The Cursed Crown التاج الملعون
...أصرخ فزعاً بعدما وقعت من على سريري الصغير، فقد تم دفعي من قبل تلك الصغيرة الشقية 'لازلي' ابنة خالتي الصغرى، لحظة ما تاريخ اليوم؟ اللعنة يوم تقديم الجوائز.. جوائزي!! ...
...أنهض في جزع من مكاني متجاوزة التي انفجرت ضاحكة بينما تتوسط أرضية الغرفة ممسكة ببطنها، قلت مغتاظة:...
..."أتمنى أن تختنقي لتموتي في مكانك"...
...ارتفع صوت ضحكها أكثر لتردف:...
^^^"آه، اللعنة سأموت قبل أن أختنق سأموت.. سأموت من الضحك"^^^
...ابتسمت بسخرية لأفتح الباب لأصرخ قائلة:...
..."خالتي! لازلي قد لعنت قبل قليل" ...
...انتصبت هذه الأخيرة واقفة بينما ارتسمت على وجهها علامات الفزع، لتخرج بخطوات سريعة تحاول أن تنفي كلامي، أغلقت الباب لأرتدي ملابسي بسرعة و أسرح شعري ثم أحمل حقيبتي، اللعنة لم أستحم! ...
...لا بأس لا بأس جوائزي هي كل ما أحتاج، وضعت العطر سريعاً الذي كان برائحة الفانيليا، فحسب ما قرأت في أحد المجلات الإلكترونية التي صادفتها على الأنترنت بينما كنت أتصفح أن العطور التي تحتوي على روائح الفانيليا تعطي إحساسًا بالدفء والراحة، ولا أخفي عنكم أنني أحبتت رائحته حقاً، خرجت بِخُطاً سريعة نازلة على الدرج على الرغم من أنني قفزت نصف الدرجات و قد كدت أقع عدة مرات، أمسكت بشطيرة الفول السوداني بعدما دخلت للمطبخ لأرسل قبلات في الهواء لخالتي ڤرونيكا، لأخرج من المنزل دون إلقاء أي تحية للجالسين على مائدة الطعام وهذا كله تفادياً لمحاضرات خالتي الصباحية...
...نظرت أمامي لأجد العم فريد ينتظرني وعلى وجهه علامات الإنزعاج قهقهت بتوتر لأقول بصوت خافت بينما أتوجه للسيارة:...
..."لا تعبس هكذا، ستظهر التجاعيد على وجهك الوسيم"...
...هز رأسه بقلة حيلة لأدخل السيارة و ننطلق لمدرستي الغبية 'مدرسة ويستمنستر (Westminster School)' لا أعلم لما جدتي كانت مهووسة بجعل كل فرد من العائلة في الدراسة بها، فما هي إلا مدرسة تأسست في عام ١١٧٩ وتقع في لندن -مدينتي- وتعد واحدة من أقدم المدارس في بريطانيا وتقدم برامج تعليمية متميزة قليلاً، أراقب الضباب الذي لم ينقشع بعد بينما أضع رأسي على زجاج النافذة مراقبة الطريق، أغمضت عيناي أحاول أن أرتب أحداث قصتي على الواتباد التي لم تنتهي بعد و لم تنزل 'كفاحي' عن حياتي بعدما تعرضت للهجران......
...قاطع أفكاري صوت العم فريد وهو يبلغني أننا وصلنا، نزلت من سيارة بينما أودعه، أجل! أخيرا سأستلم جوائزي التي تعبر عن انتصاراتي، مجدداً المدرسة فتحت أبوابها للتو لأكون أول الواصلين كما المعتاد، سنة كاملة دون تأخير واحد قط، نموذج للطالبة المثالية 'كالانت جونز Calanthe Jones'، ألقيت التحية على الحراس لأرى المدرسين ينزلون من سياراتهم لألقي عليهم التحية كذلك ليردوها لي بابتسامة، توجهت للقاعة الضخمة التي كنا أنهينا ترتيبها يوم أمس وقد أخدت منا أسبوعاً كاملاً، رائع أليس كذلك؟ و الأجمل في كل هذا هو الصف الأول...
...ذلك الكرسي الجميل الذي وضع عليه اسمي و الذي أتى ما بين كرسي المدير و صاحب المركز الثاني، أتوجه نحوه بخطوات واثقة، لن تفهموا الأمر فهي امتيازات خاصة للطلاب المثاليين وهذا الكرسي يظهر انتصاري على 'بيتر باركر Peter Parker'، الفتى المغرور الذي يزعم أن جد جد جده الأكبر هو 'سبايدر مان Spider man'، اعتقاد تافه لا يمت للواقع بصلة غير أن جده قد استثمر في ذاك الفيلم مما جعلوا البطل باسمه، لكن لا تغركم تفاهته فهو أفضل طالب في المدرسة بأكملها.. "آحم" نظفت حلقي بغرور بينما أحاول منع ابتسامة الشماتة أن تظهر، بالطبع هو الأفضل بعدي! أقهقه بخفة بينما أجلس في مكاني وحتماً من سيراني سيعتقد أنني مجنونة بحق، لكن لا بأس أليس كذلك؟...
...أمسكت بحقيبتي لأخرج سماعاتي و الكتاب الذي لفت أنظاري أخر مرة ذهبت للمكتبة 'السر The Secret'، شعرت أنه هو ما أحتاج وأعلم ماذا ستقولون.. هناك نسخة كفيلم فلما لا أشاهده؟ ببساطة ما الرائع في الاستمتاع و مشاهدة عدة أشخاص يتحدثون بدل القراءة و تذوق طعم الأحرف و أن تغمر أنفك رائحة الورق المنعشة؟ اللعنة كم هي رائعة! و قد وصلت للفقرة التي كنت أنتظرها بفارغ الصبر...
..."السر لاكتشاف نفسك"...
...السر لاكتشاف نفسك "...
...و أجل لم أكن الوحيدة التي قلتها فقد أتى ذلك المزعج ليحاول إزعاجي كما هو متوقع من مزعج، وذلك لينسى خسارته أمامي، أزلت السماعات ليقول بسخرية:...
..."من كان يظن أن الطالبة المثالية خاصتنا لا تعرف شيئاً عن نفسها كإنسان طبيعي؟ لا ألومكِ فقد اعتدتي على أن تكوني دودة كتب"...
...آه كم أود لكمه لكني سأظهر بمنظر شنيع ولا أحتاج لبقعة سوداء بشعة تلطخ سجلي المثالي، أعدت الكتاب لمكانه مع سماعاتي لأردف بسخرية مماثلة لخاصته:...
..."آوه أنظروا من هنا! أليس هذا بيتر باركر صاحب المركز الثاني؟"...
...و تعمدت أن أشدد على كلمتي الأخيرة، أليس من الرائع تذكير خاسر بخسارته؟ رفعت رأسي عاليا بينما أناظره بعجرفة، تهجمت ملامحه ليصرخ بانزعاج بينما يُسقط جسده فوق الكرسي الملاصق لخاصتي، قال بصوت خافت: ...
..."لقد كانت مجرد نصف نقطة لعينة! لِمَ كل هذا الظلم؟"...
...استدرت لأرى إن كان هناك أحد يراقبنا لأصفع يده بقوة لأجيب:...
..."لم تكن مجرد نصف نقطة بل كانت ٠.٥٠٪ يا صاحب العلامة غير الكاملة"...
...لا تهتموا كثيرا بجملتي الأخيرة، إنها كمسبة لدينا نحن الأذكياء، نظر لي بانزعاج ليعيد أنظاره للأمام بينما لاحظت للتو أن القاعة باتت شبه ممتلئة، على الرغم من أنني أزعجه و أجادله و أعتبره أكبر منافس إلا أنه يبقى صديقي الوحيد...
...وليس مجرد صديق فقط بل عدو صديق، ففي بعض الأحيان يكون لطيفاً على عكس طبيعته كمخنث، لذا فهذا أقرب وصف دقيق يناسبه، أخيراً دخل المقدم وصعد المدير ليقدم الجوائز وبالطبع أنا الحائزة على المراكز الأولى في كل شيء عدى الرياضة، يا إلهي سأصبح مغرورة...
...أخيراً انتهت سنتي الأخيرة في الثانوية و سأبدأ حياة جديدة كطالبة جامعية، عدت للمنزل بالطبع رفقة العم فريد الذي ولأول مرة يشغل موسيقى صاخبة داخل سيارته السوداء الكئيبة، ولا أكذب إن قلت أن سبب هذا التغير المفاجئ هو لكي يقاسمني فرحتي و نحتفل، لحظة! لم أعرفكم بعد به.. العم فريد هو رجل مكسيكي هاجر إلى بريطانيا و يبلغ من العمر ٥٢ سنة و اسمه الكامل هو 'فريدريك سميث Frederick Smith' يعمل كسائق للعائلة منذ ٢٧ سنة، يمتلك شعراً أسوداً و بشرة حنطية مسمرة قليلاً بسبب تعرضه المستمر لأشعة الشمس، و يمتلك عدة وشوم على جسده، و بحسب ما أخبرني فبعضها كانت لمجرد نزوة و البقية أراد أن يغطي بها بعض النذوب، لأنه كان شاباً مستهتراً للغاية يحب قتالات الشوارع...
...أغلقت باب السيارة لألوح للعم فريد و توجهت نحو المنزل بخطوات بطيئة متحمسة لأريهم تعب هذه السنوات و كذلك متحمسة لأرى نظراتهم الفخورة بي، طرقت الباب بسرعة بينما أصرخ على لازلي لتفتح الباب، بعد عدة دقائق فتح الباب لأجد لازلي و عيونها الفيروزية ممتلئة بالدموع لتهمس قبل أن أسألها أساساً:...
..."إنها هنا..."...
Comments