلى غرفة والدتِها ...

...وَ لَكنَّها لَم تَجدهَا في أي ركنٍ منْ أركانِ المنزلِ ...

...وَ مِن ثمَّ بَدأ الرعبُ يَتسلَّلُ داخِلَها حِين لَم تَجد والدها أَيضاً...

... قلقتْ من كَونها وَحيدةً فَيأتي لَها ذَلك القَاتل الَّذي رأتهُ فِي كَابوسِها...

...لَم تَعلمْ هَذِه الفَتاة أنَّه خِلالَ نومِهَا حَدثتْ العَديدُ مِن المَصائِب...

..."أ.....أَ. أَينَ أُمِّـــــي؟ ... أَ......أين أ....أ....أَبي؟.. أَهنالكَ أحدٌ؟! النَّجدة! أُريد أمي " ...

...سمعتْ صوتاً قادماً مِن خلفها يَقول...

...  " لِلأسفِ أمُّكِ لَيست هنا " ...

...التَفتتْ لَهُ وَ لقد كَان  وَالدها فَردفت له...

..."أبي إذاً.... أيْنَ هِيَ أمي؟ " ...

...تنهد بأسىً لِيجيبَ عَلى سؤالها...

...  " أنَا أسفٌ ابنتِي، وَ لكنْ الحَقيقةُ هِي أنَّ أمَّكِ قدْ توفِّيتْ وَ ذَهَبتْ بِلا عَودةٍ " ...

...وَقعت علَيها الصَّاعِقَةُ مهولَةً ...

...وَ انهارتْ أرضاً مِن هَوْلِ مَا سَمعتْ آذانُها ...

...و لم تَجد نَفسها إلَّا وَ دموعها تَتسابقُ بِسرعةٍ خارجةً مِن عينيْهَا...

...بَدأتْ أنْفَاسهَا تقبضْ و أخذَ جسدُها يَرتجِفُ بِقوةٍ والخوف نَمى دَاخلها بِسرعةٍ كَبيرةٍ...

...الذُّعر تملَّكها  وَ أخذتْ تَصرخُ بصوتٍ عالٍ؛ لتخرج كل مَا بِداخلها مِن آلامٍ...

..."َلم أكمل كَلاميَ .... آسفٌ صَغيرتي لِقولِ هَذا لَكنَّ الذي قَام بِقتلها قَد انتحرَ بَعدها بِالضَّبطْ"...

...قست الفتاة على قبضتها رادفةً...

..." وَ من هذا الذي قام بقتلها ؟! "...

...تَنهد و قال ...

..." إنَّهُ  جيون الَّذي تكلمتِ عَنهُ .... هُو الَّذي قَتلها "...

...لِيقع عليها النَّبأ أشدَّ مِن وَقع الصَّاعقةِ بِأضعافٍ مُضاعفَةٍ ...

...بَدأتْ بالإختناقِ شيئاً فشيئاً ، تَتخيل صُورته عندما كانَ يُلاعبها وَ يمسح دُموعها عندَما كَانت دُموعها تَسلِكُ طَريقها عبرَ وَ جنَتيهَا...

...هِي لم تحتمل هول ما سَمعت.. الشَّخص الَّذي مَنحتهُ ثِقتها وَالذي اعْتَنى بِها أفضلَ مِن والدها ...

...هُو ذاته من سلبَ والدتَها مِنها ؟  لَم تَستطِع تَحملَ ما وقعَ عليها...

...لِيغمى عَليها مُباشرةً...

......... ...

...تَقِف بَطلتنا الجَميلةُ أَمامَ قَبرِ والدتها فِي مراسم الدَّفن ، تنظر لِكل مَا يَحصلُ منْ حولِها بينما تتشبَّثُ بِيدِ وَالدها...

...والدها الَّذي أَخبرَها أنَّه لَن يَدعها تَتَأذى وَ سيحميها وَ سيسعَى لِتعويضِها عَن فِقدانها لوالدتها ...

...... ... ......

... بَعد انتهاءِ الجَنازةِ...

... غَادرا المَكان  متَّجهانِ إلى المنَزل ...

...فَتَحت رُوزي البَاب...

... لِتُصدم مِمَّا رأَتْ عَيناها ...

...حيثُ وَجدَت امرأةً كانَت تَجلسُ فِي مُنتصفِ المَنزل بابتسامةٍ عريضةٍ...

...بينما يَقوم العمَّال الَّذين أَحضرتهُم بِإخراجِ أَغراضِ والدتِها...

...جرتْ روزي بِسرعةٍ خَلفهمْ لِتوقِفهمْ ...

...و فجأة يغلقُ البابُ أَمامها...

...فصدمتْ عِندما رَأت وَالدها يَرمقهَا بِأعينٍ جاحِظةٍ ...

...وَهو مَن قَام بِإغلاقِ البابِ ؛...

...كَي لاَ تَخرجُ مِنَ المَنزلِ وَ تفرَّ هَاربةً...

...بَعدما أَقفلَ البَابَ ذَهَب لِتلكَ المَرأةِ...

...وَ قبَّلَ يَدَها أمَام عينيِّ روزي لِتصدم  مِن فعلتهِ قَائلةً...

..." أبي.!!!  مالذي تفعلُه؟ هَل أنتَ من أحضَرَ هَذِهِ المَرأةَ إِلى هُنا؟ وَ بكلِّ خِزيٍ تَسمحُ لَها بِالتخلصِ مِن أغراضِ أمِّي و أَمام عيْنيَّ ؟ مَالذي تَفعلُه ؟! أجننتَ ! وَ بِأيِّ حَقٍّ تُدخلها إِلى هُنا؟ إِذا لَم تنصرِف هَذه العاهرةُ مِن هنَا ، فَأَنَا مَن سيخرِجُها بِنفسي،  اسمعتيني؟ متأكدةٌ مِن أنَّكِ عَديمةُ شَرفٍ وَ أخلاقٍ حتَّى قمتِ بفعلِ أمرٍ كهذا ، وَالأن ..... أخرُجي حَالاً "...

...لتُحكمَ روزي على يَدها وَ تبتسمَ تِلك المَرأةُ بخبثٍ...

...لِيقفَ السَّيِّد باركْ أمامَ ابنَتِهِ وَ انْتَزَعَ حِزامهُ فَرمقها بِنظراتٍ مُخيفةٍ...

...جَعلتها تَفلتُ يَد تِلكَ المَرأةِ مِن الخَوفِ ليفتَح فَمه قائلاً: ...

..." الآن، هَل أنتِ مُستعدةٌ لجحيمكِ؟ بَارك روزي"...

...لِتصدم رُوزي وَتصرخ بأِقوى مَا لَديها بَينما...

...الاثْنانِ يضحكانِ عَلى صُراخها وَ ألَمها و بِقوةٍ ...

.......

.......

.......

.......

...يتبع...

...انتهى الفصل اتمنى أن يكون قد نال إعجابكم...

...أعلم أن الأحداث كئيبة حقاً...

...و لكن الفصل القادم سيكون أقل كآبة من هذا...

...أبرأيكم هل فعلاً ذلك المدعو ب جيون هو من قتل أمها؟...

...هل الأب كان يلعب عليهن لعبة كبيرة؟...

...أخبروني آراءكم بالتعليقات ...

...و بإذا كنتم تريدون مني الأستمرار بالرواية أم لا...

...و شكراً.... 😊...

...تاريخ النشر 3/7/2023 ©...

...جميع حقوق الطبع و النشر محفوظة ® © ...

مختارات
مختارات

1تم تحديث

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon